تويت
العيد هو الأهل، الأعمام، الأخوال، رائحة أحضان الجدّات التي تفوح برائحة كعك العيد والسمن، رائحة قهوة عمّي شامان، من الجنوب ورائحة قهوة مصلح من الشمال، وصوت عمّي أبو عزوز وحكاياته عن الذئاب والضباع. . الحكايات التي نصرّ على سماعها للمرّة الألف، العيد هو صوت صرير البحص تحت عجلات الشفروليه التي تتوقف أمام بيتنا حالما تنتهي صلاة العيد، وينزل عمي جاسم ليعايدنا، و يدعونا للغداء في (عيزى) - حيث تكاد تجتمع كل العشيرة هناك- في تلك الهضبة البركانية ذات الحجارة السوداء المطعمة بذاكرة الرومان، والعربان، والخيرات. العيد هو رائحة المسك التي تفوح من خالي محمد الذي غالبًا سيكون قد وصل حديثًا من رحلة قنص للطيور الحرّة، التي لحقها حتى منغوليا! نعم صدقوا أعرف أولان باتور وصحراء غوبي، وألطاي وآلماته من قصص خالي عن الصقور والشواهين والعقبان. . العيد هو رائحة المليحية والفريكة والشنينة والسيالي، والتتن، والشاي الخمير الحلو كالقطر. العيد هو كلّ تلك الذكريات، التي غذّت فكرتي عن الحياة: إنها، الكرم، الايمان، العمل. . رحم الله كل الذين ذكرتهم، هؤلاء الذين لن تكررهم الحياة. .
تمسّكوا ما استطعتم بطقوس العيد من عطاء ومسامحة وتلاقي، فالعالم اليوم كلّه يريد أن يحوّل البشر إلى براغي في آلات تصنّع الرداءة بمذاق واحد. . لا تذعنوا، تمسّكوا بالجمال الروحي والاجتماعي ودللوا القريب، وسامحوا البعيد مع كثير من النسيان. .
العايدين الفايزين
وذكرى لأهل البرمان المرعز بحجم فلوات بادية حماة و (جفتلكها)
?
#عيدكم_مبارك
#لينا_هويان_الحسن