يحيي عدي Yahya ibn 'Adi

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يحيي عدي Yahya ibn 'Adi

    يحيى بن عدي

    يحيي عدي

    Yahya ibn 'Adi - Yahya ibn 'Adi

    يحيى بن عدي
    (280 ـ 364هـ/894 ـ 975م)

    أبو زكريا يحيى بن عدي بن حميد ابن زكريا المنطقي التكريتي. فيلسوف ومترجم للفلسفة، صرف جلَّ عنايته للمنطق فلقِّب بالمنطقي. يبدأ القدماء بتعريفه بقولهم: إليه انتهت الرئاسة في المنطق ومعرفة علوم الحكمة، أي الفلسفة. ويضيف بعضهم أنَّهُ كان أوحد دهره.
    وكان أحد أبرز المترجمين للتراث الفلسفي وخاصَّة عن السريانيَّة إلى العربيَّة. وإلى جانب اشتهاره بالترجمة كان كثير الكتابة والنسخ فقد كان عالي الهمَّة شديد الشَّغف بالعلم ومتابعة شؤونه، وقد بقي العديد من آثاره بخطِّ يده.
    روى النديم في «الفهرست» أنَّهُ عاتب يوماً يحيى بن عدي على كثرة نسخه وانقطاعه للكتابة فأجابه يحيى قائلاً: «من أيِّ شيءٍ تعجب في هذا الوقت؟ من صبري؟ قد نسخت بخطِّي نسختين من التَّفسير للطبري وحملتهما إلى ملوك الأطراف. وقد كتبت من كتب المتكلمين ما لا يحصى، ولعهدي وأنا أكتب في اليوم والليل مئة ورقة وأقل».
    ولد يحيى بن عدي في تكريت، وكانت في زمانه واحدةً من أكثر مدن العراق أهميَّة من جهة الفكر والثقافة وحلقات العلم والتعليم. ولكن بغداد هي محجة العلم والعلماء من قبل طلاب العلم، ولذلك لا عجب في أن يؤمها يحيى بن عدي لمتابعة دراسته، ورُبَّما كان ذلك نحو سنة 296هـ أَو بعد ذلك بقليل. تلقى علومه الفلسفيَّة مباشرة عن الفارابي وأبي بشر متى بن يونس[ر]، فقرأ على أبي بشر أولاً، ثم عندما عاد إلى بغداد بعد إقامته في حران قرأ على أبي نصر الفارابي، والفارابي تلميذ متَّى أيضاً، وكان ذلك ما بَيْنَ سنتي312ـ317هـ/925ـ930م. وكذلك قرأ على غيرهما من أعلام الفكر والفلسفة في عصره.
    يقول النديم في «الفهرست»: «عندما توفي أبو بشر مِتَّى، سنة 328هـ، انتهت الرئاسة إلى أبي زكريا يحيى بن عدي». ولمعرفة قيمة التعبير يجب أن نضع في الأذهان أن النديم لم يذكره في كتابه كلِّه إلا أربع مرات: الأولى في وصف أبقراط الطبيب اليوناني، والثانية في وصف جالينوس الطبيب، والثالثة في وصف أبي بشر متى بن يونس، والرَّابعة في وصف يحيى بن عدي.
    صحيحٌ أنَّ لفلسفة ابن عدي مكانةً مرموقةً في تاريخ الفكر الفلسفيِّ العربيِّ خاصَّةً والعالمي عامَّةً، إلاَّ أنَّ أكثر ما يسجل له هو مدرسته التي خرَّجت عظماء الفلسفة والفكر والأدب في تاريخ الحضارة العربيَّة، فلما علا صيته وطارت في البلاد سمعته توافد إلى حلقته طلاب العلم من كلِّ حدبٍ وصوب، ومن كل الملل والنحل في شتى أرجاء الدولة العربية الإسلاميَّة. ومن هؤلاء الأعلام الذين تخرَّجوا في مدرسة ابن عدي: أبو سليمان السجستاني المنطقي المتوفى سنة 391هـ، وهو صاحب «صوان الحكمة»، وقد ترأس جماعة الفلاسفة في بغداد بعد وفاة يحيى، وأبو حيان التوحيدي فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة (ت414هـ)، والفيلسوف الأخلاقي أبو علي مسكويه (ت421هـ)، وعيسى بن زرعة (ت398هـ) الذي كان من أخص تلاميذ يحيى ومكمل تعليمه في اللاهوت، وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى (ت391هـ)، وأبو الخير الحسن بن سوار المعروف بابن الخمار (407هـ)، وإليه يرجع فضل إيصال تعاليم يحيى في المنطق، وأبو علي بن السمح (ت418هـ) وهو الذي دَوَّن دروس يحيى في السماع الطبيعي لأرسطو.
    ذكر له القفطي تسعة وأربعين مؤلفاً، وابن أبي أصيبعة سبعة مؤلفات، واكتفى النديم بثلاثة. وربما يكون أُغسطين بيرييه Augustin Perier أول من قدم بحثاً شاملاً لمؤلفات يحيى بن عدي، وكان ذلك في عام 1920م فذكر فيه واحداً وأربعين مؤلفاً لاهوتياً، وستين مؤلفاً فلسفيًّاً ما بَيْنَ التَّأليف والترجمة. وثَمَّةَ من تابع البحث في آثار يحيى بن عدي، حَتَّى وصل عدد الآثار التي تركها في أبعد التصورات إلى 141 أثراً ما بَيْنَ تأليف وترجمة وكتاب ورسالة ومقال، معظمها مفقودٌ وقليلها مطبوعٌ. طبع من ترجماته كتاب «سوفسطيقا» لأرسطو، و«ما بعد الطبيعة» لأرسطو، كما طبع له من المؤلفات «مقالة في تبيين الفصل بين صناعي المنطق الفلسفي والنحو العربي» وكتاب «تهذيب الأخلاق»، و«مقالة في إثبات صدق الإنجيل، على طريق القياس» و«قول في اختلاف لفظ الأناجيل ومعانيها»، و«قول في الهيولي».
    كما عثر على الكثير من مؤلفاته المخطوطة مثل «مقالة في أن العرض ليس هو جنساً للتسع المقولات العرضية» و«مقالة في الكل والأجزاء» و« القول في أن كل متصل فإنه ينقسم إلى أشياء تنقسم دائما بغير نهاية» و«قول في الجزء الذي لا يتجزأ» و«مقالة في ثلاثة بحوث عن غير المتناهي» و«مقالة في إثبات طبيعة الممكن».
    وذكر له العديد من المؤلفات والترجمات المفقودة؛ فمن ترجماته «النواميس» لأفلاطون، و«قاطيغورياس» لأرسطو و«الشعر» لأرسطو، ومن مؤلفاته المفقودة «مقالة في البحوث الخمسة عن الرؤوس الثمانية» و«مقالة في تبيين فضل صناعة المنطق» و«مقالة في أن الكم ليس فيه تضاد» و«مقالة في ماهية العلم» و«كتاب في الشَّبهة في إبطال الممكن» و«مقالة في سياسة النفس».
    عزت السيد أحمد

يعمل...
X