فرفل (فرانتس)
Werfel (Franz-) - Werfel (Franz-)
ڤِرفِل (فرانتس -)
(1890-1945)
فرانتس ڤرفل Franz Werfel شاعر وروائي ومسرحي نمساوي، يُعدُّ من أكثر كتَّاب اللغة الألمانية غزارة وتنوعاً في الإنتاج في النصف الأول من القرن العشرين، حاز كثيراً من الجوائز الأدبية، ومع ذلك فإن ما قاوم عوامل التطورات الأدبية - الفكرية من أعماله هي الروايات والقصص وبعض الأشعار ذات الزخم اللغوي التجديدي، في حين أن معظم مسرحياته لم يصمد على الخشبة بعد الحرب العالمية الثانية.
يتحدَّر ڤرفل من أسرة نمساوية يهودية ثرية، وقد ولد في براغ التي كانت أحد أهم مراكز الإشعاع الثقافي في امبراطورية الدانوب Danaumonarchie، وتوفي في المهجر الأمريكي في بڤرلي هيلز Beverly Hills (كاليفورنيا). يقع تطور ڤرفل الفني تحت تأثير الحركة الأدبية المناهضة للطبيعية Naturalism التي كانت بالغة النشاط في بدايات القرن العشرين، ولاسيما في ڤيينا وبراغ. أما إيمانه الديني فقد تطور إلى صوفية تجمع ما بين اليهودية والكاثوليكية من دون تقيد بالشعائر، وتمظهرت صوفيته في موقف إنساني تجاه العالم، لا يتماشى ولا ينسجم مع التلوينات الإيديولوجية المختلفة لمرحلة ما قبل الفاشية والنازية. وفي بعض أعماله الأخيرة اتَّخذ هذا الموقف طابعاً لاعقلانياً.
يعد ڤرفل من أبرز أدباء الحركة التعبيرية Expressionism، فما إن قطع مرحلة التأهيل التجاري بين 1911-1914 حتى غيَّر وجهته الحياتية وانتقل إلى لايبزيغ Leipzig ليعمل محرراً أدبياً في دار نشر كورت ڤولف Kurt-Wolff-Verlag التي اشتهرت بكونها خاصة بجيل التعبيريين، وبالتعاون مع الكاتبين ڤالتر هازنكلڤر W.Hasenclever وكورت بينتوس .K.Pinthus أصدروا في الدار سلسلة كتب تحت عنوان «اليوم الآخر» Der jüngste Tag ضمت أعمالاً لكتّاب شباب. ومنذ صدور دواوينه الأولى حقق ڤرفل نجاحاً ملحوظاً في الأوساط الأدبية، ومنها «صديق الدنيا»Der Weltfreund عام (1911)، و«نكون» Wir Sind عام (1913) و«بعضنا بعضاً» Einander عام (1915) و«يوم الحساب»Der Gerichtstag عام (1919)، ثم تقلص اهتمامه بالشعر حتى عام 1935 حين أصدر «نوم ويقظة»Schlaf und Erwachen عـام (1935) و«قصائد» Gedichte عام (1938). وفي المرحلة ما بين 1917-1938 تركَّز اهتمام ڤرفل على النثر في الرواية والقصة، وتجلَّت في باكورة قصصه مواقف الحركة التعبيرية، وقد نشرها عام 1920 بعنوان «ليس القاتل، بل المقتول هو المذنب» Nicht der Mörder der Ermordete ist schuldig والتي تناول فيها قضية صراع الأجيال ونزاع الأب - الابن. وفي عام 1924 صدرت أكثر رواياته شعبية «ڤيردي - رواية الأوبرا» Verdi. Roman der Oper تلتها القصة الطويلة «موت البرجوازي الصغير» Der Tod des Kleinbürgers عام (1927) ثم رواية «أربعون يوماً في حياة موسى داغ» Die vierzig Tage des Musa Dahg عام (1934) حول فظائع المجازر العرقية التي قام بها الأتراك بحق الأرمن في أثناء الحرب العالمية الأولى، وقد لاقت الرواية اهتماماً واسعاً وانتشاراً كبيراً. وهناك من روايات تلك المرحلة «احتفال حَمَلَة الثانوية» Der Abituriententag عام (1928) حول اعترافات قاضي المنطقة بذنب من مرحلة الفتوة، ثم «بربارا أو التُقى» Barbara oder die Frommigkeit عام (1929) و«أشقاء من نابولي» Die Geschwister aus Neapel عام (1931). وفي عام 1938 هرب ڤرفل من وجه النازيين إلى فرنسا ومنها إلى إسبانيا مشياً على الأقدام عبر الجبال برفقة الكاتب هاينريش مَن[ر] H.Mann، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ونتيجة للتطورات السياسية في أوربا وفي مواجهة الدمار والمجازر اللاإنسانية هناك انكفأ ڤرفل إلى صوفية دينية برزت في رواياته الأخيرة، مثل «السماء المغتصبة» Der veruntreute Himmel عام (1939) حول الإثم والعقاب والتوبة، و«نشيد برنادِت»Das Lied der Bernadette عام (1941) التي لاقت نجاحاً عالمياً وتحولت إلى فيلم في هوليوود حول رحلته إلى المنفى ونذره للقديسة برنادِت، ثم الرواية اليوتوبية «كوكب المستقبل» Stern der Ungeborenen عام (1946) التي يتخيل فيها أن الأرض عام 101945 ستصبح مدينة واحدة لجميع سكانها، من دون تمييز، أياً كان نوعه.
أما إنتاج ڤرفل الغزير على صعيد الكتابة للمسرح فإنه يمتد من الثلاثية الخيالية السحرية «رجل المرآة» Spiegelmensch التي يسخر في بعض محطاتها الكثيرة من المسرحي كارل كراوس[ر] K.Kraus، إلى المسرحية التاريخية الدنيوية «خواريز ومكسيمليان» Juarez und Maximilian عام (1924) التي شكّلت قطيعته مع الحركة التعبيرية، وإلى المسرحيات الدينية الصوفية، مثل «ملكوت الرب في بوهيميا» Das Reich Gottes in Böhmen عام (1930) و«درب البشارة» Der Weg der Verheissung عام (1935)، وإلى آخـر مسـرحياته التي مازالت صالحـة للعرض في المسارح الحديثة «ياكوبوڤسكي والعقيد» Jakobowsky und der Oberst عام (1945) التي بناها على قصة واقعية من أجواء مغامرات الفارين من وجه النازية، وصاغها في قالب كوميدي.
نبيل الحفار
Werfel (Franz-) - Werfel (Franz-)
ڤِرفِل (فرانتس -)
(1890-1945)
فرانتس ڤرفل Franz Werfel شاعر وروائي ومسرحي نمساوي، يُعدُّ من أكثر كتَّاب اللغة الألمانية غزارة وتنوعاً في الإنتاج في النصف الأول من القرن العشرين، حاز كثيراً من الجوائز الأدبية، ومع ذلك فإن ما قاوم عوامل التطورات الأدبية - الفكرية من أعماله هي الروايات والقصص وبعض الأشعار ذات الزخم اللغوي التجديدي، في حين أن معظم مسرحياته لم يصمد على الخشبة بعد الحرب العالمية الثانية.
يتحدَّر ڤرفل من أسرة نمساوية يهودية ثرية، وقد ولد في براغ التي كانت أحد أهم مراكز الإشعاع الثقافي في امبراطورية الدانوب Danaumonarchie، وتوفي في المهجر الأمريكي في بڤرلي هيلز Beverly Hills (كاليفورنيا). يقع تطور ڤرفل الفني تحت تأثير الحركة الأدبية المناهضة للطبيعية Naturalism التي كانت بالغة النشاط في بدايات القرن العشرين، ولاسيما في ڤيينا وبراغ. أما إيمانه الديني فقد تطور إلى صوفية تجمع ما بين اليهودية والكاثوليكية من دون تقيد بالشعائر، وتمظهرت صوفيته في موقف إنساني تجاه العالم، لا يتماشى ولا ينسجم مع التلوينات الإيديولوجية المختلفة لمرحلة ما قبل الفاشية والنازية. وفي بعض أعماله الأخيرة اتَّخذ هذا الموقف طابعاً لاعقلانياً.
يعد ڤرفل من أبرز أدباء الحركة التعبيرية Expressionism، فما إن قطع مرحلة التأهيل التجاري بين 1911-1914 حتى غيَّر وجهته الحياتية وانتقل إلى لايبزيغ Leipzig ليعمل محرراً أدبياً في دار نشر كورت ڤولف Kurt-Wolff-Verlag التي اشتهرت بكونها خاصة بجيل التعبيريين، وبالتعاون مع الكاتبين ڤالتر هازنكلڤر W.Hasenclever وكورت بينتوس .K.Pinthus أصدروا في الدار سلسلة كتب تحت عنوان «اليوم الآخر» Der jüngste Tag ضمت أعمالاً لكتّاب شباب. ومنذ صدور دواوينه الأولى حقق ڤرفل نجاحاً ملحوظاً في الأوساط الأدبية، ومنها «صديق الدنيا»Der Weltfreund عام (1911)، و«نكون» Wir Sind عام (1913) و«بعضنا بعضاً» Einander عام (1915) و«يوم الحساب»Der Gerichtstag عام (1919)، ثم تقلص اهتمامه بالشعر حتى عام 1935 حين أصدر «نوم ويقظة»Schlaf und Erwachen عـام (1935) و«قصائد» Gedichte عام (1938). وفي المرحلة ما بين 1917-1938 تركَّز اهتمام ڤرفل على النثر في الرواية والقصة، وتجلَّت في باكورة قصصه مواقف الحركة التعبيرية، وقد نشرها عام 1920 بعنوان «ليس القاتل، بل المقتول هو المذنب» Nicht der Mörder der Ermordete ist schuldig والتي تناول فيها قضية صراع الأجيال ونزاع الأب - الابن. وفي عام 1924 صدرت أكثر رواياته شعبية «ڤيردي - رواية الأوبرا» Verdi. Roman der Oper تلتها القصة الطويلة «موت البرجوازي الصغير» Der Tod des Kleinbürgers عام (1927) ثم رواية «أربعون يوماً في حياة موسى داغ» Die vierzig Tage des Musa Dahg عام (1934) حول فظائع المجازر العرقية التي قام بها الأتراك بحق الأرمن في أثناء الحرب العالمية الأولى، وقد لاقت الرواية اهتماماً واسعاً وانتشاراً كبيراً. وهناك من روايات تلك المرحلة «احتفال حَمَلَة الثانوية» Der Abituriententag عام (1928) حول اعترافات قاضي المنطقة بذنب من مرحلة الفتوة، ثم «بربارا أو التُقى» Barbara oder die Frommigkeit عام (1929) و«أشقاء من نابولي» Die Geschwister aus Neapel عام (1931). وفي عام 1938 هرب ڤرفل من وجه النازيين إلى فرنسا ومنها إلى إسبانيا مشياً على الأقدام عبر الجبال برفقة الكاتب هاينريش مَن[ر] H.Mann، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ونتيجة للتطورات السياسية في أوربا وفي مواجهة الدمار والمجازر اللاإنسانية هناك انكفأ ڤرفل إلى صوفية دينية برزت في رواياته الأخيرة، مثل «السماء المغتصبة» Der veruntreute Himmel عام (1939) حول الإثم والعقاب والتوبة، و«نشيد برنادِت»Das Lied der Bernadette عام (1941) التي لاقت نجاحاً عالمياً وتحولت إلى فيلم في هوليوود حول رحلته إلى المنفى ونذره للقديسة برنادِت، ثم الرواية اليوتوبية «كوكب المستقبل» Stern der Ungeborenen عام (1946) التي يتخيل فيها أن الأرض عام 101945 ستصبح مدينة واحدة لجميع سكانها، من دون تمييز، أياً كان نوعه.
أما إنتاج ڤرفل الغزير على صعيد الكتابة للمسرح فإنه يمتد من الثلاثية الخيالية السحرية «رجل المرآة» Spiegelmensch التي يسخر في بعض محطاتها الكثيرة من المسرحي كارل كراوس[ر] K.Kraus، إلى المسرحية التاريخية الدنيوية «خواريز ومكسيمليان» Juarez und Maximilian عام (1924) التي شكّلت قطيعته مع الحركة التعبيرية، وإلى المسرحيات الدينية الصوفية، مثل «ملكوت الرب في بوهيميا» Das Reich Gottes in Böhmen عام (1930) و«درب البشارة» Der Weg der Verheissung عام (1935)، وإلى آخـر مسـرحياته التي مازالت صالحـة للعرض في المسارح الحديثة «ياكوبوڤسكي والعقيد» Jakobowsky und der Oberst عام (1945) التي بناها على قصة واقعية من أجواء مغامرات الفارين من وجه النازية، وصاغها في قالب كوميدي.
نبيل الحفار