سوق "الخياطين"... أبو أسواق "دمشق" وخاصرة "مدحت باشا"
دمشق
تعرف المدن الكبيرة من خلال عدد سكانها والأسواق المنتشرة فيها، وتعتبر مدينة "دمشق" من أعرق وأقدم المدن الموجودة على سطح المعمورة،
ففي هذه المدنية العديد من الأسواق القديمة التي وثقها التاريخ، ومنها سوق "الخياطين" الذي يعود تاريخ بنائه إلى العهد المملوكي.
وللحديث عن هذا السوق موقع eSyria بتاريخ 1/3/2009، التقى السيد "بينيامين شكيّر" صاحب متجر لبيع الأزياء الشعبية فيه، والذي قال: «يمتد سوق "الخياطين" من منطق "البحرتين" جنوباً إلى سوق "مدحت باشا" شمالاً، ويقع على امتداد جادة سوق "الحرير" وسوق "القلبقجية"، وعرف في العهد المملوكي باسم سوق "الخواصين"، كما كان يسمى القسم الشمالي منه "بالقبانين" نسبة للذين كانوا يقومون بوزن الأشياء الثقيلة التي لا يستطيع الميزان العادي وزنها، لذلك كان يستعمل "القبان" الكبير لوزن الأشياء، وبعد فترة من الزمن سمي هذا القسم (الشمالي) بـ"القلبقجية" واشتق هذا الاسم من "القبان"، أما القسم الجنوبي الممتد إلى سوق "مدحت باشا"، فكان يعرف "بالطواقين"، هذه التسمية أطلقت في أواخر العهد المملوكي بسبب بيع "الأطواق" (الخمار) النسائية في السوق، ويعرف السوق بأنه خاصرة سوق "مدحت باشا" وأبو الأسواق في "دمشق" القديمة، وبالنسبة للتسمية الحالية فقد أطلقت على السوق في العهد العثماني بسبب بيع "المنسوجات" و"الأجواخ"، إضافة إلى وجود عدد كبير من الخياطين الذين كانوا يمارسون مهنتهم فيه».
السيد "بينيامين شكيّر"
ثم قال: «فقد سوق الخياطين الكثير من تخصصه القديم، لأنه أصبح يحوي على الكثير المتاجر التي تبيع الخيوط الحريرية والصوفية، ولوازم الخياطة النسائية والملبوسات الشعبية، حتى أن البعض يسمونه سوق "النساء" بعدما كان سوقاً لبيع وخياطة كل أنواع الأقمشة، وقد كان يحوي على حمام شعبي قديم رمم آخر مرة سنة 1906م، والآن لم يبق من الحمام سوى قبته المزخرفة ببعض الرسومات الهندسية، أما الحمام نفسه فأصبح عبارة عن محال تجارية».
ومن الزبائن السيد "مصطفى صمادي" الذي قال: «يتميز هذا السوق بروعة في تصميمه، فكل محل تقريباً فيه يقابله محال من الطرف الآخر، إضافة إلى أنه متميز بشكل سقفه الهرمي المصنوع من "الحديد" و"التوتياء"، ويتميز أيضاً بطبيعة المنتجات الموجودة فيه، فأصحاب متاجر بيع الألبسة وخصوصاً الشعبية منها في مدينة "دمشق" يجدون كل أنواع الألبسة التي يطلبونها، فأنا مثلاً أملك متجراً في منطقة "القدم" لبيع الألبسة الشعبية الجاهزة، وأجد في سوق "الخياطين" كل أنواع البضائع التي أحتاجها، فأشتري "القلابيات" الرجالية والنسائية، وبعض "السراويل" (بنطال فضفاض) التي يلبسها الفلاحون لأنها مفيدة في عملهم وفضفاضة، ولأهميتها بالنسبة للفلاحين فأنا أشتريها دوماً ولا أجدها إلا في سوق "الخياطين"».
ثم التقينا السيدة "رنا شعراني" التي قالت: «منذ صغري وأنا أحب خياطة بعض مستلزماتي الشخصية بشكل يدوي، لذلك آتي إلى هذا السوق الرائع المتميز بمنتجاته وبطرازه المعماري لأشتري لوازم الخياطة التي أحتاجها منه، وعندما آتي إليه أرضي رغبتين الأولى شراء مستلزمات الخياطة اليدوية وهي هوايتي، والثانية "السير" في هذا السوق الذي يعد من أقدم أسواق منطقة الشرق وليس سورية فقط، وألاحظ عند التجول فيه أنني أنظر إلى جدرانه وسقفه وقبة حمامه القديم أكثر من الألبسة الموجودة فيه».
قبة الحمام القديم للسوق
- فادي العساودة
دمشق
تعرف المدن الكبيرة من خلال عدد سكانها والأسواق المنتشرة فيها، وتعتبر مدينة "دمشق" من أعرق وأقدم المدن الموجودة على سطح المعمورة،
ففي هذه المدنية العديد من الأسواق القديمة التي وثقها التاريخ، ومنها سوق "الخياطين" الذي يعود تاريخ بنائه إلى العهد المملوكي.
فقد سوق الخياطين الكثير من تخصصه القديم، لأنه أصبح يحوي على الكثير المتاجر التي تبيع الخيوط الحريرية والصوفية، ولوازم الخياطة النسائية والملبوسات الشعبية، حتى أن البعض يسمونه سوق "النساء" بعدما كان سوقاً لبيع وخياطة كل أنواع الأقمشة، وقد كان يحوي على حمام شعبي قديم رمم آخر مرة سنة 1906م، والآن لم يبق من الحمام سوى قبته المزخرفة ببعض الرسومات الهندسية، أما الحمام نفسه فأصبح عبارة عن محال تجارية
وللحديث عن هذا السوق موقع eSyria بتاريخ 1/3/2009، التقى السيد "بينيامين شكيّر" صاحب متجر لبيع الأزياء الشعبية فيه، والذي قال: «يمتد سوق "الخياطين" من منطق "البحرتين" جنوباً إلى سوق "مدحت باشا" شمالاً، ويقع على امتداد جادة سوق "الحرير" وسوق "القلبقجية"، وعرف في العهد المملوكي باسم سوق "الخواصين"، كما كان يسمى القسم الشمالي منه "بالقبانين" نسبة للذين كانوا يقومون بوزن الأشياء الثقيلة التي لا يستطيع الميزان العادي وزنها، لذلك كان يستعمل "القبان" الكبير لوزن الأشياء، وبعد فترة من الزمن سمي هذا القسم (الشمالي) بـ"القلبقجية" واشتق هذا الاسم من "القبان"، أما القسم الجنوبي الممتد إلى سوق "مدحت باشا"، فكان يعرف "بالطواقين"، هذه التسمية أطلقت في أواخر العهد المملوكي بسبب بيع "الأطواق" (الخمار) النسائية في السوق، ويعرف السوق بأنه خاصرة سوق "مدحت باشا" وأبو الأسواق في "دمشق" القديمة، وبالنسبة للتسمية الحالية فقد أطلقت على السوق في العهد العثماني بسبب بيع "المنسوجات" و"الأجواخ"، إضافة إلى وجود عدد كبير من الخياطين الذين كانوا يمارسون مهنتهم فيه».
السيد "بينيامين شكيّر"
ثم قال: «فقد سوق الخياطين الكثير من تخصصه القديم، لأنه أصبح يحوي على الكثير المتاجر التي تبيع الخيوط الحريرية والصوفية، ولوازم الخياطة النسائية والملبوسات الشعبية، حتى أن البعض يسمونه سوق "النساء" بعدما كان سوقاً لبيع وخياطة كل أنواع الأقمشة، وقد كان يحوي على حمام شعبي قديم رمم آخر مرة سنة 1906م، والآن لم يبق من الحمام سوى قبته المزخرفة ببعض الرسومات الهندسية، أما الحمام نفسه فأصبح عبارة عن محال تجارية».
ومن الزبائن السيد "مصطفى صمادي" الذي قال: «يتميز هذا السوق بروعة في تصميمه، فكل محل تقريباً فيه يقابله محال من الطرف الآخر، إضافة إلى أنه متميز بشكل سقفه الهرمي المصنوع من "الحديد" و"التوتياء"، ويتميز أيضاً بطبيعة المنتجات الموجودة فيه، فأصحاب متاجر بيع الألبسة وخصوصاً الشعبية منها في مدينة "دمشق" يجدون كل أنواع الألبسة التي يطلبونها، فأنا مثلاً أملك متجراً في منطقة "القدم" لبيع الألبسة الشعبية الجاهزة، وأجد في سوق "الخياطين" كل أنواع البضائع التي أحتاجها، فأشتري "القلابيات" الرجالية والنسائية، وبعض "السراويل" (بنطال فضفاض) التي يلبسها الفلاحون لأنها مفيدة في عملهم وفضفاضة، ولأهميتها بالنسبة للفلاحين فأنا أشتريها دوماً ولا أجدها إلا في سوق "الخياطين"».
ثم التقينا السيدة "رنا شعراني" التي قالت: «منذ صغري وأنا أحب خياطة بعض مستلزماتي الشخصية بشكل يدوي، لذلك آتي إلى هذا السوق الرائع المتميز بمنتجاته وبطرازه المعماري لأشتري لوازم الخياطة التي أحتاجها منه، وعندما آتي إليه أرضي رغبتين الأولى شراء مستلزمات الخياطة اليدوية وهي هوايتي، والثانية "السير" في هذا السوق الذي يعد من أقدم أسواق منطقة الشرق وليس سورية فقط، وألاحظ عند التجول فيه أنني أنظر إلى جدرانه وسقفه وقبة حمامه القديم أكثر من الألبسة الموجودة فيه».
قبة الحمام القديم للسوق