سيراليون Sierra Leone جمهورية في غربي إفريقيا،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيراليون Sierra Leone جمهورية في غربي إفريقيا،

    سيراليون
    سيراليون Sierra Leone جمهورية في غربي إفريقيا، تحدها من الشمال والشرق غينيا، أما من جهة الجنوب الشرقي فتحدها ليبريا، في حين تطل من جهة الغرب والجنوب الغربي على المحيط الأطلسي بساحل يصل طوله إلى 350كم. كما تتبع لها عدة جزر قريبة من ساحلها، أهمها وأكبرها مساحة جزيرة شيربرو Sherbro، أما إجمالي مساحة سيراليون فيصل إلى 71740كم2.
    تتدرج أراضي سيراليون بالارتفاع من الجنوب الغربي باتجاه الشمال الشرقي والشمال، إذ تتميز شواطئ المحيط الأطلسي بأنها منخفضة ورملية مستوية، ثم يليها منطقة داخلية سهلية يقل ارتفاعها عن 600م فوق سطح البحر، تكوّن معظم مساحة البلاد، أما المنطقة الجبلية فتنحصر في بعض السلاسل الجبلية التي تمتد نحو الحدود الشمالية الشرقية من البلاد، حيث جبال لوما Loma التي يصل ارتفاعها في قمة بينتوماني Bintumani إلى 1945م فوق سطح البحر، والتي تتألف من صخور الغرانيت التي تعود إلى حقبة ما قبل الكامبري مع تكوينات من الدولوريت، كما توجد حول مدينة فريتاون Freetownالعاصمة، مرتفعات تشغل مساحة صغيرة تدخل كذراع في الماء تحمي المدينة وميناءها.
    ساد الهدوء التكتوني فوق الأراضي التي تعرف اليوم باسم سيراليون مدة طويلة، وتشكلت سهول واسعة، أما في شرقي البلاد فقد ارتفعت كتلة ليبيريا ـ ليون، والتي تمثل كتلة قديمة تعود إلى حقبة ما قبل الكامبري، وتتألف صخورها على نحو أساسي من الغرانيت والغنايس والدياباز، في حين تعرضت معظم أراضي البلاد للغمر، وتشكل فوقها عدة توضعات رسوبية بحرية وقارية، أما السهول الساحلية فتتكون من طبقة سميكة من الغضار المغطى بالحصى والرمال والطين، تعود إلى الحقب الرابع.
    تتميز البلاد بمناخها المداري، إذ تكون الحرارة مرتفعة طوال العام، ولا يقل متوسط درجة الحرارة في مدينة فريتاون العاصمة عن 27 ْم. الأمطار غزيرة تستمر معظم أشهر السنة، مع وجود فصل جاف تراوح مدته ما بين ثلاثة إلى خمسة أشهر، نتيجة وقوع البلاد تحت تأثير نوعين من الرياح في العام، وهي الرياح التجارية الشمالية الشرقية الجافة لمرورها من فوق القارة، والرياح الجنوبية الغربية الرطبة القادمة من المحيط الأطلسي، وعموماً فإن كمية الهطل متباينة تبايناً كبيراً من منطقة إلى أخرى، فعلى شبه جزيرة سيراليون على الساحل تتجاوز كمية الأمطار 3810ملم، وإن كانت تصل في بعض المناطق في شبه الجزيرة إلى 5500ملم على المرتفعات، أما على السـاحل فتراوح كميـة الأمطار بين 3500 و4500ملم، أما في السهول الداخلية والوسطى وفي شمال شرقي البلاد فتراوح مابين 2500 و3000ملم. وهكذا يمكن القول إن الأمطار تتناقص بالابتعاد عن الساحل.
    يبلغ طول الشبكة المائية في سيراليون نحو 5600كم، فهناك عدد من الأنهار التي تتجه نحو الغرب والجنوب الغربي على نحو رئيس، وتصب في المحيط الأطلسي، وهي تنبع من منطقة الحدود الشمالية الشرقية من البلاد مثل نهر كابا Kaba الذي يبلغ طوله نحو 770كم، ونهر سيوا Sewa الذي يصل طوله إلى 500كم، ونهر روكل Rokel، ونهر جونغJong ونهر موا، وجميع هذه الأنهار صالحة للملاحة في الفصل المطير. أما أكبر البحيرات العذبة فتوجد في جبال سولو، وتبلغ مساحتها نحو50 كم2.
    القسم الأعظم من الترب في سيراليون هو من أنواع الترب الحمراء اللاتيريتية الغنية بأكاسيد الحديد والألمنيوم، بينما توجد في أحواض الأنهار الترب الفيضية الخصبة، أما على الشواطئ فتنتشر التربة الملحية.
    يتألف الغطاء النباتي في شمالي سيراليون من السافانا، ومن الأعشاب الكثيفة والشجيرات المنخفضة الكثيفة الأغصان، كما توجد نباتات المستنقعات التي تكثر في الجنوب الشرقي من البلاد، ويلاحظ تراجع المساحات التي تغطيها الغابات المدارية على نحو كبير، نتيجة لأثر الإنسان السلبي، كما توجد أشجار نخيل الزيت والمانغا والموز وشجرة نخيل الألياف التي تميز منطقة غربي إفريقيا. أما فيما يتعلق بالحيوانات فتوجد القرود التي تعيش في الغابات النهرية وفي الغابات الجبلية وأنواع من الفيلة صغيرة الحجم، أما في الأنهار فتعيش التماسيح وأفراس النهر. وقد بدأت السلطات في الفترة الأخيرة بالاهتمام بالثروة الحيوانية على أنها جزء من الثروة الوطنية التي تجب حمايتها، وتم تحديد غابات طبيعية كبيرة على شكل محميات تشرف عليها الدولة مباشرة، ويمنع الصيد فيها، مثل محمية أوتامبا ـ كيمليمي، إذ تعول حكومة سيراليون على استثمار الطبيعة الجميلة مصدراً مهماً من مصادر الحصول على العملة الصعبة.
    السكان
    يتألف السكان من الأفارقة الذين ينتمون إلى مجموعتين عرقيتين على أساس لغوي هما: المند Mende الذين يؤلفون نحو30% من السكان، ويتركزون في وسط البلاد وغربيها، والتيمن Temne الذين يستوطنون شمالي البلاد، حيث يمارسون الزراعة والرعي، ويدين معظمهم بالإسلام، إضافة إلى أقليات أخرى أقل أهمية مثل، ليبمو والكيسي والبولوم والفولاني، إضافة إلى الكريوليين، وهم مجموعة من الزنوج المحررين يتركزون في مدينة فريتاون وغربي البلاد، ويتكلمون لغة الكريو وهي لغة مشتقة من الإنكليزية ولغات إفريقية أخرى، والتي أصبحت لغة التجارة في البلاد. ويدين نحو 60% من سكان البلاد بالديانة الإسلامية ونحو 30 % بديانات محلية، أما البقية فتدين بالمسيحية.
    يتوزع السكان بصورة متفاوتة من محافظة إلى أخرى، ففي المحافظتين الشمالية والجنوبية تراوح الكثافة ما بين 36 ـ 40 نسمة/كم2، ولكنها ترتفع في المحافظة الشمالية لتتجاوز 70 نسمة/كم2، أما أعلى الكثافات ففي المنطقة الغربية إذ تتجاوز 880 نسمة/كم2.
    يقُدر عدد سكان سيراليون بنحو 5426618 نسمة لعام 2000، ويصل متوسط الكثافة الحسابية في البلاد إلى 76 نسمة/كم2، أما النمو السكاني فهو مرتفع ويصل إلى 36 في الألف. أهم التجمعات البشرية في سيراليون، فريتاون، وهي العاصمة وأكبر تجمع بشري في البلاد، إذ يتجاوز عدد سكانها 800 ألف نسمة، وقد نمت هذه المدينة نمواً كبيراً بعد الحرب العالمية الأولى بسبب موقعها الجغرافي المهم على المحيط الأطلسي وهي ميناء نشط، إذ تستقبل سنوياً أكثر من 1500 سفينة، وتعد مركزاً سياسياً واقتصادياً هاماً في البلاد، وزادت أهميتها بعد بناء مطار لونغي Lungi الدولي قربها الذي يعد أهم ميناء جوي في البلاد، ومدينة بو Bo التي تعد عاصمة المحافظة الجنوبية وعقدة مواصلات هامة ومركز صناعي، وقد زاد من أهميتها العثور على الذهب والألماس قربها، إضافة إلى مدن أخرى مثل كنيما Kenemaومُيامبا Moyamba وماكيني Makeini ولونزرLonser وكُويدو Koidu وغيرها.
    الجغرافية الاقتصادية
    يعتمد اقتصاد سيراليون على قطاعي الزراعة والتعدين بالدرجة الأولى، إذ يعمل نحو 67% من السكان في الزراعة والصيد وقطع أشجار الغابة، وتنتشر المزارع في السهل الساحلي. وتعد زراعة الأرز من الزراعات المهمة في البلاد، إذ يعد الغذاء الرئيس لسكان البلاد، وقد وصل إنتاج الأرز إلى أكثر من 247 ألف طن عام 2000، وهناك الكثير من المحاصيل التي تستهلك محلياً مثل الكسافا والذرة السكرية والفول السوداني، إضافة إلى المحاصيل النقدية التي تصدر إلى الخارج مثل زيت النخيل ونوى زيت النخيل والبن والكاكاو والمطاط والزنجبيل للحصول على العملة الصعبة.
    وتربية الحيوان جزء مهم من الاقتصاد الزراعي، إذ يتركز 75% من أعداد القطعان في المحافظة الشمالية، تليها المحافظة الشرقية بالدرجة الثانية، وقد زاد الاهتمام بتربية الأبقار والماعز والأغنام وصيد الأسماك في الآونة الأخيرة.
    يعد استخراج الألماس والأحجار الكريمة والبوكسيت وثاني أكسيد التيتانيوم من أهم الموارد في البلاد، إذ تؤلف هذه المواد معظم صادرات البلاد من حيث القيمة الاقتصادية، وقد كانت سيراليون في مطلع التسعينات الدولة الأولى المصدرة للتيتانيوم في العالم، كما تُعدن كميات كبيرة من البوكسيت، وقد اكتشفت في البلاد خامات الذهب قرب مدينة بو وفي جبال سولو إضافة إلى خامات الفضة والبلاتين والاسبست. لكن يبقى الألماس المعدن الأكثر أهمية في الاقتصاد الوطني، حيث توجد توضعاته في الصخور العائدة إلى زمن الكامبري في إقليم كونو وبالقرب من نهري «سوا» و«موا».
    أما أهم الصناعات فهي الصناعة الاستخراجية بالدرجة الأولى، إضافة إلى معالجة المنتجات الأولية، مثل عصر نوى نخيل الزيت، وتقشير الأرز والصناعات الخفيفة مثل المفروشات والنسيج والتبغ والإسمنت، كما يوجد في البلاد مصفاة لمعالجة النفط المستورد.
    تملك البلاد شبكة من الطرق يصل طولها إلى 11300كم، تربط أنحاء البلاد المختلفة، كما أن الأنهار صالحة للملاحة النهرية لمدة ثلاثة اشهر في العام، ويصل طولها إلى 800كم، إضافة إلى ذلك تملك البلاد شبكة متطورة من النقل الجوي الداخلي، وترتبط البلاد مع الكثير من العواصم بوساطة خطوط أجنبية.
    تقسم سيراليون من الناحية الإدارية إلى ثلاث مقاطعات ومنطقة، هي المقاطعة الشرقية والمقاطعة الشمالية والمقاطعة الجنوبية والمنطقة الغربية، وتقسم تلك المقاطعات إلى 12 إقليماً، تقسم من ثم إلى 146 منطقة، أما المنطقة الغربية فتتألف من ثلاثة أقاليم زراعية وبلدية العاصمة فريتاون.
    تعد الخامات المعدنية كالألماس والبوكسيت أهم صادرات البلاد من حيث القيمة الاقتصادية، وتأتي بالدرجة الثانية السلع الزراعية مثل البن والكاكاو ونوى زيت النخيل، أما أهم مستوردات سيراليون فهي السيارات والآلات والمعدات والمنتجات النفطية، والأرز وغيره من المواد الغذائية. وأهم الشركاء التجاريين لسيراليون: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ونيجيريا وهولندا وألمانيا. الميزان التجاري خاسر، ووحدة النقد في البلاد هي الليون Leone.
    لمحة تاريخية
    اشتق اسم سيراليون من كلمة جبال ليون، أطلقه المكتشف البرتغالي بيدرو دي سانترا عام 1460م على المرتفعات المحيطة بميناء مدينة فريتاون الحالية. وفي عام 1787م أسس البريطانيون أول مستعمرة لهم في فريتاون، إذ كانت هذه المنطقة مستأجرة من الزعماء المحليين، وتم وضع مستعمرة فريتاون تحت الحماية البريطانية في عام 1896، ثم انتخب أول مجلس تشريعي في البلاد عام 1924 وفق الدستور، وعُمل بالنظام الوزاري أول مرة في البلاد عام 1953م، ونالت البلاد استقلالها عام 1961م، وتمّ إعلان سيراليون جمهورية، رسمياً، عام 1971م، وهي عضو في رابطة الشعوب البريطانية الكومنولث، وكذلك عضو في مجموعة دول غرب إفريقيا الاقتصادية.
    عدنان خالد

يعمل...
X