كلوذاني (محفوظ احمد) Al-Kalwadhani (Mahfouz ibn Ahmad-) - Al-Kalwadhani (Mahfouz ibn Ahmad-)
الكَلْوَذاني (محفوظ بن أحمد ـ)
(432 ـ 510هـ /1041ـ 1116م)
أبو الخطاب، محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الأزجي الكَلوذاني ـ بفتح أوله، وسكون اللام، والذال معجمة ـ نسبةً إلى كَلْواذَى (من ضواحي بغداد)، وينسب إليها أيضاً بــ«كلوذاني وكلواذاني وكلواذي والكلوذي»، وهو إمام الحنبلية في عصره، يلقب بنجم الهدى.
ولد في بغداد، وتوفي فيها.
كان إماماً علامةً ورعاً صالحاً، وافر العقل، ثقةً ثبتاً عدلاً، غزير الفضل والعلم، حسن المحاضرة جيد النظم، حسن الأخلاق، مليح النادرة، سريع الجواب، حاد الخاطر، جميل السيرة، مرضي الفعال، محمود الطريقة، ينقل أبو بكر بن النقور أنه إذا رُئيَ الشيخ أبو الخطاب مقبلاً قيل: (قد جاء الفقه)، (جاء الجبل).
برع في رواية الحديث والقراءات، سمع الحديث من أبي محمد الحسن ابن علي الجوهري، وأبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، وأبي علي محمد بن الحسين الجازري، وأبي الحسن علي الدواحي الواعظ، كما سمع أيضاً من القاضى أبي يعلى، ودرس الفقه عليه، ولزمه حتى برع فى المذهب والمنافحة عنه، ووصف بأنه (منجلة القاضي أبي يعلى وأصحابه)، كما قرأ على أبي يعلى بعض مصنفاته، وقرأ الفرائض على أبي عبد الله الوني وبرع فيها، وكتب بخطه كثيراً من مسموعاته، وروى كتاب «الجليس والأنيس» عن الجازري.
ظل الكلوذاني ينهل من العلوم حتى غدا إمام وقته، وفريد عصره، وتعددت نشاطاته فدرّس، وحدث، وأفتى، وناظر، وصنف في الأصول والفروع، مما جعله مقصداً لطلبة العلم، فتخرج به الأئمة والرواة؛ فقرأ عليه الفقه جماعة من أئمة المذهب، منهم عبد الوهاب بن حمزة، وأبو بكر الدينوري، والشيخ عبد القادر الجيلي صاحب كتاب «الغنية»، وبالروايات قرأ عليه سعد الله بن نصر بن سعيد المعروف بابن الدجاجي، وأبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني البغدادي، وأجاز بالرواية ابن كليب.
وقد روى عنه كثير من العلماء، مثل ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو الفتح بن شاتيل، وأخذ عنه الحديث أحمد بن أبي الوفاء البغدادي المعروف بابن الصائغ الحنبلي.
صنف الكلوذاني كثيراً من الكتب في المذهب الحنبلي وأصوله، منها «الهداية فى الفقه»؛ وهو مجلد ضخم جليل يذكر فيه المسائل الفقهية والروايات عن الإمام أحمد، وقد وضع عليه ابن تيمية شرحاً سماه «منتهى الغاية في شرح الهداية»، وله كتاب «الانتصار» ويسمى أيضاً «الخلاف الكبير»، وله «رؤوس المسائل» وهو الذي يسمى بـ«الخلاف الصغير»، قال في هذا الكتاب ابن تيمية: «ما ذكره فيه هو ظاهر المذهب»، وله كتاب «التهذيب فى الفرائض»؛ وهو مخطوط موجود في شستربتي، و«التمهيد فى الأصول»؛ ويسمى أيضاً »التمهيد في أصول الفقه»، وهو مجلد مخطوط ضخم سلك فيه مسالك المتقدمين، وأكثر من ذكر الدليل والتعليل، وكتاب «الانتصار في المسائل الكبار»، وكتاب «المفردات»، وله أيضاً منظومة صغيرة تدعى «عقيدة أهل الأثر».
وفيها نظم للعقيدة، منه:
دعْ عنك تذكار الخليط المنجد والشوق نحو الآنسات الخرَّد
والنَّوح فى أطلال سُعدى إنما تذكار سُعدى شغل من لم يسعدِ
واسمع مقالي إن أردت تخلصاً يوم الحساب وخذ بهديي تهتدِ
واعلم بأني قد نظمت مسائلاً لم آلُ فيها النصح غير مقلِّدِ
وذكر ابن السمعاني أن أبا الخطاب جاءته فتوى في بيتي شعر، وهما:
قل للإمام أبي الخطاب مسألةً جاءت إليك وما يُرجى سواك لها
ماذا على رجلٍ رام الصلاة فمذ لاحت لناظره ذات الجمال لها
فكتب عليها أبو الخطاب:
قل للأديب الذي وافى بمسألةٍ سرت فؤادي لما أن أصحْت لها
إن التي فتنته عن عبادته خريدةٌ ذات حسنٍ فانثنى ولها
إن تاب ثم قضى عنه عبادته فرحمةُ الله تغشى من عصى ولها
ومن نظمه أيضاً:
لئن جار الزمان علي حتى رماني منه في ضنكٍ وضيق
فإني قد خبرت له صروفاً عرفت بها عدوي من صديقي
توفي الشيخ عن ثمان وسبعين سنة، وصلي عليه بجامع القصر وجامع المنصور، ودفن إلى جانب قبر الإمام أحمد.
عامر عيسى
الكَلْوَذاني (محفوظ بن أحمد ـ)
(432 ـ 510هـ /1041ـ 1116م)
أبو الخطاب، محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الأزجي الكَلوذاني ـ بفتح أوله، وسكون اللام، والذال معجمة ـ نسبةً إلى كَلْواذَى (من ضواحي بغداد)، وينسب إليها أيضاً بــ«كلوذاني وكلواذاني وكلواذي والكلوذي»، وهو إمام الحنبلية في عصره، يلقب بنجم الهدى.
ولد في بغداد، وتوفي فيها.
كان إماماً علامةً ورعاً صالحاً، وافر العقل، ثقةً ثبتاً عدلاً، غزير الفضل والعلم، حسن المحاضرة جيد النظم، حسن الأخلاق، مليح النادرة، سريع الجواب، حاد الخاطر، جميل السيرة، مرضي الفعال، محمود الطريقة، ينقل أبو بكر بن النقور أنه إذا رُئيَ الشيخ أبو الخطاب مقبلاً قيل: (قد جاء الفقه)، (جاء الجبل).
برع في رواية الحديث والقراءات، سمع الحديث من أبي محمد الحسن ابن علي الجوهري، وأبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، وأبي علي محمد بن الحسين الجازري، وأبي الحسن علي الدواحي الواعظ، كما سمع أيضاً من القاضى أبي يعلى، ودرس الفقه عليه، ولزمه حتى برع فى المذهب والمنافحة عنه، ووصف بأنه (منجلة القاضي أبي يعلى وأصحابه)، كما قرأ على أبي يعلى بعض مصنفاته، وقرأ الفرائض على أبي عبد الله الوني وبرع فيها، وكتب بخطه كثيراً من مسموعاته، وروى كتاب «الجليس والأنيس» عن الجازري.
ظل الكلوذاني ينهل من العلوم حتى غدا إمام وقته، وفريد عصره، وتعددت نشاطاته فدرّس، وحدث، وأفتى، وناظر، وصنف في الأصول والفروع، مما جعله مقصداً لطلبة العلم، فتخرج به الأئمة والرواة؛ فقرأ عليه الفقه جماعة من أئمة المذهب، منهم عبد الوهاب بن حمزة، وأبو بكر الدينوري، والشيخ عبد القادر الجيلي صاحب كتاب «الغنية»، وبالروايات قرأ عليه سعد الله بن نصر بن سعيد المعروف بابن الدجاجي، وأبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني البغدادي، وأجاز بالرواية ابن كليب.
وقد روى عنه كثير من العلماء، مثل ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو الفتح بن شاتيل، وأخذ عنه الحديث أحمد بن أبي الوفاء البغدادي المعروف بابن الصائغ الحنبلي.
صنف الكلوذاني كثيراً من الكتب في المذهب الحنبلي وأصوله، منها «الهداية فى الفقه»؛ وهو مجلد ضخم جليل يذكر فيه المسائل الفقهية والروايات عن الإمام أحمد، وقد وضع عليه ابن تيمية شرحاً سماه «منتهى الغاية في شرح الهداية»، وله كتاب «الانتصار» ويسمى أيضاً «الخلاف الكبير»، وله «رؤوس المسائل» وهو الذي يسمى بـ«الخلاف الصغير»، قال في هذا الكتاب ابن تيمية: «ما ذكره فيه هو ظاهر المذهب»، وله كتاب «التهذيب فى الفرائض»؛ وهو مخطوط موجود في شستربتي، و«التمهيد فى الأصول»؛ ويسمى أيضاً »التمهيد في أصول الفقه»، وهو مجلد مخطوط ضخم سلك فيه مسالك المتقدمين، وأكثر من ذكر الدليل والتعليل، وكتاب «الانتصار في المسائل الكبار»، وكتاب «المفردات»، وله أيضاً منظومة صغيرة تدعى «عقيدة أهل الأثر».
وفيها نظم للعقيدة، منه:
دعْ عنك تذكار الخليط المنجد والشوق نحو الآنسات الخرَّد
والنَّوح فى أطلال سُعدى إنما تذكار سُعدى شغل من لم يسعدِ
واسمع مقالي إن أردت تخلصاً يوم الحساب وخذ بهديي تهتدِ
واعلم بأني قد نظمت مسائلاً لم آلُ فيها النصح غير مقلِّدِ
وذكر ابن السمعاني أن أبا الخطاب جاءته فتوى في بيتي شعر، وهما:
قل للإمام أبي الخطاب مسألةً جاءت إليك وما يُرجى سواك لها
ماذا على رجلٍ رام الصلاة فمذ لاحت لناظره ذات الجمال لها
فكتب عليها أبو الخطاب:
قل للأديب الذي وافى بمسألةٍ سرت فؤادي لما أن أصحْت لها
إن التي فتنته عن عبادته خريدةٌ ذات حسنٍ فانثنى ولها
إن تاب ثم قضى عنه عبادته فرحمةُ الله تغشى من عصى ولها
ومن نظمه أيضاً:
لئن جار الزمان علي حتى رماني منه في ضنكٍ وضيق
فإني قد خبرت له صروفاً عرفت بها عدوي من صديقي
توفي الشيخ عن ثمان وسبعين سنة، وصلي عليه بجامع القصر وجامع المنصور، ودفن إلى جانب قبر الإمام أحمد.
عامر عيسى