اشعري (موسي)
Al-Ash'ari (Abu Moussa-) - Al-Ach'ari (Abou Moussa-)
الأشعري (أبو موسى ـ)
(…؟ ـ 50 إلى 52هـ/ … ـ 670 إلى 672م)
عبد الله بن قيس بن سُليم بن حَضَّار بن حرب، أبو موسى من بني الأشعر، من قحطان، أحد أعلام الصحابة.
وُلد في زَبيد باليمن وقدم مكة المكرَّمة عند ظهور الإسلام فأسلم، ثم رجع إلى قومه.
وبعد الهجرة خرج مع نفر من قومه في سفينة يريدون المدينة المنورة، والتقوا في الطريق جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين القادمين من الحبشة، ووصل الجميع إلى المدينة المنوَّرة بعد فتح خيبر، وأما ما ذكره بعض المؤرخين من أن أبا موسى هاجر إلى الحبشة فغير صحيح.
شهد مع رسول الله r فتح مكة وغزوة حنين وحصار الطائف سنة 8هـ، وولاه الرسول r بعد حجّة الوداع على زَبيد ورِمَع وعدن والساحل، وبقي على ولاية زبيد ورمع أيام أبي بكر. وفي سنة 17هـ عزل الخليفة عمر بن الخطاب المغيرة بن شعبَة عن البصرة وولى أبا موسى الأشعري، فاستقرى كور دجلة، فوجد أهلها مذعنين بالطاعة فأمر بمساحتها ووضع الخراج عليها، على قدر احتمالها، ثم سار إلى الأهواز فلم يزل يفتح رستاقاً بعد رستاق والأعاجم تهرب من بين يديه حتى غلب على جميع أرضها إلا السوس وتُسْتَر ومَناذِر ورامَهُرْمز، فاستخلف أبو موسى الربيع بن زياد على مناذِر ففتحها عنوة، وسار أبو موسى إلى السوس فقاتل أهلها وحاصرهم فسألوا الأمان حينما بلغهم انتصار العرب في جلولاء، وهادن أبو موسى أهل رامَهُرْمُز، فلما انقضت هدنتهم وجه أبا مريم الحنفي فصالحهم على 800 ألف درهم، وسار أبو موسى إلى تُسْتَر (أعظم مدينة بالأهواز) وكان الهُرمزان قد نزلها ورمَّ حصنها وجمع الميرة فيها وأرسل إلى من يليه يستنجدهم، فكتب أبو موسى إلى عمر يستمده، فكتب عمر إلى عَمَّار بن ياسر يأمره أن يسير في أهل الكوفة، ونجح المسلمون في فتح المدينة وطلب الهرمزان الأمان فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلا على حكم الخليفة عمر، واستأمنت الأساورة (الفرسان) فأمنَّهم أبو موسى فأسلموا ويقال إنهم استأمنوا قبل ذلك فلحقوا بأبي موسى وشهدوا تُستَر معه.
وفي سنة 21 هـ اشترك أبو موسى الأشعري في معركة نهاوند مع مقاتلة أهل البصرة، وبعد انتصار العرب في هذه المعركة الحاسمة سمح عمر لهم بالانسياح في أرض فارس وأمدّ عمر أهل الكوفة بأبي موسى، وجعل سُراقة بن عمرو مكانه، ففتح أبو موسى الدينور وماسبذان، وشهد فتح أصبهان شهدها مدداً (بأعوان)، وفتح قُم وقاشان، ثم رد عمر أبا موسى إلى البصرة سنة 22هـ وردَّ سُراقة بن عمرو إلى الباب. واجتمع أبو موسى وعثمان بن أبي العاص والي البحرين في آخر خلافة عمر ففتحا أرَّجان وشيراز وسِينِير من أرض أردشيرخُرَّة.
توفي عمر وأبو موسى والٍ على البصرة، فأقرَّه عثمان سنوات ثم عزله سنة 29هـ حين شغب عليه المقاتلة، وولاه الكوفة سنة 34هـ بطلب من أهلها بعد أن ردّوا واليهم سعيد بن العاص عنها، وبقي أبو موسى والياً على الكوفة على الصَّلاة فيها حتى خلافة علي بن أبي طالب، فكتب إليه أبو موسى بطاعة أهل الكوفة وبيعتهم، ولكنّ علياً لم يلبث أن عزله، حينما بلغه موافاة طلحة والزبير والسيدة عائشة أم المؤمنين إلى البصرة ومبايعة أهلها لهم، ورفضُ أبي موسى استنفار الناس لقتالهم لأنه كان يرى أن ذلك فتنة يجب اعتزالها.
وفي معركة صفين اتُّفق على التحكيم، ووضع بذلك كتاب مؤرخ في 13 صفر سنة 37هـ، واختار معاوية عمرو بن العاص حكماً واختارت جماعة علي أبا موسى، فقبله علي مكرهاً لأنه كان يفضل عبد الله بن عباس أو الأشتر، فاجتمع الحكمان في رمضان سنة 37هـ واتفقا على عزل معاوية وعلي وأن يترك أمر الخلافة شورى بين المسلمين، يولون من شاؤوا. وبعد أن أعلن أبو موسى ذلك قام عمرو فذكر الاتفاق على عزل علي وأنه يثبت معاوية، فكذَّبه أبو موسى وساد الهرج فركب أبو موسى راحلته ولحق بمكة. ويبدو أنه عاد بعد ذلك إلى الكوفة معتزلاً الناس حيث توفي فيها في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
كان أبو موسى من قُرَّاء الصحابة وأحسنهم صوتاً بتلاوة القرآن وهو الذي علّم أهل البصرة القرآن، وكان مبرِّزاً بالقضاء حتى عدّه علي بن المديني أحد قضاة الصحابة البارزين وجعله في رتبة عمر وعلي وزيد بن ثابت، وإليه وجّه عمر كتابه المشهور في أصول القضاء، وقد شرحه ابن القيّم في كتابه «إعلام المُوَقِّعين عن رَبِّ العالمين».
حدَّث عنه الكثير من الصحابة والتابعين وفي كتب السنة 355 حديثاً من رواية أبي موسى.
سعدي أبو جيب
Al-Ash'ari (Abu Moussa-) - Al-Ach'ari (Abou Moussa-)
الأشعري (أبو موسى ـ)
(…؟ ـ 50 إلى 52هـ/ … ـ 670 إلى 672م)
عبد الله بن قيس بن سُليم بن حَضَّار بن حرب، أبو موسى من بني الأشعر، من قحطان، أحد أعلام الصحابة.
وُلد في زَبيد باليمن وقدم مكة المكرَّمة عند ظهور الإسلام فأسلم، ثم رجع إلى قومه.
وبعد الهجرة خرج مع نفر من قومه في سفينة يريدون المدينة المنورة، والتقوا في الطريق جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين القادمين من الحبشة، ووصل الجميع إلى المدينة المنوَّرة بعد فتح خيبر، وأما ما ذكره بعض المؤرخين من أن أبا موسى هاجر إلى الحبشة فغير صحيح.
شهد مع رسول الله r فتح مكة وغزوة حنين وحصار الطائف سنة 8هـ، وولاه الرسول r بعد حجّة الوداع على زَبيد ورِمَع وعدن والساحل، وبقي على ولاية زبيد ورمع أيام أبي بكر. وفي سنة 17هـ عزل الخليفة عمر بن الخطاب المغيرة بن شعبَة عن البصرة وولى أبا موسى الأشعري، فاستقرى كور دجلة، فوجد أهلها مذعنين بالطاعة فأمر بمساحتها ووضع الخراج عليها، على قدر احتمالها، ثم سار إلى الأهواز فلم يزل يفتح رستاقاً بعد رستاق والأعاجم تهرب من بين يديه حتى غلب على جميع أرضها إلا السوس وتُسْتَر ومَناذِر ورامَهُرْمز، فاستخلف أبو موسى الربيع بن زياد على مناذِر ففتحها عنوة، وسار أبو موسى إلى السوس فقاتل أهلها وحاصرهم فسألوا الأمان حينما بلغهم انتصار العرب في جلولاء، وهادن أبو موسى أهل رامَهُرْمُز، فلما انقضت هدنتهم وجه أبا مريم الحنفي فصالحهم على 800 ألف درهم، وسار أبو موسى إلى تُسْتَر (أعظم مدينة بالأهواز) وكان الهُرمزان قد نزلها ورمَّ حصنها وجمع الميرة فيها وأرسل إلى من يليه يستنجدهم، فكتب أبو موسى إلى عمر يستمده، فكتب عمر إلى عَمَّار بن ياسر يأمره أن يسير في أهل الكوفة، ونجح المسلمون في فتح المدينة وطلب الهرمزان الأمان فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلا على حكم الخليفة عمر، واستأمنت الأساورة (الفرسان) فأمنَّهم أبو موسى فأسلموا ويقال إنهم استأمنوا قبل ذلك فلحقوا بأبي موسى وشهدوا تُستَر معه.
وفي سنة 21 هـ اشترك أبو موسى الأشعري في معركة نهاوند مع مقاتلة أهل البصرة، وبعد انتصار العرب في هذه المعركة الحاسمة سمح عمر لهم بالانسياح في أرض فارس وأمدّ عمر أهل الكوفة بأبي موسى، وجعل سُراقة بن عمرو مكانه، ففتح أبو موسى الدينور وماسبذان، وشهد فتح أصبهان شهدها مدداً (بأعوان)، وفتح قُم وقاشان، ثم رد عمر أبا موسى إلى البصرة سنة 22هـ وردَّ سُراقة بن عمرو إلى الباب. واجتمع أبو موسى وعثمان بن أبي العاص والي البحرين في آخر خلافة عمر ففتحا أرَّجان وشيراز وسِينِير من أرض أردشيرخُرَّة.
توفي عمر وأبو موسى والٍ على البصرة، فأقرَّه عثمان سنوات ثم عزله سنة 29هـ حين شغب عليه المقاتلة، وولاه الكوفة سنة 34هـ بطلب من أهلها بعد أن ردّوا واليهم سعيد بن العاص عنها، وبقي أبو موسى والياً على الكوفة على الصَّلاة فيها حتى خلافة علي بن أبي طالب، فكتب إليه أبو موسى بطاعة أهل الكوفة وبيعتهم، ولكنّ علياً لم يلبث أن عزله، حينما بلغه موافاة طلحة والزبير والسيدة عائشة أم المؤمنين إلى البصرة ومبايعة أهلها لهم، ورفضُ أبي موسى استنفار الناس لقتالهم لأنه كان يرى أن ذلك فتنة يجب اعتزالها.
وفي معركة صفين اتُّفق على التحكيم، ووضع بذلك كتاب مؤرخ في 13 صفر سنة 37هـ، واختار معاوية عمرو بن العاص حكماً واختارت جماعة علي أبا موسى، فقبله علي مكرهاً لأنه كان يفضل عبد الله بن عباس أو الأشتر، فاجتمع الحكمان في رمضان سنة 37هـ واتفقا على عزل معاوية وعلي وأن يترك أمر الخلافة شورى بين المسلمين، يولون من شاؤوا. وبعد أن أعلن أبو موسى ذلك قام عمرو فذكر الاتفاق على عزل علي وأنه يثبت معاوية، فكذَّبه أبو موسى وساد الهرج فركب أبو موسى راحلته ولحق بمكة. ويبدو أنه عاد بعد ذلك إلى الكوفة معتزلاً الناس حيث توفي فيها في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
كان أبو موسى من قُرَّاء الصحابة وأحسنهم صوتاً بتلاوة القرآن وهو الذي علّم أهل البصرة القرآن، وكان مبرِّزاً بالقضاء حتى عدّه علي بن المديني أحد قضاة الصحابة البارزين وجعله في رتبة عمر وعلي وزيد بن ثابت، وإليه وجّه عمر كتابه المشهور في أصول القضاء، وقد شرحه ابن القيّم في كتابه «إعلام المُوَقِّعين عن رَبِّ العالمين».
حدَّث عنه الكثير من الصحابة والتابعين وفي كتب السنة 355 حديثاً من رواية أبي موسى.
سعدي أبو جيب