فوريه (غابرييل)
Fauré (Gabriel-) - Fauré (Gabriel-)
فوريه (غابرييل-)
(1845-1924)
غابرييل فوريه Gabriel Fauré مؤلف موسيقي فرنسي، ولد في بامييه Pamiers وتوفي في باريس. درس في مدرسة نييدرميير Niedermeyer الموسيقية الشهيرة في الفترة بين عامي 1855-1865، وأشرف كمي سان - سانس[ر] C.Saint-Saëns على دراسته، ولقَّنه فن العزف بالبيانو، وصرّح فيما بعد بأنه لم يكن لديه ما يلقنه إياه، وأن كل ما فعله هو ترميم بعض الأخطاء التقنية في أسلوبه وتعريفه تراث الموسيقى الكلاسيكية.
التحق فوريه بعد تخرجه من المدرسة بالجيش الفرنسي، وشارك جنود المشاة الفرنسيين معاركهم بعد اندلاع الحرب مع بروسيا، ولكنه بعد هزيمة فرنسا في سيدان عام 1870 عاد إلى الحياة المدنية، وطلب منه سان - سانس أن يعمل مساعداً له في كنيسة المادلين Madeleine في باريس، واصطحبه معه، عام 1877 إلى فايمار Weimar (في ألمانيا)، ليساعده على إخراج أوبراه «شمشون ودليلة» Samson et Dalila، وتعرف هناك المؤلف الموسيقي الهنغاري ليست[ر] F.Liszt، وعرض عليه عمله «بالاد» Ballade للبيانو والأوركسترا، الغريب عن الروح الرومنسية، وأُعجب ليست بالعمل، ولكنه علَّق عليه قائلاً «صعب جداً». شارك فوريه في الأعوام التالية في إخراج أوبرا «خاتم نيبلونغ» Der ring des Nibelungen للمؤلف الموسيقي الألماني ڤاغنر[ر] R.Wagner. وعلى الرغم من تأثره الكبير بأستاذيّ مدرسة فايمار ليست وڤاغنر، إلا أن أفكاره الموسيقية بقيت بعيدة عنهما، ولم يتعاطفا موسيقياً معه.
في عام 1896 تولّى فوريه مركز عازف الأرغن[ر] organ في كنيسة المادلين، واختير في العام نفسه أستاذاً لمادة التأليف في الكونسرفاتوار، وانتخب عام 1905 مديراً له، فكان أول عمل قام به هو تسريح عدد من الأساتذة «الرجعيين»، واستدعى زميله ديبوسي[ر]Debussy ليساعده على أداء مهمته. وفي عام 1920 أصيب فوريه بالصمم، واسْتُعْفِي من مهامه، ومنحته الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف، وتوفي بعد أربع سنوات، ونعته الدولة الفرنسية رسمياً، وأقامت له جنازة حكومية.
غابرييل فوريه موسيقي أصيل جداً من الصعب تصنيفه في أي مدرسة من المدارس الموسيقية المعروفة. فموسيقاه تترك لدى المستمع انطباعاً بأنها مكتوبة للصفوة المثقفة، مؤلفاته للبيانو هي من أفضل أعماله، فهي رقيقة وشاعرية تذكر بالشاعر فيرلين Verlaine أكثر من الموسيقي ديبوسي، وهي مكتوبة بأسلوب خاص يدلّ على مهارته في الكتابة الهارمونية[ر. الانسجام]، وأعماله الأوركسترالية والكورالية (الجوقة الغنائية) مثل «الركويم» Requiem (قداس الموتى)، تمثّل الروح الأرستقراطية في الثقافة الفرنسية.
ترك فوريه عدداً كبيراً من الأعمال الموسيقية لم تتم، وقام بعض تلاميذه بتكملتها وتوزيعها للأوركسترا. ويبدو أن وظائفه العملية منعته من إتمام بعض مصنفاته، ومع ذلك فقد استطاع، عندما كان الوقت يسمح له، أن ينتج مؤلفات موسيقية هي الذروة في فن راق وأرستقراطي. وقد تكون الرباعية[ر] quartet الوترية التي ألَّفها عام وفاته هي المثال الأول في تاريخ الموسيقى عن فن النخبة، وتعد إلى جانب الركويم أكثر الأعمال أصالة في تاريخ الموسيقى الفرنسية.
أعماله
كتب غـابرييل فوريـه في أنواع مختلفة من التألـيف الموسيقي، منها: أربـع مسرحـيات موسيقية، من أهمها: «بيلياس وميلزاند» Pelléas et Mélisande عام (1898)، واثنتان من الأوبرا هما: «بروميثيوس» Prométhée عام (1900)، و«بينيلوب» Pénélope عام (1913). وبعض قطع الموسيقى الجوقية الغنائية بمرافقة الأوركسترا مثل: «ولادة فينوس»، و«الجنيات»، و«مادريغال»، و«بافان»، إضافة إلى 97 لحناً ربما كانت أفضل أعماله وأكثرها تكاملاً. وهي تتضمن الألحان الخمسة عن فيرلان، ومجموعة الأغاني الجميلة، وأغاني حواء، والأفق الوهمي، والحديقة المغلقة. ومن موسيقى الحجرة: ثلاثية، ورباعيان، وخماسيان (جميعها للبيانو)، ورباعي وتري، واثنان من السوناتا[ر] للكمان والبيانو، واثنتان أخريان للتشيلو[ر. الكمان] والبيانو. أما أعمال البيانو فتتضمن أفضل مؤلفاته، منها: بالاد للبيانو والأوركسترا، وفانتازي للبيانو والأوركسترا، و6 «ارتجالات» impromptus، وثلاثة «رومنسات» romances، و13«ليلية» nocturnes، و9 «استهلالات» préludes، و4 فالسات - كابريس valses- caprices، وقطع موسيقية صغيرة تحت عنوان «دولّي» Dolly لأربع أيدٍ، و13«باركارول» Barcarolles.
زيد الشريف
Fauré (Gabriel-) - Fauré (Gabriel-)
فوريه (غابرييل-)
(1845-1924)
التحق فوريه بعد تخرجه من المدرسة بالجيش الفرنسي، وشارك جنود المشاة الفرنسيين معاركهم بعد اندلاع الحرب مع بروسيا، ولكنه بعد هزيمة فرنسا في سيدان عام 1870 عاد إلى الحياة المدنية، وطلب منه سان - سانس أن يعمل مساعداً له في كنيسة المادلين Madeleine في باريس، واصطحبه معه، عام 1877 إلى فايمار Weimar (في ألمانيا)، ليساعده على إخراج أوبراه «شمشون ودليلة» Samson et Dalila، وتعرف هناك المؤلف الموسيقي الهنغاري ليست[ر] F.Liszt، وعرض عليه عمله «بالاد» Ballade للبيانو والأوركسترا، الغريب عن الروح الرومنسية، وأُعجب ليست بالعمل، ولكنه علَّق عليه قائلاً «صعب جداً». شارك فوريه في الأعوام التالية في إخراج أوبرا «خاتم نيبلونغ» Der ring des Nibelungen للمؤلف الموسيقي الألماني ڤاغنر[ر] R.Wagner. وعلى الرغم من تأثره الكبير بأستاذيّ مدرسة فايمار ليست وڤاغنر، إلا أن أفكاره الموسيقية بقيت بعيدة عنهما، ولم يتعاطفا موسيقياً معه.
في عام 1896 تولّى فوريه مركز عازف الأرغن[ر] organ في كنيسة المادلين، واختير في العام نفسه أستاذاً لمادة التأليف في الكونسرفاتوار، وانتخب عام 1905 مديراً له، فكان أول عمل قام به هو تسريح عدد من الأساتذة «الرجعيين»، واستدعى زميله ديبوسي[ر]Debussy ليساعده على أداء مهمته. وفي عام 1920 أصيب فوريه بالصمم، واسْتُعْفِي من مهامه، ومنحته الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف، وتوفي بعد أربع سنوات، ونعته الدولة الفرنسية رسمياً، وأقامت له جنازة حكومية.
غابرييل فوريه موسيقي أصيل جداً من الصعب تصنيفه في أي مدرسة من المدارس الموسيقية المعروفة. فموسيقاه تترك لدى المستمع انطباعاً بأنها مكتوبة للصفوة المثقفة، مؤلفاته للبيانو هي من أفضل أعماله، فهي رقيقة وشاعرية تذكر بالشاعر فيرلين Verlaine أكثر من الموسيقي ديبوسي، وهي مكتوبة بأسلوب خاص يدلّ على مهارته في الكتابة الهارمونية[ر. الانسجام]، وأعماله الأوركسترالية والكورالية (الجوقة الغنائية) مثل «الركويم» Requiem (قداس الموتى)، تمثّل الروح الأرستقراطية في الثقافة الفرنسية.
ترك فوريه عدداً كبيراً من الأعمال الموسيقية لم تتم، وقام بعض تلاميذه بتكملتها وتوزيعها للأوركسترا. ويبدو أن وظائفه العملية منعته من إتمام بعض مصنفاته، ومع ذلك فقد استطاع، عندما كان الوقت يسمح له، أن ينتج مؤلفات موسيقية هي الذروة في فن راق وأرستقراطي. وقد تكون الرباعية[ر] quartet الوترية التي ألَّفها عام وفاته هي المثال الأول في تاريخ الموسيقى عن فن النخبة، وتعد إلى جانب الركويم أكثر الأعمال أصالة في تاريخ الموسيقى الفرنسية.
أعماله
كتب غـابرييل فوريـه في أنواع مختلفة من التألـيف الموسيقي، منها: أربـع مسرحـيات موسيقية، من أهمها: «بيلياس وميلزاند» Pelléas et Mélisande عام (1898)، واثنتان من الأوبرا هما: «بروميثيوس» Prométhée عام (1900)، و«بينيلوب» Pénélope عام (1913). وبعض قطع الموسيقى الجوقية الغنائية بمرافقة الأوركسترا مثل: «ولادة فينوس»، و«الجنيات»، و«مادريغال»، و«بافان»، إضافة إلى 97 لحناً ربما كانت أفضل أعماله وأكثرها تكاملاً. وهي تتضمن الألحان الخمسة عن فيرلان، ومجموعة الأغاني الجميلة، وأغاني حواء، والأفق الوهمي، والحديقة المغلقة. ومن موسيقى الحجرة: ثلاثية، ورباعيان، وخماسيان (جميعها للبيانو)، ورباعي وتري، واثنان من السوناتا[ر] للكمان والبيانو، واثنتان أخريان للتشيلو[ر. الكمان] والبيانو. أما أعمال البيانو فتتضمن أفضل مؤلفاته، منها: بالاد للبيانو والأوركسترا، وفانتازي للبيانو والأوركسترا، و6 «ارتجالات» impromptus، وثلاثة «رومنسات» romances، و13«ليلية» nocturnes، و9 «استهلالات» préludes، و4 فالسات - كابريس valses- caprices، وقطع موسيقية صغيرة تحت عنوان «دولّي» Dolly لأربع أيدٍ، و13«باركارول» Barcarolles.
زيد الشريف