إبراهيم طوقان
هو أديب، وشاعر الوطن، وبلبل فلسطين الصدّاح، وشاعر الحب والثورة، وهو إبراهيم عبد الفتاح داوود الأغا طوقان، شاعر فلسطيني من مدينة نابلس، له من القصائد ما يزيد عن 100 قصيدة، نُشرت في شتى الصحف والمجلات العربية، علاوةً على كتابته للقصة، والمقالة، والنقد العربي، والأناشيد.[١][٢]
مولد إبراهيم طوقان
ولد الشاعر إبراهيم طوقان عام 1905، في مدينة نابلس الفلسطينية، وتعود أصول عائلته إلى منطقة تقع غرب بادية الشام، وذلك أثناء حكم المماليك، ليهجروها إلى نابلس، ومع فترة الحكم العثماني انضم إبراهيم آغا الشربجي إلى جيش الإنكشارية، وهو أحد أجداد طوقان، ليورثهم لقب آغا حتى والد الشاعر، والده هو عبد الفتاح آغا طوقان، ووالدته هي فوزية بنت أمين عسقلان، له من الأخوة أحمد، يوسف، رحمي، ونمر، ومن الأخوات؛ بندر، وفتايا، وأديبة، وحنان، وفدوى طوقان.[١]
تعليم إبراهيم طوقان وثقافته
تلقى طوقان تعليمه الابتدائي في مدارس نابلس، ليكمل المرحلة الثانوية في مدينة القدس، وهناك تبناه كل من الشيخ إبراهيم أبو الهدى، والشيخ فهمي أفندي هاشم، وذلك في غرس حب اللغة والشعر فيه، إضافةً إلى أستاذه نخلة زريق، الذي كان يعمل مدرسًا للغة العربية في الكلية الإنجليزية في القدس، حيث تعرف إبراهيم عليه؛ عن طريق شقيقه أحمد الذي كان طالبًا في ذات الكلية، ليبدأ الشقيقان بزيارة أستاذهما الذي عمد إلى توجيه إبراهيم في شعره والاستماع إلى تجاربه فيه.[١][٣]
التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1923؛ ليتخرج منها بدرجة البكالوريوس في العلوم والآداب، وذلك عام 1929، قرر بعد ذلك بعدما أقنعه والده بالعمل مدرسًا في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس حتى غادرها بعد عام من ذلك، ليقوم بالتدريس في جامعته التي تخرج منها، وذلك بعد أن طلبته لقسم الأدب العربي فيها، ليعود بعد ذلك إلى مدرسة الرشيدية في القدس، والتي درس فيها حتى مرضه، ليترك مجال التعليم، ويلتحق بالعمل الحكومي، ثم الإذاعي، وذلك في إذاعة القدس كمدير للبرنامج العربي فيها.[١][٢]
أسلوب إبراهيم طوقان الشعري
يتسم أسلوب الشاعر إبراهيم طوقان بالأصالة والمحافظة، إلى جانب التجديد، ففي قصائده حافظ على ترتيب الأبيات، والتزم بالعمود الشعري القديم، متبعًا بذلك خطى أبي نواس، وأبي تمام، ولكنه أيضًا عمد إلى إضافة شطرٍ خامس، وهو ما يظهر جليًا في قصيدته "الثلاثاء الحمراء"، أما عن نشيد "موطني" المشهور؛ فقد قسمه الشاعر بنغمٍ موسيقي مميز وفريد، لتتجلى براعته وأسلوبه المميز وبصمته في الشعر[٤].أما عن تصوير شعره وسهولته؛ فالشاعر أوجد الفصاحة دون تعقيدٍ في المعنى، وعمل على إضفاء لمسةٍ من جمال التصوير بالاستعارة والاستعانة.[٤]
منهج إبراهيم طوقان العلمي
اعتمد الشاعر إبراهيم طوقان في أعماله الأدبية وأشعاره على مبدأين مهمين، أولها أن الشعر والأبيات تحتمل العديد من المعاني، وليس هنالك من سبيل لإيجاد معنىً واحدًا لها، أو الحكم عليها من قراءة واحدة، فيقول في هذا الصدد: "وكما أن الإنسان لا يجوز أن يحكم عليه بمخالطة في جلسة أو جلستين، فكذلك لا يجوز أن يحكم على الشعر بقصيدة أو قصيدتين"، وهنا يجد القارئ لشعر إبراهيم، أنه يعمد إلى الربط غير المتوقع للمعاني، بحيث تكون النتيجة في النهاية سارّة ومضحكة، فتراه يلجأ إلى النكتة في أشعاره، علاوةً على الفكاهة والسخرية، فيقول الدكتور فروخ في ذلك؛ "وثبة الفكر وانطلاقة الخيال إلى القول البارع الجامع لا مجرد الدعابة أو محض التطرف والتندر"، وهنا إشارة واضحة ودلالة على عبقرية طوقان في أشعاره، وطريقة إيصاله للمعنى المراد منها، والمبدأ الثاني التخلص من الخطابية البيانية؛ أي التخلص من كل ما هو مصطنع، وأن يكون التأثير بأسلوبٍ بسيط كأبسط أنواع النثر.[٣]
أهم أعمال إبراهيم طوقان الأدبية
لم ينشر للشاعر إبراهيم طوقان في حياته أي ديوان شعري، يضم أعماله، ولكنه اكتفى بنشر شعره في صفحات الدوريات العربية، والمجلات، والصحف، ولكن الديوان الشعري لأعماله الأول صدرت طبعته الأولى عام 1955، ليضم 77 قصيدةً من اختيار الشاعر نفسه وإعداده قبيل رحيله، من ثم صدر ديوان شعري آخر يحتوي على 36 قصيدةً إضافية على العدد الذي سبقها، ويبلغ عدد القصائد في شتى الكتب المطبوعة بعد هذين الإصدارين 158 قصيدةً ومقطوعة[٥]، أما عن أشهر قصائده وأناشيده، هي:[٦]
نشيد موطني الذي ذاع صيته في شتى أمطار الوطن العربي، وما زالت قصيدة موطني تُنشد وتُغنى إلى اليوم.
نشيد البراق؛ نسبةً إلى ثورة البراق عام 1929.
قصيدة الثلاثاء الحمراء، حيث حكم بالإعدام على ثلاثة شهداءٍ بعد مقاومتهم اعتداء اليهود على البراق، والذين كانوا ينشدون في سجنهم: "يا ظلام السجن خيم، إننا نجوى الظلام، ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى"، ومن هنا نظم إبراهيم الشعر وصفًا لهم.
أشهر أقوال إبراهيم طوقان
للشاعر إبراهيم طوقان عدة قصائد وأناشيد مشهورة، أشهرها نشيد موطني، والذي يقول فيه:[٧]
"موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك، والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك، هل أراك سالمًا منعمًا وغانمًا مكرمًا؟، هل أراك في علاك تبلغ السماك؟، موطني..".
وفاة إبراهيم طوقان
توفي إبراهيم طوقان عام 1941، تحديدًا في 2 من شهر مايو ذاك العام، في المستشفى الفرنسي عن عمر لم يتجاوز 36 عامًا؛ إثر مرضه الذي أعياه وأسقمه من قبل، حيث يذكر أن المرض لازمه أغلب حياته، ليترك خلفه أعمال شعرية متنوعة، ما بين شعر، مقال، قصة وغيره، وقد تزوج عام 1937م من السيدة سامية عبد الهادي، وأنجب منها أبناءه جعفر وعريب، هذا وقد توفي في مدينته نابلس، ودفن فيها