الديوان » سوريا
» بدوي الجبل
» جلونا الفاتحين
تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا
فجنّ اللّيل من فجرين لاحا
وحنّ إلى ظلالك عبد شمس
يريح شجونه ظمأى طلاحا
حمى الله الكواكب من معدّ
وصانك بينها قمرا لياحا
و طمأن للجواري كلّ بحر
و بلّغها السعادة و النجاحا
بطاح القدس دنّسها مغير
فهل صانت كتائبنا البطاحا
و هل جبهت بحدّ السيف دعوى
كعرض القوم فاجرة وقاحا
و لم نغضب لها أيّام كانت
حمى نهبا و شعبا مستباحا
و لا صدّت سرايانا عدوا
و لا هاجت حمّيتنا كفاحا
و لا اهتزّت صوارمنا انتخاء
و لا صهلت صوافننا مراحا
نجابه باليهود دما و نارا
فنغضي لا إباء و لا طماحا
جلونا الفاتحين فلا غدوّا
نرى للفاتحين و لا رواحا
إذا انفصفت أسنّتنا وصلنا
بأيدينا الأسنّة الصفاحا
إذا خرس الفصيح فقد لقينا
من النيران ألسنة فصاحا
زماجر دكّت الطّغيان دكّا
و أخرست الزلازل و الرّياحا
و تعرف هذه الحصباء منّا
دما سكبا و هامات وراحا
و أشلاء مبعثرة تمنّت
على البيد الشقائق و الأقاحا
تتيه بها الرّمال و تصطفيها
من الفردوس ريحانا و راحا
يرفّ على خمائل غوطتيها
هوى بطل على الغمرات طاحا
فألمح في السّراب منى شهيد
تخيّل في الوغى الماء القراحا
فلا حرم الشهيد بروض عدن
على بردى غبوقا و اصطباحا
حمى دنيا أميّة أريحيّ
متين الأسر قد فرع الرّماحا
أبو حسّان إن طغت الرزايا
تحدّى الدّهر و القدر المتاحا
أشمّ الأنف أبلج سمهريّ
كأنّ على محيّاه صباحا
تمرّس بالخطوب فما شكاها
و لولا كبره لشكا وباحا
تذكّرت الشام أخاك سعدا
و من ذكر الحبيب فلا جناحا
أرقّ النّاس عاطفة و طبعا
و أعنفهم على الطّاغي جماحا
ينافح ، لا تروّعه المنايا
فإن شتم اللئيم فلا نفاحا
إذا بكت الشام أخاك سعدا
فقد بكت المروءة و السّماحا
زحمنا النجم منه على جناح
و فيّأنا مروءته و هوى صراحا
جراح في سريرتك اطمأنّت
لقد أكرمت بالصبر الجراحا
كأنّ الهمّ ضيفك فهو يلقى
على القسمات بشرا و ارتياحا
و قبلك ما رأت عيني هموما
مدلّلة و أحزانا ملاحا
و قد ترد الهموم على كريم
فترجع من صباحته صباحا
و يا دنيا أميّة لا تراعي
شبابك يغمر الرحب الفساحا
طلعت على العصور هدى و خيرا
غداة طلعت غزوا و اقتتاحا
و ما نبل الصّلاح على ضعيف
فبعض الذلّ تحسبه صلاحا
و علّمت الحضارة فهي فجر
على الأكوان ينساح انسياحا
و ربّ حضارة طهّرت و طابت
و ربّ حضارة ولدت سفاحا
و علّمت المروءة فهي عطر
من الفردوس يسكرنا نفاحا
و علّمت العروبة فهي عرض
لربك لن يهان و لن يباحا
أساح المجد حسبك لن تكوني
لغير شبابك المأمول ساحا
خذي ما شئت و اقترحي علينا
كرائم هذه الدنيا اقتراحا
أبا حسّان رفّ كريم ودّي
على نعماك فخرا و امتداحا
بلائي ما شهدت و ليس منّا
إذ عدّدتها غررا و ضاحا
إذا زحمتني الجلّى بروع
جمعت لها الإباء فلا براحا
و لو زحمت ثبيرا حين شدّت
عليّ لضجّ غاربه و زاحا
و أوجع من مصائبها خليل
أغار على المروءة و استباحا
يكتّم بغضه حقدا و جمرا
و يسمعني حنينا و التياحا
و يزعم كيده سرّا خفيّا
لقد جهر الزّمان به افتضاحا
تنكر و هو لو كشّفت عنه
أسفّ مجانة و هوى مزاحا
و ذلّ فلا نسمّيه عداء
و هان فلا نسمّيه نطاحا
و لو شئنا جزيناه و نرضي
شمائلنا فنوسعه سماحا
أتنكرني الشام و في فؤادي
تلقّيت الصوارم و الرماحا
إذا نسيت على الجلّى وفائي
فقد عذروا على الغدر الملاحا
و غنّيت الشام دما و ثأرا
فلا شكوى عرفت و لا نواحا
و أكرم عهدك الميمون شعري
فقلّده جواهري الصحاحا
» بدوي الجبل
» جلونا الفاتحين
تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا
فجنّ اللّيل من فجرين لاحا
وحنّ إلى ظلالك عبد شمس
يريح شجونه ظمأى طلاحا
حمى الله الكواكب من معدّ
وصانك بينها قمرا لياحا
و طمأن للجواري كلّ بحر
و بلّغها السعادة و النجاحا
بطاح القدس دنّسها مغير
فهل صانت كتائبنا البطاحا
و هل جبهت بحدّ السيف دعوى
كعرض القوم فاجرة وقاحا
و لم نغضب لها أيّام كانت
حمى نهبا و شعبا مستباحا
و لا صدّت سرايانا عدوا
و لا هاجت حمّيتنا كفاحا
و لا اهتزّت صوارمنا انتخاء
و لا صهلت صوافننا مراحا
نجابه باليهود دما و نارا
فنغضي لا إباء و لا طماحا
جلونا الفاتحين فلا غدوّا
نرى للفاتحين و لا رواحا
إذا انفصفت أسنّتنا وصلنا
بأيدينا الأسنّة الصفاحا
إذا خرس الفصيح فقد لقينا
من النيران ألسنة فصاحا
زماجر دكّت الطّغيان دكّا
و أخرست الزلازل و الرّياحا
و تعرف هذه الحصباء منّا
دما سكبا و هامات وراحا
و أشلاء مبعثرة تمنّت
على البيد الشقائق و الأقاحا
تتيه بها الرّمال و تصطفيها
من الفردوس ريحانا و راحا
يرفّ على خمائل غوطتيها
هوى بطل على الغمرات طاحا
فألمح في السّراب منى شهيد
تخيّل في الوغى الماء القراحا
فلا حرم الشهيد بروض عدن
على بردى غبوقا و اصطباحا
حمى دنيا أميّة أريحيّ
متين الأسر قد فرع الرّماحا
أبو حسّان إن طغت الرزايا
تحدّى الدّهر و القدر المتاحا
أشمّ الأنف أبلج سمهريّ
كأنّ على محيّاه صباحا
تمرّس بالخطوب فما شكاها
و لولا كبره لشكا وباحا
تذكّرت الشام أخاك سعدا
و من ذكر الحبيب فلا جناحا
أرقّ النّاس عاطفة و طبعا
و أعنفهم على الطّاغي جماحا
ينافح ، لا تروّعه المنايا
فإن شتم اللئيم فلا نفاحا
إذا بكت الشام أخاك سعدا
فقد بكت المروءة و السّماحا
زحمنا النجم منه على جناح
و فيّأنا مروءته و هوى صراحا
جراح في سريرتك اطمأنّت
لقد أكرمت بالصبر الجراحا
كأنّ الهمّ ضيفك فهو يلقى
على القسمات بشرا و ارتياحا
و قبلك ما رأت عيني هموما
مدلّلة و أحزانا ملاحا
و قد ترد الهموم على كريم
فترجع من صباحته صباحا
و يا دنيا أميّة لا تراعي
شبابك يغمر الرحب الفساحا
طلعت على العصور هدى و خيرا
غداة طلعت غزوا و اقتتاحا
و ما نبل الصّلاح على ضعيف
فبعض الذلّ تحسبه صلاحا
و علّمت الحضارة فهي فجر
على الأكوان ينساح انسياحا
و ربّ حضارة طهّرت و طابت
و ربّ حضارة ولدت سفاحا
و علّمت المروءة فهي عطر
من الفردوس يسكرنا نفاحا
و علّمت العروبة فهي عرض
لربك لن يهان و لن يباحا
أساح المجد حسبك لن تكوني
لغير شبابك المأمول ساحا
خذي ما شئت و اقترحي علينا
كرائم هذه الدنيا اقتراحا
أبا حسّان رفّ كريم ودّي
على نعماك فخرا و امتداحا
بلائي ما شهدت و ليس منّا
إذ عدّدتها غررا و ضاحا
إذا زحمتني الجلّى بروع
جمعت لها الإباء فلا براحا
و لو زحمت ثبيرا حين شدّت
عليّ لضجّ غاربه و زاحا
و أوجع من مصائبها خليل
أغار على المروءة و استباحا
يكتّم بغضه حقدا و جمرا
و يسمعني حنينا و التياحا
و يزعم كيده سرّا خفيّا
لقد جهر الزّمان به افتضاحا
تنكر و هو لو كشّفت عنه
أسفّ مجانة و هوى مزاحا
و ذلّ فلا نسمّيه عداء
و هان فلا نسمّيه نطاحا
و لو شئنا جزيناه و نرضي
شمائلنا فنوسعه سماحا
أتنكرني الشام و في فؤادي
تلقّيت الصوارم و الرماحا
إذا نسيت على الجلّى وفائي
فقد عذروا على الغدر الملاحا
و غنّيت الشام دما و ثأرا
فلا شكوى عرفت و لا نواحا
و أكرم عهدك الميمون شعري
فقلّده جواهري الصحاحا