علم البلاغة
تعودُ كلمة البلاغة إلى المادّة الّلغويّة (بَلُغ)، فبَلُغَ الشّيء: أي وصل وانتهى إليه،[١] وشخصٌ بليغ: أي فصيح الّلسان، وحَسَنُ البيان،[٢] أمّا البلاغة في اصطلاح الُّلغة كما عرّفها القزوينيّ في كتابه (الإيضاح في علوم البلاغة) هي: "مُطابقة الكلام لمُقتضى حال السّامعين مع فصاحته"، كما أشار ابن الأثير في كتابه (أدب الكاتب والشّاعر) إلى أنّ الكلام البليغ سُمّي بذلك؛ لِما يحمله من الأوصاف الّلفظيّة، والمعنويّة، فالبلاغة تشمل المعاني لا الألفاظ فقط،[١] كذلك عرّفها الرّمانيّ في كتابه (النّكت في إعجاز القُرآن) بأنّها استخدام أحسن الصّور من الألفاظ لإيصال المعنى وتوثيقه في قلب المُتلقّي.[٣] يجب الإشارة إلى أنّ للبلاغة عناصرَ ذكرها عبد الرّحمن بن حسن حنبكة الميدانيّ في كتابه (البلاغة العربيّة)، فذكر أنّها تتمثّل في سِتّة عناصر هي: (الأول هو: الحرص على الإتيان بالقواعد النّحويّة والصّرفيّة على أكمل وجه مع حُسن اختيار المُفردات الفصيحة لها، والثّاني هو: الابتعاد عن الخطأ في إيراد المعنى، والثّالث هو: الابتعاد عن أيّ تعقيد لفظيّ أو معنويّ لا يُوصل إلى المعنى المقصود، والرّابع هو: حُسن اختيار المُفردات التي تحمل حِسّاً وجمالاً، والخامسُ هو: انتقاء الجميل من المقاصد والمعاني وترجمتها من خلال ألفاظ تحمل طابعاً جماليّاً، والسّادس الأخير هو: تدعيم الكلام من خلال استخدام المُحسّنات البديعيّة التي تُزيّنه وتجذب المُتلّقي).[٤] نشأة علم البلاغة مرّ علم البلاغة بمراحل ثلاث أثناء تطوّره عبر الأزمان، فكانت أولّها مرحلة النّشأة بمصاحبة العلوم الأخرى بجانبه، ثمّ مرحلة تكامله مع هذه العلوم، وحتّى الوصول إلى المرحلة الأخيرة التي تفرّد فيها علم البلاغة مع استقراره عن العلوم الأخرى، وعند العودة إلى نشأة هذا العلم يجب التّركيز على أنّ علم البلاغة لم يملك وُجوداً واضحاً بين العلوم الأُخرى، إنّما كان على هيئة أفكار، ومُلاحظات ضمن المُؤلّفات التي وجدت حينها،[٥] ومن الجدير بالذِّكر أنّ نشأة علم البلاغة في المشرق تفوّق على نشأته في المغرب-بحسب ما ذُكر في كتاب العِبر لابن خلدون-، كما أورد مُعلِّلاً ذلك أنّ من توافر في بلادهم العُمران، كانوا للعلوم الّلسانيّة والصّنائع الكماليّة أقْوَم وأكثر قُدرة، وكان أهل المشرق حينها أكثر عمراناً من المغرب.[٦] يجب الإشارة إلى أنّ ابن خلدون ذكر في كتابه (العِبر) أنّ علم البلاغة الحاليّ بأقسامه الثّلاثة: (عِلم المعاني، وعِلم البيان، وعِلم البديع) هو التّصنيف الحديث لهذا العلم، كما ذكر بأنّ أهل الّلغة قديماً لم يذكروا "علم البيان" ضمن علوم البلاغة عندما وضعوه، وهذا ما دعى علماء الّلغة المُحدِّثين لاحقاً إلى تسميته بـ"علم البيان"، وفيما يلي استعراض لأهمّ الأحداث الحاصلة في نشأة علم البلاغة في المشرق والمغرب:[٦] نشأة علم البلاغة عند المشارقة أشار ابن خلدون في العِبر إلى أنّ البدايات التي شهدها أهل المشرق لتطوير علم البلاغة كانت عندما كتب (جعفر بن يحيى) كتابه (نقد الشِّعر)، وكان قد تحدّث فيه عن علم البلاغة، ثمّ تلاه (الجاحظ)، وهو المُلقّب بـ"زعيم البيان العربيّ" -على حدِّ قول عبد العزيز عرفة- في كتابه (تاريخ نشاة البلاغة العربيّة وتطوّرها)، كما نَسَبَ الأديبُ طه حسين تأسيس علم البيان العربيّ له، ومُشيراً بذلك إلى كتابه الضّخم (البيان والتّبيين)، الذي استطاع فيه أن يصف العرب وحالتهم مع البيان العربيّ في فترة القرن الثّاني، مع نصف القرن الثّالث الهجريّ، ليُعطي بذلك صُوراً مُتكاملة عن نشأة البيان العربيّ.[٦] من الجدير بالذَكر أنّ ابن خلدون ذكر في كتابه العِبر أنّه وُجِدَ بعد جعفر، والجاحظ العديد من العلماء الذين كتبوا مجموعة من المُلاحظات حول علم البلاغة، ثمّ بدأت آفاق الفنّ تظهر في هذا العلم شيئاً فشيئاً، حتّى أتى (السّكاسكيّ) والذي اعتُبِر ثالث المُؤسّسين لعلم البلاغة، بعد (عبد القاهر الجرجانيّ، والزّمخشريّ)؛ لِما قام به من تهذيب للمسائل المُتعلّقة فيه، مع قيامه بترتيب أبوابه، لدرجة جعلت منه كتاباً لا يَنقصه شيء، فلا يحتاج إلى زيادات بعده، فما كان لمن أتى بعده من عُلماء إلّا أن يدور كلامهم حول ما كتب وصنّف السّكاسكيّ.[٦] فكان كتاب السّكاسكيّ (مفتاح العُلوم)[٧] مرجعاً للعُلماء المُتأخّرين من بعده، ومن الشُّروحات التي أخذت منه:[٦] كتاب التّبيان، لصاحبه الزّملكانيّ. كتاب المصباح، لصاحبه ابن مالك. كتاب الإيضاح والتّلخيص، لصاحبه جلال الدِّين القزوينيّ. كتاب المُطوّل، لصاحبه سعد الدِّين التّفتازانيّ. كتاب الطّراز، لصاحبه يحيى العلويّ. نشأة علم البلاغة عند المغاربة كانت عناية المغاربة بعلم البلاغة -كما ذكر ابن خلدون في العِبر- مُختصّة بعلم البديع، الذي هو أحد أجزاء عِلم البلاغة، كما حرصوا على إدخاله في الأدب الشِّعريّ، وإيجاد فروع وأبواب له، ممّا جعلهم يرون أنّهم أحصوها جميعاً، ومن الجدير بالذِّكر أنّ اهتمامهم بزخرفة المُفردات، واستسهالهم عِلم البديع هو ما جعلهم يميلون إليه، وهذا رأي بن خلدون، فهو يرى أنّهم ابتعدوا عن صُنوف البلاغة الأخرى؛ لما فيه من دقّة، وغُموض، ولم يكتفِ ابن خلدون بذلك، فذكر أمثلة يُعلِّل فيها سبب توجّه المغاربة إلى علم البديع دون عِلميّ المعاني والبيان، ويذكرُ المُؤلّفين ومنهم (ابن رشيق القيروانيّ) صاحب كتاب (العمدة في علوم البلاغة)، ومُشيراً إلى أنّ أهل المغرب والأندلُس أخذوا من هذا الكتاب.[٦] لمعرفة المزيد عن نشأة علم البلاغة يرجى قراءة المقال الآتي: نشأة_علم_البلاغة. أقسام علم البلاغة يُقسّم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام هي:[٨] علم المعاني هو أحد أقسام عِلم البلاغة، ويتضمّن ثلاث طُرق تُعبّر عن المعاني المُراد التّحدث عنها، وتوصيلها للغير، سواء من قِبل الكاتب أو المُتكلّم،[٨] ومن الجدير بالذِّكر أنّ (عبد القاهر الجرجانيّ) هو المُؤسس لعِلم المعاني، وكان ذلك في القرن الخامس الهجريّ (471 هـ) بعد وضعه لنظريّة عِلم المعاني في كتابه (دلائل الإعجاز)، وفيما يلي الأساليب الثّلاثة الشّاملة لهذا العِلم:[٩] الإيجاز يُعدّ هذا الأسلوب من الأساليب التي كَثُر استخدامها عند العرب في الجاهليّة سابقاً، وذلك لكثرة الأُمّيّين وقِلّة الكُتّاب، كذلك كي يسهُل تناولها وتناقلها بين الأجيال كانت عباراتهم قصيرة مُوجزة، وبسيطة؛ ليتمّ تناقلها محفوظة بلا نقص، كما يُقسّم الإيجاز عند أهل البلاغة إلى قسمين هُما:[٩] إيجاز القصر: هو الإيجاز المعنيّ بتقليل الألفاظ والإكثار من المعاني، كما ذَكَر ابن الأثير في كتابه (المثل السّائر في أدب الكاتب والشّاعر) أنّ هذا النّوع من الإيجاز يُعدّ من: "أعلى طبقات الإيجاز مكاناً وأعوزها إمكاناً، وإذا وُجِد في كلام بعض البُلَغاء فإنّما يُوجَدُ شاذّاً نادراً"،[٩] ومِثاله الآية التي جمعت مكارم الأخلاق مُختصرةً في آية واحدة في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).[١٠] إيجاز الحذف: هو الإيجاز الذي يتمّ فيه حذف كلمة، أو جُملة أو أكثر من ذلك، ولكن مع وُجود ما يدلُّ على الشّيء المحذوف، كما يكون الشّيء المحذوف ممّا زاد لفظاً على الجُملة، ولا يُؤثّر في حذفه على المعنى، وقد قال ابن الأثير في إيجاز الحذف: "الصّمت عن الإفادة أزيدُ للإفادة"،[٩] ومِثاله حذف: (خلقهُنّ الله) من الآية الكريمة لدلالة المعنى عليها: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ).[١١] اذكر/ي نوع الإيجاز في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع الإيجاز قوله تعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ).[١٢] (إيجاز قصر/ إيجاز حذف) الحديث النّبويّ: (إنّما الأعمال بالنّيات).[١٣] (إيجاز قصر/ إيجاز حذف) قوله تعالى: (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا).[١٤] (إيجاز قصر/ إيجاز حذف) الإطناب عرّف الجاحظ في كتابه (الحيوان) الإطناب بأنّه أيّ تجاوز على القَدر المُحتاج من الكلام دون الوُقوف عند المقصد، كما أشار إلى أنّه يَرى أنّ هُناك ترادُف في لفظتيّ الاطناب والإطالة، وفيما يلي أنواع الإطناب:[٩] الإيضاح بعد الإبهام: هو الإطناب الذي يعمل على إظهار المعنى في هيئتين مُختلفتين، الأولى تكون غير مُوضّحة، والأُخرى تكون واضحة، ومن أغراض هذا النّوع من الإطناب زيادة توثيق المعنى في نفس المُتلقّي، وذلك من خلال تشويقه لمعرفة المزيد عمّا هو مُبهَم،[٩] ومِثال ذلك الحديث النّبويّ: (سورةٌ تشفعُ لقائلِها، وهي ثلاثونَ آيةً ألا وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)،[١٥] ذِكر الخاصّ بعد العامّ: هو الإطناب الذي يُعنى بالتّركيز على أهميّة الشّيء الذي تمّ تخصيصه، بطريقة تجعل المُتلقّي يعتقد بأنّه ليس جزءاً من الشّيء العامّ،[٩] ومِثال ذلك الحديث النّبويّ: (الدُّنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرَ اللهِ وما والاه، وعالِماً أو متعلماً).[١٦] ذِكر العامّ بعد الخاصّ: هو الإطناب المعنيّ بالتّركيز على عُموم المعنى، يليه الاهتمام بالشّيء المُخصص منه،[٩] ومِثال ذلك الحديث النّبويّ: (إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ).[١٧] التّكرير لداعٍ: هو الإطناب الذي يحتوي على التّكرار في اللفظ والمعنى، وذلك من خلال تكرارالألفاظ لتدلّ على معنى معيّن مثل التّحسُّر، والتّحذير وغيرها من المعاني،[٩] ومِثال ذلك قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).[١٨] الإيغال: هو الإطناب الذي يمنح النّص قافية تُضفي معنى زائداً إلى معناه المُكتمل، وذلك من خلال إنهاء الكلام بكلمة، أو عبارة يُمكن الاستغناء عنها،[٩] ومِثال ذلك بيت ذي الرّمّة الذي اكتمل المعنى فيه عند كلمة (جُمان) ولكنّه أوغلَ بقافية لإتمام الوزن الشِّعريّ:[١٩] أظُنُّ الذَّي يُجْدي عَلَيْكِ سُؤَالُهَا دُمُوعاً كَتَبْذِيرِ الْجُمَانِ الْمُفَصَّلِ الاحتراس: هو الإطناب الذي يتنبّه فيه الكاتب إلى وُجود شيء في النّص يجعل من المُتلقّي يُلقي الّلوم عليه، فيتدارك ذلك بجُملة في النّص نفسه لتصحيح العِبارة،[٩] ومِثال ذلك: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) في قوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون).[٢٠] الاعتراض: هو الإطناب الذي يأتي بالكلام مُتضمّناً جُملة أو أكثر لا محلّ لها من الإعراب تكون بين كلامين،[٩] ومِثال ذلك: (سُبْحَانَهُ) في قوله تعالى: (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ).[٢١] التّذييل: هو الإطناب الذي تكون فيه الجُمل مُتعاقبة، واحدة تلو الأخرى، وتشتمل الجملة المُتعاقبة على معنى الجُملة التي تسبقها؛ لتؤكّد عليها،[٩] ومِثال ذلك: (فَهُمُ الْخَالِدُونَ) في قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ).[٢٢] اذكر/ي نوع الاطناب في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع الإيجاز قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).[٢٣] (............................) بيت ذو الرّمّة: قِفِ العيس في أطلال مية واسألِ رسوماً كأخلاق الرداء المسلسلِ[١٩] (............................) الحديث النّبويّ: (المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ).[٢٤] (............................) بيت المُتنبي: وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ يَرَى كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا[٢٥] (............................) المساواة هو إيراد المعاني والألفاظ على قدر مُتساوٍ، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، وكما يقول (أبو هلال العسكريّ) في كتابه (الصّناعتين): "هي المذهب المُتوسّط بين الإيجاز والإطناب"، وأشار إلى عدم طُغيان المعاني على الألفاظ أو العكس بقوله: "كأنّ ألفاظه قوالب لمعانيه"، ويقصد في هذه الجُملة أنّهما مُتكاملان معاً،[٩] ومِثال ذلك قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ، فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ)،[٢٦] والمقصود بكلمة (كُفْرُه) كلّ خطيئة يرتكبها، وهي هُنا كلمة جامعة لكُلِّ أوجه العذاب. علم البيان هو أحد عُلوم البلاغة الذي يختصّ بالطُّرق المُختلفة لعرض المعنى الواحد بأوجه مُختلفة، وذلك مع إيراد دلالة عليه،[٢٧] كما أنّ المُؤسِّس لهذا العِلم بعد مرور عِلم البلاغة بمراحل كثيرة هو (عبد القاهر الجُرجانيّ) عام 471هـ، وكان قد وضع نظريّة لعلم البيان حينها في كتابه (أسرار البلاغة)، وفيما يلي أركان علم البيان الأربعة:[٩] التشبيه هو أحد أركان عِلم البيان والذي يتمثّل بإيجاد شيء مُشترك بين أمرين، من خلال عمليّة تمثيليّة تحتوي على المُشبّه والمُشبّه به، بالإضافة إلى أداة التّشبيه، ووجه الشّبه الذي يُعدُّ مِعيار الحُكم على الأمرين بالتّشابه، ومِثال ذلك: (أحمد كريمٌ كالسَّحاب)، فهُنا شُبِّه أحمد بالسِّحاب لكِثرة كرمه، ولأنّ السّحاب مسؤول عن نُزول المطر، كما أنّ عناصر التّشبيه في الجُملة كالتّالي: (فالمُشبّه: أحمد)، و(المُشبّه به: المطر)، و(أداة التّشبيه: الكاف)، و(وجه الشّبه: هو الكرم).[٢٧] لمعرفة المزيد عن التشبيه وأنواعه بالتفصيل يرجى قراءة المقال الآتي: أنواع التشبيه. المجاز يتمثّل المجاز الذي يُعدّ أحد أركان علم البيان في كونه استعمالاً للفظ في غير موضعه، لتواجد ما يمنع إيراد المعنى الحقيقيّ له، وهذا التّعريف هو تعريف الجاحظ الذي يعدّ من أولّ من تطرّقوا إلى الحديث عن المجاز، كما أنّه وضّح الفرق بينه وبين الحقيقة في كتابه (الحيوان) فقال: "وإذا قالوا: أكله الأسد، فإنّما يذهبون إلى الأكل المعروف، وإذا قالوا: أكله الأسود، فإنّما يعنون النّهش والّلدغ والعضّ فقط"، فوضّح من خلال المِثال أنّ استخدام الألفاظ فيما وُضعت له هي الحقيقة، أمّا عكس ذلك فهو المجاز. ويجب الإشارة إلى أنّ المجاز يتقسّم إلى نوعين هُما:[٧] المجاز العقليّ: هو المجاز الذي يُسند فيه الفعل أو ما يحمل معناه (اسم فاعل، اسم مفعول، وغيرهم) إلى ما لا يَعينه ويخصّه، كما يُسمّى بالمجاز الحكميّ، والكلمات هُنا يُراد بها معناها الحقيقيّ، لكن إسناد الكلمة إلى الكلمة هو المجاز.[٧] ومِثاله بيت الصّلتان العبديّ الذي يظهر فيه أنّ فَناء الإنسان سببه مرّ الحياة إلّا أنّ ذلك غير صحيح، ففناء الإنسان بيد الله -عزّ وجل-، ويُسمّى هذا مجازاً عقليّاً لأنّ الفِعل أُسند إلى غير ما هو له، وفيما يلي البيت الشِّعريّ:[٢٨] أشابَ الصّغير وأفنى الكبير كرّ الليالي ومرّ العشى المجاز الّلغويّ: هو المجاز الذي يتمّ فيه إخراج الألفاظ ونقلها من أصلها ومعانيها الحقيقيّة الّلغويّة إلى معانٍ أُخرى مع وُجود روابط بينها، ولهذا النّوع من المجاز قسمين هُما:[٧] المجاز الّلغويّ للاستعارة: المجاز اللغويّ الذي تكون العلاقة فيه بين معاني الألفاظ الحقيقيّة والمجازيّة هي (المُشابهة)، ومِثال ذلك: (عضّنا الدّهر بنابه)، و علاقة المشابهة هُنا بين نوائب الدّهر وأنياب الحيوان المُفترس. المجاز الّلغويّ المُرسل: المجاز اللغويّ الذي تكون العلاقة فيه بين معاني الألفاظ الحقيقيّة والمجازيّة غير مُقيّدة بعلاقة واحدة مِثل مجاز الاستعارة المُقيّد بعلاقة (المُشابهة) فقط، فالمجاز المُرسل له العديد من العلاقات مِثل: (السّببيّة، الكُليّة، والجُزئيّة وغيرها من العلاقات بين الألفاظ)، ومِثال ذلك: (أرسلت العيون لتطّلع على أحوال العدو) والقصدُ هُنا: الجواسيس. اذكر/ي نوع المجاز في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع المجاز قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا).[٢٩] عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) بطشت بهم أهوال الدنيا. عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) تكاد عطاياه يُجنّ جنونها. عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) افترس الملاكم خصمه بسرعة. عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) الكناية هي أحد أركان علم البيان، وهو إيراد الّلفظ بالتّلميح لا بالتّصريح، وتُقسّم الكِناية إلى أقسام ثلاثة هي:[٧] الكِناية عن صِفة: هي الكناية التي يُذكر فيها الموصوف باللفظ أو من خلال سياق الحديث، مِثل: (ألقى المُقاتل سيفه)، وهُنا المعنى الظّاهر هو إلقاء السّيف أرضاً، بينما القصد الحقيقيّ هو (الاستسلام). الكِناية عن موصوف: هي الكِناية التي تُذكر فيها الصِّفة بشكل مُباشر، مِثل: (مدينة النور)، وفي الجملة كِناية عن باريس. الكِناية عن النِّسبة: الكِناية التي يُذكر فيها الموصوف، مع صفته التي تُنسب إليه بشكل غير مُباشر، مِثل بيت المُتنبّي الذي مدح فيه شِعره وينسب ذلك إلى الأصمّ الذي سمع شِعره في معنى ظاهر أراد منه مدح نفسه؛ لبراعة شِعره:[٣٠] أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ اذكر/ي نوع الكِناية في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع الكِناية أبناء النِّيل مُكافحون. (عن صِفة/عن موصوف/عن نسبة) الفصاحة في بيانه والبلاغة في لسانه. (عن صِفة/عن موصوف/عن نسبة) هو ربيب أبي الهول. (عن صِفة/عن موصوف/عن نسبة) لمعرفة المزيد عن علم البيان يرجى قراءة المقال الآتي: ما هو علم البيان. الاستعارة تُعدّ الاستعارة من أركان علم البيان، ويُعرِّفها الجاحظ بأنّها "تسمية الشّيء باسم غيره إذا قام مقامه"، كما أنّها مُقسّمة عند البلاغيّين باعتبارات مُختلفة تشترك في نقاط معيّنة، ولها عدة أنواع بحسب اللفظ أو بحسب العناصر الموجودة فيها وما إلى ذلك.[٧] لمعرفة المزيد عن الاستعارة وأنواعها يرجى قراءة المقال الآتي: تعريف الاستعارة. علم البديع يُقسّم علم البديع إلى قسمين، واحد يُعنى بالجانب المعنويّ، وآخر في الجانب اللّفظيّ للكلمة:[٣١][٣٢] المحسّنات البديعيّة المعنويّة هي المُحسّنات التي تهتمّ بتحسين المعنى، وتجميله، وأشهرها:[٣١][٣٢] الطباق: هو الجمع بين الشّيئين المُتضادّين أو المُتوافقين في الجُملة الواحدة، وينقسمُ إلى طِباق إيجابي، وسلبي، ومجازي، وحقيقي. المُقابلة: هي إيراد طِباقين أو أكثر في العِبارة الواحدة، بحيث يتقابل كل معنى مع معنى آخر، كما تُقسّم هذه المُقابلة إلى مُقابلة مُباشرة وغير مُباشرة، ومِثال ذلك المُقابلة في قول أبي تمام: (يا أمة كان قبحُ الجود يسخطها دهراً، فأصبح حسنُ العدل يرضيها). الطيّ والنّشر: هو تتالي الكلمات بصورة مُرتّبة ومُتعاقبة مع ما يتعلّق بها، فيَرِد الكلام الأول يتبعه كلامٌ آخر بنفس ترتيب الكلام الأول أو بشكل مُعاكس له، ومِثال ذلك: (خالدٌ شمسٌ وبحرٌ وأسدٌ، شجاعةً وبهاءً وعطاءً)، فهنا تمّ طيّ كل من (الشّمس والبحر والأسد)، ولكن لم يتمّ نشرها بشكل مُرتب مع ما يتعلّق بها لاحقاً، لكنّ هذا يجعل السّامع يُرجع لكلّ شيء ما يُلائمه في الجُملة: فالشّجاعة للأسد، والبهاء للشّمس، والعطاء للبحر.[٣١] التورية: هي اجتماع معنيين في العِبارة، الأولّ قريب غير مقصود، والآخر بعيد مقصود، وتُقسّم التّورية إلى أربعة أقسام هي: (المُرشّحة، والمبنيّة، والمُجرّدة، والمهيئة). حُسن التعليل: هو إيجاد عِلّة حقيقيّة أو غير حقيقيّة قبل الكلام المُراد قوله، وتكون بأشكال ثلاثة، فإمّا أن تكون العِلّة غير ظاهر للحديث عن شيء ثابت، أو أن تكون ظاهرة للحديث عنه، أو أن يكون إيراد العِلّة لشيء غير ثابت. سَوْق المعموم مَساق غيره: هو تعمدّ إظهار الجهل مِن قِبل المُتكلِّم بالسّؤال عمّا يعرفه؛ لأغراض مُختلفة مِثل المدح أو التّحقير وغيرها،[٣١] ومِثال ذلك استخدام أسلوب الاستفهام؛ للدّلالة على أهميّة الحدث في قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ).[٣٣] حُسن التقسيم: هو ذِكر الشّيء مع أقسامه مُكتملة، ويُقسّم هذا الأسلوب بطريقتين الأولى بحسب عدد الأقسام الواردة في الجُملة، والثّانية بحسب أثر هذا التّقسيم، سواء كان أثره تقسيماً أم تفريقاً أم جمعاً،[٣١] ومِثال ذلك بيت شوقيّ: الوصل صافية، والعيش ناغية والسّعد حاشية، والدّهر ماشينا المبالغة: هي الوصف الذي يأخذ منحى بعيداً عن التّصديق، ويكون على درجات مُختلفة تبدأ "بالتّبيلغ"، ثمّ "الإغراق" وحتّى آخر درجة ألا وهي "الغُلوّ"، ومِثال ذلك: (شربتُ 100 كأسٍ من الماء اليوم) فهذا أمرٌ مُبالغ فيه وصل درجة الغلوّ.[٣٢] براعة الاستهلال: هي الاختيار الحَسن لطريقة بدء الكلام بالشّكل الذي يُصاحب المعنى العذب، والصّحيح في بداية ونهاية العِبارة مع مضمونها،[٣١] ومِثال ذلك التّهنئة التي قالها أشجع:[٣٤] قصرٌ عليه تحيةٌ وسلامُ خلعت عليه جمالَها الأيامُ الاستتباع: هو استرسال الكلام بعضه بعضاً لهدف المديح أو الذّم، ومِثال ذلك أن تسأل أحدهم عن الدّرجة التي حصل عليها في الجامعة، فيُجيبك عن سؤالك ويسترسلُ قائلاً: (وبدأت في عملٍ جديد براتب مُمتاز، وأنا على مشارف أن أخطب كذلك).[٣١] التّوجيه: إعادة ضبط الكلام الذي يحمل معنيين، بترجيح واحد منهما،[٣١] ومِثال ذلك قول (بشّار بن برّد) في خيّاط أعمى اسمه عمرو خاط له قطعة من القُماش تُلبس على الوجهين، فما كانه من بشّار إلّا أنّ قال له: "وأنا قلت فيك شِعراً إن شئت جعلته مدحاً، وإن شئت جعلته هجواً"، وهذا هو البيت:[٣٥] خاط لي عمرو قباء ليت عينيه سواء المحسّنات البديعيّة اللفظيّة هي المُحسِّنات التي تهتمّ بشكل أساسيّ على تحسين اللفظ، ومن أشهرها:[٣١][٣٢] الجِناس: هو اختلاف لفظتين في المعنى مع تشابههما لفظاً ونُطقاً، وله عدّة أنواع هي: (الجِناسّ التامّ، والجِناس النّاقص، وجِناس الاختلاف)، ومِثال ذلك الجِناس بين (ناضرة-ناظرة) في قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ).[٣٦] السَّجع: هو إيراد نهايات الكلام على نحو مُتوافق، وذلك ضمن فقرة أو أكثر، ويكثُر في النّثر، وله أشكال هي: (المُطرَّف، والمُتوازي، والمُتفاوت، والمُرصّع)، ومِثال ذلك السّجع بين (مهنة ومحنة) في قولنا: (مجالسته مهنة، ومعاتبته محنة). ردّ الإعجاز على الصَّدر: هو إيراد الّلفظ في أولّ الكلام مع ما يُشابهه في مُنتصف الكلام أو آخره،[٣١] ومِثال ذلك قوله تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).[٣٧] إيغال الاحتياط: هو الزّيادة المُضافة آخر الكلام بالرّغم من اكتمال المعنى،[٣١] ومِثال ذلك اكتمال المعنى عند كلمة (أجراً) إلّا أنّه فيه زيادة للحثّ على اتّباع الرُّسل في قوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ).[٣٨] التّوشيح: هو الإدلال على آخر الكلام بعِبارة في أولّه،[٣١] ومِثال ذلك كلمة (اصطفى) عندما تُقرن بالأنبياء، يكون من المُتوقّع أن تنتهي بكلمة (العالمين) في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).[٣٩] تآلف الألفاظ: هو وِحدة الألفاظ والمعاني في نَسَق واحد، بحيث لا يُمكن التّخلي عن واحدة منها،[٣١] ومِثال ذلك قصّة الأعرابيّ في زمن عمر بن الخطّاب الذي سمع أحدهم يقرأ آية: (فَإِن زَلَلْتُم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ فَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[٤٠] ولكنّه قرأ نهايتها بـ (الغفور الرّحيم)، فأشار الأعرابيّ إلى الرّجل أنّ (العزيز الحكيم) لا يَذكرُ المغفرة عند العِقاب، وهذا من تمام المعنى واتّساقه.[٤١] لمعرفة المزيد عن علم البديع وفنونه يرجى قراءة المقال الآتي: نشأة علم البديع. حدِّد المُحسّن البديعيّ في الأمثلة الآتية مع ذِكر نوعه: الجملة المُحسن البديعيّ نوعه إنَّ بعدَ الكدرِ صفْواً، وبعدَ المطرِ صحْواً. (........................) معنويّ / لفظيّ الحديث النّبويّ: (لربِّ تقبَّلْ تَوْبتي واغسِلْ حَوبَتي وأَجِبْ دَعْوتي وثَبِّتْ حُجَّتي).[٤٢] (........................) معنويّ / لفظيّ قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).[٤٣] (........................) معنويّ / لفظيّ ارعَ الجارَ ولو جارَ. (........................) معنويّ / لفظيّ أكلتُ 20 حبّة من التُفّاح اليوم. (........................) معنويّ / لفظيّ قوله تعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ).[٤٤] (........................) معنويّ / لفظيّ قوله تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ).[٤٥] (........................) معنويّ / لفظيّ البلاغة في القرآن الكريم يتّسم القرآن الكريم بوصفه مُعجزة بيانيّة بوُجود العديد من الأساليب البلاغيّة، كما ذكر (حازم القرطاجيّ) في كتابه (منهاج البلغاء وسراج الأدباء) أنّ جانب الإعجاز في كِتاب الله، يكمن في استمرار فصاحته وبلاغته على مدى الأزمان، وأنّه لم يمرّ في البشريّة أحد استطاع الاتيان بمثل بلاغته، وقد قارن هذا بكلام العرب الفصيح البليغ الذي لم يبقى كُلُّه كما هو، ويجب الإشارة أنّ الأثيم ذكر في كتابه (الأسرار البلاغيّة للتّقديم والتّأخير في سورة البقرة)، أنّ القرآن بقليل ما ورد فيه، وبكثيره هو إعجاز،[٣١] ومن الجدير بالذِّكر أنّ الدّكتور (مخيمر صالح) جمع الأساليب البلاغيّة في القرآن الكريم، بحيث أورد العلوم البلاغيّة الثّلاثة (المعاني، البيان، البديع) ضمن مُعجم مُصنّف بحسب اسم العلم البلاغيّ، ويُلاحظ مُتصَّفِح الكِتاب أنّ الأسلوب الواحد في القرآن يُورَد بأكثر من طريقة لأغراض مُختلفة في كُلّ مرّة كأسلوب الأمر، والاستفهام، وغيرها، وهذا أحدا مواطن الإعجاز في مُفرداته، وفيما يلي أمثلة على علوم البلاغة الثلاثة بشكل عامّ ممّا أورده في كتابه (مُعجم الأساليب البلاغيّة في القرآن الكريم): علم المعاني: مِثل أسلوب الإطناب في قوله تعالى: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).[٤٦] علم البيان: مِثل أسلوب التّشبيه في قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ).[٤٧] علم البديع: مِثل أسلوب الطِباق بين كلمتيّ (الّليل-النّهار) في قوله تعالى: (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٤٨] أمثلة لبعض معاني أسلوب (الأمر) في القرآن الكريم. الآية الكريمة الغرض من أسلوب الأمر قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).[٤٩] الدُّعاء. قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ).[٥٠] الإباحة. قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٥١] النّهي. قوله تعالى: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ).[٥٢] التّحذير. قوله تعالى: (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ).[٥٣] الوعد والوعيد. البلاغة في الشِّعر العربيّ يُعدُّ الشِّعر منذ أيّام الجاهليّة أحد أهمّ الأمور التي تميّز بها العرب، فكانت لُغتهم الفصيحة تُنشئ أشعاراً صافية من فِطرتهم، فكان ما كان لهم من الشِّعر الحسن الذي يصحبه حُسن الّلفظ والمعنى، والصّور الشِّعريّة البلاغيّة، ويجب الإشارة إلى أنّ (عبد القاهر الجرجانيّ) أشار في كتابه (دلائل الإعجاز) أنّ من المُحال معرفة إعجاز القرآن الكريم دون الإطّلاع على الشِّعر (ديوان العرب)، فهو عنوان الأدب، وأنّ القوم إذا ما أرادوا التّنافس في شيء كان في فصاحة ما يقولون من الشِّعر. وفيما يلي أمثلة شِعريّة على علوم البلاغة الثّلاثة:[٥٤] علم المعاني: مِثل أسلوب الإطناب في أبيات الهجاء المُتتابعة الكثيرة لأبي الأسود الدّؤليّ: أَميرَ المؤمِنينَ جُزيتَ خَيراً أَرِحنا مِن قُباعِ بَني المُغيرَه بَلَوناهُ وَلُمناهُ فَأَعيا عَلَينا ما يُمِرُّ لَنا مَريرَه علم البيان: مِثل أسلوب التّشبيه في البيت الذي يصف فيه الشّاعر فضالة بن شريك كفّ أحدم بأنّه مِثل كفّ الضّب: فَقَبّلتُ رَأساً لم يكن رأس سَيِّدٍ وَكفّاً ككفّ الضّبِّ أو هي أحقَرُ علم البديع: مِثل أسلوب الطِباق بين كلمتيّ (ضحك-بكى) في بيت الشّاعر دعبل الخزاعيّ: لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى أهميّة علم البلاغة إنّ أهمية علم البلاغة العربيّة استُنبطت من القرآن الكريم لفهم حلاوة معانيه، ومقاصده، وبيان أسراره، وأحكامه، وأخباره، وتفسير آياته الكريمة ومعرفة ما فيها من براعة وعذوبة في اللفظ والتركيب البلاغيّة، فهذا العلم يُعتبر الوسيلة المناسبة لمعرفة إعجاز القرآن الكريم، لذلك يؤدي الإغفال عنه إلى عدم إدراك إعجاز النظم القرآنيّ، وبالتالي لا بدَّ من الإلمام بقواعد علم البلاغة التي تجعل الإنسان فصيحًا ومتكلّمًا بلسان بليغ.
تعودُ كلمة البلاغة إلى المادّة الّلغويّة (بَلُغ)، فبَلُغَ الشّيء: أي وصل وانتهى إليه،[١] وشخصٌ بليغ: أي فصيح الّلسان، وحَسَنُ البيان،[٢] أمّا البلاغة في اصطلاح الُّلغة كما عرّفها القزوينيّ في كتابه (الإيضاح في علوم البلاغة) هي: "مُطابقة الكلام لمُقتضى حال السّامعين مع فصاحته"، كما أشار ابن الأثير في كتابه (أدب الكاتب والشّاعر) إلى أنّ الكلام البليغ سُمّي بذلك؛ لِما يحمله من الأوصاف الّلفظيّة، والمعنويّة، فالبلاغة تشمل المعاني لا الألفاظ فقط،[١] كذلك عرّفها الرّمانيّ في كتابه (النّكت في إعجاز القُرآن) بأنّها استخدام أحسن الصّور من الألفاظ لإيصال المعنى وتوثيقه في قلب المُتلقّي.[٣] يجب الإشارة إلى أنّ للبلاغة عناصرَ ذكرها عبد الرّحمن بن حسن حنبكة الميدانيّ في كتابه (البلاغة العربيّة)، فذكر أنّها تتمثّل في سِتّة عناصر هي: (الأول هو: الحرص على الإتيان بالقواعد النّحويّة والصّرفيّة على أكمل وجه مع حُسن اختيار المُفردات الفصيحة لها، والثّاني هو: الابتعاد عن الخطأ في إيراد المعنى، والثّالث هو: الابتعاد عن أيّ تعقيد لفظيّ أو معنويّ لا يُوصل إلى المعنى المقصود، والرّابع هو: حُسن اختيار المُفردات التي تحمل حِسّاً وجمالاً، والخامسُ هو: انتقاء الجميل من المقاصد والمعاني وترجمتها من خلال ألفاظ تحمل طابعاً جماليّاً، والسّادس الأخير هو: تدعيم الكلام من خلال استخدام المُحسّنات البديعيّة التي تُزيّنه وتجذب المُتلّقي).[٤] نشأة علم البلاغة مرّ علم البلاغة بمراحل ثلاث أثناء تطوّره عبر الأزمان، فكانت أولّها مرحلة النّشأة بمصاحبة العلوم الأخرى بجانبه، ثمّ مرحلة تكامله مع هذه العلوم، وحتّى الوصول إلى المرحلة الأخيرة التي تفرّد فيها علم البلاغة مع استقراره عن العلوم الأخرى، وعند العودة إلى نشأة هذا العلم يجب التّركيز على أنّ علم البلاغة لم يملك وُجوداً واضحاً بين العلوم الأُخرى، إنّما كان على هيئة أفكار، ومُلاحظات ضمن المُؤلّفات التي وجدت حينها،[٥] ومن الجدير بالذِّكر أنّ نشأة علم البلاغة في المشرق تفوّق على نشأته في المغرب-بحسب ما ذُكر في كتاب العِبر لابن خلدون-، كما أورد مُعلِّلاً ذلك أنّ من توافر في بلادهم العُمران، كانوا للعلوم الّلسانيّة والصّنائع الكماليّة أقْوَم وأكثر قُدرة، وكان أهل المشرق حينها أكثر عمراناً من المغرب.[٦] يجب الإشارة إلى أنّ ابن خلدون ذكر في كتابه (العِبر) أنّ علم البلاغة الحاليّ بأقسامه الثّلاثة: (عِلم المعاني، وعِلم البيان، وعِلم البديع) هو التّصنيف الحديث لهذا العلم، كما ذكر بأنّ أهل الّلغة قديماً لم يذكروا "علم البيان" ضمن علوم البلاغة عندما وضعوه، وهذا ما دعى علماء الّلغة المُحدِّثين لاحقاً إلى تسميته بـ"علم البيان"، وفيما يلي استعراض لأهمّ الأحداث الحاصلة في نشأة علم البلاغة في المشرق والمغرب:[٦] نشأة علم البلاغة عند المشارقة أشار ابن خلدون في العِبر إلى أنّ البدايات التي شهدها أهل المشرق لتطوير علم البلاغة كانت عندما كتب (جعفر بن يحيى) كتابه (نقد الشِّعر)، وكان قد تحدّث فيه عن علم البلاغة، ثمّ تلاه (الجاحظ)، وهو المُلقّب بـ"زعيم البيان العربيّ" -على حدِّ قول عبد العزيز عرفة- في كتابه (تاريخ نشاة البلاغة العربيّة وتطوّرها)، كما نَسَبَ الأديبُ طه حسين تأسيس علم البيان العربيّ له، ومُشيراً بذلك إلى كتابه الضّخم (البيان والتّبيين)، الذي استطاع فيه أن يصف العرب وحالتهم مع البيان العربيّ في فترة القرن الثّاني، مع نصف القرن الثّالث الهجريّ، ليُعطي بذلك صُوراً مُتكاملة عن نشأة البيان العربيّ.[٦] من الجدير بالذَكر أنّ ابن خلدون ذكر في كتابه العِبر أنّه وُجِدَ بعد جعفر، والجاحظ العديد من العلماء الذين كتبوا مجموعة من المُلاحظات حول علم البلاغة، ثمّ بدأت آفاق الفنّ تظهر في هذا العلم شيئاً فشيئاً، حتّى أتى (السّكاسكيّ) والذي اعتُبِر ثالث المُؤسّسين لعلم البلاغة، بعد (عبد القاهر الجرجانيّ، والزّمخشريّ)؛ لِما قام به من تهذيب للمسائل المُتعلّقة فيه، مع قيامه بترتيب أبوابه، لدرجة جعلت منه كتاباً لا يَنقصه شيء، فلا يحتاج إلى زيادات بعده، فما كان لمن أتى بعده من عُلماء إلّا أن يدور كلامهم حول ما كتب وصنّف السّكاسكيّ.[٦] فكان كتاب السّكاسكيّ (مفتاح العُلوم)[٧] مرجعاً للعُلماء المُتأخّرين من بعده، ومن الشُّروحات التي أخذت منه:[٦] كتاب التّبيان، لصاحبه الزّملكانيّ. كتاب المصباح، لصاحبه ابن مالك. كتاب الإيضاح والتّلخيص، لصاحبه جلال الدِّين القزوينيّ. كتاب المُطوّل، لصاحبه سعد الدِّين التّفتازانيّ. كتاب الطّراز، لصاحبه يحيى العلويّ. نشأة علم البلاغة عند المغاربة كانت عناية المغاربة بعلم البلاغة -كما ذكر ابن خلدون في العِبر- مُختصّة بعلم البديع، الذي هو أحد أجزاء عِلم البلاغة، كما حرصوا على إدخاله في الأدب الشِّعريّ، وإيجاد فروع وأبواب له، ممّا جعلهم يرون أنّهم أحصوها جميعاً، ومن الجدير بالذِّكر أنّ اهتمامهم بزخرفة المُفردات، واستسهالهم عِلم البديع هو ما جعلهم يميلون إليه، وهذا رأي بن خلدون، فهو يرى أنّهم ابتعدوا عن صُنوف البلاغة الأخرى؛ لما فيه من دقّة، وغُموض، ولم يكتفِ ابن خلدون بذلك، فذكر أمثلة يُعلِّل فيها سبب توجّه المغاربة إلى علم البديع دون عِلميّ المعاني والبيان، ويذكرُ المُؤلّفين ومنهم (ابن رشيق القيروانيّ) صاحب كتاب (العمدة في علوم البلاغة)، ومُشيراً إلى أنّ أهل المغرب والأندلُس أخذوا من هذا الكتاب.[٦] لمعرفة المزيد عن نشأة علم البلاغة يرجى قراءة المقال الآتي: نشأة_علم_البلاغة. أقسام علم البلاغة يُقسّم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام هي:[٨] علم المعاني هو أحد أقسام عِلم البلاغة، ويتضمّن ثلاث طُرق تُعبّر عن المعاني المُراد التّحدث عنها، وتوصيلها للغير، سواء من قِبل الكاتب أو المُتكلّم،[٨] ومن الجدير بالذِّكر أنّ (عبد القاهر الجرجانيّ) هو المُؤسس لعِلم المعاني، وكان ذلك في القرن الخامس الهجريّ (471 هـ) بعد وضعه لنظريّة عِلم المعاني في كتابه (دلائل الإعجاز)، وفيما يلي الأساليب الثّلاثة الشّاملة لهذا العِلم:[٩] الإيجاز يُعدّ هذا الأسلوب من الأساليب التي كَثُر استخدامها عند العرب في الجاهليّة سابقاً، وذلك لكثرة الأُمّيّين وقِلّة الكُتّاب، كذلك كي يسهُل تناولها وتناقلها بين الأجيال كانت عباراتهم قصيرة مُوجزة، وبسيطة؛ ليتمّ تناقلها محفوظة بلا نقص، كما يُقسّم الإيجاز عند أهل البلاغة إلى قسمين هُما:[٩] إيجاز القصر: هو الإيجاز المعنيّ بتقليل الألفاظ والإكثار من المعاني، كما ذَكَر ابن الأثير في كتابه (المثل السّائر في أدب الكاتب والشّاعر) أنّ هذا النّوع من الإيجاز يُعدّ من: "أعلى طبقات الإيجاز مكاناً وأعوزها إمكاناً، وإذا وُجِد في كلام بعض البُلَغاء فإنّما يُوجَدُ شاذّاً نادراً"،[٩] ومِثاله الآية التي جمعت مكارم الأخلاق مُختصرةً في آية واحدة في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).[١٠] إيجاز الحذف: هو الإيجاز الذي يتمّ فيه حذف كلمة، أو جُملة أو أكثر من ذلك، ولكن مع وُجود ما يدلُّ على الشّيء المحذوف، كما يكون الشّيء المحذوف ممّا زاد لفظاً على الجُملة، ولا يُؤثّر في حذفه على المعنى، وقد قال ابن الأثير في إيجاز الحذف: "الصّمت عن الإفادة أزيدُ للإفادة"،[٩] ومِثاله حذف: (خلقهُنّ الله) من الآية الكريمة لدلالة المعنى عليها: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ).[١١] اذكر/ي نوع الإيجاز في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع الإيجاز قوله تعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ).[١٢] (إيجاز قصر/ إيجاز حذف) الحديث النّبويّ: (إنّما الأعمال بالنّيات).[١٣] (إيجاز قصر/ إيجاز حذف) قوله تعالى: (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا).[١٤] (إيجاز قصر/ إيجاز حذف) الإطناب عرّف الجاحظ في كتابه (الحيوان) الإطناب بأنّه أيّ تجاوز على القَدر المُحتاج من الكلام دون الوُقوف عند المقصد، كما أشار إلى أنّه يَرى أنّ هُناك ترادُف في لفظتيّ الاطناب والإطالة، وفيما يلي أنواع الإطناب:[٩] الإيضاح بعد الإبهام: هو الإطناب الذي يعمل على إظهار المعنى في هيئتين مُختلفتين، الأولى تكون غير مُوضّحة، والأُخرى تكون واضحة، ومن أغراض هذا النّوع من الإطناب زيادة توثيق المعنى في نفس المُتلقّي، وذلك من خلال تشويقه لمعرفة المزيد عمّا هو مُبهَم،[٩] ومِثال ذلك الحديث النّبويّ: (سورةٌ تشفعُ لقائلِها، وهي ثلاثونَ آيةً ألا وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)،[١٥] ذِكر الخاصّ بعد العامّ: هو الإطناب الذي يُعنى بالتّركيز على أهميّة الشّيء الذي تمّ تخصيصه، بطريقة تجعل المُتلقّي يعتقد بأنّه ليس جزءاً من الشّيء العامّ،[٩] ومِثال ذلك الحديث النّبويّ: (الدُّنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرَ اللهِ وما والاه، وعالِماً أو متعلماً).[١٦] ذِكر العامّ بعد الخاصّ: هو الإطناب المعنيّ بالتّركيز على عُموم المعنى، يليه الاهتمام بالشّيء المُخصص منه،[٩] ومِثال ذلك الحديث النّبويّ: (إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ).[١٧] التّكرير لداعٍ: هو الإطناب الذي يحتوي على التّكرار في اللفظ والمعنى، وذلك من خلال تكرارالألفاظ لتدلّ على معنى معيّن مثل التّحسُّر، والتّحذير وغيرها من المعاني،[٩] ومِثال ذلك قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).[١٨] الإيغال: هو الإطناب الذي يمنح النّص قافية تُضفي معنى زائداً إلى معناه المُكتمل، وذلك من خلال إنهاء الكلام بكلمة، أو عبارة يُمكن الاستغناء عنها،[٩] ومِثال ذلك بيت ذي الرّمّة الذي اكتمل المعنى فيه عند كلمة (جُمان) ولكنّه أوغلَ بقافية لإتمام الوزن الشِّعريّ:[١٩] أظُنُّ الذَّي يُجْدي عَلَيْكِ سُؤَالُهَا دُمُوعاً كَتَبْذِيرِ الْجُمَانِ الْمُفَصَّلِ الاحتراس: هو الإطناب الذي يتنبّه فيه الكاتب إلى وُجود شيء في النّص يجعل من المُتلقّي يُلقي الّلوم عليه، فيتدارك ذلك بجُملة في النّص نفسه لتصحيح العِبارة،[٩] ومِثال ذلك: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) في قوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون).[٢٠] الاعتراض: هو الإطناب الذي يأتي بالكلام مُتضمّناً جُملة أو أكثر لا محلّ لها من الإعراب تكون بين كلامين،[٩] ومِثال ذلك: (سُبْحَانَهُ) في قوله تعالى: (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ).[٢١] التّذييل: هو الإطناب الذي تكون فيه الجُمل مُتعاقبة، واحدة تلو الأخرى، وتشتمل الجملة المُتعاقبة على معنى الجُملة التي تسبقها؛ لتؤكّد عليها،[٩] ومِثال ذلك: (فَهُمُ الْخَالِدُونَ) في قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ).[٢٢] اذكر/ي نوع الاطناب في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع الإيجاز قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).[٢٣] (............................) بيت ذو الرّمّة: قِفِ العيس في أطلال مية واسألِ رسوماً كأخلاق الرداء المسلسلِ[١٩] (............................) الحديث النّبويّ: (المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ).[٢٤] (............................) بيت المُتنبي: وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ يَرَى كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا[٢٥] (............................) المساواة هو إيراد المعاني والألفاظ على قدر مُتساوٍ، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، وكما يقول (أبو هلال العسكريّ) في كتابه (الصّناعتين): "هي المذهب المُتوسّط بين الإيجاز والإطناب"، وأشار إلى عدم طُغيان المعاني على الألفاظ أو العكس بقوله: "كأنّ ألفاظه قوالب لمعانيه"، ويقصد في هذه الجُملة أنّهما مُتكاملان معاً،[٩] ومِثال ذلك قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ، فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ)،[٢٦] والمقصود بكلمة (كُفْرُه) كلّ خطيئة يرتكبها، وهي هُنا كلمة جامعة لكُلِّ أوجه العذاب. علم البيان هو أحد عُلوم البلاغة الذي يختصّ بالطُّرق المُختلفة لعرض المعنى الواحد بأوجه مُختلفة، وذلك مع إيراد دلالة عليه،[٢٧] كما أنّ المُؤسِّس لهذا العِلم بعد مرور عِلم البلاغة بمراحل كثيرة هو (عبد القاهر الجُرجانيّ) عام 471هـ، وكان قد وضع نظريّة لعلم البيان حينها في كتابه (أسرار البلاغة)، وفيما يلي أركان علم البيان الأربعة:[٩] التشبيه هو أحد أركان عِلم البيان والذي يتمثّل بإيجاد شيء مُشترك بين أمرين، من خلال عمليّة تمثيليّة تحتوي على المُشبّه والمُشبّه به، بالإضافة إلى أداة التّشبيه، ووجه الشّبه الذي يُعدُّ مِعيار الحُكم على الأمرين بالتّشابه، ومِثال ذلك: (أحمد كريمٌ كالسَّحاب)، فهُنا شُبِّه أحمد بالسِّحاب لكِثرة كرمه، ولأنّ السّحاب مسؤول عن نُزول المطر، كما أنّ عناصر التّشبيه في الجُملة كالتّالي: (فالمُشبّه: أحمد)، و(المُشبّه به: المطر)، و(أداة التّشبيه: الكاف)، و(وجه الشّبه: هو الكرم).[٢٧] لمعرفة المزيد عن التشبيه وأنواعه بالتفصيل يرجى قراءة المقال الآتي: أنواع التشبيه. المجاز يتمثّل المجاز الذي يُعدّ أحد أركان علم البيان في كونه استعمالاً للفظ في غير موضعه، لتواجد ما يمنع إيراد المعنى الحقيقيّ له، وهذا التّعريف هو تعريف الجاحظ الذي يعدّ من أولّ من تطرّقوا إلى الحديث عن المجاز، كما أنّه وضّح الفرق بينه وبين الحقيقة في كتابه (الحيوان) فقال: "وإذا قالوا: أكله الأسد، فإنّما يذهبون إلى الأكل المعروف، وإذا قالوا: أكله الأسود، فإنّما يعنون النّهش والّلدغ والعضّ فقط"، فوضّح من خلال المِثال أنّ استخدام الألفاظ فيما وُضعت له هي الحقيقة، أمّا عكس ذلك فهو المجاز. ويجب الإشارة إلى أنّ المجاز يتقسّم إلى نوعين هُما:[٧] المجاز العقليّ: هو المجاز الذي يُسند فيه الفعل أو ما يحمل معناه (اسم فاعل، اسم مفعول، وغيرهم) إلى ما لا يَعينه ويخصّه، كما يُسمّى بالمجاز الحكميّ، والكلمات هُنا يُراد بها معناها الحقيقيّ، لكن إسناد الكلمة إلى الكلمة هو المجاز.[٧] ومِثاله بيت الصّلتان العبديّ الذي يظهر فيه أنّ فَناء الإنسان سببه مرّ الحياة إلّا أنّ ذلك غير صحيح، ففناء الإنسان بيد الله -عزّ وجل-، ويُسمّى هذا مجازاً عقليّاً لأنّ الفِعل أُسند إلى غير ما هو له، وفيما يلي البيت الشِّعريّ:[٢٨] أشابَ الصّغير وأفنى الكبير كرّ الليالي ومرّ العشى المجاز الّلغويّ: هو المجاز الذي يتمّ فيه إخراج الألفاظ ونقلها من أصلها ومعانيها الحقيقيّة الّلغويّة إلى معانٍ أُخرى مع وُجود روابط بينها، ولهذا النّوع من المجاز قسمين هُما:[٧] المجاز الّلغويّ للاستعارة: المجاز اللغويّ الذي تكون العلاقة فيه بين معاني الألفاظ الحقيقيّة والمجازيّة هي (المُشابهة)، ومِثال ذلك: (عضّنا الدّهر بنابه)، و علاقة المشابهة هُنا بين نوائب الدّهر وأنياب الحيوان المُفترس. المجاز الّلغويّ المُرسل: المجاز اللغويّ الذي تكون العلاقة فيه بين معاني الألفاظ الحقيقيّة والمجازيّة غير مُقيّدة بعلاقة واحدة مِثل مجاز الاستعارة المُقيّد بعلاقة (المُشابهة) فقط، فالمجاز المُرسل له العديد من العلاقات مِثل: (السّببيّة، الكُليّة، والجُزئيّة وغيرها من العلاقات بين الألفاظ)، ومِثال ذلك: (أرسلت العيون لتطّلع على أحوال العدو) والقصدُ هُنا: الجواسيس. اذكر/ي نوع المجاز في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع المجاز قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا).[٢٩] عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) بطشت بهم أهوال الدنيا. عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) تكاد عطاياه يُجنّ جنونها. عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) افترس الملاكم خصمه بسرعة. عقليّ /لغويّ (مُرسل/استعارة) الكناية هي أحد أركان علم البيان، وهو إيراد الّلفظ بالتّلميح لا بالتّصريح، وتُقسّم الكِناية إلى أقسام ثلاثة هي:[٧] الكِناية عن صِفة: هي الكناية التي يُذكر فيها الموصوف باللفظ أو من خلال سياق الحديث، مِثل: (ألقى المُقاتل سيفه)، وهُنا المعنى الظّاهر هو إلقاء السّيف أرضاً، بينما القصد الحقيقيّ هو (الاستسلام). الكِناية عن موصوف: هي الكِناية التي تُذكر فيها الصِّفة بشكل مُباشر، مِثل: (مدينة النور)، وفي الجملة كِناية عن باريس. الكِناية عن النِّسبة: الكِناية التي يُذكر فيها الموصوف، مع صفته التي تُنسب إليه بشكل غير مُباشر، مِثل بيت المُتنبّي الذي مدح فيه شِعره وينسب ذلك إلى الأصمّ الذي سمع شِعره في معنى ظاهر أراد منه مدح نفسه؛ لبراعة شِعره:[٣٠] أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ اذكر/ي نوع الكِناية في الأمثلة الآتية: الجُملة نوع الكِناية أبناء النِّيل مُكافحون. (عن صِفة/عن موصوف/عن نسبة) الفصاحة في بيانه والبلاغة في لسانه. (عن صِفة/عن موصوف/عن نسبة) هو ربيب أبي الهول. (عن صِفة/عن موصوف/عن نسبة) لمعرفة المزيد عن علم البيان يرجى قراءة المقال الآتي: ما هو علم البيان. الاستعارة تُعدّ الاستعارة من أركان علم البيان، ويُعرِّفها الجاحظ بأنّها "تسمية الشّيء باسم غيره إذا قام مقامه"، كما أنّها مُقسّمة عند البلاغيّين باعتبارات مُختلفة تشترك في نقاط معيّنة، ولها عدة أنواع بحسب اللفظ أو بحسب العناصر الموجودة فيها وما إلى ذلك.[٧] لمعرفة المزيد عن الاستعارة وأنواعها يرجى قراءة المقال الآتي: تعريف الاستعارة. علم البديع يُقسّم علم البديع إلى قسمين، واحد يُعنى بالجانب المعنويّ، وآخر في الجانب اللّفظيّ للكلمة:[٣١][٣٢] المحسّنات البديعيّة المعنويّة هي المُحسّنات التي تهتمّ بتحسين المعنى، وتجميله، وأشهرها:[٣١][٣٢] الطباق: هو الجمع بين الشّيئين المُتضادّين أو المُتوافقين في الجُملة الواحدة، وينقسمُ إلى طِباق إيجابي، وسلبي، ومجازي، وحقيقي. المُقابلة: هي إيراد طِباقين أو أكثر في العِبارة الواحدة، بحيث يتقابل كل معنى مع معنى آخر، كما تُقسّم هذه المُقابلة إلى مُقابلة مُباشرة وغير مُباشرة، ومِثال ذلك المُقابلة في قول أبي تمام: (يا أمة كان قبحُ الجود يسخطها دهراً، فأصبح حسنُ العدل يرضيها). الطيّ والنّشر: هو تتالي الكلمات بصورة مُرتّبة ومُتعاقبة مع ما يتعلّق بها، فيَرِد الكلام الأول يتبعه كلامٌ آخر بنفس ترتيب الكلام الأول أو بشكل مُعاكس له، ومِثال ذلك: (خالدٌ شمسٌ وبحرٌ وأسدٌ، شجاعةً وبهاءً وعطاءً)، فهنا تمّ طيّ كل من (الشّمس والبحر والأسد)، ولكن لم يتمّ نشرها بشكل مُرتب مع ما يتعلّق بها لاحقاً، لكنّ هذا يجعل السّامع يُرجع لكلّ شيء ما يُلائمه في الجُملة: فالشّجاعة للأسد، والبهاء للشّمس، والعطاء للبحر.[٣١] التورية: هي اجتماع معنيين في العِبارة، الأولّ قريب غير مقصود، والآخر بعيد مقصود، وتُقسّم التّورية إلى أربعة أقسام هي: (المُرشّحة، والمبنيّة، والمُجرّدة، والمهيئة). حُسن التعليل: هو إيجاد عِلّة حقيقيّة أو غير حقيقيّة قبل الكلام المُراد قوله، وتكون بأشكال ثلاثة، فإمّا أن تكون العِلّة غير ظاهر للحديث عن شيء ثابت، أو أن تكون ظاهرة للحديث عنه، أو أن يكون إيراد العِلّة لشيء غير ثابت. سَوْق المعموم مَساق غيره: هو تعمدّ إظهار الجهل مِن قِبل المُتكلِّم بالسّؤال عمّا يعرفه؛ لأغراض مُختلفة مِثل المدح أو التّحقير وغيرها،[٣١] ومِثال ذلك استخدام أسلوب الاستفهام؛ للدّلالة على أهميّة الحدث في قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ).[٣٣] حُسن التقسيم: هو ذِكر الشّيء مع أقسامه مُكتملة، ويُقسّم هذا الأسلوب بطريقتين الأولى بحسب عدد الأقسام الواردة في الجُملة، والثّانية بحسب أثر هذا التّقسيم، سواء كان أثره تقسيماً أم تفريقاً أم جمعاً،[٣١] ومِثال ذلك بيت شوقيّ: الوصل صافية، والعيش ناغية والسّعد حاشية، والدّهر ماشينا المبالغة: هي الوصف الذي يأخذ منحى بعيداً عن التّصديق، ويكون على درجات مُختلفة تبدأ "بالتّبيلغ"، ثمّ "الإغراق" وحتّى آخر درجة ألا وهي "الغُلوّ"، ومِثال ذلك: (شربتُ 100 كأسٍ من الماء اليوم) فهذا أمرٌ مُبالغ فيه وصل درجة الغلوّ.[٣٢] براعة الاستهلال: هي الاختيار الحَسن لطريقة بدء الكلام بالشّكل الذي يُصاحب المعنى العذب، والصّحيح في بداية ونهاية العِبارة مع مضمونها،[٣١] ومِثال ذلك التّهنئة التي قالها أشجع:[٣٤] قصرٌ عليه تحيةٌ وسلامُ خلعت عليه جمالَها الأيامُ الاستتباع: هو استرسال الكلام بعضه بعضاً لهدف المديح أو الذّم، ومِثال ذلك أن تسأل أحدهم عن الدّرجة التي حصل عليها في الجامعة، فيُجيبك عن سؤالك ويسترسلُ قائلاً: (وبدأت في عملٍ جديد براتب مُمتاز، وأنا على مشارف أن أخطب كذلك).[٣١] التّوجيه: إعادة ضبط الكلام الذي يحمل معنيين، بترجيح واحد منهما،[٣١] ومِثال ذلك قول (بشّار بن برّد) في خيّاط أعمى اسمه عمرو خاط له قطعة من القُماش تُلبس على الوجهين، فما كانه من بشّار إلّا أنّ قال له: "وأنا قلت فيك شِعراً إن شئت جعلته مدحاً، وإن شئت جعلته هجواً"، وهذا هو البيت:[٣٥] خاط لي عمرو قباء ليت عينيه سواء المحسّنات البديعيّة اللفظيّة هي المُحسِّنات التي تهتمّ بشكل أساسيّ على تحسين اللفظ، ومن أشهرها:[٣١][٣٢] الجِناس: هو اختلاف لفظتين في المعنى مع تشابههما لفظاً ونُطقاً، وله عدّة أنواع هي: (الجِناسّ التامّ، والجِناس النّاقص، وجِناس الاختلاف)، ومِثال ذلك الجِناس بين (ناضرة-ناظرة) في قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ).[٣٦] السَّجع: هو إيراد نهايات الكلام على نحو مُتوافق، وذلك ضمن فقرة أو أكثر، ويكثُر في النّثر، وله أشكال هي: (المُطرَّف، والمُتوازي، والمُتفاوت، والمُرصّع)، ومِثال ذلك السّجع بين (مهنة ومحنة) في قولنا: (مجالسته مهنة، ومعاتبته محنة). ردّ الإعجاز على الصَّدر: هو إيراد الّلفظ في أولّ الكلام مع ما يُشابهه في مُنتصف الكلام أو آخره،[٣١] ومِثال ذلك قوله تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).[٣٧] إيغال الاحتياط: هو الزّيادة المُضافة آخر الكلام بالرّغم من اكتمال المعنى،[٣١] ومِثال ذلك اكتمال المعنى عند كلمة (أجراً) إلّا أنّه فيه زيادة للحثّ على اتّباع الرُّسل في قوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ).[٣٨] التّوشيح: هو الإدلال على آخر الكلام بعِبارة في أولّه،[٣١] ومِثال ذلك كلمة (اصطفى) عندما تُقرن بالأنبياء، يكون من المُتوقّع أن تنتهي بكلمة (العالمين) في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).[٣٩] تآلف الألفاظ: هو وِحدة الألفاظ والمعاني في نَسَق واحد، بحيث لا يُمكن التّخلي عن واحدة منها،[٣١] ومِثال ذلك قصّة الأعرابيّ في زمن عمر بن الخطّاب الذي سمع أحدهم يقرأ آية: (فَإِن زَلَلْتُم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ فَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[٤٠] ولكنّه قرأ نهايتها بـ (الغفور الرّحيم)، فأشار الأعرابيّ إلى الرّجل أنّ (العزيز الحكيم) لا يَذكرُ المغفرة عند العِقاب، وهذا من تمام المعنى واتّساقه.[٤١] لمعرفة المزيد عن علم البديع وفنونه يرجى قراءة المقال الآتي: نشأة علم البديع. حدِّد المُحسّن البديعيّ في الأمثلة الآتية مع ذِكر نوعه: الجملة المُحسن البديعيّ نوعه إنَّ بعدَ الكدرِ صفْواً، وبعدَ المطرِ صحْواً. (........................) معنويّ / لفظيّ الحديث النّبويّ: (لربِّ تقبَّلْ تَوْبتي واغسِلْ حَوبَتي وأَجِبْ دَعْوتي وثَبِّتْ حُجَّتي).[٤٢] (........................) معنويّ / لفظيّ قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).[٤٣] (........................) معنويّ / لفظيّ ارعَ الجارَ ولو جارَ. (........................) معنويّ / لفظيّ أكلتُ 20 حبّة من التُفّاح اليوم. (........................) معنويّ / لفظيّ قوله تعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ).[٤٤] (........................) معنويّ / لفظيّ قوله تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ).[٤٥] (........................) معنويّ / لفظيّ البلاغة في القرآن الكريم يتّسم القرآن الكريم بوصفه مُعجزة بيانيّة بوُجود العديد من الأساليب البلاغيّة، كما ذكر (حازم القرطاجيّ) في كتابه (منهاج البلغاء وسراج الأدباء) أنّ جانب الإعجاز في كِتاب الله، يكمن في استمرار فصاحته وبلاغته على مدى الأزمان، وأنّه لم يمرّ في البشريّة أحد استطاع الاتيان بمثل بلاغته، وقد قارن هذا بكلام العرب الفصيح البليغ الذي لم يبقى كُلُّه كما هو، ويجب الإشارة أنّ الأثيم ذكر في كتابه (الأسرار البلاغيّة للتّقديم والتّأخير في سورة البقرة)، أنّ القرآن بقليل ما ورد فيه، وبكثيره هو إعجاز،[٣١] ومن الجدير بالذِّكر أنّ الدّكتور (مخيمر صالح) جمع الأساليب البلاغيّة في القرآن الكريم، بحيث أورد العلوم البلاغيّة الثّلاثة (المعاني، البيان، البديع) ضمن مُعجم مُصنّف بحسب اسم العلم البلاغيّ، ويُلاحظ مُتصَّفِح الكِتاب أنّ الأسلوب الواحد في القرآن يُورَد بأكثر من طريقة لأغراض مُختلفة في كُلّ مرّة كأسلوب الأمر، والاستفهام، وغيرها، وهذا أحدا مواطن الإعجاز في مُفرداته، وفيما يلي أمثلة على علوم البلاغة الثلاثة بشكل عامّ ممّا أورده في كتابه (مُعجم الأساليب البلاغيّة في القرآن الكريم): علم المعاني: مِثل أسلوب الإطناب في قوله تعالى: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).[٤٦] علم البيان: مِثل أسلوب التّشبيه في قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ).[٤٧] علم البديع: مِثل أسلوب الطِباق بين كلمتيّ (الّليل-النّهار) في قوله تعالى: (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٤٨] أمثلة لبعض معاني أسلوب (الأمر) في القرآن الكريم. الآية الكريمة الغرض من أسلوب الأمر قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).[٤٩] الدُّعاء. قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ).[٥٠] الإباحة. قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٥١] النّهي. قوله تعالى: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ).[٥٢] التّحذير. قوله تعالى: (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ).[٥٣] الوعد والوعيد. البلاغة في الشِّعر العربيّ يُعدُّ الشِّعر منذ أيّام الجاهليّة أحد أهمّ الأمور التي تميّز بها العرب، فكانت لُغتهم الفصيحة تُنشئ أشعاراً صافية من فِطرتهم، فكان ما كان لهم من الشِّعر الحسن الذي يصحبه حُسن الّلفظ والمعنى، والصّور الشِّعريّة البلاغيّة، ويجب الإشارة إلى أنّ (عبد القاهر الجرجانيّ) أشار في كتابه (دلائل الإعجاز) أنّ من المُحال معرفة إعجاز القرآن الكريم دون الإطّلاع على الشِّعر (ديوان العرب)، فهو عنوان الأدب، وأنّ القوم إذا ما أرادوا التّنافس في شيء كان في فصاحة ما يقولون من الشِّعر. وفيما يلي أمثلة شِعريّة على علوم البلاغة الثّلاثة:[٥٤] علم المعاني: مِثل أسلوب الإطناب في أبيات الهجاء المُتتابعة الكثيرة لأبي الأسود الدّؤليّ: أَميرَ المؤمِنينَ جُزيتَ خَيراً أَرِحنا مِن قُباعِ بَني المُغيرَه بَلَوناهُ وَلُمناهُ فَأَعيا عَلَينا ما يُمِرُّ لَنا مَريرَه علم البيان: مِثل أسلوب التّشبيه في البيت الذي يصف فيه الشّاعر فضالة بن شريك كفّ أحدم بأنّه مِثل كفّ الضّب: فَقَبّلتُ رَأساً لم يكن رأس سَيِّدٍ وَكفّاً ككفّ الضّبِّ أو هي أحقَرُ علم البديع: مِثل أسلوب الطِباق بين كلمتيّ (ضحك-بكى) في بيت الشّاعر دعبل الخزاعيّ: لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى أهميّة علم البلاغة إنّ أهمية علم البلاغة العربيّة استُنبطت من القرآن الكريم لفهم حلاوة معانيه، ومقاصده، وبيان أسراره، وأحكامه، وأخباره، وتفسير آياته الكريمة ومعرفة ما فيها من براعة وعذوبة في اللفظ والتركيب البلاغيّة، فهذا العلم يُعتبر الوسيلة المناسبة لمعرفة إعجاز القرآن الكريم، لذلك يؤدي الإغفال عنه إلى عدم إدراك إعجاز النظم القرآنيّ، وبالتالي لا بدَّ من الإلمام بقواعد علم البلاغة التي تجعل الإنسان فصيحًا ومتكلّمًا بلسان بليغ.