تويت
كوبا(جغرافيا وتاريخيا) Cuba - Cuba
كـوبـا
كوبا Cuba هي إحدى جزر الآنتيل الكبرى، أكبر الجزر في البحر الكاريبي، تبلغ مساحتها 110،9 ألف كم2، ويفصلها عن شبه جزيرة فلوريدا Florida الأمريكية مضيق فلوريدا (تبلغ المسافة الفاصلة بينهما 180كم)، كما يفصلها عن المكسيك قناة يوكاتان Yucatan، ويفصلهما ممرّ ويندوورد Windward Passage عن جزيرة هسبنيولا Hispaniola الواقعة إلى الشرق من كوبا.
تقع كوبا على تقاطع الطرق البحرية والجوية المهمة من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ ومن أمريكا الشمالية إلى أمريكا الوسطى والجنوبية وعلى مشارف قناة بنما.
تتكون جمهورية كوبا من مجموعة من الجزر أكبرها جزيرة كوبا، وتمتد جزيرة كوبا باتجاه جنوبي شرقي بين خطي طول 75 ْ و30 َ 84 ْ غرب غرينتش، لمسافة 1300 كم تقريباً، وهي قليلة العرض؛ حيث تتسع في الغرب لمسافة 35كم، ويزداد اتساعها نحو الشرق؛ ليصل أقصاه إلى 170كم، وهي بذلك تمتد بين خطي عرض 20 ْ و23 ْ شمال خطّ الاستواء.
عند جبال سييرا مايسترا
الجغرافية الطبيعية
معظم مساحة كوبا سهول ومنخفضات تحتّلها المستنقعات أو تلال متناثرة هنا وهناك، لا تزيد مساحة الأراضي الجبلية في كوبا على ربع مساحتها الكلية، ومعظم هذه الأراضي الجبلية يوجد في القسم الجنوبي الشرقي منها؛ وإلى الغرب من خليج غوانتانامو Guantanamo وإلى الشمال من ميناء سانتياغو دي كوبا Santiago de Cuba. تشرف منحدرات جبال سييرا مايسترا Sierra Maestra على البحر، ويصل ارتفاعها إلى 2700م تقريباً فوق سطح البحر، ويحدّ وادي غوانتانامو جبال سييرا مايسترا من الشمال والشرق، وهذا الوادي عبارة عن منطقة متموجة السطح، تكثر فيها التلال، ويصل الوادي حتى رأس الخليج الذي يسمى الاسم نفسه.
سلسلة جبال ترينيداد
وإلى الشرق من الخليج توجد منطقة مرتفعة قطعتها المجاري المائية، تتخللها هنا وهناك أراض مسطّحة. وإلى جانب ذلك، توجد منطقتان جبليتان، إحداهما في وسط الجزيرة، حيث توجد جبال ترينيداد Trinidad، ويصل ارتفاعها إلى 1300م، والأخرى في غربيّ الجزيرة، إلى الغرب من هافانا؛ حيث توجد سلسلة جبلية تتميز بالطول والضيق، هي جبال سييرا دي لوس أورغانوس Sierra de los Organos، ويصل أقصى ارتفاعها إلى 760م.
وفي هذا الجزء الغربي من كوبا توجد منطقة ذات تلال متضرسة تسمى منطقة غوانيغوانيكوس Guaniguanicos. وفيما عدا هذه المناطق الجبلية أو التلية فإن بقية أراضي كوبا تتكون من مناطق ذات مظهر سهلي، ومعظم التكوينات من الحجر الكلسي. وسواحل كوبا تتميز بوجود عدد من المدرجات الساحلية. وتكثر المستنقعات على طول هذه السواحل؛ غير أن لها موانئ طبيعية جيدة؛ من أهمها هافانا وسانتياغو وغوانتانامو.
ميناء سانتياغو دي كوبا
مناخ كوبا مداري بحري مطير على مدار السنة، ولكن الأمطار تبلغ أقصاها في شهر حزيران/يونيو عندما تتعامد الشمس على أراضي الجزيرة، وأمطار الصيف من طبيعة حملانية ترتبط بالحرارة، وفي النصف الشتوي من السنة تهب رياح تجارية رطبة تؤدي إلى هطل الأمطار التي تكثر على السفوح الجبلية المواجهة لهذه الرياح، كما هي الحال في جبال أورغانوس وترينيداد حيث يزيد معدل كمية الأمطار السنوية على 1650مم، ويتدنى هذا المعدل إلى أقل من 1000 مم حول غوانتانامو وجنوب غربي جبال أورغانوس، وفي شبه جزيرة زاباتا Zapata. وتتلقى العاصمة هافانا من المطر سنوياً 1220مم يهطل معظمها في فصل الصيف.
والحرارة مرتفعة طوال أيام السنة، حيث أن متوسط حرارة شهر كانون الثاني/يناير (أبرد الشهور) في هافانا 22 ْم، والمتوسط السنوي في هافانا 25 ْم، والمدى السنوي للحرارة 6 ْم. وتتعرض الجزيرة في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر إلى أعاصير الهريكين؛ ولذا فإن أمطار هذين الشهرين تقارب أمطار شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو. وتحمل الفيضانات والأعاصير في فترة المطر الأضرار لاقتصاد البلاد. ولا تزال الغابة العذراء تغطي جزءاً من مساحة الجزيرة، وتقطع منها أشجار الماهوغَني Mahogany.
السـكان
بلغ عدد سكان كوبا 11.3 مليون نسمة عام 2002م، وهم يتوزعون بكثافة وسطى مقدارها 102 نسمة في الكم2. وقد ارتبط تزايد السكان مع تطور زراعة قصب السكر وإنتاجه، وبلغت النسبة المئوية لمعدل النمو السكاني في الفترة بين عامي 2000- 2005م 0.3٪، ويعود ذلك إلى انخفاض معدل الخصوبة الإجمالي الذي بلغ 1.5 طفل للمرأة الكوبية الواحدة، وهذا بدوره يعود إلى شيوع استخدام وسائل منع الحمل وسط النساء الكوبيات حتى 70٪ منهن.
أما النسبة المئوية للتحضر فبلغت 76٪ عام 2001م، واللغة الرسمية في البلاد هي اللغة الإسبانية، وقد حققت كوبا تقدماً كبيراً في المجال الاجتماعي، إذ تتفوق على معظم البلدان النامية الأخرى في العالم بمستوى تطور التعليم العام. كما تأتي كوبا في مقدمة البلدان النامية وحتى بعض البلدان المتقدمة بمستوى تطور خدمات الرعاية الصحية المقدمة للسكان، حيث يبلغ نصيب الطبيب الواحد 399 نسمة من السكان، كما أن معدل وفيات الأطفال الرضَّع لا يتعدى 7 حالات لكل ألف مولود حي، وأن 95٪ من السكان يحصلون على مياه مأمونة، وقد انعكس هذا المستوى العالي من الرعاية الصحية على متوسط العمر المتوقع الذي بلغ 74.8 سنة للذكور و78.7 سنة للإناث.
ومنجزات كوبا في قطاعي الثقافة والرياضة واضحة للعالم كله، ومستوى حياة السكّان في كوبا هو أعلى بكثير منه في معظم البلدان النامية الأخرى.
وفي معرض الحديث عن السكان في كوبا لا بدّ من الإشارة إلى أن نحو 70٪ من سكان البلاد من أصل أوربي- وخاصة الإسبان- والبقية خليط من زنوج وأوربيين، وعاصمة كوبا هي مدينة هافانا Havana التي أنشئت في عام 1515م، وتعرضت لاحتلال بريطاني في عام 1762م دام سنة واحدة، ويسكن هافانا 2 مليون نسمة، ومن المدن المهمة الأخرى مدينة ماريانو Mariano بالقرب من هافانا، ومدينة سانتا كلارا Santa Clara في الوسط، ومدن هولغوين Holguin وسانتياغو دي كوبا.
الاقتصـاد
إن خصوبة تربة الجزيرة واستواء سطحها النسبي والظروف المناخية الملائمة يجعل نحو ثلثي أراضي جزيرة كوبا صالحاً للزراعة. ويعمل في الزراعة 40٪ من مجموع السكان القادرين على العمل، وهذا يؤلف ضعف العاملين في الصناعة.
ويعدّ محصول قصب السكَّر من أهم الزراعات في كوبا؛ الذي تنتشر زراعته على امتداد الجزيرة، وخاصة في الجزء الشرقي منها، حيث بلغت المساحة المزروعة بهذا المحصول 1.1 مليون هكتار، أما كمية الإنتاج فبلغت 35 مليون طن عام 2001م، والإنتاجية 31818 كغ/هـ.
وتعدّ كوبا أهم دول العالم إنتاجاً لسكر القصب، والذي يؤلف 4/3 إجمالي صادراتها، وقد ساعد على ازدهار قصب السكَّر في كوبا عوامل عدة؛ منها الأمطار الصيفية الغزيرة، وصفاء السماء في فصل الجفاف النسبي الذي يساعد على ازدياد كمية السكر في القصب، وعمق التربة. ويعدّ التبغ ثاني المحاصيل في كوبا، ويزرع في غربي البلاد ووسطها، وتنتج كوبا أصنافاً ممتازة لصنع السجائر والسيجار. وقدَّر إنتاج كوبا من التبغ بنحو 31 ألف طن عام 2001م. أما المساحة المزروعة بهذا المحصول فبلغت في العام نفسه 46 ألف هكتار، وإنتاجية الهكتار 668 كغ/هـ.
كما يزرع الأرز (300 ألف طن) والبن (15 ألف طن) والكاكاو في بقاع متفرقة من الجزيرة؛ خاصة في الجزء الشرقي والأوسط منها، هذا إضافة إلى زراعة الذرة والبقول عام 2001.
ولازال الإنتاج الحيواني في كوبا غير كاف، حيث ترعى الأبقار في مزارع واسعة. وقد بلغ عدد رؤوس الأبقار في كوبا 4.7 مليون رأس، والخنازير 2.8 مليون رأس، والخيول 450 ألف رأس، والأغنام 310 آلاف رأس، والماعز 140 ألف رأس عام 2001م. وتولي الدولة عناية بتنمية إنتاج الألبان واللحوم والدواجن.
ويتزايد صيد الأسماك والقشريات، مثل الكابوريا والقريدس وغيرها، وتعدّ كوبا من البلدان المصدرة للمنتجات البحرية، حيث تصيد من الأسماك البحرية 245ألف طن سنوياً تقريباً. وقد تطورت الصناعة السمكية في كوبا معتمدة على استغلال الثروة السمكية للبحر الكاريبي وخليج المكسيك.
ولصناعة السكر الأهمية القصوى وسط الصناعات الغذائية. ويقوم أكثر من 150 مصنعاً للسكر في كوبا بإنتاج السكر الخام، وصلت طاقاتها إلى 9 ملايين طن. وتحوي البلاد العديد من مصانع المعلبات من أجل تعليب المنتجات الزراعية والحيوانية.
وإضافة إلى الصناعات الغذائية تنتج كوبا الآلات الزراعية ومعدات صناعة السكر. وتنتج كوبا الفولاذ، والإسمنت، كما أقيمت على ساحل البلاد ترسانات لبناء السفن. ويتميز القسم الغربي من كوبا بالتطور الصناعي العالي؛ بفضل هافانا الكبرى التي تعطي أكثر من نصف إجمالي الناتج الصناعي، وهافانا الكبرى هي المنطقة الأساسية لتركيز الصناعة التحويلية (باستثناء صناعة السكر) وتوليد الطاقة الكهربائية.
ويستخرج من أراضي كوبا كميات محدودة من المعادن؛ مثل خامات النيكل، وتمتلك كوبا احتياطيات ضخمة ذات أهمية عالمية من خامات النيكل. كما تحتوي أراضي الجزيرة على خامات الكوبالت والحديد والمنغنيز والنحاس والكروم، هذا إلى جانب إنتاج محدود من النفط والملح.
النقـل
يحتل النقل بالسيارات المكان الأول في نقل المسافرين، ويبلغ طول شبكة طرق السيارات 35 ألف كم. كما يخدم النقل البحري الخطوط الساحلية وتجارة كوبا الخارجية كلّها. وتبلغ حمولة الأسطول التجاري 1.3 م/طن. وتولي كوبا في الآونة الأخيرة أهمية كبيرة لتوسيع قدرة الموانئ على تفريغ السفن وشحنها. وتستخدم السكك الحديدية (ومعظمها من النوع الضيق) على نطاق واسع لنقل قصب السكر للمصانع ونقل السكر للموانئ. ويحتل قصب السكر والسكر المكان البارز في شحنات جميع وسائل النقل، باستثناء النقل الجوي.
لمحة تاريخية
اكتشفت كوبا من قبل كولومبوس عام 1492م، وبقيت مستعمرة إسبانية طوال أربعة قرون تقريباً، وبذلك تعد كوبا أول المستعمرات الإسبانية في العالم الجديد، وآخر مستعمرة تحصل على استقلالها من إسبانيا، لتوضع تحت حماية الولايات المتحدة وسيطرتها فترة من الزمن. ففي عام 1868 احتلّت الولايات المتحدة كوبا، وفي 20 أيار عام 1902 أعلنت كوبا جمهورية مستقلة؛ إلا أنه في حقيقة الأمر تحولت إلى شبه مستعمرة للإمبريالية الأمريكية، ولكن نضال الشعب الكوبي من أجل حريته لم يتوقف قط، وتحت تأثير ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا ولد في كوبا الحزب الماركسي - اللينيني الذي بقي يمارس نشاطه السري سنوات طويلة.
وفي عام 1933م وبنتيجة الحركة الوطنية الواسعة تم إسقاط الدكتاتورية الأمريكية في البلاد؛ إلا أن الولايات المتحدة وبالتحالف مع الرجعية المحلية نجحت في القضاء على الغليان الثوري في كوبا.
إن الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية ونمو قوة الاشتراكية أدت إلى اتساع الحركة الديمقراطية في كوبا من جديد. وفي عام 1952 ثبتت الولايات المتحدة «الدكتاتورية» العسكرية - البوليسية في كوبا وفي عام 1953 انقضت ثكنات التنظيم الثوري الذي أسسه فيديل كاسترو على مدينة سانتياغو، وسمي هذا التنظيم فيما بعد (حركة 26 تموز)، وقد وضع هذا التنظيم بداية للنضال الثوري ضد «الدكتاتورية»، وأخذ في عام 1956م شكل حرب العصابات في مدن سييرا - مايسترا.
وفي 1/1/1959، تمكّن الجيش الثائر بقيادة فيدل كاسترو الذي تؤيده جميع القوى السياسية الثورية بما فيهم الشيوعيون، وتدعمه الحركة الشعبية الواسعة من إسقاط «الدكتاتورية» في البلاد. وفي منتصف عام 1961م التفَّت التنظيمات السياسية الثورية حول فيدل كاسترو، واتحدت في حزب واحد ضمن الخط الماركسي- اللينيني، واتفقت في عام 1965م على تسمية الحزب الشيوعي الكوبي. وكوبا هي واحدة من مؤسسي حركة عدم الانحياز. وبمقتضى الدستور الذي وضع عام 1976م عُدّت كوبا دولة اشتراكية، ودخلت الأسرة الاشتراكية، وتناضل كوبا من أجل السلم الوطيد والعادل القائم على احترام الاستقلال وسيادة الشعوب والاعتراف بحقها في تقرير مصيرها. والهيئة العليا للدولة تعد الجمعية الوطنية للسلطة الشعبية التي تمتلك السلطة التشريعية في البلاد، وهي تختار المجلس الحكومي من عدد من النواب الممثلين للجمعية، كما تعين (تسمي) وزراء الحكومة في الجمهوري. وعلى الرغم من انهيار الاتحاد السوڤييتي عام 1991م الذي كان يمثل قطب الاشتراكية العالمي؛ بقي الحزب الشيوعي الكوبي بقيادة كاسترو هو القوة القائدة للمجتمع والدولة.
ممدوح الدبس
كـوبـا
كوبا Cuba هي إحدى جزر الآنتيل الكبرى، أكبر الجزر في البحر الكاريبي، تبلغ مساحتها 110،9 ألف كم2، ويفصلها عن شبه جزيرة فلوريدا Florida الأمريكية مضيق فلوريدا (تبلغ المسافة الفاصلة بينهما 180كم)، كما يفصلها عن المكسيك قناة يوكاتان Yucatan، ويفصلهما ممرّ ويندوورد Windward Passage عن جزيرة هسبنيولا Hispaniola الواقعة إلى الشرق من كوبا.
تقع كوبا على تقاطع الطرق البحرية والجوية المهمة من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ ومن أمريكا الشمالية إلى أمريكا الوسطى والجنوبية وعلى مشارف قناة بنما.
تتكون جمهورية كوبا من مجموعة من الجزر أكبرها جزيرة كوبا، وتمتد جزيرة كوبا باتجاه جنوبي شرقي بين خطي طول 75 ْ و30 َ 84 ْ غرب غرينتش، لمسافة 1300 كم تقريباً، وهي قليلة العرض؛ حيث تتسع في الغرب لمسافة 35كم، ويزداد اتساعها نحو الشرق؛ ليصل أقصاه إلى 170كم، وهي بذلك تمتد بين خطي عرض 20 ْ و23 ْ شمال خطّ الاستواء.
عند جبال سييرا مايسترا
الجغرافية الطبيعية
معظم مساحة كوبا سهول ومنخفضات تحتّلها المستنقعات أو تلال متناثرة هنا وهناك، لا تزيد مساحة الأراضي الجبلية في كوبا على ربع مساحتها الكلية، ومعظم هذه الأراضي الجبلية يوجد في القسم الجنوبي الشرقي منها؛ وإلى الغرب من خليج غوانتانامو Guantanamo وإلى الشمال من ميناء سانتياغو دي كوبا Santiago de Cuba. تشرف منحدرات جبال سييرا مايسترا Sierra Maestra على البحر، ويصل ارتفاعها إلى 2700م تقريباً فوق سطح البحر، ويحدّ وادي غوانتانامو جبال سييرا مايسترا من الشمال والشرق، وهذا الوادي عبارة عن منطقة متموجة السطح، تكثر فيها التلال، ويصل الوادي حتى رأس الخليج الذي يسمى الاسم نفسه.
سلسلة جبال ترينيداد
وإلى الشرق من الخليج توجد منطقة مرتفعة قطعتها المجاري المائية، تتخللها هنا وهناك أراض مسطّحة. وإلى جانب ذلك، توجد منطقتان جبليتان، إحداهما في وسط الجزيرة، حيث توجد جبال ترينيداد Trinidad، ويصل ارتفاعها إلى 1300م، والأخرى في غربيّ الجزيرة، إلى الغرب من هافانا؛ حيث توجد سلسلة جبلية تتميز بالطول والضيق، هي جبال سييرا دي لوس أورغانوس Sierra de los Organos، ويصل أقصى ارتفاعها إلى 760م.
وفي هذا الجزء الغربي من كوبا توجد منطقة ذات تلال متضرسة تسمى منطقة غوانيغوانيكوس Guaniguanicos. وفيما عدا هذه المناطق الجبلية أو التلية فإن بقية أراضي كوبا تتكون من مناطق ذات مظهر سهلي، ومعظم التكوينات من الحجر الكلسي. وسواحل كوبا تتميز بوجود عدد من المدرجات الساحلية. وتكثر المستنقعات على طول هذه السواحل؛ غير أن لها موانئ طبيعية جيدة؛ من أهمها هافانا وسانتياغو وغوانتانامو.
ميناء سانتياغو دي كوبا
مناخ كوبا مداري بحري مطير على مدار السنة، ولكن الأمطار تبلغ أقصاها في شهر حزيران/يونيو عندما تتعامد الشمس على أراضي الجزيرة، وأمطار الصيف من طبيعة حملانية ترتبط بالحرارة، وفي النصف الشتوي من السنة تهب رياح تجارية رطبة تؤدي إلى هطل الأمطار التي تكثر على السفوح الجبلية المواجهة لهذه الرياح، كما هي الحال في جبال أورغانوس وترينيداد حيث يزيد معدل كمية الأمطار السنوية على 1650مم، ويتدنى هذا المعدل إلى أقل من 1000 مم حول غوانتانامو وجنوب غربي جبال أورغانوس، وفي شبه جزيرة زاباتا Zapata. وتتلقى العاصمة هافانا من المطر سنوياً 1220مم يهطل معظمها في فصل الصيف.
والحرارة مرتفعة طوال أيام السنة، حيث أن متوسط حرارة شهر كانون الثاني/يناير (أبرد الشهور) في هافانا 22 ْم، والمتوسط السنوي في هافانا 25 ْم، والمدى السنوي للحرارة 6 ْم. وتتعرض الجزيرة في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر إلى أعاصير الهريكين؛ ولذا فإن أمطار هذين الشهرين تقارب أمطار شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو. وتحمل الفيضانات والأعاصير في فترة المطر الأضرار لاقتصاد البلاد. ولا تزال الغابة العذراء تغطي جزءاً من مساحة الجزيرة، وتقطع منها أشجار الماهوغَني Mahogany.
السـكان
بلغ عدد سكان كوبا 11.3 مليون نسمة عام 2002م، وهم يتوزعون بكثافة وسطى مقدارها 102 نسمة في الكم2. وقد ارتبط تزايد السكان مع تطور زراعة قصب السكر وإنتاجه، وبلغت النسبة المئوية لمعدل النمو السكاني في الفترة بين عامي 2000- 2005م 0.3٪، ويعود ذلك إلى انخفاض معدل الخصوبة الإجمالي الذي بلغ 1.5 طفل للمرأة الكوبية الواحدة، وهذا بدوره يعود إلى شيوع استخدام وسائل منع الحمل وسط النساء الكوبيات حتى 70٪ منهن.
أما النسبة المئوية للتحضر فبلغت 76٪ عام 2001م، واللغة الرسمية في البلاد هي اللغة الإسبانية، وقد حققت كوبا تقدماً كبيراً في المجال الاجتماعي، إذ تتفوق على معظم البلدان النامية الأخرى في العالم بمستوى تطور التعليم العام. كما تأتي كوبا في مقدمة البلدان النامية وحتى بعض البلدان المتقدمة بمستوى تطور خدمات الرعاية الصحية المقدمة للسكان، حيث يبلغ نصيب الطبيب الواحد 399 نسمة من السكان، كما أن معدل وفيات الأطفال الرضَّع لا يتعدى 7 حالات لكل ألف مولود حي، وأن 95٪ من السكان يحصلون على مياه مأمونة، وقد انعكس هذا المستوى العالي من الرعاية الصحية على متوسط العمر المتوقع الذي بلغ 74.8 سنة للذكور و78.7 سنة للإناث.
ومنجزات كوبا في قطاعي الثقافة والرياضة واضحة للعالم كله، ومستوى حياة السكّان في كوبا هو أعلى بكثير منه في معظم البلدان النامية الأخرى.
وفي معرض الحديث عن السكان في كوبا لا بدّ من الإشارة إلى أن نحو 70٪ من سكان البلاد من أصل أوربي- وخاصة الإسبان- والبقية خليط من زنوج وأوربيين، وعاصمة كوبا هي مدينة هافانا Havana التي أنشئت في عام 1515م، وتعرضت لاحتلال بريطاني في عام 1762م دام سنة واحدة، ويسكن هافانا 2 مليون نسمة، ومن المدن المهمة الأخرى مدينة ماريانو Mariano بالقرب من هافانا، ومدينة سانتا كلارا Santa Clara في الوسط، ومدن هولغوين Holguin وسانتياغو دي كوبا.
الاقتصـاد
إن خصوبة تربة الجزيرة واستواء سطحها النسبي والظروف المناخية الملائمة يجعل نحو ثلثي أراضي جزيرة كوبا صالحاً للزراعة. ويعمل في الزراعة 40٪ من مجموع السكان القادرين على العمل، وهذا يؤلف ضعف العاملين في الصناعة.
ويعدّ محصول قصب السكَّر من أهم الزراعات في كوبا؛ الذي تنتشر زراعته على امتداد الجزيرة، وخاصة في الجزء الشرقي منها، حيث بلغت المساحة المزروعة بهذا المحصول 1.1 مليون هكتار، أما كمية الإنتاج فبلغت 35 مليون طن عام 2001م، والإنتاجية 31818 كغ/هـ.
وتعدّ كوبا أهم دول العالم إنتاجاً لسكر القصب، والذي يؤلف 4/3 إجمالي صادراتها، وقد ساعد على ازدهار قصب السكَّر في كوبا عوامل عدة؛ منها الأمطار الصيفية الغزيرة، وصفاء السماء في فصل الجفاف النسبي الذي يساعد على ازدياد كمية السكر في القصب، وعمق التربة. ويعدّ التبغ ثاني المحاصيل في كوبا، ويزرع في غربي البلاد ووسطها، وتنتج كوبا أصنافاً ممتازة لصنع السجائر والسيجار. وقدَّر إنتاج كوبا من التبغ بنحو 31 ألف طن عام 2001م. أما المساحة المزروعة بهذا المحصول فبلغت في العام نفسه 46 ألف هكتار، وإنتاجية الهكتار 668 كغ/هـ.
كما يزرع الأرز (300 ألف طن) والبن (15 ألف طن) والكاكاو في بقاع متفرقة من الجزيرة؛ خاصة في الجزء الشرقي والأوسط منها، هذا إضافة إلى زراعة الذرة والبقول عام 2001.
ولازال الإنتاج الحيواني في كوبا غير كاف، حيث ترعى الأبقار في مزارع واسعة. وقد بلغ عدد رؤوس الأبقار في كوبا 4.7 مليون رأس، والخنازير 2.8 مليون رأس، والخيول 450 ألف رأس، والأغنام 310 آلاف رأس، والماعز 140 ألف رأس عام 2001م. وتولي الدولة عناية بتنمية إنتاج الألبان واللحوم والدواجن.
ويتزايد صيد الأسماك والقشريات، مثل الكابوريا والقريدس وغيرها، وتعدّ كوبا من البلدان المصدرة للمنتجات البحرية، حيث تصيد من الأسماك البحرية 245ألف طن سنوياً تقريباً. وقد تطورت الصناعة السمكية في كوبا معتمدة على استغلال الثروة السمكية للبحر الكاريبي وخليج المكسيك.
ولصناعة السكر الأهمية القصوى وسط الصناعات الغذائية. ويقوم أكثر من 150 مصنعاً للسكر في كوبا بإنتاج السكر الخام، وصلت طاقاتها إلى 9 ملايين طن. وتحوي البلاد العديد من مصانع المعلبات من أجل تعليب المنتجات الزراعية والحيوانية.
وإضافة إلى الصناعات الغذائية تنتج كوبا الآلات الزراعية ومعدات صناعة السكر. وتنتج كوبا الفولاذ، والإسمنت، كما أقيمت على ساحل البلاد ترسانات لبناء السفن. ويتميز القسم الغربي من كوبا بالتطور الصناعي العالي؛ بفضل هافانا الكبرى التي تعطي أكثر من نصف إجمالي الناتج الصناعي، وهافانا الكبرى هي المنطقة الأساسية لتركيز الصناعة التحويلية (باستثناء صناعة السكر) وتوليد الطاقة الكهربائية.
ويستخرج من أراضي كوبا كميات محدودة من المعادن؛ مثل خامات النيكل، وتمتلك كوبا احتياطيات ضخمة ذات أهمية عالمية من خامات النيكل. كما تحتوي أراضي الجزيرة على خامات الكوبالت والحديد والمنغنيز والنحاس والكروم، هذا إلى جانب إنتاج محدود من النفط والملح.
النقـل
يحتل النقل بالسيارات المكان الأول في نقل المسافرين، ويبلغ طول شبكة طرق السيارات 35 ألف كم. كما يخدم النقل البحري الخطوط الساحلية وتجارة كوبا الخارجية كلّها. وتبلغ حمولة الأسطول التجاري 1.3 م/طن. وتولي كوبا في الآونة الأخيرة أهمية كبيرة لتوسيع قدرة الموانئ على تفريغ السفن وشحنها. وتستخدم السكك الحديدية (ومعظمها من النوع الضيق) على نطاق واسع لنقل قصب السكر للمصانع ونقل السكر للموانئ. ويحتل قصب السكر والسكر المكان البارز في شحنات جميع وسائل النقل، باستثناء النقل الجوي.
لمحة تاريخية
اكتشفت كوبا من قبل كولومبوس عام 1492م، وبقيت مستعمرة إسبانية طوال أربعة قرون تقريباً، وبذلك تعد كوبا أول المستعمرات الإسبانية في العالم الجديد، وآخر مستعمرة تحصل على استقلالها من إسبانيا، لتوضع تحت حماية الولايات المتحدة وسيطرتها فترة من الزمن. ففي عام 1868 احتلّت الولايات المتحدة كوبا، وفي 20 أيار عام 1902 أعلنت كوبا جمهورية مستقلة؛ إلا أنه في حقيقة الأمر تحولت إلى شبه مستعمرة للإمبريالية الأمريكية، ولكن نضال الشعب الكوبي من أجل حريته لم يتوقف قط، وتحت تأثير ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا ولد في كوبا الحزب الماركسي - اللينيني الذي بقي يمارس نشاطه السري سنوات طويلة.
وفي عام 1933م وبنتيجة الحركة الوطنية الواسعة تم إسقاط الدكتاتورية الأمريكية في البلاد؛ إلا أن الولايات المتحدة وبالتحالف مع الرجعية المحلية نجحت في القضاء على الغليان الثوري في كوبا.
إن الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية ونمو قوة الاشتراكية أدت إلى اتساع الحركة الديمقراطية في كوبا من جديد. وفي عام 1952 ثبتت الولايات المتحدة «الدكتاتورية» العسكرية - البوليسية في كوبا وفي عام 1953 انقضت ثكنات التنظيم الثوري الذي أسسه فيديل كاسترو على مدينة سانتياغو، وسمي هذا التنظيم فيما بعد (حركة 26 تموز)، وقد وضع هذا التنظيم بداية للنضال الثوري ضد «الدكتاتورية»، وأخذ في عام 1956م شكل حرب العصابات في مدن سييرا - مايسترا.
وفي 1/1/1959، تمكّن الجيش الثائر بقيادة فيدل كاسترو الذي تؤيده جميع القوى السياسية الثورية بما فيهم الشيوعيون، وتدعمه الحركة الشعبية الواسعة من إسقاط «الدكتاتورية» في البلاد. وفي منتصف عام 1961م التفَّت التنظيمات السياسية الثورية حول فيدل كاسترو، واتحدت في حزب واحد ضمن الخط الماركسي- اللينيني، واتفقت في عام 1965م على تسمية الحزب الشيوعي الكوبي. وكوبا هي واحدة من مؤسسي حركة عدم الانحياز. وبمقتضى الدستور الذي وضع عام 1976م عُدّت كوبا دولة اشتراكية، ودخلت الأسرة الاشتراكية، وتناضل كوبا من أجل السلم الوطيد والعادل القائم على احترام الاستقلال وسيادة الشعوب والاعتراف بحقها في تقرير مصيرها. والهيئة العليا للدولة تعد الجمعية الوطنية للسلطة الشعبية التي تمتلك السلطة التشريعية في البلاد، وهي تختار المجلس الحكومي من عدد من النواب الممثلين للجمعية، كما تعين (تسمي) وزراء الحكومة في الجمهوري. وعلى الرغم من انهيار الاتحاد السوڤييتي عام 1991م الذي كان يمثل قطب الاشتراكية العالمي؛ بقي الحزب الشيوعي الكوبي بقيادة كاسترو هو القوة القائدة للمجتمع والدولة.
ممدوح الدبس