عَفا سَرِفٌ مِن أَهلِهِ فَسُراوِعُ
فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ
فَغَيقَةُ فَالأَخيافُ أَخيافُ ظَبيَةٍ
بِها مِن لُبَينى مَخرَفٌ وَمَرابِعُ
لَعَلَّ لُبَينى أَن يُحَمَّ لِقائُها
بِبَعضِ البِلادِ إِنَّ ما حُمَّ واقِعُ
بِجَزعٍ مِنَ الوادي خَلا عَن أَنيسِهِ
عَفا وَتَخَطَّتهُ العُيونُ الخَوادِعُ
وَلَمّا بَدا مِنها الفُراقُ كَما بَدا
بِظَهرِ السَفا الصَلدِ الشُقوقِ الشَوائِعُ
تَمَنَّيتَ أَن تَلقى لُبَيناكَ وَالمُنى
تُعاصيكَ أَحيانا وَحينا تُطاوِعُ
وَما مِن حَبيبٍ وامِقٍ لِحَبيبِهُ
وَلا ذي هَوى إِلّا لَهُ الدَهرُ فاجِعُ
وَطارَ غُرابُ البَينِ وَاِنشَقَّتِ العَصا
بِبَينٍ كَما شَقَّ الأَديمَ الصَوانِعُ
أَلا يا غُرابَ البَينِ قَد طِرتَ بِالَّذي
أُحاذِرُ مِن لُبنى فَهَل أَنتَ واقِعُ
وَإِنَّكَ لَو أَبلَغتُها قيلَكَ اِسلِمي
طَوَت هَزَناً وَاِرفَضَّ مِنها المَدامِعُ
تُبَكّي عَلى لُبنى وَأَنتَ تَرَكتَها
وَكُنتَ كَآتٍ غَيَّهُ وَهوَ طائِعُ
فَلا تَبكِيَن في إِثرِ شَيءٍ نَدامَةً
إِذا نَزَعَتهُ مِن يَدَيكَ النَوازِعُ
فَلَيسَ لِأَمرٍ حاوَلَ اللَهُ جَمعَهُ
مُشِتُّ وَلا ما فَرَّقَ اللَهُ جامِعُ
طَمِعتَ بِلَيلى أَن تَريعَ وَإِنَّما
تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ
تعليق