كتب الشاعر :بدوي الجبل .قصيدة: جلونا الفاتحين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الشاعر :بدوي الجبل .قصيدة: جلونا الفاتحين

    الديوان » سوريا
    » بدوي الجبل
    » جلونا الفاتحين
    تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا

    فجنّ اللّيل من فجرين لاحا

    وحنّ إلى ظلالك عبد شمس

    يريح شجونه ظمأى طلاحا

    حمى الله الكواكب من معدّ

    وصانك بينها قمرا لياحا

    و طمأن للجواري كلّ بحر

    و بلّغها السعادة و النجاحا

    بطاح القدس دنّسها مغير

    فهل صانت كتائبنا البطاحا

    و هل جبهت بحدّ السيف دعوى

    كعرض القوم فاجرة وقاحا

    و لم نغضب لها أيّام كانت

    حمى نهبا و شعبا مستباحا

    و لا صدّت سرايانا عدوا

    و لا هاجت حمّيتنا كفاحا

    و لا اهتزّت صوارمنا انتخاء

    و لا صهلت صوافننا مراحا

    نجابه باليهود دما و نارا

    فنغضي لا إباء و لا طماحا

    جلونا الفاتحين فلا غدوّا

    نرى للفاتحين و لا رواحا

    إذا انفصفت أسنّتنا وصلنا

    بأيدينا الأسنّة الصفاحا

    إذا خرس الفصيح فقد لقينا

    من النيران ألسنة فصاحا

    زماجر دكّت الطّغيان دكّا

    و أخرست الزلازل و الرّياحا

    و تعرف هذه الحصباء منّا

    دما سكبا و هامات وراحا

    و أشلاء مبعثرة تمنّت

    على البيد الشقائق و الأقاحا

    تتيه بها الرّمال و تصطفيها

    من الفردوس ريحانا و راحا

    يرفّ على خمائل غوطتيها

    هوى بطل على الغمرات طاحا

    فألمح في السّراب منى شهيد

    تخيّل في الوغى الماء القراحا

    فلا حرم الشهيد بروض عدن

    على بردى غبوقا و اصطباحا

    حمى دنيا أميّة أريحيّ

    متين الأسر قد فرع الرّماحا

    أبو حسّان إن طغت الرزايا

    تحدّى الدّهر و القدر المتاحا

    أشمّ الأنف أبلج سمهريّ

    كأنّ على محيّاه صباحا

    تمرّس بالخطوب فما شكاها

    و لولا كبره لشكا وباحا

    تذكّرت الشام أخاك سعدا

    و من ذكر الحبيب فلا جناحا

    أرقّ النّاس عاطفة و طبعا

    و أعنفهم على الطّاغي جماحا

    ينافح ، لا تروّعه المنايا

    فإن شتم اللئيم فلا نفاحا

    إذا بكت الشام أخاك سعدا

    فقد بكت المروءة و السّماحا

    زحمنا النجم منه على جناح

    و فيّأنا مروءته و هوى صراحا

    جراح في سريرتك اطمأنّت

    لقد أكرمت بالصبر الجراحا

    كأنّ الهمّ ضيفك فهو يلقى

    على القسمات بشرا و ارتياحا

    و قبلك ما رأت عيني هموما

    مدلّلة و أحزانا ملاحا

    و قد ترد الهموم على كريم

    فترجع من صباحته صباحا

    و يا دنيا أميّة لا تراعي

    شبابك يغمر الرحب الفساحا

    طلعت على العصور هدى و خيرا

    غداة طلعت غزوا و اقتتاحا

    و ما نبل الصّلاح على ضعيف

    فبعض الذلّ تحسبه صلاحا

    و علّمت الحضارة فهي فجر

    على الأكوان ينساح انسياحا

    و ربّ حضارة طهّرت و طابت

    و ربّ حضارة ولدت سفاحا

    و علّمت المروءة فهي عطر

    من الفردوس يسكرنا نفاحا

    و علّمت العروبة فهي عرض

    لربك لن يهان و لن يباحا

    أساح المجد حسبك لن تكوني

    لغير شبابك المأمول ساحا

    خذي ما شئت و اقترحي علينا

    كرائم هذه الدنيا اقتراحا

    أبا حسّان رفّ كريم ودّي

    على نعماك فخرا و امتداحا

    بلائي ما شهدت و ليس منّا

    إذ عدّدتها غررا و ضاحا

    إذا زحمتني الجلّى بروع

    جمعت لها الإباء فلا براحا

    و لو زحمت ثبيرا حين شدّت

    عليّ لضجّ غاربه و زاحا

    و أوجع من مصائبها خليل

    أغار على المروءة و استباحا

    يكتّم بغضه حقدا و جمرا

    و يسمعني حنينا و التياحا

    و يزعم كيده سرّا خفيّا

    لقد جهر الزّمان به افتضاحا

    تنكر و هو لو كشّفت عنه

    أسفّ مجانة و هوى مزاحا

    و ذلّ فلا نسمّيه عداء

    و هان فلا نسمّيه نطاحا

    و لو شئنا جزيناه و نرضي

    شمائلنا فنوسعه سماحا

    أتنكرني الشام و في فؤادي

    تلقّيت الصوارم و الرماحا

    إذا نسيت على الجلّى وفائي

    فقد عذروا على الغدر الملاحا

    و غنّيت الشام دما و ثأرا

    فلا شكوى عرفت و لا نواحا

    و أكرم عهدك الميمون شعري

    فقلّده جواهري الصحاحا

يعمل...
X