من هو شاعر القطرين؟
هو خليل مطران، شاعر لبناني أصله من مدينة بعلبك، لقب بشاعر القطرين، وهما مصر ولبنان، ذلك بسبب ترحاله الدائم بين البلدان الأوروبية والعربية، كذلك لقب بشاعر الأقطار العربية[١].
نشأة خليل مطران
ولد خليل مطران في مدينة بعلبك اللبنانية، وذلك في عام 1872 في شهر تموز/يوليو منه، والده هو عبدو مطران، ووالدته هي ملكة الصباغ، عرف عن والده بأنه ميال لقراءة الشعر والكتب الأدبية، وهو من وجهاء مدينة بعلبك وأثريائها، وأحد تجار الصابون، له أملاك وحدائق كبيرة، واسم مطران يشير إلى ذلك، إذ إنه لقب ديني رفيع في المسيحية يدل على منصب العائلة في المدينة، أما والدته ذات الأصول الفلسطينية فهي أيضًا اهتمت بالشعر، الأمر الذي كان له الأثر على نشأة خليل، واهتمامه بالثقافة العربية بشكل عام[٢][٣].
ثقافة خليل مطران
كان تعليم خليل مطران الأول في صغره من والده، الذي أغدق عليه بكتب الأدب والأشعار والدواوين، مثل ديوان ابن الفارض، والبحتري، وأبي تمام، وغيره من أصحاب الشعر الجاهلي، وقد تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة زحلة، في الكلية الشرقية فيها، من ثم التحق بالكلية البطريركية في القسم الداخلي منها تحديدًا، وهناك تتلمذ على يد شيوخه الخليل وإبراهيم اليازجيين[٤][٢]، كما اهتم في تلك الأثناء بالمطالعة وإثراء علمه بالترحال والاكتشاف، ومما عزز ذلك؛ موهبته الشعرية الفطرية التي نمت مع صقلها بالتجارب والاحتكاك، وأصبح من أبرز شعراء العصر الحديث[٢].
ويذكر أيضًا أنه طالع وقرأ الأدب الإنجليزي والتركي وتعلم الإسبانية، كما اهتم بالمسرح والتاريخ والفلسفة والاقتصاد، ومن ذلك ما أسهم فيه في مجال الصحافة بإنشاء صحيفة ومجلتين أدبيتين، كما ترجم العديد من المسرحيات العالمية.[٥]
منهج خليل مطران الأدبي
يتسم أسلوب خليل مطران في أشعاره وكتاباته بالحداثة والتجديد، ويعد أحد رواد حركة التجديد، والمدرسة الجديدة في الشعر العربي المعاصر، لكنها أقرب ما يكون إلى المدرسة الكلاسيكية، أي أن خليل اعتمد على صياغة أسلوبه، وأحاسيسه، وأفكاره على الديباجة القديمة من حيث متانة اللغة، وسلامة الأسلوب، وروعة الصياغة، ولكن القالب قالب حديث ومعاصر، ومما عزز ذلك، صفة المعاودة المتأصلة في الشاعر، أي أنه يراجع وينظر فيما يعمل، ويدقق وينقح حتى يستقيم الناتج، وهذا ما جعل أسلوبه أقرب ما يكون إلى مذهب فن للفن[٦].
أما منهج مطران في أشعاره يقوم على الموضوعية الكاملة والتجرد للشيء، أي أنه يقوم بإغماض بصره وبصيرته، ويسترسل في ترجمة الكلام كما هو بلغته الأم، فمثلًا إذا مدح شخصًا، فإنه يخلع على الممدوح الصفات التي يحبها له، لا الصفات التي تميز بها، وبذلك ينقل للناس وللقارئ اللغة الغريبة للطبيعة وللحياة الخارجية[٧]، ومن إيمانه بأن لكل عصر اختصاصه بما يلائمه من لغة وأساليب تعبيرية في الشعر، وظروف محيطة مختلفة، وقد انتهج مطران التجديد وتحرير الشعر من الجمود، متلمسًا بذلك مفاصل التباين بين الأدب الغربي والغربي، وعلى هذا يمكن القول بأنه رائد من رواد التجديد والحداثة في الشعر[٨].
مؤلفات خليل مطران
صدر لخليل عدة مؤلفات، وقصائد، وقصص، وكتب، منها:[٩]
المجلة المصرية، أنشأت عام 1900 وصارت منها أربعة مجلدات.
الجوائب المصرية، صحيفة انشرها عام 1902.
كتاب مرآة الأيام في ملخص التاريخ العام، وهو كتاب تاريخي في جزأين.
ديوان الخليل عام 1908، وهو أربعة أجزاء، والذي يحتوي على قصائده الجميلة، كقصيدة ركوب الخيل، وروائع الآثار، وغيرها.
خليل مطران أروع ما كتب، نشر بعد وفاته.
كما ترجم عدة مسرحيات عالمية وهي:[١٠]
عطيل لشكسبير عام 1912.
القضاء والقدر لنوبلوك عام 1913.
تاجر البندقية، ماكبث، الملك لير، ريتشارد قيصر، ريتشارد الثالث، والعاصفة لشكسبير عام 1927.
سنا، السيد، يوليوكيت لكورني عام 1933.
هرناني لفكتور هوجو عام 1935.
هاملت لشكسبير عام 1935.
وفاة خليل مطران
توفي الشاعر خليل مطران إثر داء النقرس عام 1949، في شهر تموز منه، وكان في يوم جمعة أوله