الفستق الحلبي Pistachio tree شجرة متساقطة الأوراق من الفصيلة البطمية Anacardiaceae

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفستق الحلبي Pistachio tree شجرة متساقطة الأوراق من الفصيلة البطمية Anacardiaceae

    فستق حقيقي (حلبي)

    Pistachio - Pistache

    الفستق الحقيقي (الحلبي)
    الشكل (1)
    الفستق الحلبي Pistachio tree شجرة متساقطة الأوراق من الفصيلة البطمية Anacardiaceae تنتمي إلى الجنس Pistacia والنوع P.vera. يُعدّ الفستق الحلبي من أقدم الأشجار التي انتشرت زراعتها في منطقة البحر المتوسط، وقد أتى العلماء على ذكرها إبان فتوحات الإسكندر الأكبر في بلاد المشرق، وسُمِّيت بالشجرة الذهبية لما تدرّه على المزارع من إنتاج جيد النوعية إلى جانب مردوديتها العالية وارتفاع دخلها الصافي.
    يختلف المؤرخون في تحديد الموطن الأصلي لهذه الشجرة، إذ يذكر الأتراك أن الموطن الأصلي لهذه الشجرة يقع في المنطقة الممتدة بين عنتاب والحدود الإيرانية، في حين أن الأشجار المعمرة من الفستق الحلبي المطعم على الأصل البطم الحراجي والمنتشرة في منطقتي معلولا وعين التينة منذ عهد الرومان تشير إلى أن وجودها في سورية قديم قدم التاريخ، ويقدر عمر بعضها بنحو 4000 سنة وقطرها بنحو 4م.
    نقل حاكم سورية الروماني فيتالوس عام (13-37م) زراعة الفستق الحلبي إلى حوض نهر التيبر في إيطاليا، ثم نقلت هذه الزراعة إلى إسبانيا واليونان وجنوبي فرنسا، وأدخل الفستق فيما بعد إلى شمالي إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس وليبيا) وقبرص. ومن أهم الأقطار التي اشتهرت بزراعته سورية ولبنان والعراق وفلسطين وقبرص وإيران والباكستان وتركيا وإيطاليا وأفغانستان وتركستان. وقد أدخل العرب زراعة الفستق الحلبي إلى جزيرة صقلية عام (827-1080م). ونقلت زراعته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1853م ووصلت إلى كاليفورنيا عام 1904م، ثم نقلت فيما بعد إلى المكسيك وأستراليا.
    تنتشر زراعة الفستق الحلبي البعلية في سورية رئيسياً في محافظات: حلب (في منطقتي جرابلس وريف حلب) وإدلب وحماه (في منطقتي مورك وصوران)، وامتدت اليوم في بعض المناطق في محافظات دمشق والسويداء ودرعا، وتحتل عين التينة في القلمون أهمية علمية خاصة، إذ تحوي أقدم أشجار الفستق (الشكل 1)، وربما تؤكد أن الموطن الأصلي للفستق البري يقع في جبال الحرمون والقلمون. كما حُصِلَ على بعض المستحاثات الحجرية لثمار الفستق الحقيقي في إحدى المقالع الحجرية في منطقة المسلمية (محافظة حلب) تعود إلى آلاف السنين، يفوق حجمها حجم الثمار الحالية ثلاث مرات.
    ينمو الفستق في المناطق المنتشرة بين خطي عرض 30 ْ و45 ْ وخطي الطول 4 ْ و14 ْ، وقد قسمها عالم النبات السويدي C.V.Linné إلى أربعة مواطن كما يأتي:
    الموطن الأول: ويضم فورموزا والفيليبين والصين ينتشر فيها النوعان الفورموزي Pistacia formosa والنوع الصيني P.chinensis، وهما بريان لا تؤكل ثمارهما.
    الموطن الثاني: ويضم جنوب شرقي التيبت وإيران وأفغانستان وتركيا، تنتشر فيها الأنواع البرية (البطم): البطم الفلسطيني P.palestina، والبطم التربنتي P.terebinthus، والبطم الأطلسي P.atlantica، وبطم كينجوك الأخضر P.khinjuk، والبطم موتيكا P.mutica، والبطم اللانتي (المصطقاء) P.lentiscus، والفستق الحقيقي P.vera.
    الموطن الثالث: ويضم حوض البحر المتوسط بما فيه سورية ولبنان وقبرص واليونان وفلسطين وتركيا، تنتشر فيها أنواع بطم الموطن الثاني.
    الموطن الرابع: ويضم كاليفورنيا وتكساس، تنتشر فيهما الأنواع: البطم تكسانا P.texana والبطم الزيتوني P.oleae، والبطم المكسيكي P.mexicana وهي غير قابلة للتطعيم.
    وتعدُّ أنواع بطم الموطنين الثاني والثالث أكثرها أهمية عالمياً، وجميعها قابل للتطعيم ماعدا الصنف P.vera فهو قابل للتأصيل والتطعيم، تؤكل ثماره، ويُسمى في سورية بالفستق الحلبي.
    إنَّ ثمار الفستق سهلة الخزن وتتحمل النقل، ويزداد استهلاكها عالمياً على نحو مستمر ومطرد، إذ تسهم أسعارها المرتفعة جداً وقيمتها الغذائية العالية في إغراء المزارعين بتوسيع زراعتها، إضافة إلى أن الإنتاج الحالي في سورية لا يكفي لتلبية احتياج السوق المحلي مقارنة مع غيرها من الأشجار المثمرة الأخرى.
    الأهمية الاقتصادية والغذائية
    تعدّ شجرة الفستق الحقيقي مهمة في الاقتصاد الزراعي وزيادة دخل المزارع، وذلك بسبب انخفاض كلفتها الزراعية، والارتفاع المستمر لأسعار ثمارها الجيدة النوعية، والتي تعدُّ مصدراً للطاقة والبروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات. وتعدُّ بذور ثمار الفستق الطازجة مصدراً جيداً لاستخراج الزيت الذي يضاهي زيت الزيتون جودة ونوعية وفائدة، إذ تحوي نحو 58.8-61.7% من حجمها دهون أحادية غير مشبعة تسهم في خفض الكولسترول في الجسم، ونحـو 7.93% مـاء، و63-68% مادة جافة و23.7% مواد بروتينية ونحو 2.32-3.1% رماد، و2.99% ألياف، ونحو 125-134ملغ/100غ كـالـسيوم و0.89-2.90ملغ/100غ حديد، كما تحـوي كميات ضئيلة من البـور والتوتياء والمنغنيز إلى جانب كميات مهمة من الآزوت والفوسفور والبوتاس: (نحو 0.8غ من K و3.8غ من كل من N وPت /100غ) إضافة إلى مجموعة الفيتاميناتC, A, E, (B1, B2,) B ومواد عفصية وغيرها. مما يزيد من قيمتها الغذائية، وفوائدها الطبية، إذ تعدُّ من أحسن الأغذية لتقوية الأعصاب والدم والجنس وحماية القلب والحيلولة دون حدوث الجلطات الدموية، وتنفع في منع السعال البلغمي والمزمن وتزيد في القدرة العقلية والحفظ والذكاء، ويفيد نقيع القشر الخارجي للثمار المعدة في تفتيت الحصى وتقوية الأسنان وفي إزالة قروح الفم وغيرها.
    ازداد متوسط الإنتاج العالمي من الثمار من نحو 91 ألف طن عام 1980 إلى نحو 350 ألف طن عام 1994. وفي سورية راوحت المساحات المزروعة بين 59.3 ألف هكتار عام 1998 و57.6 ألف هكتار عام 2002، وزاد الإنتاج من نحو 36 ألف طن إلى نحو 53 ألف طن في العامين المذكورين على التوالي. وتحتل سورية اليوم المرتبة السادسة بإنتاج ثمار الفستق الحلبي بعد إيران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين، ويزداد الإقبال فيها على استهلاك ثماره في صناعات الحلويات والمعجنات والطبيخ وغيرها، ويؤلف استهلاكها المحلي ما لا يقل عن 3 أضعاف إنتاجها.
    المتطلبات البيئية
    تحدد العوامل البيئية الجوية والأرضية مدى انتشار الفستق في المناطق المثالية التي تتميز بمناخ المناطق الجافة ونصف الجافة حول حوض البحر المتوسط، ومنها انتقلت إلى المناطق المماثلة في تونس والمغرب وقبرص وإيطاليا وإسبانيا وأمريكا وأستراليا وغيرها.
    تعد بيئة محافظة حلب ومنطقتي مورك وصوران في محافظة حماة أفضل البيئات المناسبة لزراعة الفستق، حيث يراوح مجموع ساعات البرودة شتاء بين 900-1200 ساعة تحت درجة 7 ْم، كما أن الصيف الحار والجاف يلائم اكتمال نمو الثمار وامتلائها، إضافة إلى تشققها المهم تجارياً وبنسبة 75% عند النضج.
    تقاوم الأنواع البرية من البطم ارتفاع درجة الحرارة صيفاً حتى 50 ْم وشتاءً حتى -30 ْم، أما الأصناف المستزرعة فإنها تتأثر في درجة حرارة -9 ْ، وتموت بتأثير الصقيع الشتوي الشديد. ويضر ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية في أثناء موسم الإزهار بالتلقيح والعقد والإثمار، كما أن الصقيع المتأخر يضر بالأزهار وبداية التوريق.
    شجرة الفستق محبة للضوء وهي من نباتات النهار الطويل، وتفضل زراعتها في الأماكن المعرضة للشمس على نحو جيد. وتطلى جذوع أشجارها بمحلول الكلس؛ لتقليل الضرر الذي ينشأ عن امتصاص الأشعة الشمسية.
    تزرع شجرة الفستق الحقيقي في المناطق التي يراوح فيها مستوى الهطل المطري السنوي بين 150-450مم. وعلى سبيل المثال، يزرع الفستق في منطقة سفاقس التونسية حيث يبلغ الهطل المطري السنوي نحو 150مم، إلا أنه يزرع على مسافات كبيرة بين الأشجار (20×20م)، ويكون التبخر والتبخر - النتح في حدوده الدنيا بسبب اعتدال الحرارة وكون التربة رملية طينية. وفي سورية يزرع الفستق الحلبي في منطقة حـلب حيث يـراوح الهطـل المطري السنوي بين 250-350مم، وعلى مسافات كبيرة (8×10م) بين الغراس، حيث تتوافر له رطوبة جوية غير مرتفعة كثيراً، ولكنها تزيد على40% في موسمي الإزهار والنضج لتعويض نقص الأمطار. ولا ينصح بزراعته في المناطق التي يزيد هطلها المطري على 500مم. وتظهر آثار قلة الأمطار في شدة معاومة الحمل الثمري وقلة هذا الحمل، وارتفاع نسبة الثمار الفارغة وتأخر بدء الإثمار وصغر حجم الثمار وتساقط الثمار، وغيرها. تفيد أمطار شهري تشرين الأول/أكتوبر والثاني/نوڤمبر في تكوين مخزون غذائي ضروري للإزهار في فصل الربيع، وأمطار الأشهر كانون الأول وكانون الثاني وشباط/فبراير في تكوين مخزون الأرض من الماء. وتساعد الأمطار الخفيفة في شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل على التلقيح وخفض حدة البرد والرياح الضارة. وتسيء الأمطار الغزيرة إلى إمكانية التلقيح والعقد فتسببُ انخفاض الإنتاج الثمري وزيادة الثمار الفارغة إلى جانب ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض الفطرية وخاصة التفحمات.
    يتحمل الفستق الرياح أكثر من الأشجار المثمرة الأخرى لمرونة أغصانه، ولكن الرياح الحارة في موسمي الإزهار والعقد تسيء إلى التلقيح وقد تؤدي إلى جفاف نهاية الأوراق والأغصان الغضة وتساقط الثمار. ويخشى المزارعون في سورية من الآثار الضارة لرياح الخماسين الحارة والرياح الشمالية والشرقية والجنوبية في فصلي الربيع والصيف. ولابد من إقامة مصدات الرياح حول بساتين الفستق لحمايتها من الرياح السريعة والباردة.
    تنجح زراعة الفستق في جميع أنواع الترب ماعدا الترب الثقيلة الطينية، أو السيئة الصرف المائي وغير العميقة. ويقاوم ارتفاع نسبة الكلس (خاصة الأصل البطم الأطلسي) حتى 80% من الكلس في شمالي سورية. وتعدُّ الترب الطينية الرملية العميقة (حتى 2م) والمحتوية على نسبة عالية من الكلس (25-30%) أفضل الترب ملاءمة لهذه الزراعة، مع ارتفاع نسبتي الملوحة والقلوية فيها. ويمكن نجاح زراعته على ارتفاع 1300م فوق سطح البحر، وينصح في هذه الحالة بزراعة الأصناف المبكرة النضج، وتفضل زراعته بين 300-1200م.
    الوصف النباتي والخصائص الحيوية والأصناف
    شجرة الفستق الحقيقي متوسطة الحجم يصل ارتفاعها إلى 6-10م، تاجها قوي وكثيف، لون قشرة طرودها الحديثة بني محمر يتحول مع تقدم سن الشجرة إلى رمادي مسمر يماثل لون الجذع. أوراقها مركبة جلدية تتكون من 2-5 أزواج من الوريقات بحسب الصنف، متناوبة بيضوية، سطحها العلوي أخضر اللون لامع، يكسوها زغب قليل على الوجه العلوي. تكون أوراق الأشجار المذكرة أصغر حجماً، ونمواتها الحديثة أكثر احمراراً منها في الأشجار المؤنثة. يعيش الفستق البذري المنشأ مدة 300-400 سنة وأكثر. تبدأ شجرة الفستق بالإثمار في عمر 5-7 سنوات بعد التطعيم، ويتوقف ذلك على الصنف وطريقة الاستثمار، وقد تتأخر الأشجار عن الإثمار حتى السنة الثانية عشر في الشروط البيئية القاسية (البعلية). ويقسم نمو الثمار بعد العقد إلى ثلاث مراحل:
    1 - من 20 نيسان/أبريل إلى 20 أيار/مايو تنمو الثمار سريعاً.
    2 - من 20 أيار/مايو إلى 20 حزيران/يونيو تنمو الثمار ببطء ويبقى الجنين ساكناً وتبدو الثمار فارغة.
    3 - من 20 حزيران/يونيو إلى أواخر آب/أغسطس ينمو الجنين والفلقات وتمتلئ الثمرة وتتشقق بعد النضج. شجرة الفستق ثنائية المسكن وحيدة الجنس، براعمها الخضرية هرمية الشكل، وبراعمها الزهرية منتفخة كروية الشكل، تتجمع أزهارها المذكرة في نورات، وتتكون كل زهرة من 5 أوراق كاسية و5 أعضاء مذكرة (من دون أوراق تويجية ولا عضو مؤنث)، في حين تكون الأزهار المؤنثة عنقودية الشكل (الشكل-2) تتكون كل منها من 3-5 أوراق كأسية ومبيض ذي تجويف واحد (من دون أوراق تويجية ولا أعضاء مذكرة). وتتكون البراعم الثمرية بدءاً من أول شهر تموز/يوليو من كل عام، وتبقى غالبيتها ساكنة حتى الثلث الأخير من شهر آذار/مارس في العام التالي، حيث تنتفخ وتتفتح وتنمو منها العناقيد الزهرية. ولابد من انتقاء الأشجار المذكرة ذات مواصفات مطابقة بمواعيد إزهارها مع مواعيد إزهار الأشجار المؤنثة. وقد اعتمدت في هذا الإطار أصناف ملقَّحة. فمثلاً في كاليفورنيا خصص الصنفان الذكريان تشيكو chico وبيترز peters لتلقيح أشجار أهم الأصناف المؤنثة وهي: لاسين وكرمان وبرونتي والعاشوري. وفي اليونان اعتمدت ثلاثة ملقحات وهي: ألفا (مبكر الإزهار) وبيتا (متوسط الإزهار) وغاما (متأخر الإزهار) لتلقيح الأصناف كابلاراتي وفينتاكاتي، وغيرها. وفي إيطاليا اعتمد الملقح سانتا جيليزي لتلقيح نابوليتانا وترابينيليا وبرونتي. وفي سورية انتخب أحد عشر ملقحاً ذكرياً، لتلقيح ثمانية أصناف سورية هي: العاشوري والباتوري والعجمي والعليمي وجاب أحمر والبندقي واللازوردي والمراوحي. وتجري اليوم دراسات في إطار استخدام جينوم الكلوروبلاست لتحديد تطور أنواع الجنس Pistasia ومنشأ سلالاته المختلفة.
    الشكل (2) مقارنة بين الأزهار المؤنثة في صنفي الفستق
    العاشوري ( أ ) والعنتابي (ب) السوريين
    تتساقط البراعم الزهرية المؤنثة طبيعياً في سنوات الحمل الغزير، وتؤدي إلى ظاهرة المعاومة (قلة الحمل في العام القادم). وقد أكدت التجارب أن التزاحم الغذائي يسهم في ظاهرة التساقط، وأمكن تخفيفها بعملية خفض عدد الثمار وبعملية تحليق قواعد الطرود.
    يعدُّ تكوين الثمار الفارغة من الخصائص الحيوية المهمة التي تقلل من المحصول، وقد أمكن تخطيها بزراعة الملقحات المتوافقة بمواعيد تفتح الأزهار، أو بالتلقيح الصنعي، أو برش الأشجار المؤنثة بمحلول الزيت المعدني «داينترو - دي - كريزول» (DNOC) dinitro-d- cresol بنسبة 0.2% قبل موعد تفتح الأزهار بشهرين، وذلك لزيادة كفاءة التلقيح ونسبة الثمار المليئة.
    التأبير pollination ريحي رئيسياً، ويتطلب الإلقاح الناجح درجات حرارة عالية. دور السكون البرعمي قصير، وتبقى الأوراق على أشجارها بعد تساقط الثمار مدة طويلة.
    الثمرة وحيدة اللوزة مغطاة بغلاف جاف، ينشق جزئياً ويحيط به غلاف آخر يتلون عند نضج الثمرة بالأحمر الغامق إلى الزهري، أو بالأصفر المحمر، أو الأصفر الفاقع بحسب الأصناف. شكل اللوزة كروي أو بيضوي، طولها 0.5-2سم وعرضها 0.4-1سم، ويحيط باللوزة غلاف رقيق ملون، لون اللوزة غالباً أخضر (الشكلان 3 و4).
    الشكل (3) الصنف العاشوري
    تكون الأشجار المذكرة أعلى من الأشجار المؤنثة وأوراقها رمحية، أما أوراق المؤنثة فهي مائلة للاستدارة.
    المجموعة الجذرية قوية وكثيفة التفرع، ويمكن أن يصل الجذر الوتدي إلى عمق 7م، أما الجذور الجانبية فيمكن أن تنتشر أفقياً وسطحياً، ضمن دائرة نصف قطرها 5م وأكثر وفي عمق التربة حتى 2م وأكثر. وتبين في دراسة للتجمع الأعظمي لجذور الصنفين العاشوري والعنتابي في سورية عام 1997، أنه ينتشر عمقاً بين 20 -100سم وأفقياً حتى 3م وأكثر من جذع الشجرة، وقد ساعد ذلك على تحديد طرائق التسميد والري والحراثة اقتصادياً ومحلياً وعلى زيادة الإنتاج.
    الشكل (4) الصنف العنتابي
    لشجرة الفستق الحقيقي أصناف عدة سورية وإيرانية وإيطالية وأمريكية وأفغانستانية ويونانية ومكسيكية وتونسية، أشهرها:
    عين التينة والعاشوري وناب الجمل والمراوحي والباتوري والحلبي والبندقي والقرشي والجلبي والإبراهيمي والحيدري واللازوردي والعنتابي، وهادي ودمغان وغافوري وفونتوكاني ولاسين وكرمـان وبـرونتي وبيترز الملقح ويوزوم وماطـر وسفاقس ونابـوليتانا وكـابولي وترابونيللا وغيرها من الأصناف الهجينة (الشكلان 3 و4).
    وتجدر الإشارة إلى وجود هجن أو طفرات طبيعية خنثى (تحمل نورات مذكرة ومؤنثة) في تركيا وسورية، ومن المفيد جداً إكثارها للاستفادة منها في التشجير، إضافة إلى ضرورة إجراء تجارب تهجينية بين الفستق الحلبي والبطم الفلسطيني للحصول على هجن خنثى للفستق.
    الإكثار والأصول المستعملة
    يكاثر الفستق الحقيقي بزراعة البذور لإنتاج الغراس البذرية، ومن ثم تطعيمها بطريقة البرعمة الدرعية اليقظة بالأصناف المرغوب فيها، ويتم ذلك على غراس عمرها 2-3 سنوات. ويمكن إجراء تطعيم الغراس في المشتل مباشرة، في الأكياس اللدائنية السوداء أو في حقول المشتل مباشرة أو في الأرض الدائمة بدءاً من منتصف أيار/مايو ولغاية حزيران/يونيو. وتُطعَّم الغراس البذرية التي قطرها نحو 8-10مم فوق عنق الغرس بمقدار10سم، بأقلام لطعوم مأخوذة من أشجار الأصناف المثمرة في يوم التطعيم صباحاً باكراً أو مساءً لضمان نجاحها، وينبغي تغطية مكان التطعيم على الغراس في الأرض الدائمة لحمايتها من أشعة الشمس التي تؤثر في نسغ الغرسة وتجعله حامضياً، مما يحول دون التحام الطعم مع الأصل. وعند ثبات نجاح الالتحام يقص جزء الغرسة فوق عين الطعم لتشجيع نموها. ويجب رعاية الغراس المطعَّمة بريها وتعشيبها وتسميدها وتقليمها بحسب الحاجة (الشكل-5). ويجري تطعيم الغراس بنسبة 85% من طعوم الأشجار المؤنثة و15% من طعوم الأشجار المذكرة. وينصح بإجراء التطعيم المباشر في الأرض الدائمة لكونه أنجح من التطعيم في المشتل إنتاجياً وتربوياً في المراحل اللاحقة لنمو الأشجار وتطورها.
    الشكل (5) غراس مطعمة لصنف الفستق العاشوري السوري في أرض المشتل من دون أكياس
    وتوجد أصول عدة للفستق الحقيقي (الجدول-1)، ومن أشهر الأصول المستخدمة في إنتاج الغراس البذرية أصناف الفستق العاشوري والحلبي الحقيقي والباتوري والأصناف الهجينة صنعياً أو طبيعياً، وأصناف البطم الأطلسي والفلسطيني والتربنتي وطفراتها.
    الأصل شكل الوريقة عدد الوريقات التربة الملائمة الشجرة العلو
    الفستق الحلبي (الحقيقي) بيضوية 3-5 عميقة وخصبة
    طينية كلسية
    قوية 8-10م
    البطم كينجوك قليلة البيضوية 1-2 طينية كلسية دغلية 3-7م
    البطم الأطلسي متطاولة 7-12 متناوبة الثقيلة، مقاومة للنيماتودا وفيتوفيرا قوية جداً 10-15م
    البطم التربنتي متطاولة 9-13 طينية ثقيلة، مقاومة للنيماتودا وفيتوفيرا متوسطة النمو دغلية 2-5م
    البطم موتيكا صغيرة جلدية متعددة تربة مالحة ومتحجرة قوية جداً 10-15م
    البطم الفلسطيني متطاولة صغيرة 8-12
    من دون ورقة قمية
    ثقيلة ورطبة وكلسية متوسطة القوة 7-10م
    البطم اللانتي بيضوية جلدية 3-5
    دائمة الخضرة
    كلسية طينية شجيرة وغالباً دغلية 4-5م
    الجدول (1) الوصف المرفولوجي النباتي لأصول الفستق المتساقطة الأوراق
    وفي إطار دراسة تأثير هرمون حمض الجبريليك (GA3) في الغراس المطعَّمة برشه على الصنفين العاشوري والباتوري بعد مضي شهرين على موعد تطعيمها، أمكن الحصول على غراس أقوى طولاً وقطراً باستعمال التركيز 50 جزء بالمليون من هذا الهرمون، إلاّ أنه أدى إلى سقوط أوراق الغراس قبل شهر مقارنة مع الشاهد.
    زراعة الفستق وخدماته الزراعية
    كميةالهطل المطري السنوي (مم) المسافة بين الحفر (م)
    300-400 12×12
    400-500 10×10
    أكثر من 500 9×9
    الجدول (2) المسافات بين الأشجار بحسب مستوى الهطل المطري
    بعد اختيار الموقع المناسب، تنقب أرضه على عمق 80-100سم لتسهيل اختراق الجذور وتحسين خواص التربة وتخزين مياه الأمطار، ثم تضاف الأسمدة العضوية والمعدنية للدونم كما يـأتي: 3طن سماد عضوي متخمر، و40كغ سوبر فوسفات، و30كغ سلفات البوتاسيوم. تطمر هذه الأسمدة بحراثة سطحية على عمق 20-30سم. وتحدد مسافات الزراعة بين حفر الغراس بحسب الهطل المطري السنوي في الموقع (الجدول-2).
    أما في الأراضي المروية الخصبة فتكون المسافة بين الحفر 7×7م أو 8×8 م. وتحضر الحفر قبل 3 شهور من الزراعة لتعريضها لأشعة الشمس وعلى أساس الأبعاد 1×1×1م في الأراضي غير المنقوبة و40×40×40سم في الأراضي المنقوبة.
    تزرع الغراس في أثناء الشهرين كانون الأول/ديسمبر وشباط/فبراير، ويجب أن تكون نسبة عدد الأشجار المذكرة بين 8-10% من عدد الأشجار المؤنثة، وعلى أن تزرع المذكرة من جهة الرياح السائدة لضمان التلقيح الجيد. ويراعى ألاّ تزيد المسافة بين الأشجار المؤنثة والمذكرة على 25-30م في الأجواء الرطبة التي يمكن أن تعوق انتقال الطلع لمسافات بعيدة.
    الخدمات الزراعية
    ـ تربية الأشجار: تترك الغراس من دون تقليم في السنة الأولى في الأرض الدائمة لتقوية مجموعتيها الجذرية والخضرية، وتُقلَّم في السنة الثانية على ارتفاع 50سم، فيتكون عليها في أثناء فصل الصيف 3-5 طرود جديدة على نحو جيد، وتزال الطرود الأخرى غير المفيدة. وفي السنتين الثالثة والرابعة تُقلَّم الفروع على مسافة 30-50سم فوق عين قوية وناضجة وتستمر تربية التاج حتى عمر 5-7 سنوات لتكوين التاج الكأسي ذي المحور المعدَّل. وعند تشكل تاج الشجرة وبدء إثمارها، تربَّى بتقليمها تقليماً خفيفاً، فتزال الطرود الشحمية النامية على الفروع الرئيسة، وكذلك الطرود المزاحمة والفروع الجافة والمريضة وتحرق على الفور مع العناقيد الثمرية المتبقية على الأشجار من العام المنصرم. وينصح عموماً بعدم إجراء التقليم الجائر(الشديد) والمتكرر الذي يشجع النمو الخضري.
    ـ يمكن الاستفادة من المسافات بين الأشجار بزراعتها إما بمحاصيل شتوية (كالحبوب - والبقول وغيرها) تبعد عن الأشجار مسافة 1م في كل الاتجاهات، أو تزرع بينها أشجار مثمرة سريعة النمو، مثل الكرمة والتين واللوز في الأراضي البعلية، والكرمة والدراق والجانرك في الأراضي المروية، وتقلع هذه الأشجار البينية في عمر 10-15 سنة.
    ـ ومن الخدمات الزراعية المهمة إجراء حراثة سطحية مرتين لنثر الأسمدة، إضافة إلى الحراثات الصيفية حسب الحاجة ولإزالة الأعشاب.
    ـ التسميد: تراعى في تسميد الفستق كميات الهطل المطري السنوي وخصوبة التربة وعمر الأشجار (الجدول-3).
    كمية الأمطار عمر الأشجار السماد العضوي السماد الآزوتي السماد الفوسفوري السماد البوتاسي
    للشجرة للدونم للشجرة للدونم للشجرة للدونم للشجرة للدونم
    300مم قبل الإثمار 10-15كغ 100-150كغ - - - - - -
    في طور الإثمار 30-50كغ 300-500كغ - - - - - -
    300-500مم قبل الإثمار 10-15كغ 100-225كغ 100غ 1.5كغ - - - -
    في طور الإثمار 30-50كغ 450-750كغ 500غ 7.5كغ 0.5-1كغ 7.5-15كغ 0.5-1.5كغ 7.5-15كغ
    أكثر من 500مم قبل الإثمار 10-20كغ 200-400كغ 100غ 2كغ - - - -
    في طور الإثمار 50-100كغ 1000-2000كغ 600غ 12كغ 1كغ 20كغ 1كغ 20كغ
    الجدول (3)
    تكرر إضافة السماد العضوي كل سنتين أو ثلاث سنوات، بحسب خصوبة التربة واحتوائها على المادة العضوية. وينصح بإضافة 50-100غ للشجرة من كل من كبريتات الزنك وكبريتات المنغنيز وشالات الحديد المخصصة للأراضي الكلسية بحسب عمر الأشجار.
    ـ الري: تروى كروم الفستق صيفاً رياً تكميلياً في الأراضي القليلة الأمطار(أقل من 200مم/سنة)، وذلك بعد الغرس مباشرة، كما تعطى ريتين في شهر حزيران وآب سنوياً قبل الإثمار، أما في طور الإثمار فتروى الأشجار في سنين الجفاف إضافة إلى الري التكميلي. وينبغي عدم ري الأشجار في فترتي الإزهار والعقد، وعدم ملامسة مياه الري لجذع الشجرة. ويمكن تعميم طريقة الري الحديث بالتنقيط والرشح في الكروم المروية وفي الري التكميلي.
    جني الثمار وخزنها
    تجنى الثمار يدوياً في أثناء شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، على دفعات بحسب درجة اكتمال نضجها، وذلك بقص عناقيد الثمار مباشرة أو بضرب جذعها برفق بعصا طويلة لف رأسها بقماش خاص لتسقط الثمار على قطع قماش تحتها. ويمكن التخلص من الغلاف الخارجي الصلب بتعريضه لأشعة الشمس مباشرة مدة 4-5 أيام، وثم تجمع وتوضع في عبوات مناسبة لتسويقها.
    ويمكن جني الثمار آلياً بوساطة الهزاز الآلي المقطور على الجرار، إذ يمكن توفير نحو 90% من تكلفة القطف.
    يبلغ إنتاج الشجرة الواحدة في عمر 25 سنة وأكثر وسطياً نحو10كغ في الزراعات البعلية، ويمكن أن يراوح بين 20-50كغ لأشجار يفوق عمرها 50 سنة، وقد يصل إلى 100كغ سنوياً.
    تخزن الثمار الكاملة أو المنزوعة القشرة الخارجية في أكياس خيش نظيفة في المستودعات العادية بعد تنظيفها وتجفيفها وتصنيفها حجماً ووزناً. وتخزَّن الثمار المنزوعة القشرة الخشبية في أوعية زجاجية أو في أكياس خاصة لمنع فسادها.
    أهم الآفات:
    من الأمراض: تبقع الأوراق وعفن الثمار والذبول الفيرتسليومي، وعفن الجذور والصدأ الأسمر والبياض الدقيقي.
    ومن الحشرات: ثاقبة البراعم وكابنودس الخشب والجذور، والحشرة القشرية وسوسة الكلف ونطاط الأوراق والعناقيد الزهرية والمَنُّ الورقي وبسيللا الفستق ودبور الثمار.

    هشام قطنا
يعمل...
X