كتب الشاعر :بدوي الجبل .قصيدة: غربة الروح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الشاعر :بدوي الجبل .قصيدة: غربة الروح

    الديوان » سوريا
    » بدوي الجبل
    » غربة الروح
    أترعي الكأس أدمعا و رحيقا

    حقّ بعض الهموم أن لا نفيقا

    سلم الجمر لي و عاش بقلبي

    أريحيّ اللّهيب عذبا أنيقا

    يا شامي يا قبلة الله للدنيا

    و يا راحها المصفّى العتيقا

    أترع الكأس من هواك لتروى

    كبدي من هواك لا لتذوقا

    مزّقيها تغمرك طيبا و نورا

    لا تملّي الطيوب و التمزيقا

    لملم الفجر ذكرياتي دما سكبا

    و مجدا غمرا و عهدا و ثيقا

    لملم الفجر ذكرياتي فما لملم

    إلاّ أقاحيا و شقيقا

    كبريائي فوق النجوم و لولاها

    لما كنت بالنجوم خليقا

    جلّ شعري – أقيه الرّوح من كلّ

    هوان – و الشعر كالعرض يوقى

    ما شكوت العدو كبرا و لكنّي

    شكوت المبرّأ الموثوقا

    و أخا لي سقيته الودّ صرفا

    فسقاني من ودّه الممذوقا

    طبعي الحبّ و الحنان فما أعرف

    للمجد غير حبّي طريقا

    و كنوزي – و ليس تحرسها الجنّ

    تنادي المحروم و المرزوقا

    لم يضق بالعدوّ حلمي و غفراني

    و أفدي بمقلتي الصديقا

    لا أريد الإنسان إلاّ رحيما

    باختلاف الهوى و إلاّ شفيقا

    لي قبور كنزت فيها شبابي

    و صبوحي على المنى و الغبوقا

    يا قبور اللدات : كل شقيق

    حاضن في الثرى أخاه الشقيقا

    وسعت هذه القبور فؤادي

    كيف تشكو – و هي في السماوات – ضيقا

    كيف لا تنبت الرّياحين و الشوق

    و قلبي على ثراها أريقا

    مقلتي يستحمّ في دمعها الطيف

    و تحنو فلا يموت غريقا

    ينزل الجرح من فؤادي على الحبّ

    و يلقى التدليل و التشويقا

    شامة الفتح نام ( فارسك) النجد

    و حقّ الوفاء أن يستفيقا

    سبقته أحبابه للمنايا

    فرحمت المجلّى المسبوقا

    و نعم عدت ( للعقيق ) و لكن

    فارق الأهل و اللدات (العقيقا )

    أنا كالطّير ألف صحراء لفّته

    مهيض الجناح شلوا مزيقا

    مات أيكي و مات وردي فلا تعجيل

    أعنى به و لا تعويقا

    غربتي قد سئمت غربة روحي

    و مللت التّغريب و التّشريقا

    غربتي غربتي على النّأي و القرب

    أراني إلى دجاها مسوقا

    حدت عنها غربا و شرقا و طوّفت

    فما اجتزت سهمها المرشقا

    (فارس) المجد لم تزغرد

    عذارى المجد إلاّ انتخى و كان و السّبوقا

    و له الطّرفة المليحة تغني

    عن نقاش و تسكت المنطيقا

    و بيان تخاله الوشي و الأطيا

    ب شتّى و اللؤلؤ النسوقا

    فيه عمق البحار تزخر بالدرّ

    و فيه متارف الموسيقا

    و ضمير يكاد يسرف في الحسّ

    فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا

    عالم يسكب العذوبة في العلم

    فتستاف عنبرا مسحوقا

    حدت عنها غربا و شرقا و طوّفت

    فما اجتزت سهمها المرشقا

    (فارس) المجد لم تزغرد

    عذارى المجد إلاّ انتخى و كان و السّبوقا

    و له الطّرفة المليحة تغني

    عن نقاش و تسكت المنطيقا

    و بيان تخاله الوشي و الأطيا

    ب شتّى و اللؤلؤ النسوقا

    فيه عمق البحار تزخر بالدرّ

    و فيه متارف الموسيقا

    و ضمير يكاد يسرف في الحسّ

    فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا

    عالم يسكب العذوبة في العلم

    فتستاف عنبرا مسحوقا

    يا لنسر تقحّم الشمس حتّى

    ملّ عزّ الشموس و النحليقا

    حقّ عبئين من سنين و مجد

    أن يكفّا من شأوه و يعوقا

    يهرم النسر فالطريق عثار

    ذكريات الصبا زحمن الطريقا

    عبّ منها النسر الحبيس فردّته

    لدنيا الشموس حرّا طليقا

    غمرت قلبه حنينا و أشواقا

    و يمناه لؤلؤا و عقيقا

    عالم الذكريات نمنمه الخالق

    حتّى يدلّل المخلوقا

    هو من أريحيّة الله ماشئنا

    رحيقا صفوا و مسكا فتيتا

    حال بيني و بين لقياك دهر

    سامني عبئه فكنت المطيقا

    أنزلتني على فروق رزاياه

    فحيّا عطر السماء (فروقا)

    ضاق لبنان بي و كان رحيبا

    و تنزّى حقدا و كان رفيقا

    ما للبنان رحت أسقيه حبّي

    و سقاني مرارة و عقوقا

    أنا أغليته بلؤلؤ أشعاري

    و طوّقت جيده تطويقا

    و زرعت النّجوم في ليل لبنان

    فرفّ الدّجى نديّا و ريقا

    دلهتني (سمراء لبنان ) أطيابا

    و قدّا مهفهفا ممشوقا

    و جمالا غالى بزينته الله

    و ثنّى و ثلّث التدقيقا

    و عفافا ذاد الشفاه و خلىّ

    للعيون السّلاف و التّحديقا

    جنّ قلب الدّجى بأهدابها الوطف

    فأغنى جفنا و كحلّ موقا

    قد أرادوا لبنان سفحا ذليلا

    و أردناه شامخا مرموقا

    و حمدت الجلىّ بلبنان لمّا

    كشفت لي اليقين و التلفيقا

    إن عتبنا على الكنانة إدلالا

    فقد يعتب الصّديق الصّديقا

    و هبتنا فرعونها و وهبناها

    على العسر يوسف الصدّيقا

    كيف يشري العبيد كافور

    بالمال و كافور كان عبدا رقيقا

    أرز لبنان لن يكون لكافور

    متاعا و للأرقّاء سوقا

    يا قبور في الشام ربّ قبور

    أنزلتها النوى مكانا سحيقا

    موحشات : إلاّ عزيفا من الجـ

    ـنّ يرجّ الدّجى و إلاّ نعيقا

    هائمات كالنور طارت صبابا

    تي إليها فما استطعن اللحوقا

    غرّبتنا العلى قبورا و أحياء

    و عاثت بشملنا تفريقا

    و اغتراب القبور من حيل المـ

    ـوت ليخفى كنوزه و العلوقا

    تسمع الرّيح حين تصغي حنينا

    من فؤادي على الثرى و شهيقا

    ما لقومي غال الحمام فريقا

    منهم و العقوق غال فريقا

    ظلم الكنز أهله فتمنّى

    أن يكون المبدّد المسروقا

    فارقوني معطّرين من الفتح

    و خلّوا لي الأسى و الشهيقا

    أظمأتني وجوههم حين غابت

    فأردت الذكرى سلافا و ريقا

    عهدها بالخلوق عهد قديم

    ألفت غرّة المجلّى الخلوقا

    يا لدات الفتوح ، نسقي منايانا

    و يسقينا الهوى ترنيقا

    بيننا صحبة الاّباء و عزّ

    أمويّ يطاول العيّوقا

    و كفاح كعصف ضجّ في الدّنيا

    رعودا هدّارة و بروقا

    و المروءات كالغرائر في الرّيف

    ملاح لا تعرف التزويقا

    و عقود من السنين نظمناها

    سجونا و كبرياء و ضيقا

    نحن كنّا الزلزال نعصف بالشرق

    نرجّ الشعوب حتّى تفيقا

    فابتدعنا من ألرؤى واقع الحقّ

    و من غمرة الظلام البريقا

    نقحم الغامض الأشمّ من المجد

    و نأبى الممهّد المطروقا

    نحن عطر السجون عطر المنايا

    نحمل الجرح مطمئنا عميقا

    نحن كالشمس جرحها وهّج الدّنيا

    غروبا منوّرا و شروقا

    نحن و الشام و الفتوحات و الأحزان

    دنيا تزيّنت لتروقا

    ما درى الشرق قبلنا سكرة الحقّ

    و لا خمرها و لا الراووقا

    نحن عشق للغوطتين براه الله

    حتّى يؤلّه المعشوقا

    نحن في الكأس نغمة ، نحن في النـ

    ـغمة صهباء : صفّقت تصفيقا

    خمرة النّور خمرة الثأر و الإيمان

    طابت بردا و طابت حريقا

    يعرف الحقّ قيمة الجوهر

    الفرد و يغلى جديده و العتيقا

    يعذر الحرّ حين لا يخطئ العزم

    و إن كان اخطأ التوفيقا

    يا رئيسي من أربعين زحمناها

    إباء مرّا و بأسا حنيقا

    أنت نشّأتني على الصبر و العزّ

    كما تلاهف الحسام الذليقا

    مننتدى الشام و الوزارة ضماّنا عريقا

    يفي هواه عريقا

    و هموم كأنّهن الأمانيّ جمـ

    ـالا و نشوة و سموقا

    مترفات ترعرعت في فؤادينا

    و طابت شمائلا و عروقا

    يرد الخطب منك قلبا سريّا

    و بيانا عفّا و وجها طليقا

    من يعلّ النديّ بعدك بالشهـ

    ـد المصفّى و من يسدّ الفتوقا

    هدرت بالنديّ خطبتك الشمّاء

    و الريق لا يبلّ الحلوقا

    أنكرتك الحياة بالشيب و السقـ

    ـم فهيّء للفارك التطليقا

    حمل الموت من لداتك شوقا

    يستحثّ الخطى و عتبا رقيقا

    و كتابا من الهوى نمّوقه

    فأجادوا البيان و التنميقا

    و طيوفا تبرّجت لكرى جفنيك

    حتّى يرضى و حتّى تليقا

    غيّب القبر منك شمّاء مجد

    وعرة تزحم النجوم سحوقا

    يتلقّاك (هاشم) في ربى عدن

    و يستقبل المشوق المشوقا

    حيّ عنّي سعدا و قبّل محيّا

    كالضحى باهر السنى مرموقا

    و أبا أسعد سقته دموعي

    و سليمان ( و النّديم ) الصّدوقا

    و اسق (قدري) و (عادلا) و (جميلا)

    من حنيني طيب الهوى و الرّحيقا

    و اشك حزني (لمظهر) و (نجيب)

    راع دهر أخاكما فأفيقا

    لي حقوق على القبور الغوالي

    و يوفّى قبر الكريم الحقوقا


يعمل...
X