السموع (معركة ـ)
معركة جرت أحداثها بتاريخ 13/11/1966م، في قرية السموع، وهي بلدة عربية في لواء الخليل بفلسطين، تتربع فوق رقعة جبلية أثرية، بيوتها مكتظة، تضم بقايا برج وأبنية متهدمة ومدافن ومغاور، تحيط بها خرب أثرية مهجورة وأخرى معمورة، مثل خربة القريتين ورجم السويف ورجم المدفع والثواني والمركز ورافات وغيرها.
وقع هذا العدوان على بلدة السموع الآمنة، على أوسع نطاق، قبيل حرب حزيران حين افتعلت اسرائيل لهذا العدوان ذريعة مباشرة، هي انفجار لغمين أولهما بالقرب من «بتير» نتج منه خروج قطار شحن اسرائيلي عن خطه، والثاني انفجار لغم في سيارة عسكرية، أدى إلى مقتل ثلاثة من الجنود، فحملت اسرائيل منظمة فتح مسؤولية ذلك.
رصدت المواقع الأردنية تحشدات للعدو وتحضيرات، كشفت عن تحرك وحدات مدرعة على الحدود الأردنية تنذر بقدوم هجوم وشيك، وفعلاً شنت اسرائيل عدوانها الغادر في الساعة السادسة والنصف من صبيحة 23/11/1966، إذ زحفت قوات للعدو مؤلفة من لواء دبابات ولواء مشاة محمولة تعززها المدفعية والسلاح الجوي الإسرائيلي، واتجهت سبع دبابات أخرى نحو موقع «رجم المدفع» الأردني فدمرته بنيران مدفعيتها، في حين وجهت مدفعية العدو نيرانها على موقع خربة المركز وخربة الطوافي وقرية رافات،كما تقدمت أرتال مدرعة من الدبابات ثم المشاة المحمولة نحو بلدة السموع وخربة الأصيفر، فواجهتها القوات الأردنية على المحورين، وتمكنت من رد الرتل المتقدم نحو الأصيفر على أعقابه.
غير أن الرتل المتجه نحو بلدة السموع عبر رافات استطاع التغلب على المقاومة الأردنية في قرية رافات والمتابعة إلى السموع، ليتوزع على ثلاثة محاور، قام اثنان منها بتطويق البلدة لقطع الطريق عن أية نجدة قد تأتي للمساندة، ودخل الثالث السموع وأخذ بنسف منازلها وأبدى أهل البلدة والقوة الأردنية الموجودة فيها مقاومة عنيفة في مواجهة العدوان، فدفعت القوات الأردنية بقوات إضافية لنجدة حامية السموع، وقد تعرضت هذه القوة في أثناء تحركها إلى قصف جوي اسرائيلي، فضلاً عن مواجهتها الكمائن التي بعثها العدوعلى محاور التقدم لمنعها من التدخل في الوقت المناسب.
وعلى الرغم من تفوق العدو الجوي وسيطرته على ساحة هذه المعركة ومحاولة قواته البرية التقدم ومهاجمة رافات والأصيفر والسموع وغيرها من المواقع في الضفة الغربية، فإن المقاومة الفلسطينية، بالتعاون مع الطيران الأردني، تمكنت من إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية، من نوع ميراج، وتكبيد قوات العدو خسائر كبيرة بلغت أكثر من خمسين إصابة بين قتيل وجريح وتدمير ثلاث دبابات في المنطقة الأردنية، وما لا يقل عن سبع أخرى وإثنتي عشرة سيارة وناقلة جنود مدرعة قريباً من خط الهدنة في المنطقة المحتلة، الأمر الذي أدى إلى دحر قوات العدو الإسرائيلي وإرغامها على التراجع والانسحاب نهائياً في الساعة العاشرة والدقيقة العاشرة من قبل ظهر يوم العدوان نفسه، في حين لم تتعد َخسائر المقاومة استشهاد عدد من الأهالي المدنيين وبضعة عناصر من الجيش الأردني وفقدان طائرة مقاتلة وتدمير بعض المنازل في قريتي السموع ورافات.
وعلى الرغم من الهزيمة التي منيت بها القوات الإسرائيلية في هذا العدوان، إلا أنها كشفت بعض الحقائق، يأتي في مقدمتها تكذيب الادعاءات الإسرائيلية التي تذرعت بها لحماية نفسها من العرب، وبينت أن الأهداف الصهيونية من وراء هذا العدوان إنما هي محاولة لجس النبض بهدف التوسع وتنفيذ المخططات الصهيونية. والذي يؤكد هذه الحقيقة العدوان الذي قامت به إسرائيل بعد أشهر معدودات من هذه المعركة (5/6/1967)، الذي كشف للعالم أجمع ما تبيت له الصهيونية من نوايا عدوانية هدفها السيطرة على فلسطين وما حولها من الأراضي العربية. أما على الصعيد العربي والمحلي، فقد خرجت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية مطالبة بتسليح أهالي القرى الأمامية للدفاع عن النفس وصد أي عدوان محتمل وتفعيل المقاومة العربية المسلحة، لمواجهة الأخطار الصهيونية المتنامية الآخذة في التوسع والاحتلال.
محمود رشيدات
معركة جرت أحداثها بتاريخ 13/11/1966م، في قرية السموع، وهي بلدة عربية في لواء الخليل بفلسطين، تتربع فوق رقعة جبلية أثرية، بيوتها مكتظة، تضم بقايا برج وأبنية متهدمة ومدافن ومغاور، تحيط بها خرب أثرية مهجورة وأخرى معمورة، مثل خربة القريتين ورجم السويف ورجم المدفع والثواني والمركز ورافات وغيرها.
وقع هذا العدوان على بلدة السموع الآمنة، على أوسع نطاق، قبيل حرب حزيران حين افتعلت اسرائيل لهذا العدوان ذريعة مباشرة، هي انفجار لغمين أولهما بالقرب من «بتير» نتج منه خروج قطار شحن اسرائيلي عن خطه، والثاني انفجار لغم في سيارة عسكرية، أدى إلى مقتل ثلاثة من الجنود، فحملت اسرائيل منظمة فتح مسؤولية ذلك.
رصدت المواقع الأردنية تحشدات للعدو وتحضيرات، كشفت عن تحرك وحدات مدرعة على الحدود الأردنية تنذر بقدوم هجوم وشيك، وفعلاً شنت اسرائيل عدوانها الغادر في الساعة السادسة والنصف من صبيحة 23/11/1966، إذ زحفت قوات للعدو مؤلفة من لواء دبابات ولواء مشاة محمولة تعززها المدفعية والسلاح الجوي الإسرائيلي، واتجهت سبع دبابات أخرى نحو موقع «رجم المدفع» الأردني فدمرته بنيران مدفعيتها، في حين وجهت مدفعية العدو نيرانها على موقع خربة المركز وخربة الطوافي وقرية رافات،كما تقدمت أرتال مدرعة من الدبابات ثم المشاة المحمولة نحو بلدة السموع وخربة الأصيفر، فواجهتها القوات الأردنية على المحورين، وتمكنت من رد الرتل المتقدم نحو الأصيفر على أعقابه.
غير أن الرتل المتجه نحو بلدة السموع عبر رافات استطاع التغلب على المقاومة الأردنية في قرية رافات والمتابعة إلى السموع، ليتوزع على ثلاثة محاور، قام اثنان منها بتطويق البلدة لقطع الطريق عن أية نجدة قد تأتي للمساندة، ودخل الثالث السموع وأخذ بنسف منازلها وأبدى أهل البلدة والقوة الأردنية الموجودة فيها مقاومة عنيفة في مواجهة العدوان، فدفعت القوات الأردنية بقوات إضافية لنجدة حامية السموع، وقد تعرضت هذه القوة في أثناء تحركها إلى قصف جوي اسرائيلي، فضلاً عن مواجهتها الكمائن التي بعثها العدوعلى محاور التقدم لمنعها من التدخل في الوقت المناسب.
وعلى الرغم من تفوق العدو الجوي وسيطرته على ساحة هذه المعركة ومحاولة قواته البرية التقدم ومهاجمة رافات والأصيفر والسموع وغيرها من المواقع في الضفة الغربية، فإن المقاومة الفلسطينية، بالتعاون مع الطيران الأردني، تمكنت من إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية، من نوع ميراج، وتكبيد قوات العدو خسائر كبيرة بلغت أكثر من خمسين إصابة بين قتيل وجريح وتدمير ثلاث دبابات في المنطقة الأردنية، وما لا يقل عن سبع أخرى وإثنتي عشرة سيارة وناقلة جنود مدرعة قريباً من خط الهدنة في المنطقة المحتلة، الأمر الذي أدى إلى دحر قوات العدو الإسرائيلي وإرغامها على التراجع والانسحاب نهائياً في الساعة العاشرة والدقيقة العاشرة من قبل ظهر يوم العدوان نفسه، في حين لم تتعد َخسائر المقاومة استشهاد عدد من الأهالي المدنيين وبضعة عناصر من الجيش الأردني وفقدان طائرة مقاتلة وتدمير بعض المنازل في قريتي السموع ورافات.
وعلى الرغم من الهزيمة التي منيت بها القوات الإسرائيلية في هذا العدوان، إلا أنها كشفت بعض الحقائق، يأتي في مقدمتها تكذيب الادعاءات الإسرائيلية التي تذرعت بها لحماية نفسها من العرب، وبينت أن الأهداف الصهيونية من وراء هذا العدوان إنما هي محاولة لجس النبض بهدف التوسع وتنفيذ المخططات الصهيونية. والذي يؤكد هذه الحقيقة العدوان الذي قامت به إسرائيل بعد أشهر معدودات من هذه المعركة (5/6/1967)، الذي كشف للعالم أجمع ما تبيت له الصهيونية من نوايا عدوانية هدفها السيطرة على فلسطين وما حولها من الأراضي العربية. أما على الصعيد العربي والمحلي، فقد خرجت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية مطالبة بتسليح أهالي القرى الأمامية للدفاع عن النفس وصد أي عدوان محتمل وتفعيل المقاومة العربية المسلحة، لمواجهة الأخطار الصهيونية المتنامية الآخذة في التوسع والاحتلال.
محمود رشيدات