فرقه موسيقيه
Orchestra - Orchestre
الفرقة الموسيقية
الفرقة الموسيقية، مجموعة من عازفي آلات موسيقية مختلفة الأنواع - في أغلب الأحيان - لأداء عمل موسيقي ما، تحوي مزيجاً من العناصر الصوتية التي تتوافق فيما بينها حسب مواصفات «علم الصوت» acoustics في الطابع والمدى ونوعيتهما، اللذين يؤلفان توافقاً صوتياً فنياً فيما بينهما. والعدد المقرر من العازفين وآلاتهم لتشكيل فرقة موسيقية ما تحدده نوعية الموسيقى المؤداة من قبل هذه الفرقة. ولهذا؛ كان هناك أنواع مختلفة من الفرق الموسيقية اتخذت، غالباً، أسماءً وألقاباً تتناسب مع نوعية الموسيقى التي تؤديها.
أطلق مصطلح «أوركسترا» orchestra (في الإيطالية والإنكليزية) و«أوركيستر» orchestre (في الفرنسية)، تعميماً، على الفرقة الموسيقية ذات العدد الوافر من أعضائها الذي يتجاوز الأربعين عازفاً، مثل «الأوركسترا السمفونية» التي تعد نحو 85 عازفاً والتي تؤدي مختلف الأعمال الموسيقية الكبيرة، و«أوركسترا الحجرة» chamber orch، وهي فرقة موسيقية مصغّرة عن الأوركسترا السمفونية وتعد من 15 إلى 45 عازفاً، و«أوركسترا الوتريات» Strings orch التي تضم أسرة الكمان[ر] فقط. وأما «أوركسترا المسرح» فهي ذات حجم متوسط تؤدي أعمال «موسيقى المنوعات» (الميوزيكال) musical. وإذا قلَّ العدد عن أوركسترا الحجرة، فتسمى الفرقة عندئذٍ حسب عدد عازفيها، كأن يقال «خماسي» quintet أي فرقة ذات خمسة عازفين.
جاء مصطلح «أوركسترا» من الإغريقية «أوركِستيكه» orchestiké أو «أوركيستاي» orcheisthai، أي المسافة بين جمهور المشاهدين وأفراد الجوقة الغنائية في المسارح الغنائية العامة، بينما كان العازفون يتمركزون أمام المشهد المسرحي. ثم تحوّر المصطلح إلى «أوركسترا» وأطلق على مجموعة أفراد الفرقة الموسيقية، منذ نشأتها، في أوائل القرن السابع عشر.
لم يكن أداء المؤلفات الموسيقية، قبل القرن 17، منحصراً في آلة موسيقية معينة، إذ كان يمكن أن تؤديها أية آلة موسيقية «بوليفونية» polyphony (أي إنها تستطيع أداء عدة أصوات معاً) كالعود[ر] أو الأرغن[ر] organ أو الكلاڤسان[ر. البيانو] clavecin.
ففي بداية القرن السابع عشر، برزت الحاجة إلى وجود فرقة موسيقية محددة لأداء الأوبرا[ر] opera - في مطلع ظهورها - في مرافقة التمثيل المسرحي الغنائي فيها، وكان ذلك سبباً أساسياً في تشكيل هيئة الأوكسترا التي كانت تعد من 18 إلى 35 عازفاً. وقد تم تشكيلها، مع تطورها، من ثلاثة أنواع أساسية من الآلات الموسيقية[ر] الوتريات (أسرة الـڤيول viol التي تحولت إلى أسرة الكمان)، وآلات النفخ الخشبية والنحاسية، ومختلف الآلات الإيقاعية. وتتألف كل من الوتريات وآلات النفخ (بنوعيها) من مجموعة الطبقات الصوتية الأربع الأساسية: «الصادحة» soprano، و«المتوسطة» alto، و«الأجشّة» tenor، و«الجهيرة» bass. وكانت مرافقة الألحان تدوّن للأوركسترا بما يشبه «الجهير المتواصل» basso continuo (مرافقة رتيبة)، وغالباً ما كانت هذه المرافقة مرتجلة من قبل العازفين (كما هو في معظم حالات الغناء العربي).
تطور فن الأوركسترا عبر الموسيقى الآلية، ولاسيما مع تطور «الحوارية»[ر] (الكونشرتو) concerto، و«سوناتا[ر] الكنيسة» sonata da chiesa، و«السنفونية الحوارية»[ر. السمفونية] symphony sinfonia concertante التي كانت تشير، وقتئذٍ، إلى قطعة موسيقية. وقد أُدخلت على الأوركسترا، في حينها، آلات الترومبيت[ر] trumpet، والترومبون[ر. الترومبيت] trombone، والأوبوا[ر] oboe، وأصبحت «الحوارية الجماعية» concerto grosso تؤديها أسرة الوتريات بمصاحبة الأرغن أو الكلاڤسان. وكانت أوركسترا جوفاني ليغرنتسي G.Legrenzi، في النصف الثاني من القرن 17، تتألف من نحو 25 آلة من أسرة الوتريات، وأربعة أعواد كبيرة (تيورب) tiorbe، وبوقين (من نوع الكورنيت cornette)، و3 ترمبون، وباسون bassoon واحد.
تحسّن وضع الأوركسترا في القرن الثامن عشر، إذ حلّت أسرة الكمان محل أسرة الـڤيول، وأخذ الهاربسيكورد[ر. البيانو] harpsichord أو الأرغن يؤديان دور «الجهير المتواصل». ففي خلال الربع الأول من القرن ذاته ظهر وجود آلة الكور (القرن)[ر. البوق] cor في التدوينات الموسيقية سرعان ما أخذت مركزاً لائقاً في الأوركسترا مثل قطعتي «تيغرانه» tigrane (عام 1715) لأليساندرو سكارلاتي[ر] A.Scarlatti و«راداميستو» (1720) Radamisto لهندل[ر] G.Handel. أما أوركسترا باخ[ر] J.S.Bach، في لايبزيغ، فكانت تتألف من 18 إلى 20 عازفاً فقط.
بقيت الأوركسترا، في منتصف القرن الثامن عشر، تتألف من 25 إلى 40 آلة موسيقية. ومن أشهرها في تلك الفترة أوركسترا في لايبزيغ، ودرسدن، ومانهايم Mannheim، وباريس. وكان بعضها يضيف أحياناً، آلة من ذوات لوحة الملامس (المفاتيح) keyboard مثل الأرغن أو الكلاڤسان، وكان التوازن الصوتي منسجماً في أسرة الوتريات، إلا أن آلات الڤيولا viola والتشيلو cello منها كانت قليلة نسبياً. ومع أن الطبقات الصوتية الأربع، الأساسية، التي تشكلها الوتريات كانت متوازنة فيما بينها، إلا أنه كان ضعف في عدد آلات الڤيولا. كما أن الكثير من موسيقى تلك الحقبة كان يمكن أداؤه من قبل ثلاث طبقات صوتية آلية فحسب. ومن الملاحظ أيضاً أن عدد آلات النفخ الخشبية المستخدمة، آنذاك، مثل الأوبوا والباسون كان يفيض عما يتطلب.
بابتعاد النظام الأوركسترالي عند هايدن[ر] F.J.Haydn عن النظم التقليدية المتبعة في أعمال الموسيقيين الألمان، تضاعف عدد آلات الوتريات التي اتخذت موقعاً أساسياً في الأوركسترا، وأصبح دور بقية الآلات ثانوياً. أما النظام الأوركسترالي عند المؤلف الموسيقي غلوك[ر] Ch. W. Gluck فكان أقل حيوية - أدائياً - مما هو عليه لدى هايدن، ولكنه أكثر تحديداً في خطوط الألحان وطوابعها.
كانت إضافة آلة اليراعة[ر] (الكلارينيت) clarinette (من فصيلة آلات النفخ الخشبية) إلى الأوركسترا جديرة بالاهتمام لدورها الانسجامي المهم في الموسيقى، وكان قد مضى قرن من الزمن على اختراعها، عام 1690، قبل أن تستخدم في الأوركسترا، وكان ظهورها، قبل عام 1750نادراً كما لم يدوّن لها دور خاص بها إلا في مؤلفات بتهوڤن[ر] L.Van. Beethoven ولاحقيه، ثم أصبح تعداد آلات النفخ الخشبية في الأوركسترا، عامة، ضرورياً للتوازن الانسجامي مع الوتريات.
ازداد عدد أسرة الكمان في النصف الأول من القرن التاسع عشر في الأوركسترا. فالأوركسترا التي كان يستخدمها المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا الألماني لودڤيغ شبور L.Spohr في ميونيخ، كانت أسرة الكمان فيها تتألف من 24 كماناً، و8 ڤيولا، و10 تشيلو، و6 كونتر باصاً double bass. ويلاحظ في هذه الأسرة الوترية ازدياد عدد آلات الڤيولا وذلك لتدارك قلتها في السابق، وازدياد عدد آلات التشيلو، مقارنة بآلات الكمان، وذلك لدعم التوازن الصوتي في الأوركسترا، وبالمقابل فقد قلّّ عدد آلات النفخ الخشبية، إذ استخدمت آلتان فقط من كل نوع منها، عدا في بعض الحالات الخاصة التي تتطلب إضافة آلات أخرى منها مثل البيكولو piccolo [ر. الناي] (فلوت صغيرة)، والكونترباسون double bassoon (كما في السمفونية الخامسة لبتهوفن). فقليل من مؤلفات بتهوفن وڤيبر [ر]Weber ومندلسون[ر] Mendelssohn وشوبرت[ر] Schubert وشومان[ر] Schumann كانت تتطلب أكثر من ثماني آلات نفخ خشبية ومثلها من آلات النفخ النحاسية، إضافة إلى اثنتين أو ثلاثة من التيمباني tympany (آلة إيقاعية) غالباً وعامة، كانت الأوركسترا وقتئذٍ تتألف من ثلاثين آلة من أسرة الكمان مقابل عشرين آلة من نوعي آلات النفخ.
مع ظهور وتطور «القصيد السمفوني»[ر. السمفونية] symph. poem فإن الأوركسترا ازدادت بياناً وخصوصية، وأصبحت تقانة التجويق (التوزيع الموسيقي) أكثر انسجاماً مع العمل الموسيقي، إذ ازدادت آلات الأوركسترا الأكثر إيضاحاً لمتطلبات الموسيقى المؤداة. ويمكن اعتبار المؤلف الموسيقي برليوز[ر] H.Berlioz عبقري الأوركسترا الحديثة، وقد ألف كتاباً توضيحياً بتقانة الأوركسترا «رسالة في التجويق الآلي الموسيقي» Traité de l’instrumentation. ففي مثالين من مؤلفاته الدينية «توباميروم» tuba mirum و«سانكتوس» Sanctus زاد برليوز عدد آلات الأوركسترا إلى حجم كبير، لاسيما في المثال الثاني الذي حوى 37 آلة نفخ خشبية ونحاسية إضافة إلى أسرة الكمان التي تجاوزت المئة آلة، هذا عدا مجموعة الآلات الإيقاعية. وقد أقر ڤاغنر[ر] R.Wagner بأهمية الأوركسترا «البرليوزية» ولكنه اعتنى بتفصلات أكثر، فجعلها أكثر مرونة وتوصيفاً، إذ أدخل تفصيلات في كل قسم من أسرة الكمان، واستغل حركات أقواسها للحصول على انسجام أكثر تفاعلاً، وضاعف آلات الكور إلى ثمانٍ إضافة إلى «التوبا الفاغنرية» W. tuba. (جهيرة النحاسيات، وهي من تصميمه)، وزاد عدد آلات الهارب[ر] (الجنك) harp إلى ست بدلاً من اثنتين. أما ديبوسي[ر] C.Debussy فكانت أوركستراه أكثر نعومة وحساسية واستطاعة في أداء مختلف التلوينات الآلية، ولم يكن التركيب الأوركسترالي عنده ثابتاً، إذ كان يتبدل حسب نوعية الموسيقى المؤداة.
اتسمت الأوركسترا في العصر الإبداعي[ر] (الرومنسي) باستقلالية إمكاناتها التقنية والتعبيرية لكل آلة أو أسرة منها، ولاسيما آلات النفخ التي أصبحت تساند الوتريات في الشدة والانسجام[ر] (الهارموني) harmony. ففي القرن التاسع عشر، أنيط بآلات النفخ، عامة، استغلال شدة كل آلة منها، والتفرد ببعض الألحان الرئيسة أحياناً. ولما كان التنسيق في شمولية الكتابة الأوركسترالية في العصر الاتباعي[ر] (الكلاسيكي) منوطاً بعازف الكلافسان أو بعازف الكمان الأول، خُص ذلك، في العصر الإبداعي، بالمؤلف الموسيقي، أو المجوّق للعمل الموسيقي، أو بقائد الأوركسترا الذي يدربها على الأداء المميز ثم يقودها في الحفل العام. وكان ريمسكي كورساكوڤ[ر] N.Rimsky Korrsakov ومالر[ر] G.Mahler، إضافة إلى برليوز، يهتمون بألوان التجويق. أما ڤاغنر، فكان يولي اهتمامه بإعطاء صفة تصميمية وتوصيفية لتساعدان في إيضاح العمل الأوبرالي وذلك باستغلال إمكانات طوابع الأداء لجميع آلات الأوركسترا. والتجويق الأوركسترالي عند ڤاغنر كان له تأثير فاعل، ليس في الموسيقى الأوبرالية فحسب، بل في الموسيقى السمفونية للمؤلفين الموسيقيين الذين عاصروه والذين أتوا من بعده مباشرة. إلا أن بعضهم مثل ديبوسي لم يتأثر بڤاغنر بل اعترض على تسلطه الموسيقي، فقد كان ديبوسي يفضل استخدام «كاتم الصوت» sourdine في آلات النفخ، و«الانزلاق» glissando في الهارب، و«الأصوات الهارمونية» (المدروجات الصوتية) overtone في الوتريات.
أوحى تضخيم اللغة الأوركسترالية وتعزيزه إلى الموسيقيين، في القرن العشرين وما بعده، بالبحث عن صفاء الصوت وعن أساليب مضاعفة الرنين غير المألوف في الأوركسترا. فقد دخل الصخب الصوتي في كثير من الأعمال الحديثة والمتقدمة ـ موسيقياً ـ ليشغل حيزاً فنياً سواء في الحوار الآلي، أم في صداحة الآلات الإيقاعية، أم في الاستخدام المبتكر للآلات الموسيقية الأكثر شيوعاً، أم في إضافة الأصوات الغريبة التي تنتجها الأجهزة والوسائل الموسيقية الكهربائية والإلكترونية الحديثة. ومهما يكن، فقد أصبحت الأوركسترا اليوم، عامة، أكثر جودة ودقة وتقانة في التعبير والأداء والعطاء.
التجويق (التوزيع) الأوركسترالي: هو فن تحديد وتوزيع ألحان العمل الموسيقي وتخصيصه لكل آلة أو فئة من آلات الأوركسترا التي ستؤديه. والتجويق بمثابة «مخطط» (كروكي) croquis لرسم أسطر أجزاء ألحان العمل الموسيقي للأوركسترا، ومن ثم توزيعه على عازفيها، والذي لابد لأي مؤلف موسيقي من حذقه. وقد كان كل من هايدن وموتسارت[ر] Mozart، وبتهوفن، وڤاغنر، وبرليوز، وريمسكي - كورساكوف والكثيرون غيرهم أسياداً في فن التجويق الأوركسترالي. ومن الممكن تجويق مؤلفة موسيقية كتبت أصلاً لآلة موسيقية منفردة solo أو لمجموعة موسيقية صغيرة خاصة؛ ومثال ذلك أن أعاد راڤيل[ر] M.Ravel كتابة مؤلفته للأوركسترا «والدتي الإوزة» ma mère l’oye بعد أن كان قد ألفها سابقاً لأربع أيدٍ (لعازفين اثنين) على البيانو.
أنواع الفرق الموسيقية: تنوعت أشكال الفرق الموسيقية بتنوع المؤلفات الموسيقية، فكل نوع من المؤلفات يحتاج أداؤه إلى نوعية خاصة من الآلات الموسيقية، وإلى عدد محدد منها. ولم تكن هذه المواصفات ضرورية فيما قبل القرن التاسع عشر. ومن أشهر الفرق الموسيقية:
- الأوركسترا السمفونية والفيلهارمونية: إن هذا النموذج هو أرقى أنواع الفرق الموسيقية وأضخمها، وهو يتمثل بالمؤلفات الموسيقية ذات المنهج المقرر مثل السمفونية، والحوارية، والافتتاحية[ر] overture وما ماثلها من الأعمال الموسيقية الجادة والكبيرة - نوعاً ما. وقد جاء مصطلح «الفيلهارمونية» Philharmony من اليونانية التي تعني «محبة الهارموني». وتتميز الأوركسترا الفيلهارمونية باستكمال عناصرها الصوتية ضخامة وتنويعاً. انتشرت الأوركسترات السمفونية في أرجاء العالم بعواصمه ومدنه، بما فيه بعض العواصم العربية مثل القاهرة وبغداد ودمشق، إضافة إلى الأوركسترات الفيلهارمونية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية ما ينوف على ألفي أوركسترا كبيرة موزعة على سائر مدنها التي يحتوي بعضها على أكثر من أوركسترا واحدة. ومن أشهرها (السمفونية) في: نيويورك، وبوسطن، وشيكاغو، وفيلادلفيا، وسان فرنسيسكو. و(الفيلهارمونية) في: نيويورك، ولوس أنجلس، وروشستر Rochester ونيو أورليانز.
ومن أشهر الأوركسترات (السمفونية) في أوربا هي في: راديو برلين، وباريس، ولندن، وB.B.C لندن.
و(الفيلهارمونية) في: برلين، وفيينا، ولندن، وميونخ، ودرسدن، ومونت كارلو، ووارسو.
أما قادة الأوركسترا الشهيرون فهم كثيرون يصعب تعدادهم. يطلق على قائد الأوركسترا، عادة، لقب «مايسترو» Maestro وهو كلمة إيطالية تعني «معلم» (في كل حرفة)، ثم خُص اللقب بقائد الأوركسترا لعنايته بها تدريباً وتوجيهاً وقيادة. وكان قد أطلق على «رئيس جوقة المغنين» في الكنيسة Maestro di Cappella، ومن ثم على كل موسيقي باختلاف نوعية اختصاصه. وفي القرنين 17 و18، أطلق لقب «مايسترو» على عازف الكلافسان الذي كان يؤدي دور «الجهير المتواصل»، في فرقته الموسيقية، إضافة إلى قيادتها. ومن أشهر قادة الأوركسترا: توسكانيني [ر] Toscanini، وكارايان[ر] H.Karajan، وبيتشام Th.Beecham، وأنسرميه E.Ansermet، وفورتـڤـانغلر W.Furtwangler، وميتروبولوس D.Mitropoulos، وزوبين ميتا Z.Mehta، ومونش Ch.Munch، وريختر S.Richter، وسولتي G.Solti، وأبادو C.Abbado، وريكاردو موتي R.Muti قائد أوركسترا ومدير فني لدار أوبرا «لاسكالا» لمدة عشرين عاماً، إلا أنه استقال من منصبه في 25/4/2005.
وفي البلاد العربية فرق موسيقية عربية كثيرة، إلا أن معظمها خليط من الآلات الموسيقية العربية والشرقية وبعض الآلات الغربية التي تساعد في ضخامة الشكل الموسيقي من دون الدراسة الصوتية الفنية الضرورية لها. و«التخت الشرقي»، فرقة موسيقية صغيرة تتألف من ناي، وعود، وقانون، وطنبور أو بزق (إضافي)، ودرابكة، ودف (الذي كان يرافق المطربين العرب في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين) قد أصبح نادر الوجود بسبب ضآلته في العدد والعطاء، والذي لم يعد يتناسب مع مرافقة الألحان العربية الغنائية الحديثة.
ومن أفضل الفرق الموسيقية العربية الحديثة، «فرقة الموسيقى العربية» (المصرية) بقيادة عبد الحليم نويرة[ر]، إذ تميز اعتناؤه بتشكيل فرقته بما يتناسب مع نوعية الموسيقى العربية المؤداة. وخص عنايته أيضاً بتطبيق بعض المصطلحات الغربية التي تتعلق بالتعبير الموسيقي في الشدة والليونة، وفي توحيد حركات الأداء ولاسيما في أقواس آلات الكمان، كما هو مستخدم في الفرق الموسيقية الغربية، إضافة إلى ذلك، حرصه الخاص على تقديم الأعمال الموسيقية العربية الغنائية التقليدية.
حسني الحريري
Orchestra - Orchestre
الفرقة الموسيقية
الفرقة الموسيقية، مجموعة من عازفي آلات موسيقية مختلفة الأنواع - في أغلب الأحيان - لأداء عمل موسيقي ما، تحوي مزيجاً من العناصر الصوتية التي تتوافق فيما بينها حسب مواصفات «علم الصوت» acoustics في الطابع والمدى ونوعيتهما، اللذين يؤلفان توافقاً صوتياً فنياً فيما بينهما. والعدد المقرر من العازفين وآلاتهم لتشكيل فرقة موسيقية ما تحدده نوعية الموسيقى المؤداة من قبل هذه الفرقة. ولهذا؛ كان هناك أنواع مختلفة من الفرق الموسيقية اتخذت، غالباً، أسماءً وألقاباً تتناسب مع نوعية الموسيقى التي تؤديها.
أطلق مصطلح «أوركسترا» orchestra (في الإيطالية والإنكليزية) و«أوركيستر» orchestre (في الفرنسية)، تعميماً، على الفرقة الموسيقية ذات العدد الوافر من أعضائها الذي يتجاوز الأربعين عازفاً، مثل «الأوركسترا السمفونية» التي تعد نحو 85 عازفاً والتي تؤدي مختلف الأعمال الموسيقية الكبيرة، و«أوركسترا الحجرة» chamber orch، وهي فرقة موسيقية مصغّرة عن الأوركسترا السمفونية وتعد من 15 إلى 45 عازفاً، و«أوركسترا الوتريات» Strings orch التي تضم أسرة الكمان[ر] فقط. وأما «أوركسترا المسرح» فهي ذات حجم متوسط تؤدي أعمال «موسيقى المنوعات» (الميوزيكال) musical. وإذا قلَّ العدد عن أوركسترا الحجرة، فتسمى الفرقة عندئذٍ حسب عدد عازفيها، كأن يقال «خماسي» quintet أي فرقة ذات خمسة عازفين.
جاء مصطلح «أوركسترا» من الإغريقية «أوركِستيكه» orchestiké أو «أوركيستاي» orcheisthai، أي المسافة بين جمهور المشاهدين وأفراد الجوقة الغنائية في المسارح الغنائية العامة، بينما كان العازفون يتمركزون أمام المشهد المسرحي. ثم تحوّر المصطلح إلى «أوركسترا» وأطلق على مجموعة أفراد الفرقة الموسيقية، منذ نشأتها، في أوائل القرن السابع عشر.
لم يكن أداء المؤلفات الموسيقية، قبل القرن 17، منحصراً في آلة موسيقية معينة، إذ كان يمكن أن تؤديها أية آلة موسيقية «بوليفونية» polyphony (أي إنها تستطيع أداء عدة أصوات معاً) كالعود[ر] أو الأرغن[ر] organ أو الكلاڤسان[ر. البيانو] clavecin.
ففي بداية القرن السابع عشر، برزت الحاجة إلى وجود فرقة موسيقية محددة لأداء الأوبرا[ر] opera - في مطلع ظهورها - في مرافقة التمثيل المسرحي الغنائي فيها، وكان ذلك سبباً أساسياً في تشكيل هيئة الأوكسترا التي كانت تعد من 18 إلى 35 عازفاً. وقد تم تشكيلها، مع تطورها، من ثلاثة أنواع أساسية من الآلات الموسيقية[ر] الوتريات (أسرة الـڤيول viol التي تحولت إلى أسرة الكمان)، وآلات النفخ الخشبية والنحاسية، ومختلف الآلات الإيقاعية. وتتألف كل من الوتريات وآلات النفخ (بنوعيها) من مجموعة الطبقات الصوتية الأربع الأساسية: «الصادحة» soprano، و«المتوسطة» alto، و«الأجشّة» tenor، و«الجهيرة» bass. وكانت مرافقة الألحان تدوّن للأوركسترا بما يشبه «الجهير المتواصل» basso continuo (مرافقة رتيبة)، وغالباً ما كانت هذه المرافقة مرتجلة من قبل العازفين (كما هو في معظم حالات الغناء العربي).
تطور فن الأوركسترا عبر الموسيقى الآلية، ولاسيما مع تطور «الحوارية»[ر] (الكونشرتو) concerto، و«سوناتا[ر] الكنيسة» sonata da chiesa، و«السنفونية الحوارية»[ر. السمفونية] symphony sinfonia concertante التي كانت تشير، وقتئذٍ، إلى قطعة موسيقية. وقد أُدخلت على الأوركسترا، في حينها، آلات الترومبيت[ر] trumpet، والترومبون[ر. الترومبيت] trombone، والأوبوا[ر] oboe، وأصبحت «الحوارية الجماعية» concerto grosso تؤديها أسرة الوتريات بمصاحبة الأرغن أو الكلاڤسان. وكانت أوركسترا جوفاني ليغرنتسي G.Legrenzi، في النصف الثاني من القرن 17، تتألف من نحو 25 آلة من أسرة الوتريات، وأربعة أعواد كبيرة (تيورب) tiorbe، وبوقين (من نوع الكورنيت cornette)، و3 ترمبون، وباسون bassoon واحد.
تحسّن وضع الأوركسترا في القرن الثامن عشر، إذ حلّت أسرة الكمان محل أسرة الـڤيول، وأخذ الهاربسيكورد[ر. البيانو] harpsichord أو الأرغن يؤديان دور «الجهير المتواصل». ففي خلال الربع الأول من القرن ذاته ظهر وجود آلة الكور (القرن)[ر. البوق] cor في التدوينات الموسيقية سرعان ما أخذت مركزاً لائقاً في الأوركسترا مثل قطعتي «تيغرانه» tigrane (عام 1715) لأليساندرو سكارلاتي[ر] A.Scarlatti و«راداميستو» (1720) Radamisto لهندل[ر] G.Handel. أما أوركسترا باخ[ر] J.S.Bach، في لايبزيغ، فكانت تتألف من 18 إلى 20 عازفاً فقط.
بقيت الأوركسترا، في منتصف القرن الثامن عشر، تتألف من 25 إلى 40 آلة موسيقية. ومن أشهرها في تلك الفترة أوركسترا في لايبزيغ، ودرسدن، ومانهايم Mannheim، وباريس. وكان بعضها يضيف أحياناً، آلة من ذوات لوحة الملامس (المفاتيح) keyboard مثل الأرغن أو الكلاڤسان، وكان التوازن الصوتي منسجماً في أسرة الوتريات، إلا أن آلات الڤيولا viola والتشيلو cello منها كانت قليلة نسبياً. ومع أن الطبقات الصوتية الأربع، الأساسية، التي تشكلها الوتريات كانت متوازنة فيما بينها، إلا أنه كان ضعف في عدد آلات الڤيولا. كما أن الكثير من موسيقى تلك الحقبة كان يمكن أداؤه من قبل ثلاث طبقات صوتية آلية فحسب. ومن الملاحظ أيضاً أن عدد آلات النفخ الخشبية المستخدمة، آنذاك، مثل الأوبوا والباسون كان يفيض عما يتطلب.
بابتعاد النظام الأوركسترالي عند هايدن[ر] F.J.Haydn عن النظم التقليدية المتبعة في أعمال الموسيقيين الألمان، تضاعف عدد آلات الوتريات التي اتخذت موقعاً أساسياً في الأوركسترا، وأصبح دور بقية الآلات ثانوياً. أما النظام الأوركسترالي عند المؤلف الموسيقي غلوك[ر] Ch. W. Gluck فكان أقل حيوية - أدائياً - مما هو عليه لدى هايدن، ولكنه أكثر تحديداً في خطوط الألحان وطوابعها.
كانت إضافة آلة اليراعة[ر] (الكلارينيت) clarinette (من فصيلة آلات النفخ الخشبية) إلى الأوركسترا جديرة بالاهتمام لدورها الانسجامي المهم في الموسيقى، وكان قد مضى قرن من الزمن على اختراعها، عام 1690، قبل أن تستخدم في الأوركسترا، وكان ظهورها، قبل عام 1750نادراً كما لم يدوّن لها دور خاص بها إلا في مؤلفات بتهوڤن[ر] L.Van. Beethoven ولاحقيه، ثم أصبح تعداد آلات النفخ الخشبية في الأوركسترا، عامة، ضرورياً للتوازن الانسجامي مع الوتريات.
ازداد عدد أسرة الكمان في النصف الأول من القرن التاسع عشر في الأوركسترا. فالأوركسترا التي كان يستخدمها المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا الألماني لودڤيغ شبور L.Spohr في ميونيخ، كانت أسرة الكمان فيها تتألف من 24 كماناً، و8 ڤيولا، و10 تشيلو، و6 كونتر باصاً double bass. ويلاحظ في هذه الأسرة الوترية ازدياد عدد آلات الڤيولا وذلك لتدارك قلتها في السابق، وازدياد عدد آلات التشيلو، مقارنة بآلات الكمان، وذلك لدعم التوازن الصوتي في الأوركسترا، وبالمقابل فقد قلّّ عدد آلات النفخ الخشبية، إذ استخدمت آلتان فقط من كل نوع منها، عدا في بعض الحالات الخاصة التي تتطلب إضافة آلات أخرى منها مثل البيكولو piccolo [ر. الناي] (فلوت صغيرة)، والكونترباسون double bassoon (كما في السمفونية الخامسة لبتهوفن). فقليل من مؤلفات بتهوفن وڤيبر [ر]Weber ومندلسون[ر] Mendelssohn وشوبرت[ر] Schubert وشومان[ر] Schumann كانت تتطلب أكثر من ثماني آلات نفخ خشبية ومثلها من آلات النفخ النحاسية، إضافة إلى اثنتين أو ثلاثة من التيمباني tympany (آلة إيقاعية) غالباً وعامة، كانت الأوركسترا وقتئذٍ تتألف من ثلاثين آلة من أسرة الكمان مقابل عشرين آلة من نوعي آلات النفخ.
مع ظهور وتطور «القصيد السمفوني»[ر. السمفونية] symph. poem فإن الأوركسترا ازدادت بياناً وخصوصية، وأصبحت تقانة التجويق (التوزيع الموسيقي) أكثر انسجاماً مع العمل الموسيقي، إذ ازدادت آلات الأوركسترا الأكثر إيضاحاً لمتطلبات الموسيقى المؤداة. ويمكن اعتبار المؤلف الموسيقي برليوز[ر] H.Berlioz عبقري الأوركسترا الحديثة، وقد ألف كتاباً توضيحياً بتقانة الأوركسترا «رسالة في التجويق الآلي الموسيقي» Traité de l’instrumentation. ففي مثالين من مؤلفاته الدينية «توباميروم» tuba mirum و«سانكتوس» Sanctus زاد برليوز عدد آلات الأوركسترا إلى حجم كبير، لاسيما في المثال الثاني الذي حوى 37 آلة نفخ خشبية ونحاسية إضافة إلى أسرة الكمان التي تجاوزت المئة آلة، هذا عدا مجموعة الآلات الإيقاعية. وقد أقر ڤاغنر[ر] R.Wagner بأهمية الأوركسترا «البرليوزية» ولكنه اعتنى بتفصلات أكثر، فجعلها أكثر مرونة وتوصيفاً، إذ أدخل تفصيلات في كل قسم من أسرة الكمان، واستغل حركات أقواسها للحصول على انسجام أكثر تفاعلاً، وضاعف آلات الكور إلى ثمانٍ إضافة إلى «التوبا الفاغنرية» W. tuba. (جهيرة النحاسيات، وهي من تصميمه)، وزاد عدد آلات الهارب[ر] (الجنك) harp إلى ست بدلاً من اثنتين. أما ديبوسي[ر] C.Debussy فكانت أوركستراه أكثر نعومة وحساسية واستطاعة في أداء مختلف التلوينات الآلية، ولم يكن التركيب الأوركسترالي عنده ثابتاً، إذ كان يتبدل حسب نوعية الموسيقى المؤداة.
اتسمت الأوركسترا في العصر الإبداعي[ر] (الرومنسي) باستقلالية إمكاناتها التقنية والتعبيرية لكل آلة أو أسرة منها، ولاسيما آلات النفخ التي أصبحت تساند الوتريات في الشدة والانسجام[ر] (الهارموني) harmony. ففي القرن التاسع عشر، أنيط بآلات النفخ، عامة، استغلال شدة كل آلة منها، والتفرد ببعض الألحان الرئيسة أحياناً. ولما كان التنسيق في شمولية الكتابة الأوركسترالية في العصر الاتباعي[ر] (الكلاسيكي) منوطاً بعازف الكلافسان أو بعازف الكمان الأول، خُص ذلك، في العصر الإبداعي، بالمؤلف الموسيقي، أو المجوّق للعمل الموسيقي، أو بقائد الأوركسترا الذي يدربها على الأداء المميز ثم يقودها في الحفل العام. وكان ريمسكي كورساكوڤ[ر] N.Rimsky Korrsakov ومالر[ر] G.Mahler، إضافة إلى برليوز، يهتمون بألوان التجويق. أما ڤاغنر، فكان يولي اهتمامه بإعطاء صفة تصميمية وتوصيفية لتساعدان في إيضاح العمل الأوبرالي وذلك باستغلال إمكانات طوابع الأداء لجميع آلات الأوركسترا. والتجويق الأوركسترالي عند ڤاغنر كان له تأثير فاعل، ليس في الموسيقى الأوبرالية فحسب، بل في الموسيقى السمفونية للمؤلفين الموسيقيين الذين عاصروه والذين أتوا من بعده مباشرة. إلا أن بعضهم مثل ديبوسي لم يتأثر بڤاغنر بل اعترض على تسلطه الموسيقي، فقد كان ديبوسي يفضل استخدام «كاتم الصوت» sourdine في آلات النفخ، و«الانزلاق» glissando في الهارب، و«الأصوات الهارمونية» (المدروجات الصوتية) overtone في الوتريات.
أوحى تضخيم اللغة الأوركسترالية وتعزيزه إلى الموسيقيين، في القرن العشرين وما بعده، بالبحث عن صفاء الصوت وعن أساليب مضاعفة الرنين غير المألوف في الأوركسترا. فقد دخل الصخب الصوتي في كثير من الأعمال الحديثة والمتقدمة ـ موسيقياً ـ ليشغل حيزاً فنياً سواء في الحوار الآلي، أم في صداحة الآلات الإيقاعية، أم في الاستخدام المبتكر للآلات الموسيقية الأكثر شيوعاً، أم في إضافة الأصوات الغريبة التي تنتجها الأجهزة والوسائل الموسيقية الكهربائية والإلكترونية الحديثة. ومهما يكن، فقد أصبحت الأوركسترا اليوم، عامة، أكثر جودة ودقة وتقانة في التعبير والأداء والعطاء.
التجويق (التوزيع) الأوركسترالي: هو فن تحديد وتوزيع ألحان العمل الموسيقي وتخصيصه لكل آلة أو فئة من آلات الأوركسترا التي ستؤديه. والتجويق بمثابة «مخطط» (كروكي) croquis لرسم أسطر أجزاء ألحان العمل الموسيقي للأوركسترا، ومن ثم توزيعه على عازفيها، والذي لابد لأي مؤلف موسيقي من حذقه. وقد كان كل من هايدن وموتسارت[ر] Mozart، وبتهوفن، وڤاغنر، وبرليوز، وريمسكي - كورساكوف والكثيرون غيرهم أسياداً في فن التجويق الأوركسترالي. ومن الممكن تجويق مؤلفة موسيقية كتبت أصلاً لآلة موسيقية منفردة solo أو لمجموعة موسيقية صغيرة خاصة؛ ومثال ذلك أن أعاد راڤيل[ر] M.Ravel كتابة مؤلفته للأوركسترا «والدتي الإوزة» ma mère l’oye بعد أن كان قد ألفها سابقاً لأربع أيدٍ (لعازفين اثنين) على البيانو.
أنواع الفرق الموسيقية: تنوعت أشكال الفرق الموسيقية بتنوع المؤلفات الموسيقية، فكل نوع من المؤلفات يحتاج أداؤه إلى نوعية خاصة من الآلات الموسيقية، وإلى عدد محدد منها. ولم تكن هذه المواصفات ضرورية فيما قبل القرن التاسع عشر. ومن أشهر الفرق الموسيقية:
- الأوركسترا السمفونية والفيلهارمونية: إن هذا النموذج هو أرقى أنواع الفرق الموسيقية وأضخمها، وهو يتمثل بالمؤلفات الموسيقية ذات المنهج المقرر مثل السمفونية، والحوارية، والافتتاحية[ر] overture وما ماثلها من الأعمال الموسيقية الجادة والكبيرة - نوعاً ما. وقد جاء مصطلح «الفيلهارمونية» Philharmony من اليونانية التي تعني «محبة الهارموني». وتتميز الأوركسترا الفيلهارمونية باستكمال عناصرها الصوتية ضخامة وتنويعاً. انتشرت الأوركسترات السمفونية في أرجاء العالم بعواصمه ومدنه، بما فيه بعض العواصم العربية مثل القاهرة وبغداد ودمشق، إضافة إلى الأوركسترات الفيلهارمونية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية ما ينوف على ألفي أوركسترا كبيرة موزعة على سائر مدنها التي يحتوي بعضها على أكثر من أوركسترا واحدة. ومن أشهرها (السمفونية) في: نيويورك، وبوسطن، وشيكاغو، وفيلادلفيا، وسان فرنسيسكو. و(الفيلهارمونية) في: نيويورك، ولوس أنجلس، وروشستر Rochester ونيو أورليانز.
ومن أشهر الأوركسترات (السمفونية) في أوربا هي في: راديو برلين، وباريس، ولندن، وB.B.C لندن.
و(الفيلهارمونية) في: برلين، وفيينا، ولندن، وميونخ، ودرسدن، ومونت كارلو، ووارسو.
أما قادة الأوركسترا الشهيرون فهم كثيرون يصعب تعدادهم. يطلق على قائد الأوركسترا، عادة، لقب «مايسترو» Maestro وهو كلمة إيطالية تعني «معلم» (في كل حرفة)، ثم خُص اللقب بقائد الأوركسترا لعنايته بها تدريباً وتوجيهاً وقيادة. وكان قد أطلق على «رئيس جوقة المغنين» في الكنيسة Maestro di Cappella، ومن ثم على كل موسيقي باختلاف نوعية اختصاصه. وفي القرنين 17 و18، أطلق لقب «مايسترو» على عازف الكلافسان الذي كان يؤدي دور «الجهير المتواصل»، في فرقته الموسيقية، إضافة إلى قيادتها. ومن أشهر قادة الأوركسترا: توسكانيني [ر] Toscanini، وكارايان[ر] H.Karajan، وبيتشام Th.Beecham، وأنسرميه E.Ansermet، وفورتـڤـانغلر W.Furtwangler، وميتروبولوس D.Mitropoulos، وزوبين ميتا Z.Mehta، ومونش Ch.Munch، وريختر S.Richter، وسولتي G.Solti، وأبادو C.Abbado، وريكاردو موتي R.Muti قائد أوركسترا ومدير فني لدار أوبرا «لاسكالا» لمدة عشرين عاماً، إلا أنه استقال من منصبه في 25/4/2005.
وفي البلاد العربية فرق موسيقية عربية كثيرة، إلا أن معظمها خليط من الآلات الموسيقية العربية والشرقية وبعض الآلات الغربية التي تساعد في ضخامة الشكل الموسيقي من دون الدراسة الصوتية الفنية الضرورية لها. و«التخت الشرقي»، فرقة موسيقية صغيرة تتألف من ناي، وعود، وقانون، وطنبور أو بزق (إضافي)، ودرابكة، ودف (الذي كان يرافق المطربين العرب في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين) قد أصبح نادر الوجود بسبب ضآلته في العدد والعطاء، والذي لم يعد يتناسب مع مرافقة الألحان العربية الغنائية الحديثة.
ومن أفضل الفرق الموسيقية العربية الحديثة، «فرقة الموسيقى العربية» (المصرية) بقيادة عبد الحليم نويرة[ر]، إذ تميز اعتناؤه بتشكيل فرقته بما يتناسب مع نوعية الموسيقى العربية المؤداة. وخص عنايته أيضاً بتطبيق بعض المصطلحات الغربية التي تتعلق بالتعبير الموسيقي في الشدة والليونة، وفي توحيد حركات الأداء ولاسيما في أقواس آلات الكمان، كما هو مستخدم في الفرق الموسيقية الغربية، إضافة إلى ذلك، حرصه الخاص على تقديم الأعمال الموسيقية العربية الغنائية التقليدية.
حسني الحريري