حازت العيون على مكانة كبيرة في شعر الغزل، إذ توجد العديد من الأشعار والقصائد التي ركزت على وصف جمال العيون أو لونها، كون العين هي مرآة المشاعر ومغرفة الكلام، إذ لم ينحصر غزل العيون على القصائد والأشعار فقط، بل دخل في الأغاني والاقتباسات والخواطر، وهذا المقال سيذكر بعض الأشعار التي وردت فيها أجمل غزل عن العيون.
قصيدة ذات العينين السوداوين
يقول نزار قباني:[١]
ذاتَ العينينِ السوداوين
ذاتَ العينين الصاحيتينْ الممطرتينْ
لا أطلبُ أبداً من ربي إلا شيئينْ
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيدَ بأيامي يومين
كي أكتبَ شعراًفي هاتين اللؤلؤتينْ
قصيدة ليت الَّذي خلق العيون السودا
يقول إيليا أبو ماضي:[٢]
لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا
خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا
لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها
ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا
عَوِّذ فُؤادَكَ مِن نِبالِ لِحاظِها
أَو مُت كَما شءَ الغَرامُ شَهيدا
قصيدة يسبي القلوب بمقلة مكحولة
يقول ابن الرومي:[٣]
ألوَى بقلبك من غُصون الناسِ
غصنٌ يتيه عل غصون الآسِ
بل شادنٌ ذو نعمةٍ في نعمةٍ
يكتنُّ منها في أكنِّ كناسِ
ظبيٌّ يصيد ولا يُصاد مُحاذرٌ
نَبْلَ الهوى وحبَائل الإيناسِ
غِرٌّ شَموس إن أحسَّ بريبةٍ
أعجِبْ بجامع غِرةٍ وشماسِ
يسبي القلوبَ بمقلة مكحولة ٍ
بفتورِ غُنْجٍ لا فتور نعاسِ
ومقبَّلٍ عذبٍ كأن نسيمَهُ
وَهْناً نسيم منابت البَسباسِ
أثنى عليه بطيب فيه ولم أنلْ
منه نوالاً قط غير خِلاس
قصيدة إن العيون على القلوب شواهد
يقول محمود الوراق:[٤]
إِنَّ العُيونَ عَلى القُلوبِ شَواهِدٌ
فَبَغيضُها لَكَ بَيِّنٌ وَحَبيبُها
وَإِذا تَلاحَظَتِ العُيونُ تَفاوَضَت
وَتَحَدَّثَت عَمّا تُجنُّ قُلوبُها
يَنطِقنَ وَالأَفواهُ صامِتَةٌ فَما
يَخفى عَلَيكَ بَرَيئُها وَمُريبُها
قصيدة حكلَ العيون بمرود من عسجد
يقول سناء ابن الملك:[٥]
كحلَ العيونَ بمرودٍ مِن عسْجدِ
فيه الذوائِبُ واللَّمى كالإِثمد
فرأَى وعاينَ وجْهَه في جنَّةٍ
تُجلى فتَجلو نور عين الأَرْمَدِ
ورأَى بها المشْتاقُ صفرةَ لونِه
مثلَ الخَلوقِ بقُبلةٍ في مسْجِد
بأَبي وأُمِّي من يكونُ المكتِفي
بجماله لجماله كالْمُقْتَدِي
مستوحشٌ متفردٌ في حسنهِ
لا تعجبنَّ لوحْشَةِ المتَفَرِّدِ
وكأَنَّه من دلِّهِ وحيائِه
غيداءُ لكِن في شَمائِل أَغْيدِ
ومع الحياءِ يُريك عيْنَيْ ماردٍ
بالفَتْكِ لكنْ بيْن صُدْغَي أَمْردِ
ووراءَ نَدِّ الْخالِ في وجناتِه
ماءُ الجمال يجولُ في جمْرٍ نَدي
وقَفَتْ صَبَابَاتِي بِبُرقَةِ مَبْسِمٍ
في فِيه لا صَحْبي بِبُرقَةِ ثَهْمَد
كم ليلة قد بات صدري مَلْعَباً
بالضَّمِّ يَعدو فيه ظَبْيُ بَني عَدِي
قصيدة لها مقلة كحلاء
يقول جميل بثينة:[٦]
لَها مُقلَةٌ كَحلاءُ نَجلاءُ خِلقَةً
كَأَنَّ أَباها الظَبيُ أَو أُمَّها مَها
دَهَتني بِوِدٍّ قاتِلٍ وَهوَ مُتلِفي
وَكَم قَتَلَت بِالوُدِّ مَن وَدَّها دَها
قصيدة لك يا مليحة مقلة مع حاجب
يقول ابن نباتة المصري:[٧]
لك يا مليحة مقلةٌ مع حاجبٍ
للسهمِ عن قوس لقلبي يرشق
وحبال شعرٍ قد شقيت بحبها
إن الشقيَّ بكلِّ حبلٍ يخنق