سَأَصرُمُ لُبنى هَبلُ وَصلِكِ مُجمِلاً
وَإِن كانَ صَرمُ الحَبلِ مِنكِ يَروعُ
وَسَوفَ أُسَلّي النَفسَ عَنكِ كَما سَلا
عَنِ البَلَدِ النائي البَعيدِ نَزيعُ
وَإِن مَسَّني لِلضُرِّ مِنكِ كَآبَةٌ
وَإِن نالَ جِسمي لِلفُراقِ خُشوعُ
أَراجِعَةٌ يا لُبنُ أَيّامُنا الأُلى
بِذي الطَلحِ أَم لا ما لَهُنَّ رُجوعُ
سَقى طَلَلَ الدارِ الَّتي أَنتُمُ بِها
حَياً ثُمَّ وَبلٌ صَيِّفٌ وَرَبيعُ
يَقولونَ صَبُّ بِالنِساءِ مُوَكَّلٌ
وَما ذاكَ مِن فِعلِ الرِجالِ بَديعُ
مَضى زَمَنٌ وَالناسُ يَستَشفِعونَ بي
فَهَل لي إِلى لُبنى الغَداةَ شَفيعُ
أَيا حَرَجاتِ الحَيِّ حَيثُ تَحَمَّلوا
بِذي سَلَمٍ لا جادَكُنَّ رَبيعُ
وَخَيماتُكِ اللاتي بِمُنعَرَجِ اللِوى
بِلَينَ بِلاً لَم تُبلُهُنَّ رُبوعُ
إِلى اللَهِ أَشكو نِيَّةً شَقَّتِ العَصا
هِيَ اليَومَ شَتّى وَهيَ أَمسي جَميعُ
وَما كادَ قَلبي بَعدَ أَيّامَ جاوَزَت
إِلَيَّ بِأَجراعِ الثُدِيِّ يَريعُ
فَإِنَّ اِنهِمالَ العَينِ بِالدَمعِ كُلَّما
ذَكَرتُكِ وَحدي خالِياً لَسَريعُ
فَلَو لَم يَهِجني الظاعِنونَ لَهاجَني
حَمائِمُ وُرقٌ في الدِيارِ وَقوعُ
تَجاوَبنَ فَاِستَبكَينَ مَن كانَ ذا هَواً
نَوائِحَ ما تَجري لَهُنَّ دُموعُ
تعليق