السهروردي (يحيى بن حبش-)Al-Suhrawardi (Yahya ibn Habash فيلسوف وحكيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السهروردي (يحيى بن حبش-)Al-Suhrawardi (Yahya ibn Habash فيلسوف وحكيم

    السُّهْرَوردي (يحيى بن حبش)
    (549ـ587هـ/1155ـ1191م)

    أبو الفتوح، شهاب الدين، يحيى بن حبش بن أمِيرَك، فيلسوف وحكيم، ولد بسُهرَورد (إحدى قرى زنجان في إيران)، اختلف مؤرخو سيرته في اسمه بين أحمد وعمر ويحيى، والأخير هو الصواب، وصفه صاحب «شذرات الذهب» بأنه أحد أذكياء بني آدم، وقال السيف الآمدي: «رأيته كثير العلم قليل العقل»، وكان شافعي المذهب، وتضاربت الآراء في عقيدته، فالقاضي بهاء الدين بن شداد قاضي حلب وصفه بأنه كثير التعظيم لشعائر الدين، ومن أهل الكرامات، على حين رأى آخرون أنه كان زنديقاً ملحداً، وخلط بعض الذين ترجموا له بينه وبين السُهروردي الفقيه الذي توفي في القرن السابع.
    بدأ حياته في طلب العلم فانتقل إلى مراغة في أذربيجان حيث تلقى فيها أصول الحكمة والفقه على مجد الدين الجيلي، إلى أن برع فيها، وكان للجيلي تلميذ نابهٌ آخر هو الفخر الرازي، جرت بينه وبين السهروردي مناظرات ومساجلات، ثم ارتحل إلى أصبهان، واستقر مدة في الأناضول في بلاد الأمراء السلاجقة، ثم وصل إلى سورية. وأهم مرحلة في حياته هي تلك التي قضاها في حلب، فالتقى عظماءها وعلماءها، وذلك في عهد الملك الظاهر ابن الناصر صلاح الدين، فعقد له الملك الظاهر مجلساً ناظرهم وجادلهم فيه، فظهر عليهم، فبان فضله، وبَهَر علمه، فقرَّبه الظاهر، واختصَّ به، فصار مكيناً عنده، فحسده علماء حلب وفقهاؤها عند الملك صلاح الدين ووشوا به وطعنوا في عقيدته، وقالوا له: إن السهروردي سيفسد عقيدة الملك الظاهر، فأوعز إلى ابنه بقتله، فخيره الظاهر بطريقة تنفيذ القتل، فاختار الموت جوعاً، فكان له ذلك، وقيل مات خنقاً، وصلب أياماً، ويعقب ياقوت الحموي بقوله: «ويُروى أن الظاهر ندم على ما فعل بعد مدة، ونقم ممن أفتوا بقتله، فقبض عليهم، واعتقلهم ونكبهم، وصادر جماعة منهم بأموال عظيمة».
    تدل أفكار السهروردي على أنه كان ذا نزعة إشراقية، تجلت في كتابه: حكمة الإشراق، الذي جمع فيه بين منطق أرسطو وتصوّف أفلاطون، ويذهب بعض الدارسين إلى أن نزعته الفلسفية خليط من فلسفة هرمس وفيثاغورس مع خليط من المذهب الزرادشتي القائل بعنصري: النور والظلمة، فالنور عنده للعنصر الروحاني، والظلمة للعنصر المادي، وأما الذات الإلهية فإنها نور الأنوار.
    أحصى مؤرخو سيرته ما يقرب من أربعين مؤلفاً له في الفلسفة الإشراقية والحكمة بين كلام منظوم ومنثور، وأهمها: حكمة الإشراق الذي ترجمه بنفسه إلى الفارسية، ورسالة غربة الغربية (أو الغريبة) وهي قصة رمزية على مثال رسالة الطير لابن سينا، تأثر فيها بقصة حي بن يقظان التي ألفها ابن طفيل. وله كتاب: «تفسير آيات من القرآن»، وكتاب في السيمياء، وله «شرح الإشارات» لابن سينا، و«كشف الغطاء لإخوان الصفاء»، و«التلويحيات»، و«هياكل النور في الحكمة»، و«التنقيحات في أصول الفقه»، و«الألواح العمادية»، و«المعارج»، و«اللحمة»، و«المطارحات»، و«المقامات»، وغير ذلك.
    وله شعر كثير، قال ياقوت: أجوده وأشهره قصيدته الحائية التي يقول فيها:
    أبداً، تحنّ إليكم الأرواحُ
    ووصالُكم ريحانُها والراح
    ومنها البيت:
    فتشبهوا، إن لم تكونوا مِثْلَهمَ
    إن التشبه بالكرام فلاحُ
    وله قصيدة في النفس على مثال أبيات ابن سينا، يقول فيها:
    خلعت هياكلها بجرعاء الحمى
    وصبت لمغناها القديم تشوَّفا
    وتلفتت نحو الديار فشاقها
    ربع عفت أطلاله، فتمزَّقا
    وقفت تسائله، فردَّ جوابها
    رجعُ الصدى أن لاسبيل إلى اللقا
    فإذا بها بَرقٌ تألق بالحمى
    ثم انطفى، فكأنه ما أبرقا
    محمود الربداوي

يعمل...
X