تعلمت "ملكة داغليان" فن نسج وعمل "الأُبيسون"بتزيين الأثاث من فرنسا إلى سورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعلمت "ملكة داغليان" فن نسج وعمل "الأُبيسون"بتزيين الأثاث من فرنسا إلى سورية



    فن "الأبيسون".. تزيين الأثاث من "فرنسا" إلى "سورية"
    ابتسام بو سعد
    • 23 حزيران 2023م
    دمشق
    منذ خمسة وأربعين عاماً تعلمت "ملكة داغليان" فن نسج وعمل "الأُبيسون"، أحد أروع الفنون التّراثيّة والتّزيـــــنيّة المستخدمة في صناعة الأثاث في "فرنسا"، فأحبته واتقنت أصول عمله، وباتت مَلكته في "سورية".
    عن البدايات


    كان للمهارة والخبرة التي امتلكتها "ملكة داغليان" في الخياطة وحياكة الصّوف والتّطريز بما في ذلك عمل (الأتميين والميلان)، مثار فضول جارة لها، والتي نصحتها بالعمل مع إحدى السيدات التي تمتهن فن "الأُبيسون"، هذا الفن الذي يُظهر القدرات الخلّاقة لمحترفيه، والذي أحبته "ملكة" أكثر من أعمال الخياطة والحياكة، حيث أخذت متابعة خطوات العمل فيه على مدار السنين الطويلة فأتقنته، وخبرت تفاصيله التي تحدثت عنها: «الأُبيسون من الأشغال اليدويّة القديمة المشهورة كثيراً في أوروبا، والمستخدم في تنجيد الكنبات الحفر، وهي لوحات جميلة متكاملة، منها لوحات "روميو وجوليت"، ننسجها على قطع "الكنفا" بالقطب المضاعفة واحدة تلو أخرى بخيوط من (الصّوف الدا أم سا) المعدلة والمقاوم للعث، والمُعرّف عليها في كل قطعة على أحد أطرافها وفق رقمها في الكاتلوك، ومع الانتهاء من اللوحة نحصل على القماش الكثيف السّميك ذي العمر الطويل، والذي يتمتع بمتانةً مضاعفة مقارنة مع القطع المشغولة بقطبة (الكنفا) المفردة، وتوائم قماش الكنب اللازمة، قياساتها ثابتة، فالصغير منها (85-70) والكبير (200-75)».
    أتقنت السيدة "ملكة" هذا الفن إلى درجة أنها تمكنت من تقدير كمية الخيوط التي تحتاجها كل قطعة وبشكل دقيق، بالإضافة إلى النّظافة المتناهية في القطع التي تنسجها لدرجة أنك ترى الرسمة نفسها على وجهيها، وكذلك الأمر بالنسبة لدقة العمل في أماكن الوصل والزيادة، وبذلك لن تلاحظ أي فرق أو اختلاف في العمل مهمها حاولت ودققت

    وعن مراحل تطور هذه الحرفة تشير "داغيان" إلى أن رسومات "الأبيسون" تنقلت بين مراحل عدة، ففي البداية كانت ترسم رسماً، ثم أصبحت مرسومة بخطوط ملونة، أما اليوم فقد باتت مطبوعة، حيث يتم العمل عليها بالإبرة والخيط الملون، باستخدام واحدة من قطبتيّه، القطبة الكاملة المعتادة، وربع القطبة التي تعبأ المساحات الصّغيرة من الرّسمة أو تحددها، ومع الانتهاء من تطريز هذه اللوحات، تأخذ طريقها إلى النّجار لينهي فيها تنجيد الكراسي الكنب.


    خيوط الأبيسون الدا أم سيتميز وإبداع



    الأبيسون في موضعه

    عن الحلم وحضوره تقول "ملكة":« رحلتي الخاصة مع "الأُبيسون" بدأت تقريباً في منتصف السبعينات، وكانت البداية بزيارتي للنجارين صانعي الكنبيات الحفر، لأتشارك معهم العمل، وقد تكررت زيارتي لتحصيل زبائن لي ولتلبية طلباتهم، فتوسعت دائرة معرفتي بالمهتمين بهذا الفن، وأخذت مساحة عملي تتوسع، وكذلك السّمعة التي اجتهد في البناء لها بأحسن صورة والتي اعتز بها إلى الآن، بما جادت به علي، ولم يقتصر وجود هذا الفن على الكنب فقط، بل إنَّ هذهِ التّقنيّة إستُـخْـدِمَت في تزْين دافئ لغرف وصالات المعيشة، بما عرض منها كلوحات على جدرانها، ومنها ما يتم عرضه كستائر جاءت غاية في البهاء، وهناك من استخدمها في أطقم الصّالون اللف، فقد عملت في إنجاز أحد هذه الأطقم مدة ثلاث سنوات بالتنسيق مع النجارين».

    وبالإضافة إلى التّعليم، كان هناك جولات عمل في التّصليح والتّرميم رغم صعوبته وتعقيداته والوقت المضاعف الذي يحتاجه، وحسب قول "داغليان" يحتاج إنجاز أي قطعة وقتاً يصل عادة إلى ما لايقل عن ثلاثة أشهر، بمعدل وسطي خمس أو ست ساعات عمل يومياً، ومن خلال هذا الحديث عن الفترة الزمنية الطويلة الواجبه لإنجاز قطعة "الأُبيسون" الواحدة وما تحتاجه من احترافية كبيرة وصبر شديد ومع التكّلفة العالية يمكن أن نتبين أسباب قلة الطلب على هذا الفن.
يعمل...
X