نيرودا الحسين
الشركات التقنية العملاقة تتصارع في حرب شرسة لاكتساب حصة أكبر من سوق المتصفحات الإلكترونية، فكل شركة تعمل بلا كلل لإضافة المزيد من الميزات والتحسينات لمتصفحاتها، لجذب المستخدمين والحفاظ على ولائهم. ولا تكتفي بعض المتصفحات بتحديثات بسيطة، بل تقدم إضافات رائعة وخاصة تجعلها تبرز على منافساتها.
ما يهم الشركات هو تقديم تجربة استخدام فريدة وسهلة للمستخدمين، ليسهل عليهم البحث عن المحتوى وتصفح الإنترنت بكل يسر وسلاسة.
في هذه المنافسة الشرسة، يبدو أن الفائز هو المستخدم الذي سيستفيد من العديد من الميزات الرائعة التي يتم تقديمها عبر هذه المتصفحات.
“كروم” والتمسك بالصدارة
وفقا لموقع “Statcounter” الإحصائي، فإن الحصة السوقية المتوقعة لمتصفحات الإنترنت في عام 2022 هي كما يلي.
“كروم” 64.8 بالمئة، يليه متصفح “سفاري” من شركة “أبل” بحصة قدرها 19.5 بالمئة، ومن ثم القادم بقوة متصفح “إيدج” من شركة “مايكروسوفت”، ومتصفح “فايرفوكس” من شركة “موزيلا” بنسبة تصل إلى 2.93 بالمئة، ومتصفح “سامسونج” بنسبة 2.57 بالمئة، ومتصفح “أوبرا” بنسبة 2.33 بالمئة.
رغم قوته، كان متصفح “كروم” يستنزف الكثير من موارد النظام، وخاصة على الأجهزة ذات المواصفات الضعيفة؛ لذلك، قامت “جوجل” في وقت سابق من هذا العام بإطلاق ميزة “توفير الذاكرة” لتلك الأجهزة، حيث تحصل التبويبات النشطة على الموارد اللازمة للعمل بكفاءة.
حسب التحديث الأخير لـ “كروم كناري” (هو إصدار تجريبي من متصفح جوجل كروم، ويحتوي على ميزات وتحسينات قيد التطوير والاختبار)، يبدو أن”جوجل” تسعى لمنح المستخدمين المزيد من السيطرة على تلك الميزة، بهدف تحسين تجربة التصفح وزيادة كفاءة استخدام المتصفح.
ما الجديد في “كروم”؟
حاليا، تقدم ميزة “توفير الذاكرة” مفتاح تشغيل وإيقاف بسيط في إعدادات “كروم”، حيث تضع التبويبات غير النشطة في وضع السكون، وعند العودة إلى علامة التبويب غير النشطة، تتم إعادة تحميل الصفحة والمحتوى من جديد على ذاكرة النظام.
حسب تغريدة نشرت على منصة “تويتر” للباحث التقني ليو بيفا، فإن إصدار “كروم كناري” بدأ يظهر ميزة تجريبية جديدة تتيح للمستخدمين التحكم في وقت ميزة “توفير الذاكرة” من علامة التبويب غير النشطة لتحرير الموارد.
المزيد من إعدادات التحكم
عند الدخول لإعدادات هذه الميزة، يمكن للمستخدمين تعيين مدة الخمول الافتراضية، وتتوفر خيارات مختلفة تتراوح بين دقيقة واحدة إلى 12 ساعة.
هذه الإعدادات الجديدة تجعل من السهل ضبط درجة الخمول لتتناسب مع الذاكرة العشوائية المحدودة على جهاز الكمبيوتر الخاص بنا، ويمكن الآن لمستخدم يملك 2 جيجابايت من الذاكرة العشوائية استخدام الإعدادات الأقل، بينما يمكن لأولئك الذين يملكون أجهزة أقوى استخدام حدود أكثر للخمول.
إضافة إلى ذلك، أوضح ليو بيفا، أنه أصبح من السهل الآن التعرف على علامات التبويب غير النشطة، حيث سيتلاشى رمز العلامة التبويبية الموجود فوق شريط العنوان عندما تفرض ميزة “توفير الذاكرة” الخمول لأي تبويب.
آمال للمستقبل
بالمجمل فإن ميزة “توفير الذاكرة” الجديدة في متصفح “جوجل كروم”، تعد خطوة مهمة نحو تحسين تجربة استخدام المتصفح وتخفيف الضغط على ذاكرة الحاسوب، ويبدو أن هذه الميزة ستلقى انتشارا واسعا بين مستخدمي “كروم”، وقد تعزز من تفضيلهم لاستخدام هذا المتصفح على حساب المتصفحات الأخرى.
لا شك بأن هذه الإضافة ستفيد العديد من المستخدمين الذين يعانون من ذواكر حواسيبهم الضعيفة، وتجعل من استخدام المتصفح أكثر سلاسة وأقل تأثيرا على أداء الحاسوب، والكل يأمل أن يواصل فريق “جوجل” تحسين الميزات وتقديم المزيد من الابتكارات التي توفر تجربة استخدام أفضل لمستخدمي “كروم”.