الديوان » سوريا
» بدوي الجبل
» غربة الروح
أترعي الكأس أدمعا و رحيقا
حقّ بعض الهموم أن لا نفيقا
سلم الجمر لي و عاش بقلبي
أريحيّ اللّهيب عذبا أنيقا
يا شامي يا قبلة الله للدنيا
و يا راحها المصفّى العتيقا
أترع الكأس من هواك لتروى
كبدي من هواك لا لتذوقا
مزّقيها تغمرك طيبا و نورا
لا تملّي الطيوب و التمزيقا
لملم الفجر ذكرياتي دما سكبا
و مجدا غمرا و عهدا و ثيقا
لملم الفجر ذكرياتي فما لملم
إلاّ أقاحيا و شقيقا
كبريائي فوق النجوم و لولاها
لما كنت بالنجوم خليقا
جلّ شعري – أقيه الرّوح من كلّ
هوان – و الشعر كالعرض يوقى
ما شكوت العدو كبرا و لكنّي
شكوت المبرّأ الموثوقا
و أخا لي سقيته الودّ صرفا
فسقاني من ودّه الممذوقا
طبعي الحبّ و الحنان فما أعرف
للمجد غير حبّي طريقا
و كنوزي – و ليس تحرسها الجنّ
تنادي المحروم و المرزوقا
لم يضق بالعدوّ حلمي و غفراني
و أفدي بمقلتي الصديقا
لا أريد الإنسان إلاّ رحيما
باختلاف الهوى و إلاّ شفيقا
لي قبور كنزت فيها شبابي
و صبوحي على المنى و الغبوقا
يا قبور اللدات : كل شقيق
حاضن في الثرى أخاه الشقيقا
وسعت هذه القبور فؤادي
كيف تشكو – و هي في السماوات – ضيقا
كيف لا تنبت الرّياحين و الشوق
و قلبي على ثراها أريقا
مقلتي يستحمّ في دمعها الطيف
و تحنو فلا يموت غريقا
ينزل الجرح من فؤادي على الحبّ
و يلقى التدليل و التشويقا
شامة الفتح نام ( فارسك) النجد
و حقّ الوفاء أن يستفيقا
سبقته أحبابه للمنايا
فرحمت المجلّى المسبوقا
و نعم عدت ( للعقيق ) و لكن
فارق الأهل و اللدات (العقيقا )
أنا كالطّير ألف صحراء لفّته
مهيض الجناح شلوا مزيقا
مات أيكي و مات وردي فلا تعجيل
أعنى به و لا تعويقا
غربتي قد سئمت غربة روحي
و مللت التّغريب و التّشريقا
غربتي غربتي على النّأي و القرب
أراني إلى دجاها مسوقا
حدت عنها غربا و شرقا و طوّفت
فما اجتزت سهمها المرشقا
(فارس) المجد لم تزغرد
عذارى المجد إلاّ انتخى و كان و السّبوقا
و له الطّرفة المليحة تغني
عن نقاش و تسكت المنطيقا
و بيان تخاله الوشي و الأطيا
ب شتّى و اللؤلؤ النسوقا
فيه عمق البحار تزخر بالدرّ
و فيه متارف الموسيقا
و ضمير يكاد يسرف في الحسّ
فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا
عالم يسكب العذوبة في العلم
فتستاف عنبرا مسحوقا
حدت عنها غربا و شرقا و طوّفت
فما اجتزت سهمها المرشقا
(فارس) المجد لم تزغرد
عذارى المجد إلاّ انتخى و كان و السّبوقا
و له الطّرفة المليحة تغني
عن نقاش و تسكت المنطيقا
و بيان تخاله الوشي و الأطيا
ب شتّى و اللؤلؤ النسوقا
فيه عمق البحار تزخر بالدرّ
و فيه متارف الموسيقا
و ضمير يكاد يسرف في الحسّ
فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا
عالم يسكب العذوبة في العلم
فتستاف عنبرا مسحوقا
يا لنسر تقحّم الشمس حتّى
ملّ عزّ الشموس و النحليقا
حقّ عبئين من سنين و مجد
أن يكفّا من شأوه و يعوقا
يهرم النسر فالطريق عثار
ذكريات الصبا زحمن الطريقا
عبّ منها النسر الحبيس فردّته
لدنيا الشموس حرّا طليقا
غمرت قلبه حنينا و أشواقا
و يمناه لؤلؤا و عقيقا
عالم الذكريات نمنمه الخالق
حتّى يدلّل المخلوقا
هو من أريحيّة الله ماشئنا
رحيقا صفوا و مسكا فتيتا
حال بيني و بين لقياك دهر
سامني عبئه فكنت المطيقا
أنزلتني على فروق رزاياه
فحيّا عطر السماء (فروقا)
ضاق لبنان بي و كان رحيبا
و تنزّى حقدا و كان رفيقا
ما للبنان رحت أسقيه حبّي
و سقاني مرارة و عقوقا
أنا أغليته بلؤلؤ أشعاري
و طوّقت جيده تطويقا
و زرعت النّجوم في ليل لبنان
فرفّ الدّجى نديّا و ريقا
دلهتني (سمراء لبنان ) أطيابا
و قدّا مهفهفا ممشوقا
و جمالا غالى بزينته الله
و ثنّى و ثلّث التدقيقا
و عفافا ذاد الشفاه و خلىّ
للعيون السّلاف و التّحديقا
جنّ قلب الدّجى بأهدابها الوطف
فأغنى جفنا و كحلّ موقا
قد أرادوا لبنان سفحا ذليلا
و أردناه شامخا مرموقا
و حمدت الجلىّ بلبنان لمّا
كشفت لي اليقين و التلفيقا
إن عتبنا على الكنانة إدلالا
فقد يعتب الصّديق الصّديقا
و هبتنا فرعونها و وهبناها
على العسر يوسف الصدّيقا
كيف يشري العبيد كافور
بالمال و كافور كان عبدا رقيقا
أرز لبنان لن يكون لكافور
متاعا و للأرقّاء سوقا
يا قبور في الشام ربّ قبور
أنزلتها النوى مكانا سحيقا
موحشات : إلاّ عزيفا من الجـ
ـنّ يرجّ الدّجى و إلاّ نعيقا
هائمات كالنور طارت صبابا
تي إليها فما استطعن اللحوقا
غرّبتنا العلى قبورا و أحياء
و عاثت بشملنا تفريقا
و اغتراب القبور من حيل المـ
ـوت ليخفى كنوزه و العلوقا
تسمع الرّيح حين تصغي حنينا
من فؤادي على الثرى و شهيقا
ما لقومي غال الحمام فريقا
منهم و العقوق غال فريقا
ظلم الكنز أهله فتمنّى
أن يكون المبدّد المسروقا
فارقوني معطّرين من الفتح
و خلّوا لي الأسى و الشهيقا
أظمأتني وجوههم حين غابت
فأردت الذكرى سلافا و ريقا
عهدها بالخلوق عهد قديم
ألفت غرّة المجلّى الخلوقا
يا لدات الفتوح ، نسقي منايانا
و يسقينا الهوى ترنيقا
بيننا صحبة الاّباء و عزّ
أمويّ يطاول العيّوقا
و كفاح كعصف ضجّ في الدّنيا
رعودا هدّارة و بروقا
و المروءات كالغرائر في الرّيف
ملاح لا تعرف التزويقا
و عقود من السنين نظمناها
سجونا و كبرياء و ضيقا
نحن كنّا الزلزال نعصف بالشرق
نرجّ الشعوب حتّى تفيقا
فابتدعنا من ألرؤى واقع الحقّ
و من غمرة الظلام البريقا
نقحم الغامض الأشمّ من المجد
و نأبى الممهّد المطروقا
نحن عطر السجون عطر المنايا
نحمل الجرح مطمئنا عميقا
نحن كالشمس جرحها وهّج الدّنيا
غروبا منوّرا و شروقا
نحن و الشام و الفتوحات و الأحزان
دنيا تزيّنت لتروقا
ما درى الشرق قبلنا سكرة الحقّ
و لا خمرها و لا الراووقا
نحن عشق للغوطتين براه الله
حتّى يؤلّه المعشوقا
نحن في الكأس نغمة ، نحن في النـ
ـغمة صهباء : صفّقت تصفيقا
خمرة النّور خمرة الثأر و الإيمان
طابت بردا و طابت حريقا
يعرف الحقّ قيمة الجوهر
الفرد و يغلى جديده و العتيقا
يعذر الحرّ حين لا يخطئ العزم
و إن كان اخطأ التوفيقا
يا رئيسي من أربعين زحمناها
إباء مرّا و بأسا حنيقا
أنت نشّأتني على الصبر و العزّ
كما تلاهف الحسام الذليقا
مننتدى الشام و الوزارة ضماّنا عريقا
يفي هواه عريقا
و هموم كأنّهن الأمانيّ جمـ
ـالا و نشوة و سموقا
مترفات ترعرعت في فؤادينا
و طابت شمائلا و عروقا
يرد الخطب منك قلبا سريّا
و بيانا عفّا و وجها طليقا
من يعلّ النديّ بعدك بالشهـ
ـد المصفّى و من يسدّ الفتوقا
هدرت بالنديّ خطبتك الشمّاء
و الريق لا يبلّ الحلوقا
أنكرتك الحياة بالشيب و السقـ
ـم فهيّء للفارك التطليقا
حمل الموت من لداتك شوقا
يستحثّ الخطى و عتبا رقيقا
و كتابا من الهوى نمّوقه
فأجادوا البيان و التنميقا
و طيوفا تبرّجت لكرى جفنيك
حتّى يرضى و حتّى تليقا
غيّب القبر منك شمّاء مجد
وعرة تزحم النجوم سحوقا
يتلقّاك (هاشم) في ربى عدن
و يستقبل المشوق المشوقا
حيّ عنّي سعدا و قبّل محيّا
كالضحى باهر السنى مرموقا
و أبا أسعد سقته دموعي
و سليمان ( و النّديم ) الصّدوقا
و اسق (قدري) و (عادلا) و (جميلا)
من حنيني طيب الهوى و الرّحيقا
و اشك حزني (لمظهر) و (نجيب)
راع دهر أخاكما فأفيقا
لي حقوق على القبور الغوالي
و يوفّى قبر الكريم الحقوقا
» بدوي الجبل
» غربة الروح
أترعي الكأس أدمعا و رحيقا
حقّ بعض الهموم أن لا نفيقا
سلم الجمر لي و عاش بقلبي
أريحيّ اللّهيب عذبا أنيقا
يا شامي يا قبلة الله للدنيا
و يا راحها المصفّى العتيقا
أترع الكأس من هواك لتروى
كبدي من هواك لا لتذوقا
مزّقيها تغمرك طيبا و نورا
لا تملّي الطيوب و التمزيقا
لملم الفجر ذكرياتي دما سكبا
و مجدا غمرا و عهدا و ثيقا
لملم الفجر ذكرياتي فما لملم
إلاّ أقاحيا و شقيقا
كبريائي فوق النجوم و لولاها
لما كنت بالنجوم خليقا
جلّ شعري – أقيه الرّوح من كلّ
هوان – و الشعر كالعرض يوقى
ما شكوت العدو كبرا و لكنّي
شكوت المبرّأ الموثوقا
و أخا لي سقيته الودّ صرفا
فسقاني من ودّه الممذوقا
طبعي الحبّ و الحنان فما أعرف
للمجد غير حبّي طريقا
و كنوزي – و ليس تحرسها الجنّ
تنادي المحروم و المرزوقا
لم يضق بالعدوّ حلمي و غفراني
و أفدي بمقلتي الصديقا
لا أريد الإنسان إلاّ رحيما
باختلاف الهوى و إلاّ شفيقا
لي قبور كنزت فيها شبابي
و صبوحي على المنى و الغبوقا
يا قبور اللدات : كل شقيق
حاضن في الثرى أخاه الشقيقا
وسعت هذه القبور فؤادي
كيف تشكو – و هي في السماوات – ضيقا
كيف لا تنبت الرّياحين و الشوق
و قلبي على ثراها أريقا
مقلتي يستحمّ في دمعها الطيف
و تحنو فلا يموت غريقا
ينزل الجرح من فؤادي على الحبّ
و يلقى التدليل و التشويقا
شامة الفتح نام ( فارسك) النجد
و حقّ الوفاء أن يستفيقا
سبقته أحبابه للمنايا
فرحمت المجلّى المسبوقا
و نعم عدت ( للعقيق ) و لكن
فارق الأهل و اللدات (العقيقا )
أنا كالطّير ألف صحراء لفّته
مهيض الجناح شلوا مزيقا
مات أيكي و مات وردي فلا تعجيل
أعنى به و لا تعويقا
غربتي قد سئمت غربة روحي
و مللت التّغريب و التّشريقا
غربتي غربتي على النّأي و القرب
أراني إلى دجاها مسوقا
حدت عنها غربا و شرقا و طوّفت
فما اجتزت سهمها المرشقا
(فارس) المجد لم تزغرد
عذارى المجد إلاّ انتخى و كان و السّبوقا
و له الطّرفة المليحة تغني
عن نقاش و تسكت المنطيقا
و بيان تخاله الوشي و الأطيا
ب شتّى و اللؤلؤ النسوقا
فيه عمق البحار تزخر بالدرّ
و فيه متارف الموسيقا
و ضمير يكاد يسرف في الحسّ
فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا
عالم يسكب العذوبة في العلم
فتستاف عنبرا مسحوقا
حدت عنها غربا و شرقا و طوّفت
فما اجتزت سهمها المرشقا
(فارس) المجد لم تزغرد
عذارى المجد إلاّ انتخى و كان و السّبوقا
و له الطّرفة المليحة تغني
عن نقاش و تسكت المنطيقا
و بيان تخاله الوشي و الأطيا
ب شتّى و اللؤلؤ النسوقا
فيه عمق البحار تزخر بالدرّ
و فيه متارف الموسيقا
و ضمير يكاد يسرف في الحسّ
فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا
عالم يسكب العذوبة في العلم
فتستاف عنبرا مسحوقا
يا لنسر تقحّم الشمس حتّى
ملّ عزّ الشموس و النحليقا
حقّ عبئين من سنين و مجد
أن يكفّا من شأوه و يعوقا
يهرم النسر فالطريق عثار
ذكريات الصبا زحمن الطريقا
عبّ منها النسر الحبيس فردّته
لدنيا الشموس حرّا طليقا
غمرت قلبه حنينا و أشواقا
و يمناه لؤلؤا و عقيقا
عالم الذكريات نمنمه الخالق
حتّى يدلّل المخلوقا
هو من أريحيّة الله ماشئنا
رحيقا صفوا و مسكا فتيتا
حال بيني و بين لقياك دهر
سامني عبئه فكنت المطيقا
أنزلتني على فروق رزاياه
فحيّا عطر السماء (فروقا)
ضاق لبنان بي و كان رحيبا
و تنزّى حقدا و كان رفيقا
ما للبنان رحت أسقيه حبّي
و سقاني مرارة و عقوقا
أنا أغليته بلؤلؤ أشعاري
و طوّقت جيده تطويقا
و زرعت النّجوم في ليل لبنان
فرفّ الدّجى نديّا و ريقا
دلهتني (سمراء لبنان ) أطيابا
و قدّا مهفهفا ممشوقا
و جمالا غالى بزينته الله
و ثنّى و ثلّث التدقيقا
و عفافا ذاد الشفاه و خلىّ
للعيون السّلاف و التّحديقا
جنّ قلب الدّجى بأهدابها الوطف
فأغنى جفنا و كحلّ موقا
قد أرادوا لبنان سفحا ذليلا
و أردناه شامخا مرموقا
و حمدت الجلىّ بلبنان لمّا
كشفت لي اليقين و التلفيقا
إن عتبنا على الكنانة إدلالا
فقد يعتب الصّديق الصّديقا
و هبتنا فرعونها و وهبناها
على العسر يوسف الصدّيقا
كيف يشري العبيد كافور
بالمال و كافور كان عبدا رقيقا
أرز لبنان لن يكون لكافور
متاعا و للأرقّاء سوقا
يا قبور في الشام ربّ قبور
أنزلتها النوى مكانا سحيقا
موحشات : إلاّ عزيفا من الجـ
ـنّ يرجّ الدّجى و إلاّ نعيقا
هائمات كالنور طارت صبابا
تي إليها فما استطعن اللحوقا
غرّبتنا العلى قبورا و أحياء
و عاثت بشملنا تفريقا
و اغتراب القبور من حيل المـ
ـوت ليخفى كنوزه و العلوقا
تسمع الرّيح حين تصغي حنينا
من فؤادي على الثرى و شهيقا
ما لقومي غال الحمام فريقا
منهم و العقوق غال فريقا
ظلم الكنز أهله فتمنّى
أن يكون المبدّد المسروقا
فارقوني معطّرين من الفتح
و خلّوا لي الأسى و الشهيقا
أظمأتني وجوههم حين غابت
فأردت الذكرى سلافا و ريقا
عهدها بالخلوق عهد قديم
ألفت غرّة المجلّى الخلوقا
يا لدات الفتوح ، نسقي منايانا
و يسقينا الهوى ترنيقا
بيننا صحبة الاّباء و عزّ
أمويّ يطاول العيّوقا
و كفاح كعصف ضجّ في الدّنيا
رعودا هدّارة و بروقا
و المروءات كالغرائر في الرّيف
ملاح لا تعرف التزويقا
و عقود من السنين نظمناها
سجونا و كبرياء و ضيقا
نحن كنّا الزلزال نعصف بالشرق
نرجّ الشعوب حتّى تفيقا
فابتدعنا من ألرؤى واقع الحقّ
و من غمرة الظلام البريقا
نقحم الغامض الأشمّ من المجد
و نأبى الممهّد المطروقا
نحن عطر السجون عطر المنايا
نحمل الجرح مطمئنا عميقا
نحن كالشمس جرحها وهّج الدّنيا
غروبا منوّرا و شروقا
نحن و الشام و الفتوحات و الأحزان
دنيا تزيّنت لتروقا
ما درى الشرق قبلنا سكرة الحقّ
و لا خمرها و لا الراووقا
نحن عشق للغوطتين براه الله
حتّى يؤلّه المعشوقا
نحن في الكأس نغمة ، نحن في النـ
ـغمة صهباء : صفّقت تصفيقا
خمرة النّور خمرة الثأر و الإيمان
طابت بردا و طابت حريقا
يعرف الحقّ قيمة الجوهر
الفرد و يغلى جديده و العتيقا
يعذر الحرّ حين لا يخطئ العزم
و إن كان اخطأ التوفيقا
يا رئيسي من أربعين زحمناها
إباء مرّا و بأسا حنيقا
أنت نشّأتني على الصبر و العزّ
كما تلاهف الحسام الذليقا
مننتدى الشام و الوزارة ضماّنا عريقا
يفي هواه عريقا
و هموم كأنّهن الأمانيّ جمـ
ـالا و نشوة و سموقا
مترفات ترعرعت في فؤادينا
و طابت شمائلا و عروقا
يرد الخطب منك قلبا سريّا
و بيانا عفّا و وجها طليقا
من يعلّ النديّ بعدك بالشهـ
ـد المصفّى و من يسدّ الفتوقا
هدرت بالنديّ خطبتك الشمّاء
و الريق لا يبلّ الحلوقا
أنكرتك الحياة بالشيب و السقـ
ـم فهيّء للفارك التطليقا
حمل الموت من لداتك شوقا
يستحثّ الخطى و عتبا رقيقا
و كتابا من الهوى نمّوقه
فأجادوا البيان و التنميقا
و طيوفا تبرّجت لكرى جفنيك
حتّى يرضى و حتّى تليقا
غيّب القبر منك شمّاء مجد
وعرة تزحم النجوم سحوقا
يتلقّاك (هاشم) في ربى عدن
و يستقبل المشوق المشوقا
حيّ عنّي سعدا و قبّل محيّا
كالضحى باهر السنى مرموقا
و أبا أسعد سقته دموعي
و سليمان ( و النّديم ) الصّدوقا
و اسق (قدري) و (عادلا) و (جميلا)
من حنيني طيب الهوى و الرّحيقا
و اشك حزني (لمظهر) و (نجيب)
راع دهر أخاكما فأفيقا
لي حقوق على القبور الغوالي
و يوفّى قبر الكريم الحقوقا