جذب الملقحات . تحتاج النباتات المزهرة إلى نقل حبوب الإلقاح بين الزهور إلى أخرى، إما في ذات النبات للتلقيح الذاتي أو بين نباتات من نفس النوع حتى يحدث التلقيح المتبادل. بجميع الأحوال، لا يمكن لحبوب الإلقاح أن تتحرك من تلقاء نفسها، وبالتالي فإن الحيوانات أو الرياح -والمياه في حالات نادرة- تنقل حبوب الإلقاح للنباتات.
بينما ينتقل طائر “Tui” بين أزهار الكتان بحثًا عن الرحيق، تُفرك حبوب الإلقاح بالجزء العلوي من منقاره، وفي ذات الوقت، يترك حبوب الإلقاح على الميسم، ما يؤدي إلى اكتمال التلقيح.
الملقحات الحيوانية:
معظم النباتات المزهرة المحلية في نيوزيلندا تُلقح بواسطة الحيوانات -معظمها بواسطة الحشرات- ولكن بعضها بالطيور أو حتى الخفافيش. توفر النباتات الرحيق وغبار الطلع كمكافآت صالحة للأكل للحيوانات عند زيارة الزهرة.
فعندما يصل حيوان إلى الزهرة ليأخذ مكافأته، يحتك بالأسدية، وتلتصق بعض حبوب الإلقاح بجسمه. وعندما يزور الحيوان زهرة أخرى، فإن بعض حبوب الإلقاح هذه تنطلق إلى الميسم ويحدث التلقيح. حبوب الإلقاح من النباتات الملقحة بالحيوانات لديها سطح خشن لمساعدتها على التمسك ب الملقحات.
جذب الحشرات:
تستخدم العديد من الأزهار الألوان لجذب الحشرات، وتساعدها أحيانًا علامات توجيه ملونة. لدى البعض علامات فوق بنفسجية يمكن للحشرات رؤيتها ولكنها غير مرئية للعين البشرية. غالبًا ما يتم تشكيل الزهور لتوفير منصة هبوط عند زيارة الحشرات أو لإجبارها على الاقتراب والاحتكاك مع الأسدية والميسم. يستخدم نبات pōhutukawa (Metrosideros excelsa) اللون بطريقة مختلفة. لديها فقط بتلات صغيرة جدًا ولكن تحتوي مجموعات حمراء زاهية كبيرة من الأسدية.
منصة الهبوط عند زهرة السوسن:
تحتوي زهرة السوسن هذه بتلات لتشكيل منصة هبوط للحشرات الزائرة وعلامات صفراء وكأنها تقول وتدل “اهبط هنا”٠ بعض الزهور لها رائحة لجذب الحشرات. العديد من هذه الروائح ترضي البشر أيضًا، ولكن ليس كلها؛ إذ إن بعض الزهور تجذب الذباب برائحة اللحوم المتعفنة. لا يمكن رؤية الألوان في الظلام، لذا فالرائحة مهمة بالنسبة للزهور التي يتم تلقيحها بواسطة الحشرات الطائرة مثل العث ”moth“ وهي حشرة ليلية حرشفية الأجنحة.
جذب الطيور:
الزهور الملقحة بالطيور تميل إلى أن تكون كبيرة وملونة، لذلك يمكن للطيور رؤيتها بسهولة من خلف الأوراق النباتية مثل: Kōwhai (Sophora species), flax (Phormium tenax harakeke) and kākā beak (Clianthus puniceus, kōwhai ngutu-kākā)
هذه أمثلة على الحيوانات المحلية الملقحة (الملقحات) للأزهار. بعض الزهور حتى تغير لونها لتخبر الطيور متى تزورها. إن زهور شجرة (Fuchsia excorticata، kōtukutuku) fuchsia هي خضراء عندما تكون جاهزة لاستضافة الطيور، ولكن بعد أن يتم تلقيحها، تتحول إلى اللون الأحمر لتخبر الطيور عن التوقف عن القدوم.
تحتوي معظم الزهور الملقحة بالطيور على الكثير من الرحيق، وغالبًا ما تكون في أسفل أنبوب مكون من البتلات. سينبغي على الطيور الاحتكاك مع الأسدية والمدقة (الميسم) للوصول إلى مكافأة من السكر بواسطة المناقير الطويلة. بعض الطيور، مثل tūī، والطيور الجرسية لديها ألسنة أطرافها تشبه الفرشاة؛ إذ تساعدها على امتصاص الرحيق.
الزهور التي تلقَّح بواسطة الخفافيش:
يمكن أن تلعب الخفافيش قصيرة الذيل دورًا مهمًا في تلقيح النباتات مثل: Pōhutukawa, rewarewa نبات العسلة النيوزلانديه (صريمة الجدي) و hebe (Veronica macrocarpa).
اكتشف العالم ديفيد باتيمور من أبحاث النبات والأغذية ذلك في دراسات حديثة على جزيرة ليتل باريرLittle Barrier بالقرب من أوكلاند Auckland. من النباتات الأخرى التي تلقَّح بالخفافيش قصيرة الذيل هو نبات (Dactylanthus taylorii).
يعيش هذا النبات الغريب تحت الأرض كطفيل على جذور أشجار الغابات، حيث تنبثق الأزهار فقط فوق السطح. يكون للزهور القليل من اللون ولكن الكثير من الرحيق ورائحة قوية أيضًا لجذب الخفافيش.
التلقيح بواسطة الرياح:
تطلق زهور الذرة حبوب الإلقاح، فالذرة الحلوة هي من الأعشاب ذات الأزهار التي تلقح بواسطة الرياح. تقوم المآبر (الأسدية) بإطلاق كتل من حبوب الإلقاح لزيادة فرصة هبوط بعضها على مياسم نباتات أخرى.
كما أن الحشائش تلقح بواسطة الرياح، مثلها مثل بعض الأشجار والشجيرات المحلية، مثل الزان beech (Nothofagus species) و كاواوا (Macropiper excelsum شجرة الفلفل)
و أصناف من Coprosma؛ كون التلقيح فيها بواسطة الرياح ويعتمد كثيرًا على الاصطدام وهي عملية عشوائية، فالرياح قد تلتقط حبوب الإلقاح من زهرة العشب وتنثرها في كل مكان.
فقط عن طريق الصدفة سوف تهبط حبوب الإلقاح الصغيرة على زهرة أخرى من نفس النوع. للتعويض عن هذا الهدر، تنتج الأزهار الملقّحة بالرياح كمية كبيرة من حبوب الإلقاح.
تميل الزهور الملقحة بالرياح إلى الحصول على بتلات صغيرة باهتة اللون أو في حالة الأعشاب لا توجد بتلات على الإطلاق، فهي لا تحتاج إلى بتلات أو ألوان أو رحيق أو رائحة لجذب الحيوانات.
إن حبوب الإلقاح ليست لزجة مثل حبيبات الزهور الملقحة بالحيوانات، ما يقلل من فرص التصاقها على الأوراق والعقبات الأخرى. إن المياسم في الزهور التي تتلقاها هي بالفعل لزجة من أجل التمسك بحبوب الإلقاح التي تحملها النسائم المارة.