ابن سناء الملك( Sana’ al-Malik (ibn شاعر وأديب متميز.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن سناء الملك( Sana’ al-Malik (ibn شاعر وأديب متميز.

    ابن سناء الملك
    (نحو 550ـ608هـ/1155ـ1211م)

    أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن سناء الملك، وهذا هو لقبه الذي شُهر به، شاعر وأديب متميز. اختلف المؤرخون في سنة ولادته، ولد في مصر وشبَّ في ظل أسرة عريقة، نعمت بالغنى والثروة، وجمعت معها الفضل والمعرفة، وترعرع في ظل أب يرعاه، ويهتم بتعليمه وتثقيفه، فأحفظه القرآن الكريم، ودرّسه اللغة والنحو، فجمع في نشأته الأولى بين علوم الفقه والدين واللغة، وكان مُلمَّاً ببعض اللغات الأجنبية المنتشرة في تلك الحقبة، كاللغة الفارسية التي كان يتقنها وينشر بعض إنتاجه بها، ويستخدم بعض الخرجات الفارسية في موشحاته، كما كان ملماً بعلوم الفلك، حتى كثرت إشاراته لأسماء الكواكب والنجوم والأفلاك ومنازلها، وما يدور حولها من قصص وأساطير. ويأتي على رأس علاقات ابن سناء الملك مع علماء عصره علاقته بالقاضي الفاضل، الذي يقول عنه: «هو الأستاذ وأنا التلميذ له، والمتعلم منه». فكانت بينهما مودة وتواصل بالرسائل، وكتاب «فصوص الفصول» حافل بالرسائل التي أرسلها القاضي الفاضل إلى ابن سناء الملك، والرد عليها، وهذه الرسائل تدل على الصلة الوثيقة بينهما، مما حمل الشعراء المعاصرين على حسده. كان لهذه الصلة أثر بارز في حياة ابن سناء الملك، لأن القاضي الأثير عند صلاح الدين الأيوبي جعل ابن سناء الملك مقرَّباً من صلاح الدين وحاشيته فمدح من السلاطين صلاح الدين وأولاده العزيز والأفضل، وأخاه الملك العادل، ومن الوزراء ابن شكر. وقد استدعاه القاضي الفاضل إلى دمشق، ولكن حنينه إلى القاهرة أعاده سريعاً إلى مصر. وعلى الرغم من أن ابن سناء الملك أقام بمصر إلا أن شهرته الشعرية طبَّقت الآفاق فَعُرف بين شعراء مصر وشعراء الشام، زاد على ذلك أنه كانت له مجالس تجري فيها المحاورات والمفاكهات التي يروق سماعها، وكانت داره إحدى المنتديات التي جمعت أسباب الترف واللهو، ولكنه كان على جانب كبير من الأخلاق الكريمة، فيها الاعتدال والورع والتقوى والشموخ والاعتداد بالنفس، أما مذهبه فقد قرر ابن سعيد بأنه كان مغالياً في التشيع، على حين قررّ آخرون من المؤرخين أنه كان سُنيِّاً، والحديث في ذلك يطول.
    أما آثاره العلمية والأدبية فليست من الكثرة بمكان، منها:
    «روح الحيوان»، لخص فيه ابن سناء الملك كتاب «الحيوان» للجاحظ، وكان معجباً بمذهب الجاحظ في الكتابة، وأقرَّه على هذا الإعجاب أستاذه القاضي الفاضل، ومختارات من شعر ابن رشيق القيرواني، جمعها ثم أرسلها إلى أستاذه القاضي الفاضل مع مذكرة نقدية، وأشار القاضي عليه أن يجمع مختارات من شعر ابن الرومي ويقيم عليها دراسة نقدية مماثلة، «دار الطراز في عمل الموشحات»، وهي أعظم وأشهر مؤلفات ابن سناء الملك الأدبية، وقد قسمه الشاعر ثلاثة أقسام: مقدمة مسهبة تحدث فيها المؤلف عن فن الموشحات، وقوانينه، والطرق المتبعة في كتابته، ووصف بالتفصيل أشكال الموشحات، وجاء بأمثلة من الموشحات المغربية، استعراض لأمثلة الموشحات المغربية، وموشحات من إبداع المؤلف صاغها بنفسه، «فصوص الفصول وعقود العقول»، وهذا الكتاب مقسوم قسمين:
    الأول: يحتوي على خطابات المؤلف التي كتبها إلى القاضي الفاضــل، وردود القاضي عليها، والثاني: يتضمن الخطابات التي كتبها الفاضل عن الشاعر إلى والـده القاضـي الرشيد، وإلى ابنه القاضي الأشرف.
    وديوان الشاعر: وهو ديوان ضخم، تَقرب أبيات الشعر فيه من ثمانية آلاف بيت، يأتي فن المديح على أكثر من النصف، نحو خمس وسبعين قصيدة، خص القاضي الفاضل منها بسبع وثلاثين قصيدة، ثم هناك مجموعة قصائد في صلاح الدين الأيوبي. وقد تأثر ابن سناء الملك تأثراً واضحاً بالحروب الصليبية، فظهر ذلك في شعره، كما ظهر في شعره الثقافة الدينية، وكانت قصيدته متعددة الأغراض، لا تخلو من مدحه لنفسه، يلاحظ فيها انعدام الوحدة الفنية والميل إلى الصنعة، ويأتي بعد المدح غرض الغزل، ثم غرض الموشحات فقد نسج موشحاته على الطريقة المغربية، ويقول ابن سناء الملك إن موشحاته كانت تغنّى، وكان يعرفها الرجال والنساء، وتترنم بها الشيوخ والشبان، وللنقاد في عصره وما بعده آراء متعددة في موشحاته. ومن غزله:
    ولو أبصر النظّام جوهر ثغرها
    لما شكّ فيه أنه الجوهر الفرد
    ومن قال إن الخيزرانة قدّهـا
    فقولوا له إياك أن يسمع القدّ
    توفي في القاهرة.
    محمود الربداوي

يعمل...
X