السمنة
السمنة obesity هي اضطراب في تركيب الجسم، تعرَََف بأنها زيادة نسبية أو مطلقة في شحم البدن، ولها عدة سمات مميزة. ولقد ازدادت البدانة شيوعاً حتى إنها تكاد تصبح وباءً يجتاح المجتمعات المختلفة، ولاسيما المتطورة منها، وقد بدأ يزداد انتشارها بين الأطفال بسرعة.
تشخيص السمنة
غالباً ما يؤدي وجود كميات زائدة من الشحم في الجسم إلى زيادة الوزن. وتعتمد المعايير للقول بوجود زيادة في الوزن، أو زيادة كمية الشحم، على الدراسات الإحصائية لمجموعة من الناس، والأكثر فائدة أن يرتبط ذلك وبائياً بالتأثيرات الضارة للسمنة.
ومع أن قياس الوزن يستعمل للتعبير عن السمنة إلا أنه يجب التذكر أن السمنة هي زيادة شحم البدن. والمعيار الأكثر قبولاً هو مشعر كتلة الجسم، ويُحسب بتقسيم وزن الجسم مقدراً بالكيلو غرامات على مربع الطول مقدراً بالمتر. ويستعمل تعبير السمنة الوخيمة للإشارة إلى الأوزان التي تزيد على 150كغ لترافقها بمخاطر صحية عدة.
يكون توزع الشحوم عند النساء السمينات عادة مختلفاً عنه في الرجال، وتترافق السمنة المركزية أو السمنة الحشوية البطنية بمخاطر صحية مهمة مثل اضطراب استقلابmetabolism الشحوم وزيادة خطر أمراض القلب الوعائية. أما السمنة الوركية الفخذية فأقل ترافقاً بتلك المخاطر. وتُعرَّف السمنة البطنية الحشوية ذات المخاطر العالية بأنها زيادة في محيط البطن عن 102سم عند الرجال وعن 88سم عند النساء.
يبين الجدول (1) تصنيف السمنة بحسب مشعر كتلة الجسم.
التأثيرات الصحية للسمنة وزيادة الوزن
تؤكد الدراسات المختلفة ترافق زيادة الوزن والسمنة بعبء مرضي مهم، وفيما يلي أهم الحالات المرضية التي يمكن أن ترافق السمنة:
- الداء السكري diabetes نمط2: من أهم الأخطار المترافقة بالسمنة وزيادة انتشارها الارتفاع السريع في عدد المصابين بالسكري نمط2 من الأطفال واليفعان.
يتناسب خطر الإصابة بالداء السكري نمط 2 تناسباً طردياً مع مشعر كتلة الجسم، بالمقارنة مع الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. ويزداد خطر الإصابة بالسكري من هذا النمط ثمانية عشر ضعفاً عند الذين يزيد مشعر الكتلة الجسمية عندهم على40 من الذين يقل عمرهم عن 55 سنة.
- فرط الضغط الشرياني: يعد فرط الضغط الشرياني أكثر الأمراض ترافقا ًبالسمنة، وأخطار هذا المرض وأعباؤه الصحية والمادية معروفة.
- فرط شحوم الدم hyperlipidemiaواضطرابها: تترافق السمنة بفرط كولسترول الدم cholesteremia، ولكن الصلة بينهما معتدلة، أما فرط الغليسيريدات الثلاثيةtriglyceride ونقص الكولسترول المرتفع الكثافة HDL cholesterol فعلاقتها بالسمنة أكثر وضوحاً.
- أمراض تصلب الشرايين القلبية والدماغية: تترافق السمنة بزيادة كبيرة في الإصابة بأمراض الشرايين الإكليلية coronaryوالحوادث الوعائية الدماغية.
- أمراض المرارة والتهاب المفاصل والسرطان وحالات أخرى: تزداد نسب حدوث هذه الأمراض كلها عند البدينين.
الأسباب والآلية المرضية
تحدث السمنة نتيجة عوامل كثيرة: فيزيولوجية وغذائية وسلوكية اجتماعية ووراثية، والجينات (المورثات) المسؤولة عنها متعددة.
ويمكن القول إن جوهر المشكلة هو اضطراب التوازن بين الوارد من الطاقة والمصروف منها، إذ يُخزن الفائض من الوارد الغذائي شحوماً في النسيج الشحمي، والذي يُعد أهم مستودع للطاقة في الجسم.
يتعلق التعبير عن جينات السمنة (أي ظهورها عند الشخص المؤهب وراثياً) بعوامل أخرى غير وراثية، أهمها العوامل البيئية والعوامل المذكورة آنفاً. وإن تغيير نمط الحياة وقلة النشاط الفيزيائي العضلي ووفرة الغذاء على نحو غير مسبوق جعل السمنة مرضاً سريع الانتشار في المجتمعات الحديثة.
يمكن للسمنة أن تكون علامة لمرض غدي آخر كقصور الدرقية hypothyroidism(نقص نشاط الغدة الدرقية)، ومتلازمة كوشينغ Cushing، والمبيض المتعدد الكيساتpolycystic، وآفات الوطاء hypothalamus بسبب اضطراب مراكز تنظيم الجوع والشبع.
علاج السمنة
في الوقت الذي يتعذر فيه تبديل جينات الإنسان، يمكن تعديل الظروف التي تجعلها تعبر عن نفسها على نحو واضح، فعلاج السمنة يعتمد على أسس عدة منها: تغيير نمط الحياة ويشمل ذلك:
1- زيادة النشاط الفيزيائي مثل المشي والرياضة والقيام ببعض الأعمال التي تتطلب جهداً عضلياً والإقلال من ركوب السيارة ما أمكن.
2- تغيير نمط الغذاء اليومي.
أ- من حيث الكم: الاكتفاء بحاجة الجسم المقدرة من قبل الطبيب، أو الاعتدال في تناول مختلف أنواع الأطعمة ولاسيما الغنية بالدسم.
ب- من حيث النوع: الابتعاد ما أمكن عن المواد الغذائية المصنَّعة، والمعروف أنها تكون عادة عالية المحتوى من الحريرات (السعرات)، والإقلال من المواد الغذائية المستخلصة المنتقاة، لكونها غنية أيضاً بالحريرات، كالزيوت والسمن والسكر والطحين الأبيض الخفيف المحتوى من الألياف والعصائر والأطعمة المصنوعة من تلك المواد.
ج- يقترح، من حيث تنويع موارد الطاقة، أن تؤلف الكاربوهيدرات 45 إلى 60% من وارد الطاقة، والدسم 20 إلى 35% منها، والمتبقي 10 إلى 35% للبروتين.
يجب ألا يقل وارد الكاربوهيدرات عن 130غ في اليوم، على نحو تكفي كميته تغطية استقلاب الدماغ. كما ينصح بأن لاتؤلف السكريات الحرة المضافة للطعام أكثر من 25% من وارد الطاقة، فهناك دليل على أن الأشخاص الذين يتجاوزون ذلك لا يأخذون كميات كافية من المغذيات الأساسية لخلو السكاكر المضافة من هذه المواد.
يؤدي فرط تناول الكاربوهيدرات إلى زيادة الوزن عن طريق منع استهلاك الدسم مصدراً للطاقة. ومن المؤكد أن زيادة الوارد من أي من الكاربوهيدرات أو الدسم أو البروتينات يمكن أن يسبب زيادة الوزن، وقد يؤدي الإخلال بالنسب المذكورة للمواد الغذائية إلى اضطرابات استقلابية.
يفضل أن تكون الكاربوهيدرات من النوع المركب complex carbohydrates، وأن تكون الدسم من النوع النباتي غير المهدرج، ويأتي على رأسها زيت الزيتون، كما يستحسن تجنب الزيوت المهدرجة. أما الكميات الكبيرة من البروتين فهي فقيرة بالألياف والماء، وتحتوي على الكولسترول والدسم المشبعة، لكونها من أهم مركبات الخلية العضلية.
شاعت في السنين الأخيرة طرق مختلفة لعلاج السمنة، تتضمن نظماً مختلفة للحمية وأدوية مصنوعة من نباتات مختلفة، وغالباً لا تتوافق هذه الطرق مع المعارف الطبية المثبتة، ولم تخضع الأدوية العشبية المذكورة للدراسة العلمية المنهجية المعروفة والمتبعة في دراسة الأدوية، ولذلك لا يُنصح باللجوء إليها كما لا يُنصح باللجوء إلا إلى الأطباء المختصين لعلاج السمنة.
العلاج الجراحي للسمنة
هناك طرق عدة معروفة، أحدثها حلقة المعدة التي تعتمد على حصر جيب صغير من المعدة بعد المري مباشرة لمنع الشخص من تناول كميات كبيرة من الطعام. وتتضمن الطرق الجراحية الأخرى قطع المعدة والمجازات المعوية، ويجب أن تكون هذه الطرق آخر ما يُلجأ إليه، وفي حالات قليلة منتقاة فقط.
العلاج الدوائي للسمنة
تتضمن الأدوية المتوافرة التي يمكن أن تستعمل في حالات خاصة مثبطات الشهية ومثبطات امتصاص الدسم. وجميعها إما ذات تأثيرات جانبية خطيرة وإما أن دراستها لم تؤكد سلامتها حتى اليوم، كما أنها لا تؤخذ من دون استشارة طبية.
ولا تخلو بعض الأعشاب التي تروج لهذا الغرض من تأثيرات جانبية ضارة قد تكون خطيرة.
غسان حمص
السمنة obesity هي اضطراب في تركيب الجسم، تعرَََف بأنها زيادة نسبية أو مطلقة في شحم البدن، ولها عدة سمات مميزة. ولقد ازدادت البدانة شيوعاً حتى إنها تكاد تصبح وباءً يجتاح المجتمعات المختلفة، ولاسيما المتطورة منها، وقد بدأ يزداد انتشارها بين الأطفال بسرعة.
تشخيص السمنة
غالباً ما يؤدي وجود كميات زائدة من الشحم في الجسم إلى زيادة الوزن. وتعتمد المعايير للقول بوجود زيادة في الوزن، أو زيادة كمية الشحم، على الدراسات الإحصائية لمجموعة من الناس، والأكثر فائدة أن يرتبط ذلك وبائياً بالتأثيرات الضارة للسمنة.
ومع أن قياس الوزن يستعمل للتعبير عن السمنة إلا أنه يجب التذكر أن السمنة هي زيادة شحم البدن. والمعيار الأكثر قبولاً هو مشعر كتلة الجسم، ويُحسب بتقسيم وزن الجسم مقدراً بالكيلو غرامات على مربع الطول مقدراً بالمتر. ويستعمل تعبير السمنة الوخيمة للإشارة إلى الأوزان التي تزيد على 150كغ لترافقها بمخاطر صحية عدة.
التصنيف | مشعر كتلة الجسم كغ/متر مربع |
نقص الوزن | أقل من 18.5 |
وزن طبيعي | 18.5-24.9 |
زيادة الوزن | 25-29.9 |
السمنة: | |
درجة 1 | 30-34.9 |
درجة 2 | 35-39.9 |
درجة 3 (بدانة شديدة) | أكثر من 40 |
الجدول (1) |
يبين الجدول (1) تصنيف السمنة بحسب مشعر كتلة الجسم.
التأثيرات الصحية للسمنة وزيادة الوزن
تؤكد الدراسات المختلفة ترافق زيادة الوزن والسمنة بعبء مرضي مهم، وفيما يلي أهم الحالات المرضية التي يمكن أن ترافق السمنة:
- الداء السكري diabetes نمط2: من أهم الأخطار المترافقة بالسمنة وزيادة انتشارها الارتفاع السريع في عدد المصابين بالسكري نمط2 من الأطفال واليفعان.
يتناسب خطر الإصابة بالداء السكري نمط 2 تناسباً طردياً مع مشعر كتلة الجسم، بالمقارنة مع الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. ويزداد خطر الإصابة بالسكري من هذا النمط ثمانية عشر ضعفاً عند الذين يزيد مشعر الكتلة الجسمية عندهم على40 من الذين يقل عمرهم عن 55 سنة.
- فرط الضغط الشرياني: يعد فرط الضغط الشرياني أكثر الأمراض ترافقا ًبالسمنة، وأخطار هذا المرض وأعباؤه الصحية والمادية معروفة.
- فرط شحوم الدم hyperlipidemiaواضطرابها: تترافق السمنة بفرط كولسترول الدم cholesteremia، ولكن الصلة بينهما معتدلة، أما فرط الغليسيريدات الثلاثيةtriglyceride ونقص الكولسترول المرتفع الكثافة HDL cholesterol فعلاقتها بالسمنة أكثر وضوحاً.
- أمراض تصلب الشرايين القلبية والدماغية: تترافق السمنة بزيادة كبيرة في الإصابة بأمراض الشرايين الإكليلية coronaryوالحوادث الوعائية الدماغية.
- أمراض المرارة والتهاب المفاصل والسرطان وحالات أخرى: تزداد نسب حدوث هذه الأمراض كلها عند البدينين.
الأسباب والآلية المرضية
تحدث السمنة نتيجة عوامل كثيرة: فيزيولوجية وغذائية وسلوكية اجتماعية ووراثية، والجينات (المورثات) المسؤولة عنها متعددة.
ويمكن القول إن جوهر المشكلة هو اضطراب التوازن بين الوارد من الطاقة والمصروف منها، إذ يُخزن الفائض من الوارد الغذائي شحوماً في النسيج الشحمي، والذي يُعد أهم مستودع للطاقة في الجسم.
يتعلق التعبير عن جينات السمنة (أي ظهورها عند الشخص المؤهب وراثياً) بعوامل أخرى غير وراثية، أهمها العوامل البيئية والعوامل المذكورة آنفاً. وإن تغيير نمط الحياة وقلة النشاط الفيزيائي العضلي ووفرة الغذاء على نحو غير مسبوق جعل السمنة مرضاً سريع الانتشار في المجتمعات الحديثة.
يمكن للسمنة أن تكون علامة لمرض غدي آخر كقصور الدرقية hypothyroidism(نقص نشاط الغدة الدرقية)، ومتلازمة كوشينغ Cushing، والمبيض المتعدد الكيساتpolycystic، وآفات الوطاء hypothalamus بسبب اضطراب مراكز تنظيم الجوع والشبع.
علاج السمنة
في الوقت الذي يتعذر فيه تبديل جينات الإنسان، يمكن تعديل الظروف التي تجعلها تعبر عن نفسها على نحو واضح، فعلاج السمنة يعتمد على أسس عدة منها: تغيير نمط الحياة ويشمل ذلك:
1- زيادة النشاط الفيزيائي مثل المشي والرياضة والقيام ببعض الأعمال التي تتطلب جهداً عضلياً والإقلال من ركوب السيارة ما أمكن.
2- تغيير نمط الغذاء اليومي.
أ- من حيث الكم: الاكتفاء بحاجة الجسم المقدرة من قبل الطبيب، أو الاعتدال في تناول مختلف أنواع الأطعمة ولاسيما الغنية بالدسم.
ب- من حيث النوع: الابتعاد ما أمكن عن المواد الغذائية المصنَّعة، والمعروف أنها تكون عادة عالية المحتوى من الحريرات (السعرات)، والإقلال من المواد الغذائية المستخلصة المنتقاة، لكونها غنية أيضاً بالحريرات، كالزيوت والسمن والسكر والطحين الأبيض الخفيف المحتوى من الألياف والعصائر والأطعمة المصنوعة من تلك المواد.
ج- يقترح، من حيث تنويع موارد الطاقة، أن تؤلف الكاربوهيدرات 45 إلى 60% من وارد الطاقة، والدسم 20 إلى 35% منها، والمتبقي 10 إلى 35% للبروتين.
يجب ألا يقل وارد الكاربوهيدرات عن 130غ في اليوم، على نحو تكفي كميته تغطية استقلاب الدماغ. كما ينصح بأن لاتؤلف السكريات الحرة المضافة للطعام أكثر من 25% من وارد الطاقة، فهناك دليل على أن الأشخاص الذين يتجاوزون ذلك لا يأخذون كميات كافية من المغذيات الأساسية لخلو السكاكر المضافة من هذه المواد.
يؤدي فرط تناول الكاربوهيدرات إلى زيادة الوزن عن طريق منع استهلاك الدسم مصدراً للطاقة. ومن المؤكد أن زيادة الوارد من أي من الكاربوهيدرات أو الدسم أو البروتينات يمكن أن يسبب زيادة الوزن، وقد يؤدي الإخلال بالنسب المذكورة للمواد الغذائية إلى اضطرابات استقلابية.
يفضل أن تكون الكاربوهيدرات من النوع المركب complex carbohydrates، وأن تكون الدسم من النوع النباتي غير المهدرج، ويأتي على رأسها زيت الزيتون، كما يستحسن تجنب الزيوت المهدرجة. أما الكميات الكبيرة من البروتين فهي فقيرة بالألياف والماء، وتحتوي على الكولسترول والدسم المشبعة، لكونها من أهم مركبات الخلية العضلية.
شاعت في السنين الأخيرة طرق مختلفة لعلاج السمنة، تتضمن نظماً مختلفة للحمية وأدوية مصنوعة من نباتات مختلفة، وغالباً لا تتوافق هذه الطرق مع المعارف الطبية المثبتة، ولم تخضع الأدوية العشبية المذكورة للدراسة العلمية المنهجية المعروفة والمتبعة في دراسة الأدوية، ولذلك لا يُنصح باللجوء إليها كما لا يُنصح باللجوء إلا إلى الأطباء المختصين لعلاج السمنة.
العلاج الجراحي للسمنة
هناك طرق عدة معروفة، أحدثها حلقة المعدة التي تعتمد على حصر جيب صغير من المعدة بعد المري مباشرة لمنع الشخص من تناول كميات كبيرة من الطعام. وتتضمن الطرق الجراحية الأخرى قطع المعدة والمجازات المعوية، ويجب أن تكون هذه الطرق آخر ما يُلجأ إليه، وفي حالات قليلة منتقاة فقط.
العلاج الدوائي للسمنة
تتضمن الأدوية المتوافرة التي يمكن أن تستعمل في حالات خاصة مثبطات الشهية ومثبطات امتصاص الدسم. وجميعها إما ذات تأثيرات جانبية خطيرة وإما أن دراستها لم تؤكد سلامتها حتى اليوم، كما أنها لا تؤخذ من دون استشارة طبية.
ولا تخلو بعض الأعشاب التي تروج لهذا الغرض من تأثيرات جانبية ضارة قد تكون خطيرة.
غسان حمص