فهمي (عبد عزيز)
Fahmi (Abdul Aziz-) - Fahmi (Abdel Aziz-)
فهمي (عبد العزيز -)
(1287-1370هـ/1870-1951م)
قمة من قمم السياسة والقانون والأدب والوطنية، وعضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
ولد عبد العزيز فهمي بن الشيخ حجازي عمر في قرية «كفر المصيلحة» من أعمال مديرية «المنوفية» لأسرة فلاحة تتمتع بالوجاهة والزعامة وبمركز اجتماعي مرموق، في المديرية.
تلقى عبد العزيز فهمي تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم ببلدته، ثمَّ جوَّده في جامع السيد البدوي بطنطا، ومن ثمَّ قصد الجامع الأزهر بالقاهرة فحفظ المتون وألفية ابن مالك، وبعدها انتقل إلى مدرسة الجمالية الابتدائية وتحوَّل منها إلى مدرسة طنطا الابتدائية والثانوية، ثم انتقل منها في العام التالي إلى المدرسة الخديوية بالقاهرة على إثر إلغاء الإنكليز المدارس الثانوية بالأرياف، وبعد عام واحد تقدم لامتحان القبول بمدرسة الحقوق، وفي السنة النهائية فيها، وقبل الامتحان ببضعة أشهر التحق بوظيفة مترجم بنظارة الأشغال، وتخرج عام 1890م، ثم شغل بعد ذلك وظائف عدة، منها: معاون إدارة بمديرية الدقهلية، ثمَّ كاتب بمحكمة طنطا الجزئية، ثمّ عضو بنيابة إسنا، فنيابة نجع حمادي، فنيابة بني سويف حيث التقى هنالك زميله في المدرسة الخديوية أحمد لطفي السيد، ثمَّ عُين في سنة 1897م، وكيلاً للمستشار القضائي بديوان الأوقاف وبقي هناك حتى سنة 1903، حين فَضَّل أن يعمل بالمحاماة ، ففتح مكتباً بميدان العتبة الخضراء بالقاهرة، ثم انتخب نائباً عن قويسنا في الجمعية التشريعية سنة 1913. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى كان أحد أعضاء الوفد المصري الذي خوَّله الشعب المصري سنة 1918م للعمل على استقلال مصر بزعامة سعد زغلول، وكان أحد الثلاثة الذين سافروا عقب انتهاء الحرب سنة 1918م، إلى دار الحماية (إنكلترا) للمطالبة بحق مصر في الاستقلال وهم: سعد زغلول ومحمد شعراوي وعبد العزيز فهمي، وقد اختلف مع سعد زغلول فعاد إلى مصر. في أوائل عام 1925م تولى عبد العزيز فهمي رئاسة حزب الأحرار الدستوريين، وفي العام نفسه اختير وزيراً للحقّانية (العدل) في وزارة أحمد زيور باشا، وظلَّ يشغل رئاسة الحزب إلى أن حدث الائتلاف بين الأحزاب المصرية، فوجدها فرصة سانحة لاعتزال السياسة وقدَّم على أثرها استقالته من رئاسة الحزب، ليتفرغ لمهنته الأصلية (المحاماة).
وفي عام 1928م اختير رئيساً لمحكمة الاستئناف وظل فيها حتى سنة 1930م، ثمَّ عُيِّن في العام نفسه رئيساً لمحكمة النقض، ومكث فيها لآخر حياته القضائية، واختير عبد العزيز فهمي لعضوية مجمع اللغة العربية المصري سنة 1940.
ومن آثاره ترجمته عن الفرنسية لـ«مدونة جوستنيان» في الفقه الروماني، ويتبعها ملاحق عن نظام للمواريث وضعه جوستنيان، ثم بعض قواعد وتقريرات فقهية رومانية، وبعض تقريرات أخلاقية. ورسالة في كتابة العربية بالحروف اللاتينية قوبلت بالاستنكار في مجمع اللغة العربية بالقاهرة وتناقلتها الصحف والأوساط الثقافية وهاجمتها وصاحبها، ولاسيما أن صاحب الرسالة عُرف بحبه للغة العربية واعتزازه بها، وهي لغة القرآن الكريم الذي كان يتذوق معانيه. وكان له في المجمع نشاط ظاهر، فاشترك في كثير من لجانه مثل: لجنة الأصول، ولجنة الاقتصاد، والقانون، ولجنة ألفاظ الحضارة الحديثة ولجنة اللهجات ونشر النصوص القديمة.
قال عنه طه حسين يوم تأبينه: «كان عبد العزيز فهمي مثقفاً في اللغة والدين، عميق الثقافة مؤمناً بهذا أشد الإيمان، مترف الذوق فيها إلى أقصى حدود الترف، وما أعرف أن أحداً ناقشني في الشعر الجاهلي كما ناقشني فيه عبد العزيز فهمي. وما أعرف أن أحداً أصلح من رأي في الشعر العربي كما أصلح من رأي عبد العزيز». وقال عنه عبد الرزاق السنهوري في يوم تأبينه: «… ولعلّ أبرز ما يميز الفقيد في حياته الصاخبة المضطربة بالأحداث هو أنه كان يفكر بعقله وبقلبه، بل كان يخضع عقله لقلبه، وهذا ما جعله قريباً إلى كل نفس، فإن أرستقراطية العقل تُبعد ذا الفضل الكبير عن الناس، أما أرستقراطية القلب فتدنيه منهم».
عُرِف عن عبد العزيز فهمي قرضه للشعر، فكانت له مساجلات مع بعض أصدقائه، وتوفي بالقاهرة.
أحمد سعيد هواش
Fahmi (Abdul Aziz-) - Fahmi (Abdel Aziz-)
فهمي (عبد العزيز -)
(1287-1370هـ/1870-1951م)
قمة من قمم السياسة والقانون والأدب والوطنية، وعضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
ولد عبد العزيز فهمي بن الشيخ حجازي عمر في قرية «كفر المصيلحة» من أعمال مديرية «المنوفية» لأسرة فلاحة تتمتع بالوجاهة والزعامة وبمركز اجتماعي مرموق، في المديرية.
تلقى عبد العزيز فهمي تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم ببلدته، ثمَّ جوَّده في جامع السيد البدوي بطنطا، ومن ثمَّ قصد الجامع الأزهر بالقاهرة فحفظ المتون وألفية ابن مالك، وبعدها انتقل إلى مدرسة الجمالية الابتدائية وتحوَّل منها إلى مدرسة طنطا الابتدائية والثانوية، ثم انتقل منها في العام التالي إلى المدرسة الخديوية بالقاهرة على إثر إلغاء الإنكليز المدارس الثانوية بالأرياف، وبعد عام واحد تقدم لامتحان القبول بمدرسة الحقوق، وفي السنة النهائية فيها، وقبل الامتحان ببضعة أشهر التحق بوظيفة مترجم بنظارة الأشغال، وتخرج عام 1890م، ثم شغل بعد ذلك وظائف عدة، منها: معاون إدارة بمديرية الدقهلية، ثمَّ كاتب بمحكمة طنطا الجزئية، ثمّ عضو بنيابة إسنا، فنيابة نجع حمادي، فنيابة بني سويف حيث التقى هنالك زميله في المدرسة الخديوية أحمد لطفي السيد، ثمَّ عُين في سنة 1897م، وكيلاً للمستشار القضائي بديوان الأوقاف وبقي هناك حتى سنة 1903، حين فَضَّل أن يعمل بالمحاماة ، ففتح مكتباً بميدان العتبة الخضراء بالقاهرة، ثم انتخب نائباً عن قويسنا في الجمعية التشريعية سنة 1913. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى كان أحد أعضاء الوفد المصري الذي خوَّله الشعب المصري سنة 1918م للعمل على استقلال مصر بزعامة سعد زغلول، وكان أحد الثلاثة الذين سافروا عقب انتهاء الحرب سنة 1918م، إلى دار الحماية (إنكلترا) للمطالبة بحق مصر في الاستقلال وهم: سعد زغلول ومحمد شعراوي وعبد العزيز فهمي، وقد اختلف مع سعد زغلول فعاد إلى مصر. في أوائل عام 1925م تولى عبد العزيز فهمي رئاسة حزب الأحرار الدستوريين، وفي العام نفسه اختير وزيراً للحقّانية (العدل) في وزارة أحمد زيور باشا، وظلَّ يشغل رئاسة الحزب إلى أن حدث الائتلاف بين الأحزاب المصرية، فوجدها فرصة سانحة لاعتزال السياسة وقدَّم على أثرها استقالته من رئاسة الحزب، ليتفرغ لمهنته الأصلية (المحاماة).
وفي عام 1928م اختير رئيساً لمحكمة الاستئناف وظل فيها حتى سنة 1930م، ثمَّ عُيِّن في العام نفسه رئيساً لمحكمة النقض، ومكث فيها لآخر حياته القضائية، واختير عبد العزيز فهمي لعضوية مجمع اللغة العربية المصري سنة 1940.
ومن آثاره ترجمته عن الفرنسية لـ«مدونة جوستنيان» في الفقه الروماني، ويتبعها ملاحق عن نظام للمواريث وضعه جوستنيان، ثم بعض قواعد وتقريرات فقهية رومانية، وبعض تقريرات أخلاقية. ورسالة في كتابة العربية بالحروف اللاتينية قوبلت بالاستنكار في مجمع اللغة العربية بالقاهرة وتناقلتها الصحف والأوساط الثقافية وهاجمتها وصاحبها، ولاسيما أن صاحب الرسالة عُرف بحبه للغة العربية واعتزازه بها، وهي لغة القرآن الكريم الذي كان يتذوق معانيه. وكان له في المجمع نشاط ظاهر، فاشترك في كثير من لجانه مثل: لجنة الأصول، ولجنة الاقتصاد، والقانون، ولجنة ألفاظ الحضارة الحديثة ولجنة اللهجات ونشر النصوص القديمة.
قال عنه طه حسين يوم تأبينه: «كان عبد العزيز فهمي مثقفاً في اللغة والدين، عميق الثقافة مؤمناً بهذا أشد الإيمان، مترف الذوق فيها إلى أقصى حدود الترف، وما أعرف أن أحداً ناقشني في الشعر الجاهلي كما ناقشني فيه عبد العزيز فهمي. وما أعرف أن أحداً أصلح من رأي في الشعر العربي كما أصلح من رأي عبد العزيز». وقال عنه عبد الرزاق السنهوري في يوم تأبينه: «… ولعلّ أبرز ما يميز الفقيد في حياته الصاخبة المضطربة بالأحداث هو أنه كان يفكر بعقله وبقلبه، بل كان يخضع عقله لقلبه، وهذا ما جعله قريباً إلى كل نفس، فإن أرستقراطية العقل تُبعد ذا الفضل الكبير عن الناس، أما أرستقراطية القلب فتدنيه منهم».
عُرِف عن عبد العزيز فهمي قرضه للشعر، فكانت له مساجلات مع بعض أصدقائه، وتوفي بالقاهرة.
أحمد سعيد هواش