فروق نفسيه (علم)
Differential psychology - Psychologie différentielle
الفروق النفسية (علم -)
علم الفروق النفسية differential psychology فرع من فروع علم النفس، يهتم بدراسة الفروق النفسية بين الأفراد، وكذلك بين الجماعات، وأسباب هذه الفروق وآثارها، ويعود ظهور هذا العلم إلى استخدام التجريب والطرائق الرياضية الإحصائية في علم النفس، وينسب الفضل في وضع البذور الأولى لهذا العلم إلى فرنسيس غالتون Francis Galton الذي ابتكر كثيراً من الطرائق الإحصائية لتحليل نتائج الفروق الفردية، وينسب الفضل أيضاً إلى العالم الألماني شتيرن Stern لإدخاله مصطلح علم الفروق النفسية حين نشر عام 1900 كتاباً بعنوان: «حول علم نفس الفروق الفردية» إذ حدد فيه المشكلات التي يجب على هذا العلم التصدي لها، وهذه المشكلات هي:
ـ طبيعة الفروق في الحياة النفسية للأفراد والجماعات ومداها.
ـ العوامل المحددة لهذه الفروق.
ـ كيف تظهر هذه الفروق؟
تُستخدم في علم نفس الفروق الفردية مجموعة من الطرائق أهمها الاختبارات الفردية والجماعية لدراسة الفروق في القدرات العقلية[ر] وتحديدها ودراسة الاهتمامات والعمليات النفسية وغير ذلك من الموضوعات التي يهتم بها علم النفس العام، ويتم باستخدام المعالجات الإحصائية المناسبة التوصل إلى العوامل التي تُعدُّ مؤشراً إلى الفروق في القدرات العقلية أو في خصائص الشخصية.
نظريات الفروق النفسية
ـ نظرية العاملين لسبيرمان Charles Spearman: وفقاً لهذه النظرية؛ فإن الذكاء لدى الإنسان مكوِّن من عاملين عام وخاص، فالعامل العام يكون في جميع أنواع النشاط العقلي، أما العامل الخاص ففي أنواع محددة من النشاط العقلي، وهي ما تسمى بالعوامل الطائفية.
ـ نظريتا العوامل المتعددة لثرستون L.Thurstone وغيلفورد J.P.Guilford:اللتان ترفضان وجود العامل العام، وتقولان بوجود عدد كبير من القدرات العقلية[ر] الأولية، وهي سبع قدرات لدى ثرستون، و120 قدرة لدى غيلفورد.
ـ النظرية الهرمية لبرت Bert وفرنون Vernon: تشير هذه النظرية إلى أن هناك عاملَ قدرةٍ مشتركاً بين جميع اختبارات الذكاء، وأن هناك سلسلة من العوامل الطائفية.
ـ إن عدد العوامل الطائفية التي يمكن إيجادها يتوقف على أمرين أساسيين هما عدد الاختبارات وتنوعها. وبوجه عام هناك أربعة عوامل تظهر منتظمةً في التحليل العاملي وهي: اللفظي والحسابي والمكاني والميكانيكي.
ـ نظرية كاتل Cattell: توحي هذه النظرية بأن القدرة العامة تتكون من عنصرين هما الذكاء المرن والذكاء محدد النَّوع. يرتبط الذكاء المرن بالعوامل البيولوجية، ويمكن القول بأنه القدرة الموروثة، ولذلك لا يخضع لتأثيرات الثقافة والتربية والخبرة. أما فيما يتعلق بالذكاء المحدد النوع فهو القدرات المكتسبة التي تطورت بتأثير الثقافة والتربية والخبرة.
ويمكن القول إن أي نظرية من نظريات الشخصية المعروفة في علم النفس تدخل في إطار نظريات علم الفروق النفسية.
وبوجه عام إن العوامل المسببة للفروق بين أفراد البشر ثلاثة، هي:
ـ العوامل الوراثية: يختلف الأفراد فيما بينهم نتيجة لاختلافهم في تركيباتهم الوراثية، فالجينات هي التي تحدد خصائص الفرد.
ـ العوامل البيئية: تتكون البيئة من المجموع الكلي للمؤثرات التي يتعرض لها الفرد منذ لحظة الإخصاب إلى الوفاة، وتأثير البيئة لا يكون واحداً لدى الأفراد جميعاً.
ـ العوامل البيولوجية: إن الخصائص الناتجة من التفاعل بين الوراثة والبيئة تفسر الفروق بين الأفراد في الخصائص الوظيفية، وكذلك الأجهزة الفاعلة في سلوك الإنسان، مثل الجهاز العصبي والجهاز الغدي، أي إن خصائص الفرد هي نتاج التفاعل بين الوراثة والبيئة.
الفروق في سمات الشخصية
تظهر الفروق بين الأفراد في كثير من النواحي، ولاسيما في سمات الشخصية، مثل: الدافعية والاتجاهات والميول والاهتمامات الطموح الإبداعية والإنجاز.
الفروق بين الجنسين
تظهر الفروق بين الجنسين في مجالات متنوعة أهمها:
القدرات المعرفية: إن درجة حاصل الذكاء بين الذكور والإناث واحدة تقريباً، وليس هناك دليل على أن أحد الجنسين أفضل من الآخر في ذلك؛ ولكن الفروق بين الجنسين تظهر في القدرات الأخرى الأكثر تحديداً، فقد أظهرت الأبحاث أنه في السنوات الأولى تكون الفتيات أفضل من الذكور في معظم جوانب الأداء اللفظي، فقبل أن تبلغ البنات الرضَّع سنَّ الكلام؛ يكنّ أكثر استجابة لحديث البالغين، والبنات يتكلمن وسطياً أبكر من الصبيان وتكون أخطاؤهن اللفظية أقل. كما أنهن يتعلمن القراءة أسرع، وتقلّ نسبة المتأخرات في القراءة بينهن عن نصف النسبة لدى الصبيان. أما في أثناء سنوات الدراسة الثانوية فإن الفتيات يبرزن أكثر من الشبان في امتحانات القواعد والتهجئة والطلاقة في الكلمات. إنهن يتفوقن في الطلاقة اللفظية، غير أنهن لَسْنَ أفضل من الشبان في الفهم اللفظي والمحاكمة اللفظية مثل التحليل والقياس، والفتيات يمكن أن يبرزن أكثر من الشبان في الاختبارات الإبداعية، التي تتضمن استعمال اللغة أيضاً. غير أن الدراسات المعاصرة وجدت أن الفروق بين الجنسين في القدرات اللفظية بدأت تتلاشى، وهي اليوم أخف مما كانت عليه سابقاً.
وفيما يتعلق بالقدرة الرياضية؛ فإن تفوق الذكور أبرز، وبما أن الرياضيات تعدُّ عملاً عقلياً لذا فهي لا تثير انتباه كثيرٍ من الفتيات، وعوضاً عن ذلك فإنهن ينجذبن إلى المواد اللفظية الشفهية كاللغة والأدب.
إن الإناث يتفوقن في الذاكرة الحفظيّة، وذلك في المهمات التي تتطلب الإعادة التامة للأرقام الأولية، أو الكلمات أو الأشكال الهندسية، ويلمعن في الإدراك السريع للتفاصيل، وفي المهمات التي تتطلب مهارات يدوية مثل الرشاقة والخفة، إذ ترجح الكفة لصالح الفتيات أيضاً.
إن الاختبارات النفسية ليست وحدها التي تبـين الفروق بين الجنسين في الوظائف العقلية، بل إن هذه الفروق تكون واضحة عند الموازنة بين الأداء المدرسي الحقيقي؛ فالصبيان يتفوقون في الرياضيات وفي العلوم وفي المواد التقنية، أما الفتيات فيتفوقن في المواد اللفظية، كاللغة والأدب والتاريخ.
العدوانية: تعدُّ العدوانية من أبرز الفروق بين الجنسين، وبوجه عام يظهر أن الذكور أكثر عدوانية من الإناث، ويمكن ملاحظة هذه الفروق مبكرة في سن الثالثة تقريباً، حيث يُظهر الصبيان ميلاً إلى الألعاب العنيفة والقاسية أكثر من البنات، كما أن العدوان الاجتماعي والجسمي كالمشادات الجسدية والقتال أكثر انتشاراً بين الصبيان.
تطبيقات علم الفروق النفسية
علم نفس الفروق الفردية له تطبيقات كثيرة ومتنوعة في ميادين متنوعة، مثل الاختيار والتوجيه المهني، ويستفاد منه في مساعدة الفرد على اختيار المهنة المناسبة له من بين المهن المتوافرة في المجتمع، وفي مساعدة المؤسسات على انتقاء أفضل الأشخاص للعمل لديها من بين المتقدمين للعمل.
ويساعد علم الفروق النفسية على وضع نظام تشخيص مقبول للأمراض النفسية ووصفها وتصنيفها، ويقدّم طرائق كثيرة لفهم الاضطرابات النفسية ومعالجتها والوقاية منها.
وفي ميدان التطبيقات التربوية يمكن الإفادة من معطيات علم نفس الفروق الفردية في توزيع التلاميذ على الصفوف، وفي التدريس الشخصي، وفي التدريس المبرمج، وفي تقويم أداء التلاميذ وتوجيههم، وفي التخطيط للتعامل الأفضل مع بعض الفئات مثل ذوي الحاجات الخاصة.
محمد عماد سعدا
Differential psychology - Psychologie différentielle
الفروق النفسية (علم -)
علم الفروق النفسية differential psychology فرع من فروع علم النفس، يهتم بدراسة الفروق النفسية بين الأفراد، وكذلك بين الجماعات، وأسباب هذه الفروق وآثارها، ويعود ظهور هذا العلم إلى استخدام التجريب والطرائق الرياضية الإحصائية في علم النفس، وينسب الفضل في وضع البذور الأولى لهذا العلم إلى فرنسيس غالتون Francis Galton الذي ابتكر كثيراً من الطرائق الإحصائية لتحليل نتائج الفروق الفردية، وينسب الفضل أيضاً إلى العالم الألماني شتيرن Stern لإدخاله مصطلح علم الفروق النفسية حين نشر عام 1900 كتاباً بعنوان: «حول علم نفس الفروق الفردية» إذ حدد فيه المشكلات التي يجب على هذا العلم التصدي لها، وهذه المشكلات هي:
ـ طبيعة الفروق في الحياة النفسية للأفراد والجماعات ومداها.
ـ العوامل المحددة لهذه الفروق.
ـ كيف تظهر هذه الفروق؟
تُستخدم في علم نفس الفروق الفردية مجموعة من الطرائق أهمها الاختبارات الفردية والجماعية لدراسة الفروق في القدرات العقلية[ر] وتحديدها ودراسة الاهتمامات والعمليات النفسية وغير ذلك من الموضوعات التي يهتم بها علم النفس العام، ويتم باستخدام المعالجات الإحصائية المناسبة التوصل إلى العوامل التي تُعدُّ مؤشراً إلى الفروق في القدرات العقلية أو في خصائص الشخصية.
نظريات الفروق النفسية
ـ نظرية العاملين لسبيرمان Charles Spearman: وفقاً لهذه النظرية؛ فإن الذكاء لدى الإنسان مكوِّن من عاملين عام وخاص، فالعامل العام يكون في جميع أنواع النشاط العقلي، أما العامل الخاص ففي أنواع محددة من النشاط العقلي، وهي ما تسمى بالعوامل الطائفية.
ـ نظريتا العوامل المتعددة لثرستون L.Thurstone وغيلفورد J.P.Guilford:اللتان ترفضان وجود العامل العام، وتقولان بوجود عدد كبير من القدرات العقلية[ر] الأولية، وهي سبع قدرات لدى ثرستون، و120 قدرة لدى غيلفورد.
ـ النظرية الهرمية لبرت Bert وفرنون Vernon: تشير هذه النظرية إلى أن هناك عاملَ قدرةٍ مشتركاً بين جميع اختبارات الذكاء، وأن هناك سلسلة من العوامل الطائفية.
ـ إن عدد العوامل الطائفية التي يمكن إيجادها يتوقف على أمرين أساسيين هما عدد الاختبارات وتنوعها. وبوجه عام هناك أربعة عوامل تظهر منتظمةً في التحليل العاملي وهي: اللفظي والحسابي والمكاني والميكانيكي.
ـ نظرية كاتل Cattell: توحي هذه النظرية بأن القدرة العامة تتكون من عنصرين هما الذكاء المرن والذكاء محدد النَّوع. يرتبط الذكاء المرن بالعوامل البيولوجية، ويمكن القول بأنه القدرة الموروثة، ولذلك لا يخضع لتأثيرات الثقافة والتربية والخبرة. أما فيما يتعلق بالذكاء المحدد النوع فهو القدرات المكتسبة التي تطورت بتأثير الثقافة والتربية والخبرة.
ويمكن القول إن أي نظرية من نظريات الشخصية المعروفة في علم النفس تدخل في إطار نظريات علم الفروق النفسية.
وبوجه عام إن العوامل المسببة للفروق بين أفراد البشر ثلاثة، هي:
ـ العوامل الوراثية: يختلف الأفراد فيما بينهم نتيجة لاختلافهم في تركيباتهم الوراثية، فالجينات هي التي تحدد خصائص الفرد.
ـ العوامل البيئية: تتكون البيئة من المجموع الكلي للمؤثرات التي يتعرض لها الفرد منذ لحظة الإخصاب إلى الوفاة، وتأثير البيئة لا يكون واحداً لدى الأفراد جميعاً.
ـ العوامل البيولوجية: إن الخصائص الناتجة من التفاعل بين الوراثة والبيئة تفسر الفروق بين الأفراد في الخصائص الوظيفية، وكذلك الأجهزة الفاعلة في سلوك الإنسان، مثل الجهاز العصبي والجهاز الغدي، أي إن خصائص الفرد هي نتاج التفاعل بين الوراثة والبيئة.
الفروق في سمات الشخصية
تظهر الفروق بين الأفراد في كثير من النواحي، ولاسيما في سمات الشخصية، مثل: الدافعية والاتجاهات والميول والاهتمامات الطموح الإبداعية والإنجاز.
الفروق بين الجنسين
تظهر الفروق بين الجنسين في مجالات متنوعة أهمها:
القدرات المعرفية: إن درجة حاصل الذكاء بين الذكور والإناث واحدة تقريباً، وليس هناك دليل على أن أحد الجنسين أفضل من الآخر في ذلك؛ ولكن الفروق بين الجنسين تظهر في القدرات الأخرى الأكثر تحديداً، فقد أظهرت الأبحاث أنه في السنوات الأولى تكون الفتيات أفضل من الذكور في معظم جوانب الأداء اللفظي، فقبل أن تبلغ البنات الرضَّع سنَّ الكلام؛ يكنّ أكثر استجابة لحديث البالغين، والبنات يتكلمن وسطياً أبكر من الصبيان وتكون أخطاؤهن اللفظية أقل. كما أنهن يتعلمن القراءة أسرع، وتقلّ نسبة المتأخرات في القراءة بينهن عن نصف النسبة لدى الصبيان. أما في أثناء سنوات الدراسة الثانوية فإن الفتيات يبرزن أكثر من الشبان في امتحانات القواعد والتهجئة والطلاقة في الكلمات. إنهن يتفوقن في الطلاقة اللفظية، غير أنهن لَسْنَ أفضل من الشبان في الفهم اللفظي والمحاكمة اللفظية مثل التحليل والقياس، والفتيات يمكن أن يبرزن أكثر من الشبان في الاختبارات الإبداعية، التي تتضمن استعمال اللغة أيضاً. غير أن الدراسات المعاصرة وجدت أن الفروق بين الجنسين في القدرات اللفظية بدأت تتلاشى، وهي اليوم أخف مما كانت عليه سابقاً.
وفيما يتعلق بالقدرة الرياضية؛ فإن تفوق الذكور أبرز، وبما أن الرياضيات تعدُّ عملاً عقلياً لذا فهي لا تثير انتباه كثيرٍ من الفتيات، وعوضاً عن ذلك فإنهن ينجذبن إلى المواد اللفظية الشفهية كاللغة والأدب.
إن الإناث يتفوقن في الذاكرة الحفظيّة، وذلك في المهمات التي تتطلب الإعادة التامة للأرقام الأولية، أو الكلمات أو الأشكال الهندسية، ويلمعن في الإدراك السريع للتفاصيل، وفي المهمات التي تتطلب مهارات يدوية مثل الرشاقة والخفة، إذ ترجح الكفة لصالح الفتيات أيضاً.
إن الاختبارات النفسية ليست وحدها التي تبـين الفروق بين الجنسين في الوظائف العقلية، بل إن هذه الفروق تكون واضحة عند الموازنة بين الأداء المدرسي الحقيقي؛ فالصبيان يتفوقون في الرياضيات وفي العلوم وفي المواد التقنية، أما الفتيات فيتفوقن في المواد اللفظية، كاللغة والأدب والتاريخ.
العدوانية: تعدُّ العدوانية من أبرز الفروق بين الجنسين، وبوجه عام يظهر أن الذكور أكثر عدوانية من الإناث، ويمكن ملاحظة هذه الفروق مبكرة في سن الثالثة تقريباً، حيث يُظهر الصبيان ميلاً إلى الألعاب العنيفة والقاسية أكثر من البنات، كما أن العدوان الاجتماعي والجسمي كالمشادات الجسدية والقتال أكثر انتشاراً بين الصبيان.
تطبيقات علم الفروق النفسية
علم نفس الفروق الفردية له تطبيقات كثيرة ومتنوعة في ميادين متنوعة، مثل الاختيار والتوجيه المهني، ويستفاد منه في مساعدة الفرد على اختيار المهنة المناسبة له من بين المهن المتوافرة في المجتمع، وفي مساعدة المؤسسات على انتقاء أفضل الأشخاص للعمل لديها من بين المتقدمين للعمل.
ويساعد علم الفروق النفسية على وضع نظام تشخيص مقبول للأمراض النفسية ووصفها وتصنيفها، ويقدّم طرائق كثيرة لفهم الاضطرابات النفسية ومعالجتها والوقاية منها.
وفي ميدان التطبيقات التربوية يمكن الإفادة من معطيات علم نفس الفروق الفردية في توزيع التلاميذ على الصفوف، وفي التدريس الشخصي، وفي التدريس المبرمج، وفي تقويم أداء التلاميذ وتوجيههم، وفي التخطيط للتعامل الأفضل مع بعض الفئات مثل ذوي الحاجات الخاصة.
محمد عماد سعدا