نقدم لكم تاريخ الدولة الأموية (23)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقدم لكم تاريخ الدولة الأموية (23)


    التاريخ

    ‏١٦ مارس‏، الساعة ‏٤:٣٤ م‏ ·
    تاريخ الدولة الأموية (23)
    -------------------------------------------------
    ملخص ما سبق :
    بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم المرادي , كانت بيعة الحسن بن علي رضي الله عنهما في شهر رمضان من سنة 40 هـ .

    وقد اختار الناس الحسن بعد والده ولم يعين أمير المؤمنين أحدا من بعده.

    وكان الحسن رضي الله عنه في وسعه أن يخوض حرباً لاهوادة فيها ضد معاوية؛ إلا أن الحسن بن علي, مال إلى السلم والصلح لحقن الدماء, وتوحيد الأمة, والرغبة فيها عند الله وزهده في الملك وغير ذلك من الأسباب ....

    وقد قاد الحسن بن علي مشروع الإصلاح الذي توّج بوحدة الأمة, وقد تنازل الحسن بن علي من موقف قوة وهناك دلائل تشيرُ إلى ذلك .

    وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال :
    "إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي, فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين سنة, وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ...

    ...وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً وبذلك يكون الحسن بن علي خامس الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ..

    لقد كان في صلحه مع معاوية وحقنه لدماء المسلمين، كعثمان في جمعه للقرآن، وكأبي بكر في حربه للمرتدين .

    وكانت شروط الصلح :

    1 ـ العمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء : ط

    2 ـ أن لا يطالب معاوية بأموال الحسن وبني بن عبد المطلب ، ولا ذكر لأموال يطلب من معاوية أن يدفعها إليه من قادم.

    3 ـ تضمن اتفاق الصلح بين الجانبين أن الناس كلهم آمنون و العفو للجميع فيما أصابوا من الدماء ،

    4 ـ وعن الحسن إنه قال : أما ولاية الأمر من بعده، فما أنا بالراغب في ذلك ولو أردت هذا الأمر لم أسلمه ، وجاء في نص الصلح الذي ذكره ابن الحجر الهيثمي:.. بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين .

    وكان أهم نتائج الصلح هي :

    1 ـ توحد الأمة تحت قيادة واحدة .
    2 ـ عودة الفتوحات إلى ما كانت عليه .
    3 ـ تفرغ الدولة للخوارج .
    4 ـ انتقال العاصمة الإسلامية من الكوفة إلى دمشق .
    -------------------------------------------------------------------
    بيعة معاوية رضي الله عنه

    بتنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عن الخلافة اكتملت عوامل تولي معاوية الخلافة، وتهيأت له جميع أسبابها، فبويع أميراً للمؤمنين عام واحد وأربعين للهجرة وسمي هذا العام بعام الجماعة ،...(*1)

    وأصبح هذا الحدث من مفاخره الأمة الإسلامية التي تزهو به على مر العصور ، فقد التقت الأمة على زعامة معاوية، ورضيت به أميراً عليها، وأبتهج المسلمون بهذه الوحدة الجامعة، بعد الفرقة المشتتة، وكان الفضل في ذلك لله ثم للسيد الكبير والمصلح العظيم الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما ...

    ويعد عام الجماعة من علامة نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضيلة باهرة من فضائل الحسن ..

    ولا يلتفت إلى ما قال عباس العقاد من فهم غير صحيح عن عام الجماعة في هجومه الخاطيء على المؤرخين الذين سموا سنة إحدى واربعين هجرية بعام الجماعة !!

    فقد قال: "فليس أضل ضلال، ولا أجهل جهلاً من المؤرخين الذين سموا سنة إحدى وأربعين هجرية بعام الجماعة لأنها السنة التي استأثر فيها معاوية بالخلافة فلم يشاركه أحد فيها، لأن صدر الإسلام لم يعرف سنة تفرقت فيها الأمة كما تفرقت في تلك السنة، ووقع فيها الشتات بين كل فئة من فئاتها كما وقع فيها " (*2)

    والعقاد رحمه الله لم يأت بجديد في حكمه الخاطيء بل سبقه إليه كثير من مؤرخي الشيعة، ويكفي معاوية فخراً أن كل الصحابة الأحياء في عهده بايعوه،

    فقد أجمعت الأمة على معاوية وبايعه علماء الصحابة والتابعين وعدوا خلافته شرعية ورضوا إمامته، ورأوا أنه خير من يلي أمر المسلمين ويقوم به خير قيام في تلك المرحلة،

    فقد روي عن الأوزاعي أنه قال :
    " أدركت خلافة معاوية عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سعد، وأسامة، وجابر، وابن عمر، وزيد بن ثابت، ومسلمة بن مخلد، وأبوسعيد الخدري، ورافع بن خديج، وأبو أمامة، وأنس بن مالك، ورجال أكثر مما سميت بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم....حضروا من الكتاب تنزيله، وأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تأويله،...

    ... ومن التابعين لهم بإحسان إن شاء الله، منهم : المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وسعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريزفي أشباه له ، لم ينزعوا يده عن مجامعة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم " .(*3)

    وقال ابن حزم :
    " فبويع الحسن ثم سلّم الأمر إلى معاوية، وفي بقايا الصحابة من هو أفضل منهما بلا خلاف ممن أنفق قبل الفتح وقاتل، وكلهم أولهم عن آخرهم بايع معاوية ، ورأى إمامته" . (*4)

    فالصحابة لم يبايعوا معاوية رضي الله عنه إلا وقد رأوا فيه شروط الإمامة متوفرة، ومنها العدالة ، فمن يطعن في عدالة معاوية وإمامته فقد طعن في عدالة هؤلاء الصحابة جميعهم وخونّهم وتنقصهم...

    فمن رضيه هؤلاء لدينهم ودنياهم ألا نقبله ونرضى به نحن؟؟

    ومن قال لعلهم بايعوا خوفا فقد أتهمهم بالجبن وعدم الصدع بالحق، وهم القوم المعلوم من سيرتهم الشجاعة والشهامة وعدم الخوف في الله لومة لائم ". (*5)

    وفي مبايعة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي لمعاوية درس بليغ وفهم عميق لآيات النهي عن الاختلاف،
    قال تعالى : ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (الأنعام ، آية : 153).

    فالصراط المستقيم هو : القرآن، والإسلام، والفطرة التي فطر الناس عليها،
    والسبل هي: الأهواء، والفرق، والبدع، والمحدثات،

    قال مجاهد:
    ( ولا تتبعوا السبل: يعني! البدع، والشبهات والضلالات (*6)

    ونهى الله سبحانه وتعالى هذه الأمة عما وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق من بعد ما جاءتهم البيانات، وأنزل الله إليهم الكتب، فقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران ، آية : 105).

    وقد أمر الله تعالى بالاعتصام بحبله، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } (آل عمران ، الآية : 103)

    لقد تحقق بفضل الله تعالى ثم بنجاح الحسن بن علي في صلحه مع معاوية مقصد عظيم من مقاصد الشريعة من وحدة المسلمين واجتماعهم وهذا المقصد من أهم أسباب التمكين لدين الله تعالى ونحن مأمورون بالتواصي بالحقِّ والتواصي بالصبر ، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر ممّا تصلح،

    وقد تحدث الشيخ السعدي على الجهاد المتعلّق بالمسلمين بقيام الألفة، واتفاق الكلمة وبعد أن ذكر الآيات، والأحاديث الدالة على وجوب تعاون المسلمين ووحدتهم قال:

    "فإن من أعظم الجهاد السَّعي في تأليف قلوب المسلمين، واجتماعهم على دينهم، ومصالحهم الدينية والدنيوية ".
    (*7)

    ولا ينظر للحديث الضعيف الذي رواه ابن عدي من طريق عليِّ بن زيد، وهو ضعيف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ومن حديث مجالد (*8)
    وهو ضعيف أيضاً، عن أبي الودَّاك عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) .....(*9)

    أسنده أيضاً من طريق الحكم بن ظهيره (*10)، وهو متروك.

    وهذا الحديث كذب بلا شك، ولو كان صحيحاً لبادر الصحابة إلى فعل ذلك، لأنَّهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم ..(*11)
    -------------------------------------------------------------------
    انتهاء عهد الخلافة الراشدة

    انتهى عهد الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بتنازل الحسن بن علي لمعاوية رضي الله عنه، ...

    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء، أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء أن تكون، يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) . (*12)

    وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك، أو ملكه من يشاء ،(*13)

    وقوله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك . (*14)

    وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ...

    فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً(*15)

    وبذلك تكون مرحلة خلافة النبوة قد انتهت بتنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية في شهر ربيع الأول من سنة 41 هـ (*16)

    فالحديث النبوي الكريم أشار إلى مراحل تاريخية وهي :

    أـ عهد النبوة.
    ب ـ عهد الخلافة الراشدة.
    جـ ـ عهد الملك العضوض .(*17)
    د ـ عهد الملك الجبري.
    ه ـ ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.

    وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون خلافة نبوة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة..(*18)

    ويجوز تسمية من أتى بعد الخلفاء الراشدين خلفاء وإن كانوا ملوكاً، ولم يكونوا خلفاء الأنبياء بدليل ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    ( كانت بنو إسرائيل يسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا فما تأمرنا؟ قال: وفوا بيعة الأول، فالأول، ثم أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ).(*19)

    فقوله: فتكثر دليل على من سوى الراشدين فإنهم لم يكونوا كثيراً ..

    وأيضاً قوله : وفوا بيعة الأول فالأول دل على أنهم يختلفون، والراشدين لم يختلفوا،...

    وقوله : فأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم دليل على مذهب أهل السنة، في إعطاء الأمراء حقهم من المال والمغنم ،...(*20)

    فمعاوية رضي الله عنه أفضل ملوك هذه الأمة، والذين كانوا قبله خلفاء نبوة، وأما هو فكانت خلافته ملك، وكان ملكه ملكاً ورحمة وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين، ما يعلم أنه كان خيراً من ملك غيره ،(*21)

    ومعاوية رضي الله عنه كان عالماً ورعاً عدلاً دون الخلفاء الراشدين في العلم والورع والعدل، كما ترى من التفاوت بين الأولياء، بل الملائكة والأنبياء،

    فإمارته وإن كانت صحيحة بإجماع الصحابة وتسليم الحسن ـ رضي الله عنه ـ إلا أنها ليست على منهاج خلافة من قبله، فإنه توسع في المباحات، وتحرز عنها الخلفاء الأربعة،

    وأما رجحان الخلفاء الأربعة في العبادات والمعاملات فظاهر مما لا سترة فيه , (*22)

    وقد حدد ابن خلدون مدى التغير الذي حدث, فقدر أن الخلافة وإن كانت تحولت إلى ملك, فإن معاني الخلافة بقيت - بعضها- وإنما كان التغير في الوازع فبعد أن كان ديناً انقلب عصبية وسيفاً

    يقصد بذلك أنه بعد أن كان الناس يتصرفون بوازع الدين, والخلافة شورى, صار الحكم مستنداً إلى العصبية والقوة,

    ولكن معاني الخلافة أي مقاصدها وأهدافها بقيت أي أن غايات هذا الملك كان لاتزال تحقيق مقاصد الدين والحكم وفق الشريعة الإسلامية بالعدل وتنفيذ الواجبات التي يأمر بها الإسلام ...
    أي أن الحكم أو الملك استمر إسلامياً وشرعياً (* 23)

    ولخص ابن خلدون الأدوار التي مرت بها الخلافة فقال :

    ( فقد بين أن الخلافة قد وجدت بدون الملك أولاً, ثم التبست معانيها واختلطت بالملك, ثم انفرد الملك حيث افترقت عصبية الخلافة والله مقدر الليل والنهار ) . (*24)

    - فالدور الأول الذي يشير إليه هو عصر الخلفاء الراشدين وهو عصر الخلافة الخالصة أو الكاملة,

    - والدور الثاني هو عصر الخلفاء الأمويين والعباسيين - ولا يمنع كذلك العثمانيين- وهذا عصر الخلافة المختلطة بالملك أو الملك المختلط بالخلافة : أي الذي يحقق في الوقت مقاصد الخلافة,

    - أما الدور الثالث فهو عصر الملك المحض الذي صار بقصد لذات الملك والأغراض الدنيوية, وانفصل عن حقيقة الخلافة أو معانيها الدينية,..

    فهذا وصف أو تفسير ابن خلدون المؤرخ الفقيه للتطور الذي حدث والأدوار التي مرت بها الخلافة .(*25)

    إن الخلافة لم تنته أو تذهب كلية, وإنما بقيت معانيها أو مقاصدها ..

    وأن التغيير حصل في الأساس التي قامت عليه, أما حقيقتها فقد بقيت,

    فهي خلافة أقل في الرتبة أو خلافة مختلطة بالملك , (*26)

    والرأي العام في الإسلام يتمسك بالمثال, أو خلافة النبوة, أو الخلافة الكاملة, و إذا كانت الظروف قد حتمت هذا التطور, فإن تحمل ذلك أو قوله لا يكون إلا مؤقتاً وبمجرد أن تزول تلك الظروف تجب العودة إلى تحقيق الخلافة الكاملة, (*27)

    وقد ذكر ابن تيمية : أن مصير الأمر - أي الخلافة – إلى الملوك ونوابهم من الولاة والقضاة الأمراء ليس لنقص فيهم فقط, بل لنقص في الراعي والرعية جميعاً, فإنه كما تكونوا يوّل عليكم وقد قال تعالى :" وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا" ( الأنعام : 129). .... (*28)
    -------------------------------------------------------------------
    هل يعتبر معاوية رضي الله عنه أحد الخلفاء الاثني عشر؟

    عن جابر بن سمرة رضي الله عنه :
    (دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم, فسمعته يقول : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة,...
    قال : ثم تكلم بكلام خفي عليَّ,
    قال : فقلت لأبي : ما قال,
    قال : كلهم من قريش ) ....(*29)

    وفي رواية أخرى عن جابر :
    ( لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشرة خليفة .. كلهم من قريش )...(*30)

    وفي رواية أخرى عنه :
    ( لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة .. كلهم من قريش ...(*31),
    وزاد أبو داود في سننه, بإسناده عن جابر رضي الله عنه قال : فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا : ثم يكون الهرج .) ...(*32)

    وقد شرح ابن كثير هذا الحديث فقال :
    " ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم, ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم, بل قد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم, ...

    ومنهم عمر بن عبدالعزيز بلا شك عند الأئمة, وبعض بني العباس, ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة, والظاهر أن منهم المهدي المُسرِّ به في الأحاديث الواردة بذكره ....

    وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامراء(*34) , فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية, بل هو من هوس العقول السخيفة وتوهم الخيالات الضعيفة, ....

    وليس المراد بهولاء الخلفاء الاثنى عشر الأئمة الاثنى عشرة الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية . " ...(*35)

    وبالتأمل في النص بكل حيدة وموضعية نجد أن هؤلاء الاثني عشر وصفوا بأنهم يتولون الخلافة, وأن الإسلام في عهدهم يكون في عزة ومنعة وأن الناس تجتمع عليهم ولا يزال أمر الناس ماضياً وصالحاً في عهدهم

    وكل هذا الأوصاف لا تنطبق على من تدعي الاثنا عشريه فيهم الإمامة فلم يتول الخلافة منهم إلا أمير المؤمنين علي والحسن ...(*36)

    ثم أنه ليس في الحديث حصر لأئمة بهذا العدد, بل نبوة منه, بأن الإسلام لا يزال عزيزاً في عصور هؤلاء, وكان عصر الخلفاء الراشدين وبني أميه عصر عزة ومنعه , (*37)

    ولهذا قال ابن تيمية : إن الإسلام وشرائعه في بني أمية أظهر وأوسع مما كان بعدهم , وعدّ معاوية من الائمة المقصودين بالحديث .(*38)
    --------------------------------------------------------------------
    (*1)سير أعلام النبلاء (3/137) ، تاريخ خليفة صـ 203 .
    (*2) معاوية بن أبي سفيان للعقاد صـ 25 .
    (*3) البداية والنهاية (11/434 ، 435) .
    (*4) الفصل في الملل والنحل (5/6) .
    (*5) من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية صـ120 .
    (*6) تفسير مجاهد صـ 227 ، دراسات في الأهواء والفرق والبدع صـ 49 .
    (*7) وجوب التعاون بين المسلمين صـ 5 .
    (*8) الكامل في الضعفاء (6/2416) .
    (*9) البداية والنهاية (11/434) الكامل في الضعفاء (2/626) .
    (*10) الكامل (2/626/627) .
    (*11) البداية والنهاية (11/434) .
    ------------
    (*12) مسند أحمد (4/371 ـ 372) سلسلة الأحاديث الصحيحة .
    (*13) سنن أبي داود شرح عون المعبودل (12/259) صحيح سنن الألباني (3/879) .
    (*14) سنن الترمذي شرح تحفة الأحوذي (6/395 ـ 397) حديث حسن .
    (*15) البداية والنهاية (8/16) .
    (*16) مرويات خلافة معاوية صـ 165 .
    (*17) العضوض : الشديد فيه عسف وعنف وظلم .
    (*18) سنن الدرامي (2/114) الأشربة ، الفتاوي (35/14) .
    (*19) البخاري رقم 3455 .
    (*20) الفتاوي (35/15) .
    (*21) الفتاوي (4/292) .
    (*22) النهاية عن طعن أمير المؤمنين معاوية صـ 78 .
    (*23) المقدمة لابن خلدون نقلا عن النظريات السياسية للريس ص 194
    (*24) المصدر نفسه ص 195 .
    (*25) المصدر نفسه ص195 .
    (*26) النظريات السياسية ص 196
    (*27) المصدر نفسه ص 197 .
    (*28) الفتاوى (10/207) .
    -----------
    (*29) صحيح مسلم على شرح النووي (12/502) .
    (*30) صحيح مسلم على شرح النووي (12/503) .
    (*31) المصدر نفسه (12/203) .
    (*32) صحيح سنن الألباني (3/807) هرج الناس وقعوا في فتنة واختلاط وقتل .
    (*33) سامراء : مدينة بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة
    (*34) تفسير ابن كثير (2/34) .
    (*35) منهاج السنة (4/210) المنتقى ص533 .
    (*36) أصول الشيعة (2/816) .
    (*37) منهاج السنة (4/206) .
    (*38) المصدر نفسه(4/206) .
    ☆ الدولة الأموية عوامل الإزدهار و تداعيات الإنهيار علي الصلابي ص 122- 125
    --------------------------------------------------------------------
    #الدولة_الأموية_جواهر [23]
يعمل...
X