عبد الكريم عمرين :
أرجوكم
خذوا ماشئتم من جسدي ودمي, مقابل أن أمشي في شوارع حمص.
أريد أن أزور بقايا البيت الذي ولدت فيه في الخالدية, وأرتاح قليلاً حيث عشت في جورة الشياح.
دعوني ألمس جدران مدرسة البحتري الابتدائية, اتركوني للحظات في اعدادية هاشم الأتاسي, أريد أن أتكأ على نافذة أبي ياسين في ثانوية رزق سلوم, حيث كان الصحب, أصدقاء وأخوة كنَّا, من مخيم فلسطين, ومن بستان الديوان والحميدية, ومن عكرمة والزهراء والرستن وتلبيسة ومن كل فج عميق في حمص.
أريد أن ألبس ثياب الكشافة من جديد, وأشرب الشاي في فوج المضرية والعاصي..
أريد أن أقف على مسارح حمص وأحضر أفلام النادي السنمائي, والندوات الثقافية والأدبية
لو أقف قليلاً على مجرى نهر العاصي في الميماس, وأحاور هناك ديك الجن الحمصي
أريد أن أتمشى في الدبلان, والحميدية وشارع الحضارة, وأن أهتف لانتصارات الكرامة والوثبة.
لو أحضر صلاة الجمعة في جامع سيدي خالد, وقداس الأحد في كنيسة أم الزنار, وأكون وسط الحضرة الصوفية في دار الفقراء, وأسهر في مطعم الأمير أرشف بشغف حليب السباع.
أرجوكم
أريد أن أبتاع من خميس الحلاوة, وأقف فوق قلعة حمص أغب هواءها العليل. دعوني أمر حيث كانت دور السينما الفردوس والفاروق والحرية والزهراء والأوبرا والأمير, وأرتاح في مقهى الروضة أو مقهى الفرح.
لو أرى راتب المجنون والأستاذ علم, وأقرأ جريدة العروبة, وأدخل ستوديو المصور عواد, ويعالجني ميدع, والدكتور أنيس المصري..
لو جلسة صغيرة في اتحاد الكتاب العرب مع الأصدقاء فرحان بلبل, وممدوح السكاف ومصطفى خضر ومعتصم دالاتي وبري العواني وعلاء عبد المولى وعبد الكريم بدرخان وقمر صبري الجاسم وغادة اليوسف.
لو سهرة موسيقية مع عيسى فياض ومرشد عنيني, أو أمسية في حديقة الفنانين التشكيليين مع بسام جبيلي وبقية الشلة الجميلة..
أريد أن أمشي في السوق المسقوف, وفي سوق الجندي وفي سوق الحشيش, وسوق الحسبة وسوق الهال وسوق الغنم
وبين الساعتين, الساعة القديمة والجديدة, في جنينة الدبابير ضبطاً يستطيع السيد عزرائيل المحترم أن ينجز مهمته على أتم وجه.. وأكون أنا حينها بأتم الرضا والاستعداد..
لو..