كناسه (محمد عبد الله) Ibn Kunasa (Mohammad ibn Abdullah-) - Ibn Kunasa (Mohammad ibn Abdullah-)
ابن كناسة (محمد بن عبد الله)
(123ـ 207هـ/740ـ 822م)
أبو يحيى، محمد عبد الله بن عبد الأعلى بن عبيد الله بن خليفة الأسدي الكوفي، المحدث، اللغوي الشاعر، الإخباري، وكناسة لقب لوالده أو لجده. ولد في مدينة الكوفة، ونشأ فيها، فروى عن أئمة الحديث في وقته، وأخذ عن شيوخ اللغة والأدب في الكوفة، ولقي رواة الشعر وفصحاء بني أسد، فروى الأخبار والأشعار واللغة، وانتقل إلى بغداد وأقام بها. كان راوياً للحديث الشريف، أخذ عنه أعلام أهل الحديث كأحمد بن حنبل وسفيان الثوري، وقد وثقه أهل الحديث وقالوا بصدقه، وكان عالماً باللغة والأدب، ووضع في الطبقة الثانية من اللغويين الكوفيين، فأخذ عنه اللغويون والإخباريون ورواة الشعر، ونقلوا تفسيره للشعر وغريبه، فضلاً عن كونه شاعراً مجيداً. وقد توفي في أيام الخليفة العباسي المأمون.
عُرف ابن كناسة بزهده وورعه وحسن عشرته وتواضعه وأنفته، أبى التعرض للحكام وأهل الجاه والمال بالمدح والسؤال، وترفع عن الهجو أيضاً، وكانت له جارية شاعرة مغنية اسمها دنانير، كانت تقصد للمذاكرة والمساجلة الشعرية. لم يخرج ابن كناسة في شعره عن نهج حياته، فمعظمه في الزهد والنصيحة والحث على الالتزام بتعاليم الدين وشعائره. وله شعر في الحكمة والإشادة بالزهاد العباد والرثاء ووصف الطبيعة مع استخلاص العبرة من ظواهرها، وفخر بمكارم الأخلاق والمروءة. وشعره جيد محكم النسج بعيد عن الصنعة، يسترسل فيه وكأنه يرتجله ارتجالاً ويصدر به عن البديهة، لذلك اختير منه للغناء، مثل قوله:
فيّ انقباض وحشمة فإذا
صـادفت أهـل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها
وقلت مـا قلت غير محتشـم
أشاد معاصروه بعلمه وأدبه، فأظهروا إعجابهم بشعره، وإن لم يشتهر بين شعراء زمانه الذين تصرفوا بالشعر وذهبوا به كل مذهب، ولم يلاحق الشعراء المولدين في حرصهم على توليد المعاني وتجديد الأساليب، ولم يزاحمهم على أبواب الممدوحين، فقد استخدم شعره لعرض آرائه ومواقفه، وليس للغايات الأخرى التي يحرص عليها الشعراء كالكسب أو الإدلال بالإبداع.
لابن كناسة تصانيف، منها كتاب «الأنواء» وكتاب «معاني الشعر» وكتاب «سرقات الكميت من القرآن» وغيره، وقيل إن له ديواناً يقع في خمسين ورقة.
من شعره قوله في الرد على من أشار عليه بقصد السلطان وانتجاع الأشراف بعلمه وأدبه، وقد أملق:
تؤنّبني أن صنت عرضي عصابة
لهـا بين أطنـاب اللئام بصيصُ
يقولون: لو غمّضت لازددت رِفعة
فقلـت لهـم: إنـي إذن لحريص
أتكلِـم وجهـي لا أبـا لأبيكـم
مطامـع عنهـا للكـرام محيص
معاشي دوين القوت والعرض وافر
وبطني عن جدوى اللئام خميص
سـألقى المنـايـا لـم أخالط دنيّة
ولم تسرْ بي في المخزيات قلوص
محمود سالم محمد
ابن كناسة (محمد بن عبد الله)
(123ـ 207هـ/740ـ 822م)
أبو يحيى، محمد عبد الله بن عبد الأعلى بن عبيد الله بن خليفة الأسدي الكوفي، المحدث، اللغوي الشاعر، الإخباري، وكناسة لقب لوالده أو لجده. ولد في مدينة الكوفة، ونشأ فيها، فروى عن أئمة الحديث في وقته، وأخذ عن شيوخ اللغة والأدب في الكوفة، ولقي رواة الشعر وفصحاء بني أسد، فروى الأخبار والأشعار واللغة، وانتقل إلى بغداد وأقام بها. كان راوياً للحديث الشريف، أخذ عنه أعلام أهل الحديث كأحمد بن حنبل وسفيان الثوري، وقد وثقه أهل الحديث وقالوا بصدقه، وكان عالماً باللغة والأدب، ووضع في الطبقة الثانية من اللغويين الكوفيين، فأخذ عنه اللغويون والإخباريون ورواة الشعر، ونقلوا تفسيره للشعر وغريبه، فضلاً عن كونه شاعراً مجيداً. وقد توفي في أيام الخليفة العباسي المأمون.
عُرف ابن كناسة بزهده وورعه وحسن عشرته وتواضعه وأنفته، أبى التعرض للحكام وأهل الجاه والمال بالمدح والسؤال، وترفع عن الهجو أيضاً، وكانت له جارية شاعرة مغنية اسمها دنانير، كانت تقصد للمذاكرة والمساجلة الشعرية. لم يخرج ابن كناسة في شعره عن نهج حياته، فمعظمه في الزهد والنصيحة والحث على الالتزام بتعاليم الدين وشعائره. وله شعر في الحكمة والإشادة بالزهاد العباد والرثاء ووصف الطبيعة مع استخلاص العبرة من ظواهرها، وفخر بمكارم الأخلاق والمروءة. وشعره جيد محكم النسج بعيد عن الصنعة، يسترسل فيه وكأنه يرتجله ارتجالاً ويصدر به عن البديهة، لذلك اختير منه للغناء، مثل قوله:
فيّ انقباض وحشمة فإذا
صـادفت أهـل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها
وقلت مـا قلت غير محتشـم
أشاد معاصروه بعلمه وأدبه، فأظهروا إعجابهم بشعره، وإن لم يشتهر بين شعراء زمانه الذين تصرفوا بالشعر وذهبوا به كل مذهب، ولم يلاحق الشعراء المولدين في حرصهم على توليد المعاني وتجديد الأساليب، ولم يزاحمهم على أبواب الممدوحين، فقد استخدم شعره لعرض آرائه ومواقفه، وليس للغايات الأخرى التي يحرص عليها الشعراء كالكسب أو الإدلال بالإبداع.
لابن كناسة تصانيف، منها كتاب «الأنواء» وكتاب «معاني الشعر» وكتاب «سرقات الكميت من القرآن» وغيره، وقيل إن له ديواناً يقع في خمسين ورقة.
من شعره قوله في الرد على من أشار عليه بقصد السلطان وانتجاع الأشراف بعلمه وأدبه، وقد أملق:
تؤنّبني أن صنت عرضي عصابة
لهـا بين أطنـاب اللئام بصيصُ
يقولون: لو غمّضت لازددت رِفعة
فقلـت لهـم: إنـي إذن لحريص
أتكلِـم وجهـي لا أبـا لأبيكـم
مطامـع عنهـا للكـرام محيص
معاشي دوين القوت والعرض وافر
وبطني عن جدوى اللئام خميص
سـألقى المنـايـا لـم أخالط دنيّة
ولم تسرْ بي في المخزيات قلوص
محمود سالم محمد