سومطرة
تقع جزيرة سومطرة Sumatra في غربي إندونيسيا، وأقصى غرب جزر الصوند (سوندا) Sunda، ثانية كبريات الجزر الإندونيسية، بعد جزيرة كاليمنتان وسادس كبريات جزر العالم، بمساحة تعادل 473606كم2، بما فيها الجزر المجاورة. تمتد الجزيرة في اتجاه جنوبي شرقي شمالي غربي، يفصلها عن شبه جزيرة الملايو مضيق ملقا، وعن جاوة مضيق الصوند، الطول الأقصى للجزيرة نحو 1770كم وعرض أقصى 435كم. تتكون من ثماني مقاطعات أو أقاليم: هي آتجه Atjeh وبنجكولوBengkulu وجامبي Jambi وريو Rio ولامبونجLampong وسومطرة الجنوبية وسومطرة الشمالية وسومطرة الغربية.
أهم المدن: ميدان Medan وبادانغPadang وبالمبانغ Palembang.
تمتد سلسلة جبال باريسان Barisanالبركانية العالية مع امتداد السواحل الغربية للجزيرة، والتي تنحدر من الغرب بشدة نحو المحيط الهادئ، بينما تنحدر تدريجياً من الشرق نحو سهل فسيح. تتشكل هذه الجبال من سلسلتين متوازيتين يفصل بينهما الوديان، وأعلى القمم فيها هي قمة جبل كرينسي Kerinci التي بلغ ارتفاعها 3805م.
ويعد هذا الجبل بركاناً من البراكين الناشطة مثل القمم الجبلية الأخرى. يمتد على طول الساحل الشرقي للجزيرة سهل واسع منحدر بلطف، تنتشر فيه المستنقعات وبعض المناطق الغنية بالمياه العذبة، حيث تتدفق كل الأنهار الرئيسة التي تسمح بسير السفن للملاحة الداخلية، وتستطيع السفن الكبيرة الإبحار عكس تيار نهر موسى حتى بالمبانغ التي تقع على بعد 100كم من الساحل.
وتستطيع القوارب والزوارق التجارية الإبحار إلى مسافات أبعد بكثير. ويعد نهر هاري Hari أطول أنهار الجزيرة، وتستطيع السفن أن تبحر فيه حتى مسافة تقارب 800كم. ومن الأنهار المهمة أيضاً، والتي تعبر السهول الشرقية إندرا جيري Indragiriوكامبار Kampar، أما على الجانب الغربي من الجزيرة حيث تنحدر الجبال على المحيط الهندي بشدة، فيلاحظ أن الأنهار تتدفق سريعاً بحيث لا تسمح بسير السفن على العكس من الجانب الشرقي.
من أكبر البحيرات التي توجد في الوديان الواقعة بين السلاسل الجبلية، بحيرة توبا Toba والتي يصل طولها إلى 80كم وعرضها 25كم، وتمتد فوق فوهة أحد البراكين، وفي وسطها جزيرة كبيرة.
يعبر خط الاستواء مركز الجزيرة تقريباً ومن ثم فمناخ الجزيرة حار ورطب، يراوح المتوسط السنوي لدرجة الحرارة بين 25 ـ 27ْم وينخفض نحو 5 درجات فوق المناطق الجبلية المرتفعة (فوق 1000م). ويعد كل من شهري كانون الثاني وشباط أكثر الشهور الممطرة بسبب هبوب الرياح الموسمية الغربية، وتتفاوت كمية الأمطار السنوية بين 2286 و4699مم، وتسبب الزلازل والعواصف خسائر فادحة في أغلب الأحيان، تربتها خصبة جداً وتغطي الأشجار الجزيرة بشكل كبير ،ونجد الغابات في المناطق المرتفعة على جانبي جبال باريسان، كما تغطي جزءاً واسعاً من الأراضي المنخفضة، ومن أبرز الأشجار البانيان إضافة إلى نبات الآس، الخيزران، الكستناء، والبلوط والأبنوس ونخيل المطاط، كما يلاحظ السنديان منتشراً بين الأشجار. تشمل الحيوانات الفيل والقرد والغيبون الأسود siamang والنمر والكركدن ووحيد القرن والدب والتمساح والغزال والثعابين، وحيوانات أخرى شائعة في الأرخبيل الملاوي. الثروة المعدنية كبيرة تتضمن البوكسيت والنفط.
السكان: يعود معظم السكان إلى الأصول المالاوية والعائلة اللغوية البولينزية، يتكلمون لغات محلية تشكل القاعدة للغة الوطنية الاندونيسية، وهي قريبة من لغة الملايو. يشتمل السكان على مجموعات كبيرة من الهنود والصينيين والعرب وبعض الأوربيين. أكثرهم مسلمون وهناك بعض المسيحيين، وتمثل جماعة المينانجكابو غالبية سكان مقاطعة سومطرة الغربية والذين يتبعون نظام الأمومة في النسب، ومازالوا يعيشون وفق أسلوب بدائي. ويعيش عدد قليل من السكان في المدن، ونلاحظ أعلى الكثافات السكانية في شمال شرقي الجزيرة.
تعد الزراعة النشاط السائد في الجزيرة، ولا يزال أغلب السكان يعيشون في المناطق الريفية، وتقسم الأراضي الزراعية إلى ملكيات زراعية صغيرة واقطاعات كبيرة، ويقوم الملاك الصغار بزراعة الأرز إضافة إلى إنتاج جوز الهند والبن والذرة والفستق وزيت النخيل والفلفل والمطاط والتبغ، أما الاقطاعات الكبيرة فهي ذات أهمية اقتصادية كبيرة وتتحكم الحكومة في العديد منها: وتعد الجزيرة من أهم مصادر المطاط، وتزرع الخضار في المناطق المرتفعة للتصدير، إضافة إلى الذرة والأرز والنباتات الجذرية.
وتعد منتجات الغابات من الصادرات الرئيسية، وتأتي نصف أخشاب اندونيسيا من غابات سومطرة والتي تنتج الزيوت المختلفة والألياف، وتضم الجزيرة الحيوانات الأليفة مثل الجاموس والبقر والماعز. تحتوي الجزيرة على احتياطي للنفط والغاز، وفيها بعض الحقول التي تعد من أكثر حقول العالم إنتاجاً وقد أقيمت فيها معامل التكرير،كما يوجد فيها القصدير والبوكسيت والفحم والذهب، وتعد اندونيسيا من الدول البارزة في إنتاج القصدير، وتعد سومطرة من أهم مناطق إنتاج الغاز الطبيعي.
هناك شبكة طرق متطورة في الجزيرة، كما تعمل منظومة للسكك الحديدية منفصلة وغير مترابطة في الجنوب والوسط والشمال. كما تخدم شركة الطيران الإندونيسية المدن الرئيسية.
نبذة تاريخية
تقع سومطرة على طريق الملاحة المتجه من الغرب إلى الشرق، وقد أثر هذا على تاريخ المنطقة. فقد اكتشفت أول كتابة باللغة الاندونيسية في سومطرة الجنوبية، وقام وفد إسلامي في عام 1282 بزيارة قصر الامبراطور الصيني، والذي يعد أول دليل على وجود الإسلام هناك، ومنذ القرن السادس عشر تطورت لتصبح ولاية إسلامية.
وصل تأثير مملكة سريفيجايا Srivijayaفي بالمبانغ في القرن الحادي عشر إلى أغلب أنحاء سومطرة والجزر الأخرى، وسقطت عاصمتها في يد الامبراطورية الجاوية في عام 1377.
أما الأوربيون المكتشفون لفيتنام، فقد زاروا الجزيرة عام 1292. وفي عام 1509 أسس التجار البرتغاليون محطة لهم فيها، ورسا أول أسطول هولندي في الجزيرة في عام 1596، تلاهم الانكليز الذين تاجروا معها وشنوا الحروب ضدها وأُنشئت الحصون بين الإمارات السومطرية الساحلية.
بدأ البريطانيون تثبيت وجودهم في سومطرة، وكان هناك تنافس انكليزي هولندي حتى عام 1824، عندما وقعت معاهدة بريطانية هولندية كفت يد بريطانية عن الجزيرة وتنازلت عنها لهولندا مقابل ملقا. بسط الهولنديون سيطرتهم على الجزيرة وعلى الحكام المحليين في القرن التاسع عشر. وبعد ثلاثين سنة من الحرب احتلت اليابان سومطرة في الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، وأصبحت في عام 1950 جزءاً من إندونيسيا.
علي دياب
أهم المدن: ميدان Medan وبادانغPadang وبالمبانغ Palembang.
تمتد سلسلة جبال باريسان Barisanالبركانية العالية مع امتداد السواحل الغربية للجزيرة، والتي تنحدر من الغرب بشدة نحو المحيط الهادئ، بينما تنحدر تدريجياً من الشرق نحو سهل فسيح. تتشكل هذه الجبال من سلسلتين متوازيتين يفصل بينهما الوديان، وأعلى القمم فيها هي قمة جبل كرينسي Kerinci التي بلغ ارتفاعها 3805م.
ويعد هذا الجبل بركاناً من البراكين الناشطة مثل القمم الجبلية الأخرى. يمتد على طول الساحل الشرقي للجزيرة سهل واسع منحدر بلطف، تنتشر فيه المستنقعات وبعض المناطق الغنية بالمياه العذبة، حيث تتدفق كل الأنهار الرئيسة التي تسمح بسير السفن للملاحة الداخلية، وتستطيع السفن الكبيرة الإبحار عكس تيار نهر موسى حتى بالمبانغ التي تقع على بعد 100كم من الساحل.
وتستطيع القوارب والزوارق التجارية الإبحار إلى مسافات أبعد بكثير. ويعد نهر هاري Hari أطول أنهار الجزيرة، وتستطيع السفن أن تبحر فيه حتى مسافة تقارب 800كم. ومن الأنهار المهمة أيضاً، والتي تعبر السهول الشرقية إندرا جيري Indragiriوكامبار Kampar، أما على الجانب الغربي من الجزيرة حيث تنحدر الجبال على المحيط الهندي بشدة، فيلاحظ أن الأنهار تتدفق سريعاً بحيث لا تسمح بسير السفن على العكس من الجانب الشرقي.
من أكبر البحيرات التي توجد في الوديان الواقعة بين السلاسل الجبلية، بحيرة توبا Toba والتي يصل طولها إلى 80كم وعرضها 25كم، وتمتد فوق فوهة أحد البراكين، وفي وسطها جزيرة كبيرة.
السكان: يعود معظم السكان إلى الأصول المالاوية والعائلة اللغوية البولينزية، يتكلمون لغات محلية تشكل القاعدة للغة الوطنية الاندونيسية، وهي قريبة من لغة الملايو. يشتمل السكان على مجموعات كبيرة من الهنود والصينيين والعرب وبعض الأوربيين. أكثرهم مسلمون وهناك بعض المسيحيين، وتمثل جماعة المينانجكابو غالبية سكان مقاطعة سومطرة الغربية والذين يتبعون نظام الأمومة في النسب، ومازالوا يعيشون وفق أسلوب بدائي. ويعيش عدد قليل من السكان في المدن، ونلاحظ أعلى الكثافات السكانية في شمال شرقي الجزيرة.
تعد الزراعة النشاط السائد في الجزيرة، ولا يزال أغلب السكان يعيشون في المناطق الريفية، وتقسم الأراضي الزراعية إلى ملكيات زراعية صغيرة واقطاعات كبيرة، ويقوم الملاك الصغار بزراعة الأرز إضافة إلى إنتاج جوز الهند والبن والذرة والفستق وزيت النخيل والفلفل والمطاط والتبغ، أما الاقطاعات الكبيرة فهي ذات أهمية اقتصادية كبيرة وتتحكم الحكومة في العديد منها: وتعد الجزيرة من أهم مصادر المطاط، وتزرع الخضار في المناطق المرتفعة للتصدير، إضافة إلى الذرة والأرز والنباتات الجذرية.
وتعد منتجات الغابات من الصادرات الرئيسية، وتأتي نصف أخشاب اندونيسيا من غابات سومطرة والتي تنتج الزيوت المختلفة والألياف، وتضم الجزيرة الحيوانات الأليفة مثل الجاموس والبقر والماعز. تحتوي الجزيرة على احتياطي للنفط والغاز، وفيها بعض الحقول التي تعد من أكثر حقول العالم إنتاجاً وقد أقيمت فيها معامل التكرير،كما يوجد فيها القصدير والبوكسيت والفحم والذهب، وتعد اندونيسيا من الدول البارزة في إنتاج القصدير، وتعد سومطرة من أهم مناطق إنتاج الغاز الطبيعي.
هناك شبكة طرق متطورة في الجزيرة، كما تعمل منظومة للسكك الحديدية منفصلة وغير مترابطة في الجنوب والوسط والشمال. كما تخدم شركة الطيران الإندونيسية المدن الرئيسية.
نبذة تاريخية
تقع سومطرة على طريق الملاحة المتجه من الغرب إلى الشرق، وقد أثر هذا على تاريخ المنطقة. فقد اكتشفت أول كتابة باللغة الاندونيسية في سومطرة الجنوبية، وقام وفد إسلامي في عام 1282 بزيارة قصر الامبراطور الصيني، والذي يعد أول دليل على وجود الإسلام هناك، ومنذ القرن السادس عشر تطورت لتصبح ولاية إسلامية.
وصل تأثير مملكة سريفيجايا Srivijayaفي بالمبانغ في القرن الحادي عشر إلى أغلب أنحاء سومطرة والجزر الأخرى، وسقطت عاصمتها في يد الامبراطورية الجاوية في عام 1377.
أما الأوربيون المكتشفون لفيتنام، فقد زاروا الجزيرة عام 1292. وفي عام 1509 أسس التجار البرتغاليون محطة لهم فيها، ورسا أول أسطول هولندي في الجزيرة في عام 1596، تلاهم الانكليز الذين تاجروا معها وشنوا الحروب ضدها وأُنشئت الحصون بين الإمارات السومطرية الساحلية.
بدأ البريطانيون تثبيت وجودهم في سومطرة، وكان هناك تنافس انكليزي هولندي حتى عام 1824، عندما وقعت معاهدة بريطانية هولندية كفت يد بريطانية عن الجزيرة وتنازلت عنها لهولندا مقابل ملقا. بسط الهولنديون سيطرتهم على الجزيرة وعلى الحكام المحليين في القرن التاسع عشر. وبعد ثلاثين سنة من الحرب احتلت اليابان سومطرة في الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، وأصبحت في عام 1950 جزءاً من إندونيسيا.
علي دياب