فولغاغراد
Volgograd - Volgograd
فولغاغراد
مدينة فولغاغراد Volgograd من كبريات مدن الجزء الأوربي الروسي الجنوبي، تقـع في مناطق سهليّة خصبة ذات مناخ قاري، شتاؤها بارد (5-10 ْم) وصيفها دافئ (22-25 ْم) كان موقعها طريقاً لعبور القبائل الغازية الآسيوية، والمدينة حاضرة منطقة فولغاغراد ورمزها الحضاري.
تبدل اسم المدينة مراراً، فحتى 1925 سُميّت تساريتصين Tsaritsyn، ومنذ عام 1925 حتى 1961 حملت اسم ستالين (ستالينغراد Stalingrad) ثمَّ أخذت اسمها الحالي نسبة ً لنهر الفولغا، تقع المدينة على الضفة اليمنى لهذا النهر عند منعطف حاد على ارتفاع 280م، وتمتد مع النهر قرابة 90كم.
لموقع المدينة أهمية استراتيجية مميزة، كونها عقدة مواصلات ذات شأن كبير، إذ تربط جنوبي روسيا بوسطها وشماليها وبالقفقاس وسيبيريا، وزاد من أهميتها بناء سكة حديد عابرة للقارات، وذلك ما بين روسيا الأوربية: بطرسبورغ - موسكو وقازان والدونباس وأستراخان.
بدأ تاريخ المنطقة بالتبلور منذ القرن الخامس الميلادي عندما استوطن البلغار فيها، وبعد ذلك بقرون اكتسحها طوفان قبائل المغول والخزر، وبنى الحاكم المغولي باتوخان مركزاً له أسماه ساراي Sarai. وفي القرن الخامس عشر، سيطر التتار على المنطقة واصطدموا مع الروس الذين بنوا في الجنوب مدينة أستراخان (1557). وللحد من سطوة التتار أنشأ القيصر في عام 1584 مركزاً دفاعياً في جزيرة قبالة المدينة الحالية، ونجح في صدِّ القبائل التتارية والكالموك والقوزاق، كما حمى الطريق الملاحي للنهر الذي يربط شمالي روسيا وجنوبيها.
تعرضت المدينة في عام 1615 لحريق كبير، الأمر الذي حمل القيصر على إعادة بنائها فوق موقعها الحالي، وكانت الانطلاقة الكبيرة لتوسّع وتطوّر هذه المدينة، وخاصة مابين القرنين السابع عشر والثامن عشر، بعد أن سيطر الروس تماماً على الموقف السياسي.
جذب موقع المدينة ومنطقتها الخصبة أعداداً كبيرة من الروس ومن رجال الأعمال، فبدأت النهضة الثقافية والصناعية وظهرت الطبقية بوضوح، ممّا حمل الفقراء والعمال على القيام بأعمال تمرّد واسعة أفقدت القيصر السيطرة على المدينة في 1670، إلا أنه استردها عام 1674، بعد أن قمع التمرد بقسوة، وتطورت النهضة الصناعية بسرعة؛ إذ بني فيها أكثر من 40 مصنعاً ضمّت (25-30) ألف عامل. وممّا زاد من الإقبال على المدينة بناء سكة الحديد العابرة لروسيا بكاملها. استمر الصراع الطبقي في المدينة وازداد حدةً مع مطلع القرن العشرين، وقامت الثورة العمالية في 1905-1907، ومع أنها قمعت بشدة، إلا أنها ازدادت ضراوة عام 1917، وسهلت وصول الشيوعية إلى المدينة وجنوبي روسيا.
اهتم الشيوعيون بشأن المدينة وحوّلوها في زمن قصير إلى مدينة صناعية، فظهرت عشرات المصانع من معدنية وكيمياوية ونسيجية وخشبية وبتروكيمياوية ومكنات زراعية وأخرى عادية مدنية، وقد عانت المدينة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكان دمارها شبه كامل في الحرب العالمية الثانية، وشهدت أصعب معارك روسيا (1942-1943) ولكنها دحرت الألمان، وكانت معركتها نقطة تحول في مجريات الحرب لصالح الروس، استحقت عن جدارة وسام البطولة والتضحية.
سارع الروس بعد الحرب إلى إعمار المدينة، وبنيت حسب مخططات جديدة، ممثّلة في شوارع عريضة تتعامد مع مجرى النهر، وينتهي العديد منها إلى حديقة كبيرة أو ساحة ذات مضمون وطني (ساحة الشهداء، رواق الأبطال، ساحة الإضراب، ساحة المحطة)، كما تضمنت المدينة حدائق واسعة ومتنزهات على النهر ومراكز راحة، وربطت أحياء المدينة بشبكة مواصلات جيدة مائية وكهربائية ووسائط نقل عادية، كالحافلات والسيارات الصغيرة العامة والخاصة، وفي المدينة معاهد علمية كثيرة وجامعة مرموقة وأربعة مسارح وثلاثة متاحف ومعهد الموسيقا العالي وعدد من دور وقصور الثقافة.
يؤلف الروس 85% من السكان والأوكرانيون 5% والباقي من الروس البيض وأعراق مغولية كالتتار والكالموك والإيغور وغيرهم.
تطوّرت المدينة سعة وسكاناً تطوراًً كبيراً، فبعد أن كان عدد سكانها لا يتجاوز بضعة آلاف تجاوز العدد المليون في عام 2000.
شاهر جمال آغا
Volgograd - Volgograd
فولغاغراد
مدينة فولغاغراد |
تبدل اسم المدينة مراراً، فحتى 1925 سُميّت تساريتصين Tsaritsyn، ومنذ عام 1925 حتى 1961 حملت اسم ستالين (ستالينغراد Stalingrad) ثمَّ أخذت اسمها الحالي نسبة ً لنهر الفولغا، تقع المدينة على الضفة اليمنى لهذا النهر عند منعطف حاد على ارتفاع 280م، وتمتد مع النهر قرابة 90كم.
لموقع المدينة أهمية استراتيجية مميزة، كونها عقدة مواصلات ذات شأن كبير، إذ تربط جنوبي روسيا بوسطها وشماليها وبالقفقاس وسيبيريا، وزاد من أهميتها بناء سكة حديد عابرة للقارات، وذلك ما بين روسيا الأوربية: بطرسبورغ - موسكو وقازان والدونباس وأستراخان.
بدأ تاريخ المنطقة بالتبلور منذ القرن الخامس الميلادي عندما استوطن البلغار فيها، وبعد ذلك بقرون اكتسحها طوفان قبائل المغول والخزر، وبنى الحاكم المغولي باتوخان مركزاً له أسماه ساراي Sarai. وفي القرن الخامس عشر، سيطر التتار على المنطقة واصطدموا مع الروس الذين بنوا في الجنوب مدينة أستراخان (1557). وللحد من سطوة التتار أنشأ القيصر في عام 1584 مركزاً دفاعياً في جزيرة قبالة المدينة الحالية، ونجح في صدِّ القبائل التتارية والكالموك والقوزاق، كما حمى الطريق الملاحي للنهر الذي يربط شمالي روسيا وجنوبيها.
تعرضت المدينة في عام 1615 لحريق كبير، الأمر الذي حمل القيصر على إعادة بنائها فوق موقعها الحالي، وكانت الانطلاقة الكبيرة لتوسّع وتطوّر هذه المدينة، وخاصة مابين القرنين السابع عشر والثامن عشر، بعد أن سيطر الروس تماماً على الموقف السياسي.
جذب موقع المدينة ومنطقتها الخصبة أعداداً كبيرة من الروس ومن رجال الأعمال، فبدأت النهضة الثقافية والصناعية وظهرت الطبقية بوضوح، ممّا حمل الفقراء والعمال على القيام بأعمال تمرّد واسعة أفقدت القيصر السيطرة على المدينة في 1670، إلا أنه استردها عام 1674، بعد أن قمع التمرد بقسوة، وتطورت النهضة الصناعية بسرعة؛ إذ بني فيها أكثر من 40 مصنعاً ضمّت (25-30) ألف عامل. وممّا زاد من الإقبال على المدينة بناء سكة الحديد العابرة لروسيا بكاملها. استمر الصراع الطبقي في المدينة وازداد حدةً مع مطلع القرن العشرين، وقامت الثورة العمالية في 1905-1907، ومع أنها قمعت بشدة، إلا أنها ازدادت ضراوة عام 1917، وسهلت وصول الشيوعية إلى المدينة وجنوبي روسيا.
اهتم الشيوعيون بشأن المدينة وحوّلوها في زمن قصير إلى مدينة صناعية، فظهرت عشرات المصانع من معدنية وكيمياوية ونسيجية وخشبية وبتروكيمياوية ومكنات زراعية وأخرى عادية مدنية، وقد عانت المدينة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكان دمارها شبه كامل في الحرب العالمية الثانية، وشهدت أصعب معارك روسيا (1942-1943) ولكنها دحرت الألمان، وكانت معركتها نقطة تحول في مجريات الحرب لصالح الروس، استحقت عن جدارة وسام البطولة والتضحية.
سارع الروس بعد الحرب إلى إعمار المدينة، وبنيت حسب مخططات جديدة، ممثّلة في شوارع عريضة تتعامد مع مجرى النهر، وينتهي العديد منها إلى حديقة كبيرة أو ساحة ذات مضمون وطني (ساحة الشهداء، رواق الأبطال، ساحة الإضراب، ساحة المحطة)، كما تضمنت المدينة حدائق واسعة ومتنزهات على النهر ومراكز راحة، وربطت أحياء المدينة بشبكة مواصلات جيدة مائية وكهربائية ووسائط نقل عادية، كالحافلات والسيارات الصغيرة العامة والخاصة، وفي المدينة معاهد علمية كثيرة وجامعة مرموقة وأربعة مسارح وثلاثة متاحف ومعهد الموسيقا العالي وعدد من دور وقصور الثقافة.
يؤلف الروس 85% من السكان والأوكرانيون 5% والباقي من الروس البيض وأعراق مغولية كالتتار والكالموك والإيغور وغيرهم.
تطوّرت المدينة سعة وسكاناً تطوراًً كبيراً، فبعد أن كان عدد سكانها لا يتجاوز بضعة آلاف تجاوز العدد المليون في عام 2000.
شاهر جمال آغا