المطربة القاتلة
منى فندي أو مازنة إسماعيل، من مواليد يناير 1956. مطربة ماليزية مغمورة، ولكن ذاع صيتها عندما قامت هي وزوجها ومساعدهما بقتل شخصية سياسية مشهورة بواسطة السحر والشعوذة كما سنوضح في السطور التالية ..
تبدأ القصة عندما تمنت مازنة الوصول لعالم الشهرة والغناء، خاصة أنها كانت تملك صوتاً جميلاً. ولكن صدمت مازنة بصعوبة حلمها وأن الدخول لهذا الوسط ليس بالأمر الهين.. وحاولت جاهدة خلال فترة الثمانينات أن تعمل على تحقيق حلمها، ولكن كانت تواجه مازنة عديدا من المشكلات التي تقف حائلاً بينها وبين أمانيها. أولها أنها كانت لا تملك المال، كما أنها لم تكن تملك الجمال الذي كان من الممكن أن يشفع لها للوصول لمرادها وكانت أيضاً في عمر متقدمة نوعاً ما.
منى فندي
وفي يوم قابلت مازنة رجلاً يدعى محمد فندي، كان معجباً بها وبموهبتها وقرر أن يتبناها فنياً.. خاصة أنه كان يملك المال. فتزوجا وأنتج لها شريطا غنائيا واختار لها الإسم الفني منى. وألحقها بأسمه لتكون منى فندي..
الألبوم لم يلق أي نجاح يذكر . و بالعديد من المحاولات الجاهدة لمنى التي اعتقدت أنه يمكن بأموال زوجها أن تحقق حلمها، كان كل ذلك لم يكن ليفلح في تحقيق حلمها فقررت منى فندي أن تترك الغناء لإشعار آخر، و قررت أن تتعلم فنون السحر وممارسة السحر الأسود لتحقيق مطالبها. وبالفعل مارست منى ذلك النوع من السحر، وبدأ يذيع صيتها وفتحت عيادتها الروحانية الخاصة بها.. وكان يتردد عليها العديد ممن يطمحون في المال والسيادة ومن بينهم شخصيات سياسية ومشهورة في ماليزيا.
لم تنجح في أن تصبح مغنية مشهورة
وقد تسنى بذلك لمنى فندي تحقيق جزء من حلمها وهو المال، فتمكنت من جني مبالغ طائلة نظير عملها بالسحر.. فامتلكت السيارات والقصور والملابس الثمينة والمجوهرات. في الحقيقة أن منى لم تكن تملك أي قدرات خارقة، وهي غير قادرة على تحقيق حلم الآخرين.. ولكن كان لديها قدرة كبيرة على الٌإقناع والتأثير.
من ضمن المريدين لمنى فندي شخصية سياسية مرموقة ومشهورة يدعى مازلان محمد، والذي بالرغم من مكانته السياسية وثقافته، إلا أنه كان من المؤمنين جداً بقدرات منى على مساعدته في تحقيق حلمه بتوليه منصب أعلى ليصل إلى أن يكون حاكم الدولة.
ساعدت منى وزوجها محمد فندي ومساعدهما جريمي حسن مازلان، وذلك بإعطائه قصبة وقبعة أقنعاه بأنهما كانا مملوكان للرئيس الإندونيسي السابق سوكارنو. وأنها تعويذة بإمكانه استخدامها في تحقيق طموحاته. وقد طلبت منى فندي من مازلان في المقابل 2.5 مليون رينغيت( عملة ماليزيا) فدفع مازلان نصف مليون رينغيت وملكية عشرة أراضي ليصبح إجمالي المبلغ 2 مليون رينغيت أي بمعدل 600000 دولار أمريكي.
الضحية مازلان محمد : أراد أن يصبح حاكما للدولة فلجأ للسحر!!
إقرأ أيضا : خائنات .. قاتلات
وقد تم تحديد موعد لمازلان لعمل طقوس تطهير لروحه في منزل منى فندي ليلاً، وبالتأكيد كان لا أحد يعلم عن زيارات مازلان لمنى.. ولم يكن قد أخبر أحد أنه ذاهب لها في تلك الليلة حتى لا تتأثر سمعته كسياسي مرموق.
ذهب مازلان في الموعد المحدد، واستقبلته منى وقد طلبت منه أن يمدد جسده على طاولة كانت قد أعدتها وغطّت جسده بالورود.. وطلبت منه إغلاق عينيه. وما إن فعل مازلان حتى أشارت منى لمساعدها حسن فهوى بفأس حادة على رقبة مازلان وفصلها عن جسده. وقاموا ثلاثتهم (منى فندي ومحمد زوجها ومساعدهما حسن) بتقطيع الجثة لثمانية عشر جزءاً ودفنوه في مخزن قريب من منزل منى في باهانج، كما قاموا بأكل أجزاء من لحم الضحية وكان ذلك جزءاً من طقوس سحرية وقربان للشيطان وكان ذلك في العام 1993.
بعدها عاشوا جميعاً حياة طبيعية، وكأن شيئاً لم يكن. وأصبح لدى منى 2 مليون رينغيت، واستطاعت أن تجري عمليات تجميل عديدة، وشراء سيارة مرسيدس أحدث موديل، وحاولت تعديل العديد من الأشياء التي اعتقدت أنها كانت الحائل بينها وبين حلمها في الغناء. وقد تم البحث عن مازلان ولم يكن أحداً يعرف أين كان مقصده الأخير لأنه كما تم التوضيح لم يخبر أي أحد عن علاقته بمنى فندي.
وفي يوم تم القبض على مساعدهما حسن جريمي في مخالفة عادية، وما إن تم التحقيق معه حتى انهار واعتقد أنه تم القبض عليه بخصوص تلك الجريمة. واعترف بكل شيء حدث وسط صدمة أفراد الشرطة والتحقيق لأنهم كانوا يحققون معه في شيء فسمعوا منه شيئاً آخر.
وقد اعترف حسن على منى وزوجها ودلهم على مكان الجثة، ووجدوا بقاياه بالفعل في المخزن مغطى بخرسانة اسمنتية. فتم القبض على الثلاثة و التحقيق معهم ولم يقاوموا كثيراً، فاعترفوا بجريمتهم وتم الحكم عليهم بأنهم مذنبين وإصدار حكم بالإعدام شنقاً عام 1995 وقد قدموا العديد من الإلتماسات من قبل منى فندي وزوجها لتخفيف الحكم ولكنها رفضت جميعاً.
وقد لوحظ على منى أثناء المحاكمة سلوكياتها الغريبة وابتسامتها الغريبة والمخيفة أمام عدسات المصورين.. وكأنها نجمة تتصدر عناوين الصحف وليست قاتلة. كما أنها كانت ترتدي ملابس براقة وزاهية وتلوح للصحفيين ورجال الشرطة وكأنها على السجادة الحمراء.
كانت بكامل أناقتها وتبتسم بغرابة أثناء المحاكمة!!
وقد تم حكم الإعدام على ثلاثتهم في 2 نوفمبر عام 2001، وكان طلبهم الأخير قبل الإعدام هي وجبة كنتاكي.
قبل أن يتم حكم الإعدام على منى كانت تردد جملة “أكون تيكن ماتي ” ومعناها لن أرحل، وسأعود مرة أخرى. وكان عمر منى فندي وقتها يناهز الخامسة والأربعين.
ملاحظة : مازال قصرا منى إلى اليوم موجودين في ماليزيا، وأصبحا مقصداً للزوار المهتمين بالماورائيات والظواهر الغريبة. وقد أكد العديد من الزائرين بسماعهم لصوت منى في القصر تغني بصوت حزين ومخيف كما أنهم يجدون انعكاس صورتها في مرايا القصر.