تاريخ الدولة الأموية (22)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  •  تاريخ الدولة الأموية (22)


    التاريخ


    ‏١٥ مارس‏، الساعة ‏٣:٢٢ م‏ ·
    تاريخ الدولة الأموية (22)
    -------------------------------------------------
    كانت بيعة الحسن بن علي رضي الله عنهما في شهر رمضان من سنة 40 هـ وذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم المرادي ,(*1)

    وقد اختار الناس الحسن بعد والده ولم يعين أمير المؤمنين أحد من بعده, فعن عبد الله بن سبع قال :
    { سمعت علياً يقول :
    لتُخضبن هذه من هذا فما ينتظر بي الأشقى .(*2)
    قالوا يا أمير المؤمنين, فأخبرنا به نبير عترته .(*3)
    قال : إذن والله تقتلون بي غير قاتلي.

    قالوا فاستخلف علينا
    قال : لا, ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

    قالوا : فما تقول لربك إذا أتيته, قال وكيع مرة : إذا لقيته قال : أقول : اللهم تركتني فيهم ما بدا لك, ثم قبضتني إليك وأنت فيهم, فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم ,}(*4)

    وفي رواية أخرى :
    { أقول : اللهم استخلفني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني وتركتك فيهم ,} (*5)

    وبعد مقتل علي صلى عليه الحسن بن علي وكبر عليه أربع تكبيرات, ودفن بالكوفة, .

    وكان أول من بايع الحسن قيس بن سعد, قال له : أبسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وقتال المُحلِّين, فقال له الحسن رضي الله عنه : على كتاب الله وسنة نبيه فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط : فبايعه وسكت , وبايعه الناس (*6)

    وقد اشترط الحسن بن علي على أهل العراق عندما أرادوا بيعته فقال لهم : إنكم سامعون مطيعون, تسالمون من سالمت, وتحاربون من حاربت , (*7)

    وفي رواية قال لهم : {والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم قالوا : ما هو؟ قال تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت }, (*8)

    وفي رواية ابن سعد :{ إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين :

    ● بايعهم على الأمرة,
    ● وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه, ويرضوا بما رضي به ,} (*9)

    ويستفاد من الروايات السابقة ابتداء الحسن رضي الله عنه في التمهيد للصلح فور استخلافه وقد باشر الحسن بن علي سلطته كخليفة, فرتب العمال وأمّر الأمراء وجند الجنود وفرق العطايا, وزاد المقاتلة في العطاء مائة مائة فاكتسب بذلك رضاءهم , (*10)

    وكان في وسعه أن يخوض حرباً لاهوادة فيها ضد معاوية,وكانت شخصيته الفذة من الناحية العسكرية والأخلاقية, والسياسية, والدينية تساعده على ذلك مع وجود عوامل أخرى, كوجود قيس بن سعد بن عبادة, وحاتم بن عدي الطائي وغيرهم في صفه من الذين لهم من القدرات, القيادية الشيء الكثير,

    إلا أن الحسن بن علي, مال إلى السلم والصلح لحقن الدماء, وتوحيد الأمة, والرغبة فيها عند الله وزهده في الملك وغير ذلك من الأسباب ....
    -------------''
    وقد قاد الحسن بن علي مشروع الإصلاح الذي توّج بوحدة الأمة, وقد تنازل الحسن بن علي من موقف قوة وهناك دلائل تشيرُ إلى ذلك منها :

    1- الشرعية التي كان يملكها الحسن :

    لقد اختير الحسن بن علي بعد والده اختياراً شورياً وأصبح الخليفة الشرعي على الحجاز واليمن والعراق, وكل الأماكن التي كانت خاضعة لوالده, وقد استمر في خلافته ستة أشهر

    وتلك المدة تدخل ضمن الخلافة الراشدة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن مدتها ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً, فقد روى الترمذي بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
    《الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك ..(*11)

    وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال :
    "إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي, فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين سنة, وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ...

    ...وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً (*12), وبذلك يكون الحسن بن علي خامس الخلفاء الراشدين " (*13)

    وقد تحدث عن شرعية الحسن بن علي بالخلافة كثير من علماء أهل السنة منهم أبو بكر بن العربي* , والقاضي عياض* , وابن كثير* , وشارح الطحاوية* , والمناوي* , وابن الحجر الهيثمي* , ... (*14) ..(*15)..(*16)..(*17)..(*18)..(*19)

    ولو أراد الحسن أن يتعب معاوية بحكم أن الشرعية معه لأمكن ذلك, ولقام بترتيب حملة إعلامية منظمة في أوساط أهل الشام, لكسب ثقتهم أو على الأقل زعزعة موقف معاوية بينهم, فقد كان يملك قوة معنوية ونفوذ روحي لا يستهان به بحكم الشرعية التي يستند إليها, ولكونه حفيد الرسول صلي الله عليه وسلم..
    ----------------------
    2- تقييم الحسن بن علي للموقف وقدراته القيادية :

    فعندما قال له نفير بن الحضرمي: إن الناس يزعمون إنك تريد الخلافة، فقال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله ،(*20)

    فهذه شهادة الحسن رضي الله عنه، بأنه كان في وضع قوي، وبأن اتباعه على استعداد لمحاربة من يريد أو مسالمتهم، كما كان رضي الله عنه يملك من الملكات الخطابية والفصاحة البيانية، وصدق العاطفة وقوة التأثير والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجعله أكثر قوة وتماسكاً...

    ودليلنا على ذلك، ما قام به من إستنفار أهل الكوفة للخروج مع والده، وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قد ثبط الناس ونهاهم عن الخروج والقتال والفتنة وأسمعهم ما سمعه من رسول الله من التحذير من الاشتراك في الفتنة ، .(*21)

    فقد أرسل علي رضي الله عنه قبل الحسن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما، وأرسل علي بعد ذلك هشام بن عقبة بن أبي وقاص، ففشل في مهمته لتأثير أبي موسى عليهم ، (*22)

    وأتبعه علي بعبد الله بن عباس، فأبطأوا عليه، فأتبعه بعمار بن ياسر والحسن ...(*23)

    وكان للحسن أثر واضح، فقد قام في الناس خطيباً وقال:

    " أيها الناس، أجيبوا دعوة أميركم، وسيروا إلى إخوانكم، فإنه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه، والله لأن يليه ألوا النهى* ، أمثل في العاجلة وخير في العاقبة، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم " (*24) ..(*25)

    ولبى كثير من أهل الكوفة وخرجوا مع عمار والحسن إلى علي ما بين الستة إلى سبعة آلاف رجل ، (*26)

    ولا ننسى أن أبا موسى الأشعري كان والياً على الكوفة ومن قيادات العراق المحبوبين من عهد عمر وهو من هو في علمه وزهده ومكانته عند الناس ومع ذلك فقد استطاع الحسن أن يكسب أهل الكوفة لصفه وخرجوا معه .
    -----------
    3 ـ وجود بعض القيادات الكبيرة في صفه

    كان معسكر الحسن بن علي فيه من القيادة الكبيرة، كأخيه الحسين، وابن عمه عبد الله بن جعفر، وقيس بن سعد بن عبادة، ـ وهو من دهاة العرب. وعدي بن حاتم وغيرهم فلو أراد الخلافة لأعطي المجال لقياداته للتحرك نحو تعبئة الناس والدخول في الحرب مع معاوية وعلى الأقل يكون خليفة على دولته إلى حين.

    4 ـ معرفته لنفسية أهل العراق

    كان الحسن رضي الله عنه له قدرات خاصة في التعامل مع أهل العراق ومعرفة نفوسهم ولذلك زاد لهم في العطاء منذ بداية خلافته، كما أن مهمته التي قادها في نجاح مشروعه الإصلاحي كانت أصعب من حربه لمعاوية، ...

    ومع ذلك تغلب على الكثير من العوائق التي واجهته، فقد حاولوا قتله، ورفض بعض الناس الصلح وغير ذلك من العوائق إلا أنه تغلب عليها كلها وحقق الأهداف التي رسمها من حقن الدماء، ووحدة الأمة، وأمن السبيل، وعودة حركة الفتوح.. إلخ مما يدل على قدراته القيادية الفذّة .

    5 ـ تفوق قواته على قوات معاوية

    وهذا تقييم عمرو بن العاص ومعاوية لقوات الحسن رضي الله عنهم : جاء في البخاري :

    {استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني أرى لا تُولي حتى تقتل أقرانها.

    فقال معاوية ـ وكان خير الرجلين ـ أي عمرو، إن قتل هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم؟

    فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس ـ عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز ـ فقال: أذهب إلى هذا الرجل فأعرضا عليه قولا له، واطلبا إليه } (*27)

    ● ـ فعمرو بن العاص رضي الله عنه، القائد العسكري الشهير والسياسي المحنك والذي عركته الحروب يقول: إني أرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها.

    ● ـ وأما معاوية رضي الله عنه، فتقييمه للموقف العسكري بأنه لا يستطيع أحد أن ينتصر ويحقق حسماً عسكرياً إلا بعد خسائر فادحة للطرفين، ولا يستطيع معاوية حتى لو كان هو المنتصر أن، يتحمل تركة الحرب من أرامل وأيتام وقتل خير المسلمين، وما يترتب على ذلك من مفاسد كبرى إجتماعية وسياسية واقتصادية، وأخلاقية للأمة الإسلامية،

    ولذلك اختار معاوية شخصيتين كبيريتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أصحاب النفوذ في المجتمع الإسلامي ولهم حضور واحترام عند الحسن وهما من قريش،...

    فهذا يدل على حرصه على نجاح الصلح مع الحسن بأي ثمن ممكن، وقد ظل زمام الموقف بيد الحسن بن علي رضي الله عنه ويد أنصاره، ...

    ولو لم يكن الحسن مرهوب الجانب لما احتاج معاوية إلى أن يفاوضه ويوافق على ما طلب من الشروط والضمانات، ولكان عرف ضعف جانب الحسن، وانحلال قوته عن طريق عيونه، ولدخل الكوفة من غير أن يكلف نفسه مفاوضة أحد أو ينزل على شروطه ومطالبه...(*28)

    كان الحسن بن علي رضي الله عنه ذا خلق يجنح إلى السلم، وكان رضي الله عنه يملك رؤية إصلاحية واضحة المعالم ، خضعت لمراحل وبواعث وتغلب على العوائق، وكتب شروطه، وترتب على صلحه نتائج، وأصبح هذا الصلح من مفاخر الحسن على مر العصور وتوالي الأزمان،

    لقد كان في صلحه مع معاوية وحقنه لدماء المسلمين، كعثمان في جمعه للقرآن، وكأبي بكر في حربه للمرتدين ، (*29)

    ولا أدل على ذلك في كون هذا الفعل من الحسن يعد علماً من أعلام النبوة، ....

    والحجة في ذلك ما أخرجه البخاري من طريق أبي بكرة رضي الله عنه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبرـ والحسن بن علي على جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . (*30)
    -------------------------------------------------------------------
    أهم مراحل الصلح
    مر الصلح بمراحل من أهمها

    ☆ ـ دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بأن يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فتلك الدعوة المباركة دفعت الحسن رضي الله عنه إلى الإقدام على الصلح بكل ثقة وتصميم (*31)

    ☆ - شرط البيعة الذي وضعه الحسن رضي الله عنه أساساً لقبول مبايعة أهل العراق له، ذلك الشرط الذي نص على أنهم يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب .(*32)

    ☆ - وقوع المحاولة الأولى لإغتيال الحسن رضي الله عنه بعد أن كشف عن نيته في الصلح مع معاوية رضي الله عنه وهذه المحاولة يبدو إنها قد جرت بعد استخلافه بقليل(*33)

    ☆ - خروج الحسن بجيش العراق من الكوفة إلى المدائن ، وإرساله للقوة الضاربة من الجيش وهي الخميس إلى مسكن بقيادة قيس بن سعد بن عبادة (*34)

    ☆ - خروج معاوية رضي الله عنه من الشام وتوجهه إلى العراق بعد أن وصل خبر خروج الحسن من الكوفة إلى المدائن بجيوشه

    ☆ - تبادل الرسل بين الحسن و معاوية ، ووقوع الصلح بينهما رضوان الله عليهما،

    ☆ - محاولة اغتيال الحسن رضي الله عنه، فبعد نجاح مفاوضات الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما، شرع الحسن رضي الله عنه في تهيئة نفوس أتباعه على تقبل الصلح الذي تم، فقام فيهم خطيباً ليبين لهم ما تم بينه وبين معاوية، وفيما هو يخطب هجم عليه بعض معسكره محاولين قتله، لكن الله سبحانه وتعالى أنجاه كما أنجاه من قبل (*35)

    ☆ - تنازل الحسن بن علي عن الخلافة وتسليمه الأمر إلى معاوية رضوان الله عليهم أجمعين،

    بعد أن أنجى الله سبحانه وتعالى الحسن بن علي من الفتنة التي وقعت في معسكره، ترك المدائن وسار إلى الكوفة وخطب في أهلها فقال:

    " أما بعد فإن أكيس الكيس* التُّقى ، وإن أحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما كان حقاً لي تركته لمعاوية إرادة إصلاح هذه الأمة وحقن دمائهم، أو يكون حقاً كان لإمرئ كان أحق به مني ففعلت ذلك ((وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)) (الأنبياء ، آية : 111)
    (*36)..(*37)
    ---------------------------------------------------------------------
    أهم أسباب ودوافع الصلح :

    ☆1 ـ الرغبة فيما عند الله وإرادة صلاح هذه الأمة :
    قال الحسن بن علي رضي الله عنه رداً على نفير الحضرمي عندما قال له: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة. فقال: كانت جماجم العرب بيدي، يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله (*38)

    ☆2 ـ دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم له : إن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين (*39)
    دفعت الحسن إلى التخطيط والاستعداد النفسي للصلح والتغلب على العوائق التي في الطريق،

    ☆3 ـ حقن دماء المسلمين : قال الحسن رضي الله عنه:... خشيت أن يجئ يوم القيامة سبعون ألفاً، أو أكثر أو أقلُّ كلهم تنضج أوداجهم دماً، كلهم يستعدي الله فيما هُرِيقَ دمه؟(*40)

    وقال رضي الله عنه: ألا إن أمر الله واقع إذ لا له دافع وإن كره الناس، إني ما أحببت أن لي من أمة محمد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما ينفعني ممَّا يضرني ألحقوا بطيتكم .(*41)

    4 ـ حرصه على وحدة الأمة : قام الحسن بن علي خطيباً رضي الله عنه في إحدى مراحل الصلح فقال:

    " أيها الناس، إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة
    (*42) ، وإني نظار لكم كنظري لنفسي، وأرى رأياً فلا تردوا علي رأيي، إن الذي تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة" ،
    (*43)...(*44)
    -----------
    ☆5 ـ سابقة مقتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه :

    ومن الأسباب التي دعت أمير المؤمنين الحسن بن علي إلى الصلح ما روّع به من مقتل أبيه، فقد ترك ذلك فراغاً كبيراً في جبهة العراق وأثر اغتياله على نفسية الحسن رضي الله عنه، فترك فيها حزناً وأسى شديداً، فقد قتل هذا الإمام العظيم بدون وجه حق ولم يرع الخوارج سابقته في الإسلام ولا أفضاله العظيمة، ولاخدماته الجليلة التي قدمها للإسلام

    وقد كان وقع مصيبة مقتله على المسلمين عظيماً، فجللّهم الحزن، وفاضت مآقيهم بالدموع ولهجت ألسنتهم بالثناء والترحم عليه، وكان مقتله سبباً في تزهيد الحسن في أهل العراق

    ☆ 6 ـ شخصية معاوية: إن تسليم الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية مع أنه كان معه أكثر من أربعين ألفاً بايعوه على الموت، فلو لم يكن أهلاً لها لما سلمها السبط الطيب إليه ولحاربه (*45) فقد ذكر المترجمون والمؤرخون لسيرته فضائل كثيرة وأعمال جليلة يأتي ذكرها بإذن الله تعالى .

    ☆ 7 ـ اضطراب جيش العراق وأهل الكوفة :

    كان لخروج الخوارج أثر في إضعاف أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، كما أن الحروب في الجمل وصفين والنهروان، تسببت في ملل أهل العراق للحرب ونفورهم منها، وخاصة أهل الشام في صفين، فإن حربهم ليست كحرب غيرهم،

    فمعركة صفين الطاحنة لم تفارق مخيلتهم فكم يتمت من الأطفال ورملت من النساء، بدون أن يتحقق مقصودهم ولولا الصلح أو التحكيم الذي رحب به أمير المؤمنين علي وكثير من أصحابه لكانت مصيبة على العالم الإسلامي لا يتخيل آثارها السيئة،...

    فكان هذا التخاذل عن المسير مع علي رضي الله عنه إلى الشام مرة أخرى .. (*46)

    وقد استلم الحسن رضي الله عنه الخلافة، وجيش العراق مضطرب وأهل الكوفة مترددون في أمرهم وهذا ليس على إطلاقه فجيش الحسن يمكن تقويته كما أن هناك فصائل منه على استعداد للقتال على رأسهم قيس بن سعد الخزرجي وغيره من القادة .(*47)..(*48

    ☆ 8 ـ قوة جيش معاوية :

    وفي الجانب الآخر كان معاوية رضي الله عنه يعمل بشتى الوسائل سراً أو علانية على إضعاف جانب أهل العراق منذ عهد علي رضي الله عنه فاستغل ما اصاب جيشه من تفكك وخلاف،

    واجتمعت لمعاوية رضي الله عنه عوامل ساعدت على قوة جبهته منها، طاعة الجيش له، اتفاق الكلمة عليه من أهل الشام، خبرته الإدارية في ولاية الشام، وثبات مصادره المالية، وعدم تحرجه من دفع الأموال من أجل تحقيق أهدافه التي يراها مصلحة للأمة.
    --------------------------------------------------------------------
    (*1)- الطبقات (3/35- 38) تحقيق د. إحسان عباس
    (*2) - أي : لتخضبن لحيته من دم رأسه
    (*2) - مجمع الزوائد (9/139) مسند أحمد (2/325) حسن لغيره
    (*3) - نبير عترته : نهلك أقرباءه لسان العرب (4/5) (4/538)
    (*4) - وكيع بن الجراح, ثقة حافظ عابد, التقريب ص 581
    (*5) - مسند أحمد (2/325) حسن لغيره الموسوعة الحديثية
    (*6) - كشف الاستار عن زوائد البزار (3/204)
    (*7) - تاريخ الطبري (6/77) - المصدر نفسه (6/77)
    (*8) - الطبقات تحقيق د. محمد السلمي (1/286,287)
    (*9) - المصدر نفسه (1/316,317)
    (*10) - تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي ص 67, مقاتل الطالبيين ص 55
    -------
    (*11) - سنن الترمذي مع شرحها تحفة الأحوذي (6/397-395) حديث حسن
    (*12) - البدابة والنهاية (11/134)
    (*13) - مآثر الانافة (1/105) مرويات خلافة معاوية ص 155
    (*14) - أحكام القران لابن العربي (4/1720)
    (*15) - شرح النووي على صحيح مسلم (12/201)
    (*16) - البداية والنهاية (11/134)
    (*17) - شرح الطحاوية ص 545
    (*18) - فيض القدير (2/409)
    (*19) - الصواعق المحرقه (2/397)
    ---------
    (*20) البداية والنهاية (11/206) .
    (*21) تاريخ الطبري (5/514) مصنف بن أبي شيبة (15/12) إسناده حسن .
    (*22) خلافة علي بي أبي طالب صـ 144 ، لعبد الحميد سير أعلام (3/486) .
    (*23) فتح الباري (13/53( علي بن أبي طالب للصَّلاَّبّّي (2/60) .
    (*24) تاريخ الطبري (5/516) أولوا النهى: أصحاب العقول .
    (*25)تاريخ الطبري (5/516) .
    (*26) مصنف عبد الرزاق (5/456 ـ 457) بسند صحيح للزهري .
    --------------
    (*27) البخاري ، ك الصلح رقم 2704 .
    (*28) دراسة في تاريخ خلفاء الدولة الأموية صـ 61 .
    (*29) مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ 134 .
    (*30) البخاري رقم 7109 .
    ------------
    (*31) مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ 317 .
    (*32) مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ 156 .
    (*33) المصدر نفسه صـ 126 .
    (*34) المصدر نفسه صـ 128 .
    (*35) المصدر نفسه صـ 139 .
    (*36) أكيس : أعقل ، والكيس العقل : لسان العرب (*37)(16/201) ومن أراد التوسع فليراجع خلافة مرويات معاوية في تاريخ الطبري صـ 126 إلى 149 .
    (*37) المعجم الكبير (3/26) إسناده حسن .
    --------------
    (*38) البداية والنهاية (11/206) .
    (*39) البخاري رقم 7109 .
    (*40) البداية والنهاية (11/206) .
    (*41) تاريخ دمشق (14/89) بطيتكم : جهتكم ونواد .
    (*42)الضغينة : الحقد .
    (*43) الأخبار الطوال صـ 200 .
    (*44) اعتبارات المآلات ومراعاة نتائج التصرفات صـ 167 .
    -------------
    (*45) الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية صـ 57 .
    (*46) خلافة علي بن أبي طالب ، عبد الحميد علي صـ 345 .
    (*47) الشيعة وأهل البيت صـ 379 نقلاً عن الاحتجاج للطبرسي صـ 148 .
    (*48) خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي صـ 358 للصَّلاَّبيِّ
    ☆ الدولة الأموية عوامل الإزدهار و تداعيات الإنهيار علي الصلابي ص 122-116
    --------------------------------------------------------------------
    #الدولة_الأموية_جواهر [22]
يعمل...
X