سوازيلند
Swaziland - Swaziland
سوازيلند
سوازيلند Swaziland مملكة صغيرة المساحة تقع في جنوب شرقي القارة الإفريقية، على امتداد أقل من درجتي عرض جنوب خط الاستواء، ما بين خطي 40َ 25ْ و20َ 27ْ، بجوار شاطئ المحيط الهندي، الذي تبعد عنه نحو 50كم غرباً. تفصلها عنه في الشرق كل من جمهورية موزامبيق وولاية الناتال Natal التابعة لجمهورية جنوب إفريقيا. حيث تمتد مرتفعات لوبومبوLubombo الهضبية، التي يقل ارتفاعها عن 600م. كما تحيط بها من بقية الجهات (الجنوب والغرب والشمال) ولاية الترانسفالTransvaal التابعة أيضاً لاتحاد جنوب إفريقيا. وتقدر مساحتها بنحو 17400كم2.
تميل تضاريسها عامة بشدة من الغرب الجبلي نحو الشرق، وتتدرج على شكل أشرطة مدرجة عريضة، بدءاً من فيلد العالية (1800-1000م) تليها أراضي فيلد المتوسطة (1000-500م) ثم أراضي فيلد المنخفضة والدغلية (150م-500م). تأخذ في الغرب شكل مائدة هضبية مرتفعة، قطعتها المجاري المائية الكثيرة، التي تخترقها من الغرب متجهة إلى المحيط الهندي شرقاً في أودية عميقة، تنفرج شرقا قبل اختراقها لمرتفعات لوبومبو. وتنتهي جميع مجاري شبكتها المائية في خليج دو لاغوا Delagoa في موزامبيق، على المحيط الهندي، عبر ثلاثة أنهار رئيسة هي، من الشمال إلى الجنوب: كوماتي Komatiأومبيلوزي Umbeluzi وأوزوتو Usutu.
تتميز تكتونياً بالبناء الشديد التصدع في أقصى الغرب ومن ثم بالبناء المائدي البركاني المتداخل مع رسوبيات متصلبة ومتحجرة من نموذج كارّو Karroo العالية (1200-1500م) والكبيرة مابين 600 و800م والصغيرة 500م، لتأخذ أخيراً في الشرق شكل أسرَّة منبسطة.
مناخها معتدل دافئ شبه مداري رطب. تهطل أمطارها الوفيرة طول العام باستثناء فصل شتاء نصف الكرة الجنوبي، وتراوح كميتها السنوية مابين 500 و1000مم، تتناقص مع تناقص الارتفاع باتجاه الشرق وحيث تظهر المنخفضات. أما الحرارة فيقدر وسطيها في الجبال الغربية شتاء بنحو 10 ْ مئوية، وفي الخريف والربيع بأقل من 15.5ْ مئوية وفي الصيف الماطر بنحو 21 ْ مئوية. أما في الشرق حيث تنخفض الأراضي إلى نحو +200م فإن وسطي الحرارة يزيد بنحو 8 درجات مئوية.
يتميز نباتها الطبيعي في الغرب بمروج جبال العروض المنخفضة، القريبة من المدار، وتسود شرقاً سافانا الأعشاب العالية إلى جانب الغابات والماكي. وتعد سوازيلند منطقة تلاقي ثلاثة أقاليم بيئية نباتية وحيوانية إفريقية رئيسة هي: أقاليم مدغشقر والكاب وشرقي إفريقيا. تعرضّ نباتها للتقهقر قبل منتصف القرن العشرين، وتناقص الغطاء النباتي كماً ونوعاً بسبب الاستغلال الجائر غير العقلاني للأرض وحرق النبات كأقصر طريق لتحويل الغابة والمروج الطبيعية إلى مزارع، إضافة إلى الرعي الجائر.
يعتمد اقتصادها على الزراعة، إذ تتوزع طاقة العمل فيها كما يأتي: 53% في العمل الزراعي تليها في الأهمية الصناعة والتجارة (9%) ثم الخدمات (9%). أراضيها الصالحة للزراعة محدودة ولا تزيد على 8% من مجمل أراضيها، ومازالت الزراعة تعتمد الأساليب البدائية التقليدية، تزرع الحبوب والذرة البيضاء والصفراء والأرز للاستهلاك المحلي كما تزرع من المحاصيل النقدية والصناعية: قصب السكر والقطن والتبغ. أما مزارع المستثمرين من الأوربيين فتنتج الموز والحمضيات والأناناس خاصة. يضاف إليها اقتصاد الرعي وتربية الماشية ومنتجاتها من مشتقات الألبان والحليب واللحوم والجلود والفراء والصوف، ولاسيما أن سوازيلند تمتلك قطيعاً كبيراً من المواشي وتصدر أعداداً كبيرة من مواشيها للذبح، ثم تأتي أعمال استثمار الغابة من الأخشاب. أما الصناعة فتأتي في مقدمتها الصناعات الاستخراجية والمنجمية للمعادن الثمينة كالذهب والوقود الأحفوري كالفحم والمعادن المفيدة كالتوتياء (الزنك) والحديد، ثم الحرير الصخري asbestos. يأتي اتحاد جنوبي إفريقيا في مقدمة الدول التي تستورد منها ما يعادل نحو 93% من مجمل المستوردات التي تزيد قليلاً على 400 مليون دولار أمريكي. وتأتي المملكة المتحدة في مقدمة الدول التي يتم التصدير إليها (33%)، تليها جمهورية اتحاد جنوب إفريقيا (20%)، وهي أحد أعضاء منظمة دول الكومونولث البريطاني.
ازداد عدد سكانها من 157 ألف نسمة عام 1936م إلى 266 ألف نسمة عام 1966 وإلى 780 ألف نسمة عام 1990، ويقاربون اليوم المليون نسمة. أهم مدنها في أواخر القرن العشرين العاصمة مبابان Mbabane(55 ألف نسمة) وتقع في المناطق الجبلية على ارتفاع 1200م، ومدينة مانزينيManzini (نحو 65ألف نسمة).
تقسم إدارياً إلى محافظتين وأربع مناطق و40 ناحية. ولغتاها الرسميتان هما السوازي والإنكليزية.
معظم سكانها من قبائل السوازي (90%). ويعدون فرعاً من الزولو الذين يسودون في منطقة الناتال. أثارهم البريطانيون على أشقائهم الزولو بعد أن تعذر على المستعمرين القضاء على استقلالهم كشعب واحد، وبذا غدا الزولو بعد استقلالهم الشكلي أقلية بينهم (2.3%)، يليهم الأوربيون، ومعظمهم من الإسبان والهولنديين (2.1%)، وأخيراً الأفارقة من القبائل الأخرى. دحرت شعوب الزولو السوازيين منذ عام 1820 باتجاه الشمال، واستقلوا عنهم عام 1843م، تعايشوا مع البوير مدة طويلة. وبعد حرب البوير (1899-190م) ضمنت كل من بريطانيا والترانسفال استقلالهم. نجحت بعدها بريطانيا في السيطرة عليها والحصول على حق الإشراف على إدارة سوازيلند (1902-1903)، لتغدو بعدئذ محمية بريطانية عام 1906 تحت اسم المساعدة على الاستقلال. وفي أيلول عام 1968م حصلت سوازيلند على الاستقلال التام، ليغتصب ملكها السلطة في عام 1973 ويلغي الدستور، ويمنع الأحزاب السياسية باسم القانون، كما حدد دور المجلس النيابي (البرلمان) كمجلس استشاري للحكومة فقط. أما البيت المالك فترجع جذوره إلى أواخر القرن السادس عشر الميلادي، وتعد أسرته إحدى آخر الأسر المالكة في إفريقيا.
عماد الدين موصلي
Swaziland - Swaziland
سوازيلند
تميل تضاريسها عامة بشدة من الغرب الجبلي نحو الشرق، وتتدرج على شكل أشرطة مدرجة عريضة، بدءاً من فيلد العالية (1800-1000م) تليها أراضي فيلد المتوسطة (1000-500م) ثم أراضي فيلد المنخفضة والدغلية (150م-500م). تأخذ في الغرب شكل مائدة هضبية مرتفعة، قطعتها المجاري المائية الكثيرة، التي تخترقها من الغرب متجهة إلى المحيط الهندي شرقاً في أودية عميقة، تنفرج شرقا قبل اختراقها لمرتفعات لوبومبو. وتنتهي جميع مجاري شبكتها المائية في خليج دو لاغوا Delagoa في موزامبيق، على المحيط الهندي، عبر ثلاثة أنهار رئيسة هي، من الشمال إلى الجنوب: كوماتي Komatiأومبيلوزي Umbeluzi وأوزوتو Usutu.
تتميز تكتونياً بالبناء الشديد التصدع في أقصى الغرب ومن ثم بالبناء المائدي البركاني المتداخل مع رسوبيات متصلبة ومتحجرة من نموذج كارّو Karroo العالية (1200-1500م) والكبيرة مابين 600 و800م والصغيرة 500م، لتأخذ أخيراً في الشرق شكل أسرَّة منبسطة.
مناخها معتدل دافئ شبه مداري رطب. تهطل أمطارها الوفيرة طول العام باستثناء فصل شتاء نصف الكرة الجنوبي، وتراوح كميتها السنوية مابين 500 و1000مم، تتناقص مع تناقص الارتفاع باتجاه الشرق وحيث تظهر المنخفضات. أما الحرارة فيقدر وسطيها في الجبال الغربية شتاء بنحو 10 ْ مئوية، وفي الخريف والربيع بأقل من 15.5ْ مئوية وفي الصيف الماطر بنحو 21 ْ مئوية. أما في الشرق حيث تنخفض الأراضي إلى نحو +200م فإن وسطي الحرارة يزيد بنحو 8 درجات مئوية.
يتميز نباتها الطبيعي في الغرب بمروج جبال العروض المنخفضة، القريبة من المدار، وتسود شرقاً سافانا الأعشاب العالية إلى جانب الغابات والماكي. وتعد سوازيلند منطقة تلاقي ثلاثة أقاليم بيئية نباتية وحيوانية إفريقية رئيسة هي: أقاليم مدغشقر والكاب وشرقي إفريقيا. تعرضّ نباتها للتقهقر قبل منتصف القرن العشرين، وتناقص الغطاء النباتي كماً ونوعاً بسبب الاستغلال الجائر غير العقلاني للأرض وحرق النبات كأقصر طريق لتحويل الغابة والمروج الطبيعية إلى مزارع، إضافة إلى الرعي الجائر.
يعتمد اقتصادها على الزراعة، إذ تتوزع طاقة العمل فيها كما يأتي: 53% في العمل الزراعي تليها في الأهمية الصناعة والتجارة (9%) ثم الخدمات (9%). أراضيها الصالحة للزراعة محدودة ولا تزيد على 8% من مجمل أراضيها، ومازالت الزراعة تعتمد الأساليب البدائية التقليدية، تزرع الحبوب والذرة البيضاء والصفراء والأرز للاستهلاك المحلي كما تزرع من المحاصيل النقدية والصناعية: قصب السكر والقطن والتبغ. أما مزارع المستثمرين من الأوربيين فتنتج الموز والحمضيات والأناناس خاصة. يضاف إليها اقتصاد الرعي وتربية الماشية ومنتجاتها من مشتقات الألبان والحليب واللحوم والجلود والفراء والصوف، ولاسيما أن سوازيلند تمتلك قطيعاً كبيراً من المواشي وتصدر أعداداً كبيرة من مواشيها للذبح، ثم تأتي أعمال استثمار الغابة من الأخشاب. أما الصناعة فتأتي في مقدمتها الصناعات الاستخراجية والمنجمية للمعادن الثمينة كالذهب والوقود الأحفوري كالفحم والمعادن المفيدة كالتوتياء (الزنك) والحديد، ثم الحرير الصخري asbestos. يأتي اتحاد جنوبي إفريقيا في مقدمة الدول التي تستورد منها ما يعادل نحو 93% من مجمل المستوردات التي تزيد قليلاً على 400 مليون دولار أمريكي. وتأتي المملكة المتحدة في مقدمة الدول التي يتم التصدير إليها (33%)، تليها جمهورية اتحاد جنوب إفريقيا (20%)، وهي أحد أعضاء منظمة دول الكومونولث البريطاني.
العاصمة مبايان |
تقسم إدارياً إلى محافظتين وأربع مناطق و40 ناحية. ولغتاها الرسميتان هما السوازي والإنكليزية.
معظم سكانها من قبائل السوازي (90%). ويعدون فرعاً من الزولو الذين يسودون في منطقة الناتال. أثارهم البريطانيون على أشقائهم الزولو بعد أن تعذر على المستعمرين القضاء على استقلالهم كشعب واحد، وبذا غدا الزولو بعد استقلالهم الشكلي أقلية بينهم (2.3%)، يليهم الأوربيون، ومعظمهم من الإسبان والهولنديين (2.1%)، وأخيراً الأفارقة من القبائل الأخرى. دحرت شعوب الزولو السوازيين منذ عام 1820 باتجاه الشمال، واستقلوا عنهم عام 1843م، تعايشوا مع البوير مدة طويلة. وبعد حرب البوير (1899-190م) ضمنت كل من بريطانيا والترانسفال استقلالهم. نجحت بعدها بريطانيا في السيطرة عليها والحصول على حق الإشراف على إدارة سوازيلند (1902-1903)، لتغدو بعدئذ محمية بريطانية عام 1906 تحت اسم المساعدة على الاستقلال. وفي أيلول عام 1968م حصلت سوازيلند على الاستقلال التام، ليغتصب ملكها السلطة في عام 1973 ويلغي الدستور، ويمنع الأحزاب السياسية باسم القانون، كما حدد دور المجلس النيابي (البرلمان) كمجلس استشاري للحكومة فقط. أما البيت المالك فترجع جذوره إلى أواخر القرن السادس عشر الميلادي، وتعد أسرته إحدى آخر الأسر المالكة في إفريقيا.
عماد الدين موصلي