ڤيدا Veda كلمة سنسكريتية قديمة تعني «المعرفة»، ولاسيما المعرفة الدينية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ڤيدا Veda كلمة سنسكريتية قديمة تعني «المعرفة»، ولاسيما المعرفة الدينية

    فيدا

    Veda - Veda

    ڤيدا
    (1500-1200ق.م)

    ڤيدا Veda كلمة سنسكريتية قديمة تعني «المعرفة»، ولاسيما المعرفة الدينية، وهي تشير اصطلاحاً إلى مجموعة من النصوص المقدسة عند الهندوس Hindus، تم تناقلها عبر العصور باللغة السنسكريتية Sanskrit القديمة المنطوقة لدى الشعوب الهندية ـ الأوربية التي غزت شبه جزيرة الهند قادمة من إيران. ويرجح علماء اللغة أن زمن نشوئها يعود إلى نحو (1500-1200ق.م). حتى القرن الخامس ق.م عُدَّت هذه النصوص خلقاً لا إلهياً ولا بشرياً، بل تمثل الحقيقة اللانهائية التي أوحيت سماعاً إلى بعض العرافين الملهمين rishis الذين لفظوها بالسنسكريتية، أي باللغة البشرية الأكثر كمالاً حسب اعتقادهم. وهي مجموعة كبيرة من الأناشيد الشعرية والنصوص النثرية التي تتناول جميع طقوس الديانة الهندوسية وشعائرها وأركانها وشروحها، وقد بقيت عمادها المقدس إلى القرن الخامس قبل الميلاد، حين ظهرت البوذية Buddhism والجاينية Jainism، إلى جانب تعدد الطوائف واختلافها في إطار الهندوسية، وإضافة إلى انتشار الأجناس الأدبية واتساع رقعة التدوين، لا في السنسكريتية وحسب، بل أيضاً في اللغتين المنافستين بالي Pali وبراكريت Prakrit، فخسرت الـڤـيدا كثيراً من موقعها الديني، لكنها حافظت على مكانتها الأدبية الثقافية بوصفها المرجع الأقدم والوحيد لتراث السنسكريتية والهندوسية على حد سواء.
    تمثل البنية الدينية الفكرية لكتب الڤيدا مصالح الطبقتين المهيمنتين في المجتمع الآري Aryan، أي الكهنة Brahman والملوك والأمراء المحاربين Kshatriya، اللتين تحكمان معاً طبقة الفلاحين Vaisya التي تفوقهما عدداً بما لا يقارن، إلى جانب السكان الأصليين المستعبَدين Dásyu. ومن ثم فإنها لا تتضمن عبادات الطبقتين الأدنيين وأساطيرهم وحكاياتهم.
    يتوزع تراث الڤيدا في أربع مجموعات Samhitá حملت التسميات الآتية: ريغڤيدا Rigveda (حكمة الأشعار)، ياجورڤيدا Yajurveda (حكمة صلوات القرابين)، ساماڤيدا Samaveda (حكمة الألحان الغنائية)، أثارڤاڤيدا Atharvaveda (حكمة كهنة النار المقدسة).
    ـ الريغڤيدا: تعبر القصائد التي يضمها هذا الكتاب عن الإيمان بتعدد الآلهة polytheism، إلا أن مركز اهتمام القصائد هو كيفية استرضاء طائفة منها واستعطافها، كونها مسؤولة عما يجري في السماء والجو المحيط بالأرض، مثل إندرا Indra وڤارونا Varuna المرتبطين بتدبير النظام الكوني، وآغني Agni إلهة نار القربان، وسوريا Surya الشمس، في حين أن إله السماء دياوس Dyaus الذي صار عند الإغريق زيوس Zeus، لم يولَ في الكتاب أية أهمية تذكر. أما الطقس الذي احتل المقام الأول في الريغڤيدا فهو قربان سوما Soma المرتبط بتعاطي نبات يسبب الهلوسة، يُرجح أنه نوع من الفطور، إلا أن الكتاب يخلو من أية إشارة إلى قربانٍ حيواني في تلك الحقبة القديمة من تاريخ الهندوسية، في حين أنه قد انتشر بشكل واسع لاحقاً. إلى جانب ذلك ثمة تعليمات وشروح تفصيلية في الكتاب حول طقوس الزواج الأبدي الذي لا طلاق فيه، وكذلك حول طقوس الدفن حيث يتوجب على الزوجة الحية أن ترافق زوجها الميت إلى المحرقة. وثمة مقاطع في الكتاب تبرز المكانة العالية لشخص الـ «موني» Muni وهو الطبيب الساحر العراف القادر على التحول من صورة إلى أخرى وعلى السباحة في الهواء، فهو نوع من الشامان Shaman مرتبط بالإله رودرا Rudra الذي يتحكم بالجبال والعواصف، فهو من ثمة مرهوب مخيف، وليس محبوباً. إلا أن تطورات الهندوسية لاحقاً جعلت منه الإله المحبوب شيڤا Siva الواسع التأثير.
    ـ الياجورڤيدا: يعود تاريخ هذه المجموعة على الأرجح إلى الحقبة ما بين 1000-500ق.م، وأناشيدها مخصصة كاملة للقداسات المتنوعة، ممثلة في بعض القصائد، وكثير من النصوص النثرية المستخدمة في مثل هذه المناسبات.
    ـ الساماڤيدا: تُعد تتمة مكملة لسابقتها على الصعيد الموسيقي، إذ تصير قصائد القداسات مزودة بالألحان المناسبة لتُغنى بأسلوب مؤثر في المشاركين في الاحتفال.
    ـ الأثارڤاڤيدا: تختلف نصوص هذه المجموعة جذرياً عن سائر المجموعات الأخرى، فهي مقسمة إلى عشرين كتاباً، تتضمن السبعة الأولى منها تكرارات من الريغڤيدا ولكن مع ألحانها، إلى جانب لعنات الحرب وأدعية الازدهار والحب والملك، ويشتمل مضمون السبعة اللاحقة على قضايا الكون ومبادئ الحياة وأخلاقيات التعامل بين البشر.
    ق. آ. ل
يعمل...
X