نال الشعر في العصر الجاهلي الذي جاء بلغة أدبية فصيحة بليغة وتراكيب قويّة اهتمامًا كبيرًا وعنايةً واضحة من النقاد والدارسين؛ إذ جُمِع في كتب خاصة عديدة، وتمّت دراسته وتحقيقه والبحث فيه، ومن الجدير بالذكر أنّ الشعر الجاهلي مرّ بالعديد من المراحل وتأثر ببعض العوامل التي ساهمت في اكتسابه الشكل العام الذي عرف به والخصائص العديدة التي امتاز بها، وفي هذا المقال ذكر وتوضيح لبعض العوامل التي أثرت في الشعر الجاهلي.[١][٢]
العوامل المؤثرة في الشعر الجاهلي
تأثر الشعر الجاهلي بمجموعة من العوامل والمؤثرات التي طبعته بالطابع الذي عُرف به، ومن هذه العوامل على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣][٤]
طبيعة الحياة الجاهلية وعدم وجود وسائل تهيّئ الأذهان للانفتاح الثقافي والمعنوي؛ لذلك كانت تزخر القصيدة الجاهلية بالأوصاف المادية.
طبيعة الحياة في الصحراء ومظاهرها جعلت الشعر الجاهلي يصورها بكثرة في أشعاره، وتعدّ هذه الحياة الصحراوية حياة قاسية، ويمتاز أهلها بكثرة ترحالهم وتنقّلهم، وقد بدا ذلك واضحًا في القصائد الجاهلية.
الحياة السياسية في ذلك الوقت، والطبيعة القبليّة التي كانت سائدة، وكل قبيلة تكون وحدة اجتماعية وسياسية مستقلة يكون الشاعر لسان حالها.
حياة القبائل التي تقوم فيها الحروب والمنازعات، إذ يتم توثيق ذلك وتضمينه في القصيدة الجاهلية التي ينظمها الشاعر، فكانت هذه الحروب مادّةً غنيةً للشعر، الذي حكى وقائعها ووصفها وصفًا دقيقًا.
العربيّ بطبعه يحرص على المُثل العليا وعاداته وتقاليده ويفتخر بها، فنُظمت الكثير من القصائد الجاهلية في الفخر ظهرت فيها الروح الجماعية والتحدث باسم القبيلة.
وجود الأسواق التي كانوا يتوافد إليها الشعراء لمناشدة الأشعار والمبارزة في ما بينهم.
عناية العرب بالأنساب ومعرفة الأصول والأحساب.
الظواهر العامة في الشعر الجاهلي
القارئ للشعر الجاهلي يلاحظ اتسامه ببعض الظواهر والخصائص العامة، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣]
التركيز أكثر على النواحي المادية والحسيّة باختلاف الموضوعات والأغراض الشعرية.
تضمين القصيدة الجاهلية المعاني البسيطة غير العميقة ولا تحتاج إلى مغالاة في التفكير.
كثرة التوصيف والتشبيهات المستخدمة في نظم القصيدة في العصر الجاهلي.
صدق الشعور وقوة العاطفة التي يُظهرها الشاعر في أبياته الشعرية.
الحياة والحركة في الصور الشعرية المستخدمة.
تضمين الفن القصصي في الأبيات الشعرية في بعض الأحيان.
افتتاح القصيدة بالوقوف على الأطلال والبكاء على الديار.
الاهتمام بالألفاظ والعبارات المُختارة التي تتصف بالقوة والتأثير وتؤدي الغرض المطلوب.
الدقة في التعبير دون زيادة أو مغالاة.
الاستعانة بالمحسنات البديعية المختلفة.
موضوعات الشعر الجاهلي
تعددت الموضوعات التي تناولها الشعراء الجاهليون في قصائدهم الشعرية، يُذكَر منها ما يأتي:[٥][٦]
الغزل: يعدّ من أبرز الموضوعات التي ظهرت في الشعر الجاهلي، إذ يعبّر الشعراء عن عواطفهم ومشاعرهم، ويصفون المرأة ومحاسنها وصفاتها.
الرثاء: يعبّر الشاعر في هذا النوع من الشعر عن الأسى والحُزن الذي يعيشه بعد فقدان شخص عزيز.
الهجاء: يعددّ الشاعر فيه عيوب الخصوم والأعداء، ويصفهم بالصفات القبيحة والسلبية.
الوصف: يذكر فيه الشاعر مظاهر الطبيعة والبيئة التي يعيش فيها، فيصف الطبيعة الصامتة والمتحركة، وصورة الصحراء وما فيها.
قصائد من الشعر الجاهلي
في ما يأتي -على سبيل الذكر لا الحصر- بعض القصائد المشهورة من الشعر الجاهلي:
قصيدة قفا نبك
هي قصيدة للشاعر امرئ القيس يعرض فيها عدة حوادث مرّ بها، وهذه بعض أبياتها:[٧]
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
قصيدة أهاجكِ من سُعداكَ
هي قصيدة للشاعر النابغة الذبياني نظمها في مدح النعمان بن المنذر، وهذه بعض أبياتها:[٨]
أَهاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ
بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَساوِدِ
تَعاوَرَها الأَرواحُ يَنسِفنَ تُربَها
وَكُلُّ مُلِثٍّ ذي أَهاضيبَ راعِدِ
بِها كُلُّ ذَيّالٍ وَخَنساءَ تَرعَوي
إِلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ فارِدِ
عَهِدتُ بِها سُعدى وَسُعدى غَريرَةٌ
عَروبٌ تَهادى في جَوارٍ خَرائِدِ
لَعَمري لَنِعمَ الحَيِّ صَبَّحَ سِربَنا
وَأَبياتَنا يَوماً بِذاتِ المَراوِدِ
يَقودُهُمُ النُعمانُ مِنهُ بِمُحصَفٍ
وَكَيدٍ يَغُمُّ الخارِجِيَّ مُناجِدِ
وَشيمَةِ لا وانٍ وَلا واهِنِ القُوى
وَجَدٍّ إِذا خابَ المُفيدونَ صاعِدِ
فَآبَ بِأَبكارٍ وَعونٍ عَقائِلٍ
أَوانِسَ يَحميها اِمرُؤٌ غَيرُ زاهِدِ
يُخَطَّطنَ بِالعيدانِ في كُلِّ مَقعَدٍ
وَيَخبَأنَ رُمّانَ الثُدِيِّ النَواهِدِ
وَيَضرِبنَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ
حِسانِ الوُجوهِ كَالظِباءِ العَواقِدِ
قصيدة أطلال خولة
هي قصيدة للشاعر طرفة بن العبد نظمها نتيجة سوء المعاملة من ابن عمّه، وهذه بعض أبياتها:[٩]
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها
كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ
وَفي الحَيِّ أَحوى يَنفُضُ المَردَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خَذولٌ تُراعي رَبرَباً بِخَميلَةٍ
تَناوَلُ أَطرافَ البَريرِ وَتَرتَدي
وَتَبسِمُ عَن أَلمى كَأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي
سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتِهِ
أُسِفَّ وَلَم تَكدِم عَلَيهِ بِإِثمِدِ
وَوَجهٌ كَأَنَّ الشَمسَ حَلَّت رِدائَها
عَلَيهِ نَقِيُّ اللَونِ لَم يَتَخَدَّدِ
العوامل المؤثرة في الشعر الجاهلي
تأثر الشعر الجاهلي بمجموعة من العوامل والمؤثرات التي طبعته بالطابع الذي عُرف به، ومن هذه العوامل على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣][٤]
طبيعة الحياة الجاهلية وعدم وجود وسائل تهيّئ الأذهان للانفتاح الثقافي والمعنوي؛ لذلك كانت تزخر القصيدة الجاهلية بالأوصاف المادية.
طبيعة الحياة في الصحراء ومظاهرها جعلت الشعر الجاهلي يصورها بكثرة في أشعاره، وتعدّ هذه الحياة الصحراوية حياة قاسية، ويمتاز أهلها بكثرة ترحالهم وتنقّلهم، وقد بدا ذلك واضحًا في القصائد الجاهلية.
الحياة السياسية في ذلك الوقت، والطبيعة القبليّة التي كانت سائدة، وكل قبيلة تكون وحدة اجتماعية وسياسية مستقلة يكون الشاعر لسان حالها.
حياة القبائل التي تقوم فيها الحروب والمنازعات، إذ يتم توثيق ذلك وتضمينه في القصيدة الجاهلية التي ينظمها الشاعر، فكانت هذه الحروب مادّةً غنيةً للشعر، الذي حكى وقائعها ووصفها وصفًا دقيقًا.
العربيّ بطبعه يحرص على المُثل العليا وعاداته وتقاليده ويفتخر بها، فنُظمت الكثير من القصائد الجاهلية في الفخر ظهرت فيها الروح الجماعية والتحدث باسم القبيلة.
وجود الأسواق التي كانوا يتوافد إليها الشعراء لمناشدة الأشعار والمبارزة في ما بينهم.
عناية العرب بالأنساب ومعرفة الأصول والأحساب.
الظواهر العامة في الشعر الجاهلي
القارئ للشعر الجاهلي يلاحظ اتسامه ببعض الظواهر والخصائص العامة، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣]
التركيز أكثر على النواحي المادية والحسيّة باختلاف الموضوعات والأغراض الشعرية.
تضمين القصيدة الجاهلية المعاني البسيطة غير العميقة ولا تحتاج إلى مغالاة في التفكير.
كثرة التوصيف والتشبيهات المستخدمة في نظم القصيدة في العصر الجاهلي.
صدق الشعور وقوة العاطفة التي يُظهرها الشاعر في أبياته الشعرية.
الحياة والحركة في الصور الشعرية المستخدمة.
تضمين الفن القصصي في الأبيات الشعرية في بعض الأحيان.
افتتاح القصيدة بالوقوف على الأطلال والبكاء على الديار.
الاهتمام بالألفاظ والعبارات المُختارة التي تتصف بالقوة والتأثير وتؤدي الغرض المطلوب.
الدقة في التعبير دون زيادة أو مغالاة.
الاستعانة بالمحسنات البديعية المختلفة.
موضوعات الشعر الجاهلي
تعددت الموضوعات التي تناولها الشعراء الجاهليون في قصائدهم الشعرية، يُذكَر منها ما يأتي:[٥][٦]
الغزل: يعدّ من أبرز الموضوعات التي ظهرت في الشعر الجاهلي، إذ يعبّر الشعراء عن عواطفهم ومشاعرهم، ويصفون المرأة ومحاسنها وصفاتها.
الرثاء: يعبّر الشاعر في هذا النوع من الشعر عن الأسى والحُزن الذي يعيشه بعد فقدان شخص عزيز.
الهجاء: يعددّ الشاعر فيه عيوب الخصوم والأعداء، ويصفهم بالصفات القبيحة والسلبية.
الوصف: يذكر فيه الشاعر مظاهر الطبيعة والبيئة التي يعيش فيها، فيصف الطبيعة الصامتة والمتحركة، وصورة الصحراء وما فيها.
قصائد من الشعر الجاهلي
في ما يأتي -على سبيل الذكر لا الحصر- بعض القصائد المشهورة من الشعر الجاهلي:
قصيدة قفا نبك
هي قصيدة للشاعر امرئ القيس يعرض فيها عدة حوادث مرّ بها، وهذه بعض أبياتها:[٧]
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
قصيدة أهاجكِ من سُعداكَ
هي قصيدة للشاعر النابغة الذبياني نظمها في مدح النعمان بن المنذر، وهذه بعض أبياتها:[٨]
أَهاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ
بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَساوِدِ
تَعاوَرَها الأَرواحُ يَنسِفنَ تُربَها
وَكُلُّ مُلِثٍّ ذي أَهاضيبَ راعِدِ
بِها كُلُّ ذَيّالٍ وَخَنساءَ تَرعَوي
إِلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ فارِدِ
عَهِدتُ بِها سُعدى وَسُعدى غَريرَةٌ
عَروبٌ تَهادى في جَوارٍ خَرائِدِ
لَعَمري لَنِعمَ الحَيِّ صَبَّحَ سِربَنا
وَأَبياتَنا يَوماً بِذاتِ المَراوِدِ
يَقودُهُمُ النُعمانُ مِنهُ بِمُحصَفٍ
وَكَيدٍ يَغُمُّ الخارِجِيَّ مُناجِدِ
وَشيمَةِ لا وانٍ وَلا واهِنِ القُوى
وَجَدٍّ إِذا خابَ المُفيدونَ صاعِدِ
فَآبَ بِأَبكارٍ وَعونٍ عَقائِلٍ
أَوانِسَ يَحميها اِمرُؤٌ غَيرُ زاهِدِ
يُخَطَّطنَ بِالعيدانِ في كُلِّ مَقعَدٍ
وَيَخبَأنَ رُمّانَ الثُدِيِّ النَواهِدِ
وَيَضرِبنَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ
حِسانِ الوُجوهِ كَالظِباءِ العَواقِدِ
قصيدة أطلال خولة
هي قصيدة للشاعر طرفة بن العبد نظمها نتيجة سوء المعاملة من ابن عمّه، وهذه بعض أبياتها:[٩]
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها
كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ
وَفي الحَيِّ أَحوى يَنفُضُ المَردَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خَذولٌ تُراعي رَبرَباً بِخَميلَةٍ
تَناوَلُ أَطرافَ البَريرِ وَتَرتَدي
وَتَبسِمُ عَن أَلمى كَأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي
سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتِهِ
أُسِفَّ وَلَم تَكدِم عَلَيهِ بِإِثمِدِ
وَوَجهٌ كَأَنَّ الشَمسَ حَلَّت رِدائَها
عَلَيهِ نَقِيُّ اللَونِ لَم يَتَخَدَّدِ