لبنى شاكر- 18 حزيران 2023م
- "سلامة الأغواني" .. رَائد المونولوج النّاقد
دمشق
رَائد المونولوج الناقد؛ لقبٌ استحقه الفنان سلامة الأغواني 1907- 1982، عن جدارة، ليس لأنه كان لحوالي نصف قرنٍ علامةً فارقة في نوعٍ فنيٍّ لم يُجاريه فيه أحدٌ، فحسب، بل أنه قدّم أيضاً المونولوج السياسي بمباشرةٍ ووضوحٍ جعلا منه ندّاً للاحتلال، ومن ثم كان توجهه نحو نقد الظواهر والعادات الاجتماعية، التي اكتسب بعضها صفة القداسة، بشكلٍ فُكاهيٍّ ساخر، لا نجد ما يُوازيه في أيامنا هذه، من هنا بدايةً، كانت استعادة مشوار الأغواني، مَوضوعاً لافتتاحية النادي الموسيقي في المركز الثقافي العربي في الميدان، والتفاتة وفاءٍ ثانياً كما تقول مديرة المركز ليلى صعب تجاه فنانٍ لم يتكرر، تستحضر إرثه الكبير والمُنوّع، من تسجيلاتٍ وأسطواناتٍ ولقاءاتٍ صحفية، عَاد إليها وقدمها بعد البحث والدراسة، الباحث الموسيقي أحمد بوبس، والذي صدر له أيضاً كتابٌ عن الأغواني عام 2005.
عن النشأة
نشأ الأغواني في حارة شعبية في القيمرية، وتأثّر في طفولته بوالده الذي امتلك مستوى ثقافياً جيداً ومكتبة ضخمة، وسرعان ما تفوّق على أقرانه، فاخترع كما يقول بوبس سينما على الفحم الحجري، حيث كان الفحم يتوهج خلف شاشة من القماش الأبيض، يعرض أمامها صوراً مُتتالية ومُتلاصقة، كما ظهرت عنده هواية الوزن اللفظي فكان يتلاعب بالألفاظ المتداولة في بيته، لكن ما لا يعرفه البعض أن لكنية الأغواني حكاية، استُخدِمت بموجبها عوضاً عن الاسم الحقيقي "المصري"، يشرح بوبس: "كان الاستعمار التركي يقود الشباب العرب إلى الحرب العالمية الأولى السفربرلك ، لذلك اخترعت عائلته اسماً يُوحي بأن أصله من أفغانستان، حتى لا يُساق إلى الجندية، عدا عن أن سلامة الأغواني جاء بعد سبع بنات لأبويه، لم تعش منهن إلا واحدة".
ضدّ الاحتلال
كتب الأغواني وهو دون العاشرة عن دوريات الجنود الأتراك الباحثة عن الهاربين من التجنيد، ووصف زَجلاً المشانق المعلقة في شوارع دمشق، وفي السادسة عشرة من عمره كتب أزجالاً وطنية مُعادية للمُستعمر الفرنسي، وفي مرحلةٍ لاحقة توجّه نحو المونولوج المُغنى، وأصدر مجلة "الكرباج" لنشر الأزجال، لكنها أُوقفت بسبب ملاحقة سلطات المحتل، يُضيف بوبس: "أول ما غني في فن المونولوج، مونولوجان ظهرا معاً على وجهي أسطوانة واحدة "نحنا الشوفيرية" و"اسمعوا يا أهلية" عام 1927، لحنهما صبحي سعيد، والمُلاحظ فيهما أن الموسيقا بسيطة ذات تركيبٍ لحنيٍّ محدود، لأن الأهمية للكلمات، وليس للموسيقا سوى دورٍ تمهيدي، دون أي غايةٍ طربية".
فعالية النادي عن سلامة الأغوانيفي السياسة
الفنان نبيل جعفر يقدم مونولوج عن خيانة الأصدقاء