سكينة بنت الحسين Sukaynah bint al-Hussein من أجمل النساء وشاعرة ذات بيان وفصاحة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سكينة بنت الحسين Sukaynah bint al-Hussein من أجمل النساء وشاعرة ذات بيان وفصاحة.

    سكينة بنت الحسين
    (… ـ117هـ/… ـ735م)

    سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، كريمة نبيلة من أجمل النساء وشاعرة ذات بيان وفصاحة. كانت سيدة عصرها خُلقاً وظرفاً، ولها في ذلك نوادر ذكرتها كتب الأدب والتراجم.
    اختلف في اسمها، فمنهم من قال اسمها أمينة أو آمنة على اسم جدتها، ومنهم من قال أميمة أو أمامة، وسكينة لقب لقبتها به أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي. ولها من الأخوة فاطمة وزين العابدين علي بن الحسين. ولدت سكينة وتوفيت في المدينة.
    خرجت في قافلة أبيها الحسين بن علي حين خرج من مكة، وشهدت موقعة كربلاء، وشاهدت مصرع أبيها، وأُخذت مع الأسرى إلى دمشق، ثم عادت مع أخيها زين العابدين إلى المدينة. ويقال إنها رافقت عمتها زينب إلى مصر، وكانت دارها فيها مقصد العلماء والأدباء، غير أنها عادت إلى المدينة لتستقر بها حتى وفاتها.
    تزوجت سكينة ابن عمها عبد الله ابن الحسن، فقتل عنها يوم كربلاء، ولم تلد له. ثم تزوجها مصعب بن الزبير أمير العراق، فولدت له الرباب، على اسم أمها، وكانت عالمة بكتاب الله وسنة رسوله، تفسر القرآن وتروي الحديث، كما كانت كريمة تبذل لذوي الحاجات. وقد ذكر بعضهم أنها ولدت لمصعب بنتاً أخرى تدعى فاطمة ماتت صغيرة، ثم قتل عنها مصعب فخلف عليها عبد الله بن عثمان، فولدت له عثمان الذي يقال له «قُرين» وحكيماً وربيحة. ثم إن عبد الله هلك عنها فخلف عليها عدد من الأزواج. ويذكر أن عبد الملك ابن مروان خطبها فردّته.
    كانت سكينة امرأة شهمة مهيبة، دخلت على خلفاء بني أمية فعرفوا لها فضلها مع جرأتها عليهم.
    روت سكينة عن أبيها، وكانت مُقلة في ذلك، وروى عنها فايد المدني وبعض أهل الكوفة.
    كانت سكينة تحفظ الشعر وتنقد وتحكم وتميز في أوزان الشعر وتجيز الشعراء، وكانوا يرضون بحكمها لما يعرفون من بصرها بالشعر وذوقها الفني الأصيل وتعمقها في أسرار الشعر والبيان، وكان لها مجلس أدبي خاص يجتمع فيه كبار الشعراء والأدباء في زمانها يجلسون حيث تراهم ولا يرونها، فيحتكمون إليها فتبين لهم الغث من السمين، وتناقش مناقشة علمية، فيعترف لها بقوة الحجة وسعة الاطلاع. يقول أحدهم: أتيتها فإذا ببابها جرير والفرزدق وجميل وكثير، فأمرت لكل واحد بألف درهم. ولها نوادر وحكايات ظريفة وأخبار طويلة مع الشعراء وردت في كتب الأدب، من ذلك أن الفرزدق خرج حاجاً، فلما قضى حجه زار المدينة فدخل على سكينة مسلِّماً، فخرجت جارية لها تبلّغه قولها، فقالت له: يا فرزدق من أشعر الناس؟ قال: أنا. قالت: كذبت أشعر منك جرير الذي يقول:
    بنفسي من تجنبه عليّ عزيز
    عليّ ومن زيارته لمام
    ومن أمسي وأصبح لا أراه
    ويطرقني إذا هجع النيام
    فقال: والله لو أذنت لأسمعك أحسن منه.. فأسمعها فعادت إلى تغليب جرير، وللخبر تتمة طويلة، وينتهي بإفحام الفرزدق وتغليب جرير عليه.
    يذكر أن لسكينة نظماً جيداً غير أنه لم يرد لها الكثير. ومن شعرها قولها لما قتل مصعب:
    فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذي
    يرى الموت إلا بالسيوف حراما
    وقبلك ما خاض الحسين منيّة
    إلى القوم حتى أوردوه حِماما
    توفيت سكينة وقد تجاوزت الثمانين عاماً، وكان على المدينة خالد بن عبد الملك، فأمر شبية بن نصاح، مولى أم سلمة زوجة رسول اللهr، أن يصلي عليها، فصلى عليها ودفنت.
    وفي رواية أنها توفيت في طريق العمرة، ودفنت خارج مكة، وبعضهم من ينسب لها قبراً في دمشق، في مقبرة الباب الصغير وهو غير صحيح، فإجماع من ترجموا لها على وفاتها بالمدينة يدل على أن الغالب هو دفنها فيها.
    مها المبارك

يعمل...
X