فارس (فليكس)
Faris (Flix-) - Faris (Flix-)
فارس (فليكس -)
(1882-1939)
فليكس حبيب فارس أديب وكاتب وشاعر وخطيب، ومترجم وقاضٍ ومحامٍ وصحافي لبناني وداعية من دعاة الوحدة العربية وتعليم المرأة في النصف الأول من القرن العشرين... ولد في قرية صليما من أعمال المتن. كان أبوه أديباً وشاعراً وكاتباً ومحامياً أيضاً، عمل سكرتيراً خاصاً لرستم باشا متصرف جبل لبنان في العهد العثماني، وأمه سيدة مثقفة سويسرية الأم فرنسية الأب.
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة (صليما) والمدرسة الوطنية في بعبدات وتخرج فيها عام 1898، تلقى دراسته الثانوية في مدرسة الشويفات. أجاد العربية عن أبيه والفرنسية عن أمه، ثم انصرف إلى تثقيف نفسه وقد تأثر بوالده الذي أخذ عنه روح النضال وحب الحرية والدفاع عن قضايا لبنان الوطنية.
احترف التعليم وهو في التاسعة عشرة من عمره، فدرَّس اللغتين العربية والفرنسية في مدرسة الآباء الكبوشيين في عبيه عام 1901، ومدرسة الآداب الوطنية في الشبانية، ثم درَّس الفرنسية في المكتب السلطاني بحلب بين عامي 1911-1914، واغتنم فرصة وجوده فيه فتعلم التركية حتى أجادها.
أصدر في 8 شباط 1909 جريدة «لسان الاتحاد» في بيروت أسبوعية ثم يومية، فدامت ثلاث سنوات وبعد توقفها أخذ يكتب في مجلات «أنيس الجليس» و«لوتس» لألكسندره الخوري (افرينوه)، ومجلة «سركيس» لسليم سركيس في مصر، ومجلة «العروس» لماري عجمي في دمشق التي كانت تربطها به صداقة حميمة ومودة عميقة.
اتصل بقادة الحركة العربية وعين سكرتيراً لجعفر باشا العسكري، ثم مديراً لإدارة التبغ. وحين حدثت المجاعة في لبنان عام 1921 سافر برفقة الفنان التشكيلي جان دبس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليتصلا بالمهاجرين اللبنانيين، وأخذ يحثهم على التبرع لذويهم وأقربائهم المقيمين الذين فتكت بهم المجاعة، فأخذ يخطب في النوادي والجمعيات الخيرية داعياً أبناء وطنه إلى العودة أو المساعدة ولمّ الشمل؛ للخروج بلبنان من محنته القاسية، فوقف على المنابر في نيويورك وبوسطن وغيرهما من المدن الأمريكية أكثر من خمسين مرة وفي كل مرة كان يلهب النفوس ويثير العزائم ويحرك الضمائر. وفي نيويورك التقى جبران أول مرة في منزل السيدة ماري خوري وتوثقت عرى الصداقة بينهما حتى بعد عودة فليكس إلى لبنان، ودامت هذه الجولة سبعة أشهر. بعد عودته من الولايات المتحدة اعتزل العمل في الوظائف واحترف المحاماة في بيروت، ثم قصد الإسكندرية عام 1930 وتسلم رئاسة قلم الترجمة في مجلسها البلدي وظل في هذا المنصب حتى وافته المنية وهو في السابعة والخمسين من عمره ونقل جثمانه إلى لبنان في الثاني عشر من تموز من السنة ذاتها ودُفن فيه.
ناضل فليكس فارس بقلمه ولسانه في سبيل الوعي القومي واليقظة العربية وتعليم المرأة وتهذيبها وتبني مبادىء الثورة الفرنسية التي تقوم على الحرية والإخاء والمساواة. عالج فنون الأدب كالشعر والقصة والمسرحية والأقصوصة والمقالة وأقبل على الترجمة عن الفرنسية أسوة بغيره من أدباء ذلك العصر، فحاول نقل روائع الأدب الغربي إلى العربية بحلة قشيبة واستهوته الخطابة فكان خطيباً مفوهاً تهتز تحته المنابر، وكانت مواقفه الخطابية الجريئة مصدر شهرته بالدرجة الأولى؛ فقد كان يتمتع بأسلوب حي وبيان رفيع وعبارة قوية وأسلوب صحيح، ويحسن اختيار الألفاظ وانتقاءها ومراعاة موسيقاها.
كان من أهم الكتب التي ألفها كتاب «رسالة المنبر إلى الشرق العربي» الذي طبع في مطبعة المستقبل في الإسكندرية عام 1936، وهو مجموعة من المحاضرات التي ألقاها في ردهة «الرابطة العربية» بالإسكندرية وترمي إلى إحياء القومية العربية في الشرق العربي، و«النجوى إلى نساء سورية» ورواية «الحب الصادق». أما كتبه المترجمة فمنها «هكذا تكلم زرادشت» لنيتشه الذي طبع في الإسـكندرية عـام 1938، و«اعترافات فتى العصر» لألفـرد دي مـوسيه (الإسكندرية 1938)، و«ارتقاء ألمانيا الوطني» لكارل هلزيغ (حلب 1916)، و«رولا» قصيدة منقولة عن ألفرد دي موسيه أيضاً وغيرها.
عيسى فتوح
Faris (Flix-) - Faris (Flix-)
فارس (فليكس -)
(1882-1939)
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة (صليما) والمدرسة الوطنية في بعبدات وتخرج فيها عام 1898، تلقى دراسته الثانوية في مدرسة الشويفات. أجاد العربية عن أبيه والفرنسية عن أمه، ثم انصرف إلى تثقيف نفسه وقد تأثر بوالده الذي أخذ عنه روح النضال وحب الحرية والدفاع عن قضايا لبنان الوطنية.
احترف التعليم وهو في التاسعة عشرة من عمره، فدرَّس اللغتين العربية والفرنسية في مدرسة الآباء الكبوشيين في عبيه عام 1901، ومدرسة الآداب الوطنية في الشبانية، ثم درَّس الفرنسية في المكتب السلطاني بحلب بين عامي 1911-1914، واغتنم فرصة وجوده فيه فتعلم التركية حتى أجادها.
أصدر في 8 شباط 1909 جريدة «لسان الاتحاد» في بيروت أسبوعية ثم يومية، فدامت ثلاث سنوات وبعد توقفها أخذ يكتب في مجلات «أنيس الجليس» و«لوتس» لألكسندره الخوري (افرينوه)، ومجلة «سركيس» لسليم سركيس في مصر، ومجلة «العروس» لماري عجمي في دمشق التي كانت تربطها به صداقة حميمة ومودة عميقة.
اتصل بقادة الحركة العربية وعين سكرتيراً لجعفر باشا العسكري، ثم مديراً لإدارة التبغ. وحين حدثت المجاعة في لبنان عام 1921 سافر برفقة الفنان التشكيلي جان دبس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليتصلا بالمهاجرين اللبنانيين، وأخذ يحثهم على التبرع لذويهم وأقربائهم المقيمين الذين فتكت بهم المجاعة، فأخذ يخطب في النوادي والجمعيات الخيرية داعياً أبناء وطنه إلى العودة أو المساعدة ولمّ الشمل؛ للخروج بلبنان من محنته القاسية، فوقف على المنابر في نيويورك وبوسطن وغيرهما من المدن الأمريكية أكثر من خمسين مرة وفي كل مرة كان يلهب النفوس ويثير العزائم ويحرك الضمائر. وفي نيويورك التقى جبران أول مرة في منزل السيدة ماري خوري وتوثقت عرى الصداقة بينهما حتى بعد عودة فليكس إلى لبنان، ودامت هذه الجولة سبعة أشهر. بعد عودته من الولايات المتحدة اعتزل العمل في الوظائف واحترف المحاماة في بيروت، ثم قصد الإسكندرية عام 1930 وتسلم رئاسة قلم الترجمة في مجلسها البلدي وظل في هذا المنصب حتى وافته المنية وهو في السابعة والخمسين من عمره ونقل جثمانه إلى لبنان في الثاني عشر من تموز من السنة ذاتها ودُفن فيه.
ناضل فليكس فارس بقلمه ولسانه في سبيل الوعي القومي واليقظة العربية وتعليم المرأة وتهذيبها وتبني مبادىء الثورة الفرنسية التي تقوم على الحرية والإخاء والمساواة. عالج فنون الأدب كالشعر والقصة والمسرحية والأقصوصة والمقالة وأقبل على الترجمة عن الفرنسية أسوة بغيره من أدباء ذلك العصر، فحاول نقل روائع الأدب الغربي إلى العربية بحلة قشيبة واستهوته الخطابة فكان خطيباً مفوهاً تهتز تحته المنابر، وكانت مواقفه الخطابية الجريئة مصدر شهرته بالدرجة الأولى؛ فقد كان يتمتع بأسلوب حي وبيان رفيع وعبارة قوية وأسلوب صحيح، ويحسن اختيار الألفاظ وانتقاءها ومراعاة موسيقاها.
كان من أهم الكتب التي ألفها كتاب «رسالة المنبر إلى الشرق العربي» الذي طبع في مطبعة المستقبل في الإسكندرية عام 1936، وهو مجموعة من المحاضرات التي ألقاها في ردهة «الرابطة العربية» بالإسكندرية وترمي إلى إحياء القومية العربية في الشرق العربي، و«النجوى إلى نساء سورية» ورواية «الحب الصادق». أما كتبه المترجمة فمنها «هكذا تكلم زرادشت» لنيتشه الذي طبع في الإسـكندرية عـام 1938، و«اعترافات فتى العصر» لألفـرد دي مـوسيه (الإسكندرية 1938)، و«ارتقاء ألمانيا الوطني» لكارل هلزيغ (حلب 1916)، و«رولا» قصيدة منقولة عن ألفرد دي موسيه أيضاً وغيرها.
عيسى فتوح