اليابان (الفن في-)
يابان (فن في)
Japan - Japon
الفن
تأثرت اليابان بالحضارة الصينية ثم الكورية ولاسيما بعد أن انتشرت البوذية [ر. بوذا والبوذية]. ومنذ بداية القرن الرابع استقرت في شمالي جزيرة أوزاكا قبائل «ياماتو» Yamato، وكان لها دور واسع في سياسة البلاد وحكمها وفي ظهور بواكير الفن، وكانت الرموس المسماة (كوـ فون) Ko- Fon التي تعلوها قبة مستديرة من مظاهر العمارة الأولى، ومازال مدفن الامبراطور قائماً هناك حتى اليوم.
تبدو مدينتا نارا وكيوتوـ وهما من أقدم العواصم التي أنشئت في القرن الثامنـ مرتبطتين بتقاليد العمران الصيني المؤلف من شوارع متعارضة، ومازال الأمر واضحاً حتى اليوم في مدينة كيوتو الجديدة. وتشمل الفنون اليابانية العمارة وتنسيق الحدائق والتصوير والنحت والكتابة الخطية.
وقد مرت الفنون اليابانية بحقبات متتالية: حقبة أزوكا Asuka ت(552ـ645) وحقبة هاكوهو Hakoho ت(645ـ710) وحقبة نارا Nara ت(710ـ800). وحقبة هَيان Heian ت(800ـ897) وحقبة فوجي وارا Fuji Wara ت(870ـ1170) وحقبة كاماكورا Kamakura ت(1170ـ1350) وحقبة موروماشي Muromachi ت(1350ـ1570) ثم حقبة موموياما Momoyama ت(1570ـ1603) وأخيراً حقبة إيدو (طوكيو اليوم) Edo ت(1603ـ1867). ثم يأتي العصر الحديث.
فن العمارة
في حقبة أزوكا ظهرت العقيدة البوذية في منتصف القرن السادس بتأييد الأمير شوتوكو Chotoko، وكان التأثير الصيني والكوري واضحاً في جميع الفنون ـ وصل ذروته في مدينة أزوكا برعاية الامبراطورـ ولاسيما في مجال العمارة؛ إذ أنشئ العديد من المعابد البوذية. ومن أقدم المنشآت اليابانية بيوت العبادة المسماة هوريوجي Horyoji، وهي عمارة خشبية مؤلفة من طوابق ثلاثة تفصلها مظلات مربعة ذات حوافّ مجنحة.
ثم ظهرت في حقبة نارا القرن الثامن معابد نارا متأثرة بعمارة المعابد الصينية من أسرة تانغ[ر] Tang. أما البيوت السكنية فلقد بدت ذات مخطط بسيط متناظر حافلة بالزخارف.
وتبدو القصيدة البوذية عاملاً أساسياً في تكون فن العمارة اليابانية ولاسيما عمارة المعابد، كما في معبد نارا الذي يحوي تمثال بوذا الضخم، ويعدّ هذا المعبد من أضخم العمارات الخشبية في اليابان كما يعدّ أقدم منشأة خشبية. مع أن هذا المعبد مقتبس من المعابد الهندية ـ بصوامعه وأديرته وأسوارهـ فإنه يبدو أكثر رشاقة بخشبياته الممشوقة وسقوفه المصنوعة من خشب الصنوبر المجدول. ويمتاز بطلاء جدرانه الملونة بالأحمر والأزرق والأخضر والذهبي. إلى رايات حريرية طويلة وأجراس برونزية مجلجلة. كما زين بألواح القرميد الملون، إلى جانب الألواح المصورة بأشكال الأزهار والكروم والسحب المتتابعة.
وفي مدينة نارا ينتقل الفن إلى عصر جديد، وكان التأثير الصيني والهندي واضحاً في عمارة هذه المدينة. وتلا هذا العصر حقبة ذهبية في نارا مازالت آثارها قائمة في ضواحي هذه المدينة حتى اليوم.
ثم انتقلت العاصمة إلى كيوتو Kyoto. وفيها معالم عمارة يابانية صرفة بدت في عصر هَيان، ومثالها أبنية الصفوة والطبقة الأرستقراطية، وفي مقدمتها القصر الامبراطوري في كيوتو. وفيها بدا النحت تعبيرياً وضخماً، وبدا التأثير البوذي أكثر وضوحاً.
وثمة أسلوب معماري آخر انتشر في هذا العصر اهتم بالحدائق ذات الأجنحة تلبية لطلب طبقة الساموراي الرفيعة.
وفي حقبة فوجي وارا بدا الفن أكثر أناقة وبهاءً.
وبين القرنين التاسع والثاني عشر انقطع الفن الياباني عن التأثر بالفن الصيني والعمارة؛ إذ ظهر الأسلوب الياباني الصرف، ويطلق عليه اسم مدينة ياماتو Yamato. كما ظهر فن المعلقات ويطلق عليها «إيما كيمونو» Emakimono.
وفي عصر كاماكورا بدا النحت واقعياً صرفاً، ولكنه استمر تعبيرياً في تكوين الملامح الإنسانية. وفي مجال العمارة بدا الأسلوب مبسطاً، واستمر قائماً حتى اليوم متأثراً بمذهب (الزِّن) Zen البوذي. وعلى نحو عام فإن التأثير الصيني يبدو شديد الوضوح في بناء ناندايمون Nandaymun في نارا (1299) وفي بناء شاريدان Charidan في كاماكورا (1285).
وأعقب هذا العصر عصر موروماشي Muromachi، وكان لانتشار شرب الشاي الصيني أثره في بناء منشآت خاصة لتناول الشاي، وقد أطلق على طراز هذه المنشآت اسم (سوكياـ زوكوري) أي طقوس الشاي.
ثم جاء عصر موموياما Momoyama؛ إذ لمع اسم كبار الفنانين الذين استغلوا الألوان المشرقة، أو الذين زاولوا النحت على الخشب لتزيين القصور والمعابد بالزخارف، كما ظهر فن تزيين الأقنعة.
وانتشر في عصر إيدو فن الطباعة «أوكيوِه» Ukiyoe الذي بدا فناً شعبياً لم يلبث أن انتقلت آثاره إلى أوربا في منتصف القرن التاسع عشر، وأصبح معروفاً ومؤثراً في الفن الحديث. وأطلق على الفن الغربي المتأثر بالفن الياباني مصطلح Japonaiserie. وبالمقابل أثّر الفن الغربي الحديث في اتجاهات الفن الياباني منذ عودة الملكية على يد أسرة ميجي Meiji.
وفي كيوتو وكاماكورا انتشر طراز معماري في عمارة الأديرة والمعابد، ومثالها معبد الجناح الذهبي ومعبد الجناح الفضي في كيوتو.
وفي عصر إيدو بدت العمارة أكثر انسجاماً وتوافقاً وبساطة، محاطة بالحدائق التي اهتم اليابانيون بتنسيقها وفق أسلوب خاص استغل فيه الحجر الغشيم والسواقي المائية، على أن القلاع كانت من أفخم شواهد هذه العمارة، ومثالها قلعة هيميجي Himeji، ولم تكن هذه القلاع مجرد حصن عسكري، بل كانت تحفة معمارية.
ومنذ إصلاح عام 1868 الذي قامت به أسرة ميجي Miji بدأت العمارة تتجه نحو الحداثة الغربية، بدا ذلك في العمارات الحكومية مستفيدة من مادتي الحجر والآجر.
وعقب زلزال عام 1923 الذي قضى على أجمل المنشآت في طوكيو كان لابد من اللجوء إلى عمارة تتحمل تأثير الزلازل مستعينة بالتقنيات الغربية التي جاء بها المعماري الأمريكي رايت[ر]؛ ولاسيما بعد الحرب العالمية الثانية حين بدأ استعمال الإسمنت المسلح في البناء، كما في بناء الفندق الامبراطوري في طوكيو.
ومن أبرز المنشآت الحديثة «ستاد» يويوجي Yoyoji الوطني الذي أنشئ بمناسبة أولمبياد طوكيو في عام 1963 وبناء معرض أوزاكا Osaka الذي أنشئ في عام 1970. عدا المنشآت السكنية الضخمة التي أنشئت في الضاحية الجديدة التابعة لمدينة أوزاكا. وتشهد العمارات الشاهقة في ضواحي طوكيو على مدى التطور المعماري القائم على الازدهار الاقتصادي. ويعدّ المهندس المعماري كينزو تانغِه Tange من أشهر معماريي العصر الحديث في العالم.
وكما هو شأن العمارة اليابانية، فإن فنون النحت والتصوير والزخرفة كانت متأثرة بالفن الصيني وبالتعاليم البوذية وموضوعاتها ولا سيما تصوير بوذا وتمثيله نحتياً.
عفيف البهنسي
يابان (فن في)
Japan - Japon
الفن
تأثرت اليابان بالحضارة الصينية ثم الكورية ولاسيما بعد أن انتشرت البوذية [ر. بوذا والبوذية]. ومنذ بداية القرن الرابع استقرت في شمالي جزيرة أوزاكا قبائل «ياماتو» Yamato، وكان لها دور واسع في سياسة البلاد وحكمها وفي ظهور بواكير الفن، وكانت الرموس المسماة (كوـ فون) Ko- Fon التي تعلوها قبة مستديرة من مظاهر العمارة الأولى، ومازال مدفن الامبراطور قائماً هناك حتى اليوم.
تبدو مدينتا نارا وكيوتوـ وهما من أقدم العواصم التي أنشئت في القرن الثامنـ مرتبطتين بتقاليد العمران الصيني المؤلف من شوارع متعارضة، ومازال الأمر واضحاً حتى اليوم في مدينة كيوتو الجديدة. وتشمل الفنون اليابانية العمارة وتنسيق الحدائق والتصوير والنحت والكتابة الخطية.
وقد مرت الفنون اليابانية بحقبات متتالية: حقبة أزوكا Asuka ت(552ـ645) وحقبة هاكوهو Hakoho ت(645ـ710) وحقبة نارا Nara ت(710ـ800). وحقبة هَيان Heian ت(800ـ897) وحقبة فوجي وارا Fuji Wara ت(870ـ1170) وحقبة كاماكورا Kamakura ت(1170ـ1350) وحقبة موروماشي Muromachi ت(1350ـ1570) ثم حقبة موموياما Momoyama ت(1570ـ1603) وأخيراً حقبة إيدو (طوكيو اليوم) Edo ت(1603ـ1867). ثم يأتي العصر الحديث.
فن العمارة
أحد المعابد المسماة هوريوجي في مقاطعة نارا |
ثم ظهرت في حقبة نارا القرن الثامن معابد نارا متأثرة بعمارة المعابد الصينية من أسرة تانغ[ر] Tang. أما البيوت السكنية فلقد بدت ذات مخطط بسيط متناظر حافلة بالزخارف.
وتبدو القصيدة البوذية عاملاً أساسياً في تكون فن العمارة اليابانية ولاسيما عمارة المعابد، كما في معبد نارا الذي يحوي تمثال بوذا الضخم، ويعدّ هذا المعبد من أضخم العمارات الخشبية في اليابان كما يعدّ أقدم منشأة خشبية. مع أن هذا المعبد مقتبس من المعابد الهندية ـ بصوامعه وأديرته وأسوارهـ فإنه يبدو أكثر رشاقة بخشبياته الممشوقة وسقوفه المصنوعة من خشب الصنوبر المجدول. ويمتاز بطلاء جدرانه الملونة بالأحمر والأزرق والأخضر والذهبي. إلى رايات حريرية طويلة وأجراس برونزية مجلجلة. كما زين بألواح القرميد الملون، إلى جانب الألواح المصورة بأشكال الأزهار والكروم والسحب المتتابعة.
وفي مدينة نارا ينتقل الفن إلى عصر جديد، وكان التأثير الصيني والهندي واضحاً في عمارة هذه المدينة. وتلا هذا العصر حقبة ذهبية في نارا مازالت آثارها قائمة في ضواحي هذه المدينة حتى اليوم.
ثم انتقلت العاصمة إلى كيوتو Kyoto. وفيها معالم عمارة يابانية صرفة بدت في عصر هَيان، ومثالها أبنية الصفوة والطبقة الأرستقراطية، وفي مقدمتها القصر الامبراطوري في كيوتو. وفيها بدا النحت تعبيرياً وضخماً، وبدا التأثير البوذي أكثر وضوحاً.
وثمة أسلوب معماري آخر انتشر في هذا العصر اهتم بالحدائق ذات الأجنحة تلبية لطلب طبقة الساموراي الرفيعة.
وفي حقبة فوجي وارا بدا الفن أكثر أناقة وبهاءً.
قلعة هيميجي |
وفي عصر كاماكورا بدا النحت واقعياً صرفاً، ولكنه استمر تعبيرياً في تكوين الملامح الإنسانية. وفي مجال العمارة بدا الأسلوب مبسطاً، واستمر قائماً حتى اليوم متأثراً بمذهب (الزِّن) Zen البوذي. وعلى نحو عام فإن التأثير الصيني يبدو شديد الوضوح في بناء ناندايمون Nandaymun في نارا (1299) وفي بناء شاريدان Charidan في كاماكورا (1285).
وأعقب هذا العصر عصر موروماشي Muromachi، وكان لانتشار شرب الشاي الصيني أثره في بناء منشآت خاصة لتناول الشاي، وقد أطلق على طراز هذه المنشآت اسم (سوكياـ زوكوري) أي طقوس الشاي.
ثم جاء عصر موموياما Momoyama؛ إذ لمع اسم كبار الفنانين الذين استغلوا الألوان المشرقة، أو الذين زاولوا النحت على الخشب لتزيين القصور والمعابد بالزخارف، كما ظهر فن تزيين الأقنعة.
وانتشر في عصر إيدو فن الطباعة «أوكيوِه» Ukiyoe الذي بدا فناً شعبياً لم يلبث أن انتقلت آثاره إلى أوربا في منتصف القرن التاسع عشر، وأصبح معروفاً ومؤثراً في الفن الحديث. وأطلق على الفن الغربي المتأثر بالفن الياباني مصطلح Japonaiserie. وبالمقابل أثّر الفن الغربي الحديث في اتجاهات الفن الياباني منذ عودة الملكية على يد أسرة ميجي Meiji.
وفي كيوتو وكاماكورا انتشر طراز معماري في عمارة الأديرة والمعابد، ومثالها معبد الجناح الذهبي ومعبد الجناح الفضي في كيوتو.
وفي عصر إيدو بدت العمارة أكثر انسجاماً وتوافقاً وبساطة، محاطة بالحدائق التي اهتم اليابانيون بتنسيقها وفق أسلوب خاص استغل فيه الحجر الغشيم والسواقي المائية، على أن القلاع كانت من أفخم شواهد هذه العمارة، ومثالها قلعة هيميجي Himeji، ولم تكن هذه القلاع مجرد حصن عسكري، بل كانت تحفة معمارية.
ومنذ إصلاح عام 1868 الذي قامت به أسرة ميجي Miji بدأت العمارة تتجه نحو الحداثة الغربية، بدا ذلك في العمارات الحكومية مستفيدة من مادتي الحجر والآجر.
وعقب زلزال عام 1923 الذي قضى على أجمل المنشآت في طوكيو كان لابد من اللجوء إلى عمارة تتحمل تأثير الزلازل مستعينة بالتقنيات الغربية التي جاء بها المعماري الأمريكي رايت[ر]؛ ولاسيما بعد الحرب العالمية الثانية حين بدأ استعمال الإسمنت المسلح في البناء، كما في بناء الفندق الامبراطوري في طوكيو.
ومن أبرز المنشآت الحديثة «ستاد» يويوجي Yoyoji الوطني الذي أنشئ بمناسبة أولمبياد طوكيو في عام 1963 وبناء معرض أوزاكا Osaka الذي أنشئ في عام 1970. عدا المنشآت السكنية الضخمة التي أنشئت في الضاحية الجديدة التابعة لمدينة أوزاكا. وتشهد العمارات الشاهقة في ضواحي طوكيو على مدى التطور المعماري القائم على الازدهار الاقتصادي. ويعدّ المهندس المعماري كينزو تانغِه Tange من أشهر معماريي العصر الحديث في العالم.
وكما هو شأن العمارة اليابانية، فإن فنون النحت والتصوير والزخرفة كانت متأثرة بالفن الصيني وبالتعاليم البوذية وموضوعاتها ولا سيما تصوير بوذا وتمثيله نحتياً.
عفيف البهنسي
تعليق