سيميل (جورج ـ)
(1858 ـ 1918)
جورج سيميل George Simmel فيلسوف وعالم اجتماع ألماني، اكتسب شهرة كبيرة بين علماء الاجتماع الألمان لدقته وعمق دراساته في تحليل الظواهر والتفاعلات الاجتماعية، فأوقف جانباً مهماً من حياته مسلطاً الضوء عليها، ولد في برلين وأتم دراسته الثانوية فيها، وتابع دراسته الجامعية بدراسة التاريخ والفلسفة في جامعة برلين، وحينها تأثر بعدد من أساتذة الفلسفة والتاريخ والأنثربولوجيا، إلى أن أكمل دراسة الدكتوراه في الفلسفة عام 1881، وفي أثناء ذلك اطلع على الكثير من الدراسات التي لها صلة بحقول الفلسفة والاجتماع وعلم النفس والتاريخ، وتخصص بقسم منها، وجمع الحقائق والمعلومات عن أصولها ومناهجها ونظرياتها ومضامينها وأبعادها الأكاديمية والتطبيقية، وعلى الرغم من هذا الاطلاع الواسع على ألوان شتى من العلوم والمعارف، غير أنه لم يخل من السلبية على صعيد حياته المهنية، حيث عُيّن محاضراً في جامعة برلين وبقي هكذا مدة خمسة عشر عاماً من دون أن يفلح في أن يرقى إلى مرتبة أستاذ، وقد عزى دارسو سيميل ذلك إلى عدم تخصصه، وكتابته في عدد كبير من الموضوعات باختصاصات عدّة، في التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس، الأمر الذي جعل أساتذته في الجامعات يشككون في علميته، غير أن ذلك لم يمنعه من الحصول على شهرة علمية كبيرة في أوساط الطلبة والقراء من المتخصصين وغير المتخصصين، من أمثال ماكس فيبرM.Weber وأدموند هوسرل E.Hussel، كما أن شهرته لم تقتصر على الداخل الألماني بل تعدت الحدود إلى خارج ألمانيا، كإنكلترا وفرنسا وإيطاليا، وتحديداً بعد ترجمة بعض مؤلفاته وأبحاثه إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية. يعد سيميل من أبرز أقطاب فلسفة الحياة، التي ظهرت في ألمانيا اتجاهاً مثالياً ذاتياً في الفلسفة، إذ كان ظهورها مؤثراً في أزمة الفلسفة البرجوازية، المبنية على مفهوم الحياة، بوصفها المبدأ المطلق اللانهائي للعلم، فالحياة تدرك حدسياً، وهي ممكنة البلوغ بالعاطفة وخاصة الدينية منها، لقد تصور سيميل الحياة على أنها الإرادة العاطفية الداخلية أو العرض اللاعقلاني للقوى الروحية، وتنبع أهمية هذا الاتجاه الفلسفي، الذي مثلّه، شوبنهور ونيتشه ودلتاي وسيميل، من كونه المصدر الأيديولوجي للفلسفة الوجودية.
طرح سيميل منهجاً لتحليل التفاعلات الإنسانية في مؤلفه «علم الاجتماع الشكلي» الذي اقترح فيه أن الإنسان يستطيع عزل شكل التفاعلات الإنسانية عن مضامينها، فهو يبحث عن مفتاح منهج الظواهر الاجتماعية في نفسية الأفراد أو في النفس الجمعية (التفاعل النفسي بين الأفراد) ومن منهجه هذا يظهر جلياً ارتباطه بالدراسة السيكولوجية في علم الاجتماع، وقد أسهم سيميل مع نيتشه ودانتي في تطوير الألوان والأطياف المثالية من المذهب الأنثربولوجي الذي يتجاهل طبيعة الإنسان الاجتماعية، ويفهمه فهماً مجرداً من العلاقات الاجتماعية الموضوعية، فالتفاعل بين الوجود المادي والوجود الروحي يبقى قائماً إلى أن يبلغ وحدة كلية الوجود، فبقدر ما تكون الظواهر مدركة عن طريق الحواس اعتماداً على أسس علم الاجتماع والحاجات الاجتماعية إلى الدين والفن والقيم والتأمل الفلسفي وتحقيق أغراض عملية، شروطها البقاء وتطور الحياة المتصلة بالجنس البشري كله، فالحياة الدينية من وجهة نظره تفسّر الوجود برمته وبمفتاح خاص.
أسهم جورج سيميل في إغناء نظريته وتطويرها في جملة النقاط الرئيسة التالية:
ـ دراسته للتفاعلات الاجتماعية التي تنعكس في حقل الميكروسوسيولوجيا وديناميكية الجماعة.
ـ دراسته لأنواع العمليات الاجتماعية.
ـ تحليله العلمي للمجتمع.
ـ دراسته للعلاقة بين عقلانية العلم والنظام الرأسمالي.
ويعتقد سيميل أن علم الاجتماع يجب عليه دراسة أنواع الحياة الاجتماعية، وليس محتوياتها بغية اكتشاف قوانين المجتمع التي تفسر العلاقة المشتركة بين الأفراد والجماعات.
توفيق داود
(1858 ـ 1918)
جورج سيميل George Simmel فيلسوف وعالم اجتماع ألماني، اكتسب شهرة كبيرة بين علماء الاجتماع الألمان لدقته وعمق دراساته في تحليل الظواهر والتفاعلات الاجتماعية، فأوقف جانباً مهماً من حياته مسلطاً الضوء عليها، ولد في برلين وأتم دراسته الثانوية فيها، وتابع دراسته الجامعية بدراسة التاريخ والفلسفة في جامعة برلين، وحينها تأثر بعدد من أساتذة الفلسفة والتاريخ والأنثربولوجيا، إلى أن أكمل دراسة الدكتوراه في الفلسفة عام 1881، وفي أثناء ذلك اطلع على الكثير من الدراسات التي لها صلة بحقول الفلسفة والاجتماع وعلم النفس والتاريخ، وتخصص بقسم منها، وجمع الحقائق والمعلومات عن أصولها ومناهجها ونظرياتها ومضامينها وأبعادها الأكاديمية والتطبيقية، وعلى الرغم من هذا الاطلاع الواسع على ألوان شتى من العلوم والمعارف، غير أنه لم يخل من السلبية على صعيد حياته المهنية، حيث عُيّن محاضراً في جامعة برلين وبقي هكذا مدة خمسة عشر عاماً من دون أن يفلح في أن يرقى إلى مرتبة أستاذ، وقد عزى دارسو سيميل ذلك إلى عدم تخصصه، وكتابته في عدد كبير من الموضوعات باختصاصات عدّة، في التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس، الأمر الذي جعل أساتذته في الجامعات يشككون في علميته، غير أن ذلك لم يمنعه من الحصول على شهرة علمية كبيرة في أوساط الطلبة والقراء من المتخصصين وغير المتخصصين، من أمثال ماكس فيبرM.Weber وأدموند هوسرل E.Hussel، كما أن شهرته لم تقتصر على الداخل الألماني بل تعدت الحدود إلى خارج ألمانيا، كإنكلترا وفرنسا وإيطاليا، وتحديداً بعد ترجمة بعض مؤلفاته وأبحاثه إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية. يعد سيميل من أبرز أقطاب فلسفة الحياة، التي ظهرت في ألمانيا اتجاهاً مثالياً ذاتياً في الفلسفة، إذ كان ظهورها مؤثراً في أزمة الفلسفة البرجوازية، المبنية على مفهوم الحياة، بوصفها المبدأ المطلق اللانهائي للعلم، فالحياة تدرك حدسياً، وهي ممكنة البلوغ بالعاطفة وخاصة الدينية منها، لقد تصور سيميل الحياة على أنها الإرادة العاطفية الداخلية أو العرض اللاعقلاني للقوى الروحية، وتنبع أهمية هذا الاتجاه الفلسفي، الذي مثلّه، شوبنهور ونيتشه ودلتاي وسيميل، من كونه المصدر الأيديولوجي للفلسفة الوجودية.
طرح سيميل منهجاً لتحليل التفاعلات الإنسانية في مؤلفه «علم الاجتماع الشكلي» الذي اقترح فيه أن الإنسان يستطيع عزل شكل التفاعلات الإنسانية عن مضامينها، فهو يبحث عن مفتاح منهج الظواهر الاجتماعية في نفسية الأفراد أو في النفس الجمعية (التفاعل النفسي بين الأفراد) ومن منهجه هذا يظهر جلياً ارتباطه بالدراسة السيكولوجية في علم الاجتماع، وقد أسهم سيميل مع نيتشه ودانتي في تطوير الألوان والأطياف المثالية من المذهب الأنثربولوجي الذي يتجاهل طبيعة الإنسان الاجتماعية، ويفهمه فهماً مجرداً من العلاقات الاجتماعية الموضوعية، فالتفاعل بين الوجود المادي والوجود الروحي يبقى قائماً إلى أن يبلغ وحدة كلية الوجود، فبقدر ما تكون الظواهر مدركة عن طريق الحواس اعتماداً على أسس علم الاجتماع والحاجات الاجتماعية إلى الدين والفن والقيم والتأمل الفلسفي وتحقيق أغراض عملية، شروطها البقاء وتطور الحياة المتصلة بالجنس البشري كله، فالحياة الدينية من وجهة نظره تفسّر الوجود برمته وبمفتاح خاص.
أسهم جورج سيميل في إغناء نظريته وتطويرها في جملة النقاط الرئيسة التالية:
ـ دراسته للتفاعلات الاجتماعية التي تنعكس في حقل الميكروسوسيولوجيا وديناميكية الجماعة.
ـ دراسته لأنواع العمليات الاجتماعية.
ـ تحليله العلمي للمجتمع.
ـ دراسته للعلاقة بين عقلانية العلم والنظام الرأسمالي.
ويعتقد سيميل أن علم الاجتماع يجب عليه دراسة أنواع الحياة الاجتماعية، وليس محتوياتها بغية اكتشاف قوانين المجتمع التي تفسر العلاقة المشتركة بين الأفراد والجماعات.
توفيق داود