تويت
سورلي (وليام ـ)
(1855ـ1935)
وليام ريتشي سورلي William Ritchie Sorley، فيلسوف بريطاني، ولد في سيلكيرك باسكتلندا، وكان أستاذاً للفلسفة الأخلاقية بجامعة كامبريدج، وفلسفته مثالية أقرب إلى كانتية فلهلم فندلبنت (1848-1815)Windelband المحدثة ومدرسة بارن منها إلى المثالية البريطانية، بحكم بحثه في مشكلات فلسفة القيمة ولاهتمامه بتاريخ الفلسفة. فقد تمكن بتطبيقه لمبادئ النقد الكانتي على العلوم التاريخية من عرض المشكلات الفلسفية بدلاً من كتابة تاريخ كل فيلسوف على حدة، فاتسمت فلسفته بأنها نقدية تاريخية، بوصف أن التاريخ هو العلم الذي يجمع بين الواقع والقيم.
كما انتقد صور الأخلاق الطبيعية كافة في كتبه التي أهمها: «أخلاق المذهب الطبيعي» (1885) Ethics of Naturalism، و«القيم الخلقية وفكرة الله» (1918) Moral Values and the Idea of God.
استعان سورلي في فلسفته بلوتسهLotze وكنت Kant وريكرت Rickert وهيغلHegel، وقسم الوجود إلى عالم الأشياء وعالم القيم، والعلوم إلى طبيعية وتاريخية، وجعل اختصاص العلوم الطبيعية دراسة عالم الأشياء والعلاقات السببية العامة، واختصاص العلوم التاريخية دراسة تواريخ الأشخاص، والفردانية هي ما يميز الأشخاص، وتعني امتلاك القيم حتى ليمكن تسمية الأشخاص بأنهم حملة القيم، فالقيم مُثل عليا وانفعالات من الإنسان نحو غايات يصنعها بحرية، لأن القيمة هي ما يجب فعله. ولا توجد القيم الأخلاقية مستقلة، فلا بد لها من حوامل، لكن إدراكها لا يتوقف على وجود الحوامل، ومن الممكن التحدث عن عالم من القيم كما تحدث أفلاطون عن عالم من المثل، فالإنسان يدرك القيم الأخلاقية بنوع من الرؤية الباطنة، كما في إدراكه للمعاني الكلية. ومصدر القيم هو الإنسان، ولكنه لا يدركها إلا بتأثير علاقته الروحية بالله.
وقد فرق سورلي بين القيمة الأداتية للأشياء instrumental value والقيمة الحقيقية للأشخاص intrinsic value، وقال مثل لوتسه بعدم جواز الانتقال من عالم الواقع وما هو كائن إلى عالم القيمة وما ينبغي أن يكون، لأنه لا يوجد طريق يوصل بينهما، وقال كذلك بعدم جواز تفسير المراحل العليا بالمراحل الدنيا، وجعل عالم القيم في مكانة ميتافيزيقية أعلى من مكانة عالم الأشياء والطبيعة، وعقد للأشخاص مكان الصدارة في عالم القيم بوصفهم حملتها، ومن ثم كانت مثاليته مثالية أشخاص ينضوون تحت لواء إله يتصوره هو نفسه شخصاً، أو هي على الأصح مذهب في الربوبية يؤكد على الأخلاق Ethical Deism.
تؤدي فكرة الصواب والعقاب دوراً مهماً في تأصيل الأخلاق الدينية، فالصواب أو الخير الأخلاقي مرده ومصدره الله، أما الشر فمصدره الإنسان نفسه، بنزعاته الأنانية وشهواته التي تتمكن منه بانشغال العقل عن الله، والتي تذكيها عوامل لا إرادية تؤدي دوراً كبيراً في صرف الإنسان عن الخلق القويم.
سوسن بيطار
(1855ـ1935)
وليام ريتشي سورلي William Ritchie Sorley، فيلسوف بريطاني، ولد في سيلكيرك باسكتلندا، وكان أستاذاً للفلسفة الأخلاقية بجامعة كامبريدج، وفلسفته مثالية أقرب إلى كانتية فلهلم فندلبنت (1848-1815)Windelband المحدثة ومدرسة بارن منها إلى المثالية البريطانية، بحكم بحثه في مشكلات فلسفة القيمة ولاهتمامه بتاريخ الفلسفة. فقد تمكن بتطبيقه لمبادئ النقد الكانتي على العلوم التاريخية من عرض المشكلات الفلسفية بدلاً من كتابة تاريخ كل فيلسوف على حدة، فاتسمت فلسفته بأنها نقدية تاريخية، بوصف أن التاريخ هو العلم الذي يجمع بين الواقع والقيم.
كما انتقد صور الأخلاق الطبيعية كافة في كتبه التي أهمها: «أخلاق المذهب الطبيعي» (1885) Ethics of Naturalism، و«القيم الخلقية وفكرة الله» (1918) Moral Values and the Idea of God.
استعان سورلي في فلسفته بلوتسهLotze وكنت Kant وريكرت Rickert وهيغلHegel، وقسم الوجود إلى عالم الأشياء وعالم القيم، والعلوم إلى طبيعية وتاريخية، وجعل اختصاص العلوم الطبيعية دراسة عالم الأشياء والعلاقات السببية العامة، واختصاص العلوم التاريخية دراسة تواريخ الأشخاص، والفردانية هي ما يميز الأشخاص، وتعني امتلاك القيم حتى ليمكن تسمية الأشخاص بأنهم حملة القيم، فالقيم مُثل عليا وانفعالات من الإنسان نحو غايات يصنعها بحرية، لأن القيمة هي ما يجب فعله. ولا توجد القيم الأخلاقية مستقلة، فلا بد لها من حوامل، لكن إدراكها لا يتوقف على وجود الحوامل، ومن الممكن التحدث عن عالم من القيم كما تحدث أفلاطون عن عالم من المثل، فالإنسان يدرك القيم الأخلاقية بنوع من الرؤية الباطنة، كما في إدراكه للمعاني الكلية. ومصدر القيم هو الإنسان، ولكنه لا يدركها إلا بتأثير علاقته الروحية بالله.
وقد فرق سورلي بين القيمة الأداتية للأشياء instrumental value والقيمة الحقيقية للأشخاص intrinsic value، وقال مثل لوتسه بعدم جواز الانتقال من عالم الواقع وما هو كائن إلى عالم القيمة وما ينبغي أن يكون، لأنه لا يوجد طريق يوصل بينهما، وقال كذلك بعدم جواز تفسير المراحل العليا بالمراحل الدنيا، وجعل عالم القيم في مكانة ميتافيزيقية أعلى من مكانة عالم الأشياء والطبيعة، وعقد للأشخاص مكان الصدارة في عالم القيم بوصفهم حملتها، ومن ثم كانت مثاليته مثالية أشخاص ينضوون تحت لواء إله يتصوره هو نفسه شخصاً، أو هي على الأصح مذهب في الربوبية يؤكد على الأخلاق Ethical Deism.
تؤدي فكرة الصواب والعقاب دوراً مهماً في تأصيل الأخلاق الدينية، فالصواب أو الخير الأخلاقي مرده ومصدره الله، أما الشر فمصدره الإنسان نفسه، بنزعاته الأنانية وشهواته التي تتمكن منه بانشغال العقل عن الله، والتي تذكيها عوامل لا إرادية تؤدي دوراً كبيراً في صرف الإنسان عن الخلق القويم.
سوسن بيطار