فريز
Strawberry - Fraise
الفريز
الفريز Strawberry نبات عشبي مستديم الخضرة ومعمر من الفصيلة الوردية Rosaceae من محاصيل الفاكهة ذات العائد الكبير للمزارع، ويمكن استهلاك ثماره وتصديرها إما طازجة (الشكل-1) أو مجمدة أو مصنعة.
يطلق على هذا النبات اسم الفريز وهي كلمة منقولة عن الاسم الفرنسي Fraise، كما يعرف باسم توت الأرض أو الشليك تحريفاً للاسم التركي «جليك»، وأيضاً باسم الفراولة تحريفاً للاسم اليوناني «فرادو لي». والموطن الأصلي للفريز هو أمريكا الشمالية، ويرجع أصل جميع أصنافه التجارية إلى التهجين بين النوعين الآتيين:
توت الأرض البري Fragaria virginiana الذي وجد في السهول المرتفعة في الشمال الشرقي من القارة الأمريكية، وتوت الأرض الساحلي Fragaria chiloensis الذي وجد على طول شواطئ المحيط الهادئ، وعلى السواحل التشيلية، وفي جزر هاواي ومن هذه المناطق انتشر الفريز إلى بقية بلدان العالم.
الأهمية الاقتصادية والغذائية
يتميز الفريز بقيمتين غذائية وطبية عاليتين وبطعم لذيذ ورائحة زكية وشكل جميل مما يجعله زينة الموائد، وهو محصول اقتصادي مرغوب فيه جداً في مختلف أنحاء العالم.
يصنع من ثماره شرابات منعشة ومربيات لذيذة مختلفة. كما يستفاد من ثماره في علاج حالات تصلب الشرايين والاضطرابات العصبية، وأمراض الكلية والغدد الصفراء، وأمراض الكبد وفقر الدم. ويستعمل مغلي الثمار لخفض الحرارة وطرد الرمال من الكليتين، ومنقوع الأوراق لخفض الضغط ومعالجة الإسهال والروماتيزم، ومن المدادات والسوق تحضر منقوعات مضادة للإسهال، ومدرة للبول، ولمعالجة التهاب الحنجرة؛ وذلك نتيجة احتوائها على مواد هلامية ومواد عفصية وفلافونيدات.
ـ يحتوي كل 100غ من ثمار الفريز الطازجة وسطياً على المكونات الآتية (الجدول-1).
الوصف النباتي
يتألف الفريز من القسمين الآتيين:
- المجموعة الجذرية: ليفية قوية كثيرة التفرع تنشأ من السويقات القصيرة (الانتفاخات الخرنوبية) التي تتكون قرب سطح التربة، ويحدد عمر النبات بعدد الانتفاخات المتكونة على المجموعة الجذرية (الشكل-2).
- المجموعة الخضرية: تتألف من سويقة رئيسة قصيرة ومنتفخة، خرنوبية الشكل تحمل الأوراق على مستوى العقد، وتتكون السويقات الجديدة بنمو النبات عمودياً وأفقياً، إذ يكوّن النمو العمودي سويقات سميكة وقصيرة تخرج من آباط الأوراق الأوسطية، أما النمو الأفقي فيكّون مدادات (طرود) زاحفة من البراعم الموجودة في آباط الأوراق السفلية والجانبية من السويقات.
تتكون الأوراق من ثلاث وريقات أو أكثر حسب الصنف، ذات أعناق قصيرة وشكل بيضوي مستدير، حوافها مسننة، جلدية المظهر، سطحها العلوي أكثر اخضراراً ولمعاناً من سطحها السفلي.
تُحمل الأزهار في نورات عنقودية (الشكل-3) تتكون من سلسلة من التفرعات الثنائية تنتهي كل منها بزهرة. وهي بيضاء اللون، ثنائية الجنس أو أحادية حسب الصنف، تتكون من خمس سبلات كأسية خضراء وتوجد أسفلها خمس وريقات تحت كأسية، ومن خمس بتلات تويجية بيضاوية الشكل بيضاء اللون، ومن الأسدية وهي كثيرة العدد (24-26 سداة) مرتبة في ثلاثة محيطات، ومن تخت الزهرة وهو لحمي سميك عليه عدد كبير من الكرابل وكل كربلة تتكون من مبيض واحد يخرج من طرفه قلم ينتهي بميسم كما توجد غدد رحيقية في قواعد الأسدية.
ثمرة الفريز متجمعة تتكون من التخت الزهري العصيري المتضخم وما يحمله من ثمار حقيقية تبدو كنقاط سوداء موزعة عليها في ترتيب هندسي، أما الثمرة الحقيقية فهي ثمرة فقيرة توجد منغمسة في التخت اللحمي وهي التي يطلق عليها مجازاً اسم البذور. ويوجد في كل ثمرة نحو (50-400) بذرة.
الفريز من النباتات الخلطية التلقيح الحشري والريحي، ويتوقف حجم الثمار المتكونة على عدد زيارات النحل الملقح.
المتطلبات البيئية
التربة: تحتاج نباتات الفريز إلى تربة جيدة الصرف للماء غنية بالسماد العضوي المتخمر، ذات درجة حموضة pH بحدود 6- 6.5 ولا تزيد على 7.5. لا تنجح زراعته في الترب الطينية الثقيلة الرديئة الصرف أو الرملية الفقيرة أو الكلسية التي تزيد فيها نسبة الكلس الفعّال على 3%.
الحرارة: يتصف نبات الفريـز بقدرته على التأقلم مع شروط حـرارية مختلفة، وتجديـد ذاته باستمرار، ويكـون النمـو الخضري مثالياً في درجـة حرارة 20 - 25 ْم، وينخفض بانخفاضها في درجة الحرارة 10 ْم، أما أفضل درجة حرارة للإزهار فهي بين 15 - 17 ْم.
ويعد المناخ المعتدل والمائل للبرودة مثالياً لإنتاج الفريز، إذ تكون الثمار أكثر حلاوة ونضارة.
الضوء: يتطلب الفريز نهاراً قصيراً أي نحو 9-12 ساعة إضاءة؛ ليتسنى للنبات الإزهار والنمو الجيد للشتلات، أما إذا زادت الإضاءة على 12 ساعة يومياً فإن الشتلات تعطي فروعاً خضرية جديدة ويتوقف إزهار النبات وإنتاج الثمار، ويلائم ذلك تشكل الطرود الزاحفة وسرعة تكوين الأوراق عليها.
الرطوبة: يتطلب الفريز توافر رطوبة جوية وأرضية كافيتين؛ إذ إن للرطوبة الأرضية تأثيراً كبيراً في نمو النبات لطبيعة نمو جذوره السطحية مما يجعله حساساً بنقص الرطوبة الناتج من التأخير في الري، أو من جفاف الجو وارتفاع درجة الحرارة؛ مما ينعكس سلباً على الإزهار والعقد ومن ثم نقص كمية المحصول. كما أن زيادة الرطوبة فوق الحد المناسب تؤدي عموماً إلى اختناق الجذور والإساءة إلى نمو النبات وتطوره.
الأنواع والأصناف
ينتمي الفريز البري والمزروع إلى الجنس Fragaria sp. الذي يشمل أنواعاً كثيرة استخدمت في استنباط وتطوير أصناف الفريز المعروفة تجارياً. ومن أهم أصناف الفريز.
(الجدول-2)
إكثار الفريز
يكاثر الفريز بالبذور في محطات التربية للحصول على أصناف جديدة وشتول سليمة صحياً وخالية من الإصابات الفطرية. تزرع البذور في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس في مراقد تحوي خلطة ترابية؛ ليتم الإنبات بعد مضي أسبوعين من الزراعة.
تكاثر بالفسائل الأصناف التي لا تعطي المدادات الخضرية بتفصيص نباتات الأمهات في الزراعات القديمة؛ للحصول على شتلات تحوي كل منها ساقاً قصيرة، ومجموعة جذرية جيدة، وبعض البراعم. أما الأصناف القادرة على تكوين طرود زاحفة فتكاثر بها وهي الطريقة الأكثر شيوعاً، إذ تنتخب نباتات أمهات جيدة النمو والإنتاج وتزرع في المشتل في الخريف للحصول على شتلات للزراعة من دون تخزين، أما النباتات التي سوف تخزن فتزرع في الربيع. ويتم قلع النباتات من بداية آب حتى منتصف أيلول/سبتمبر على ألا يقل طول مجموعتها الجذرية عن 15سم (الشكل 4).
كما تتبع حديثاً الطريقة المخبرية في زراعة نسج الميرستيم الخالية من الأمراض الفيروسية أو باستخدام عقل صغيرة معاملة بهرمونات النمو، يتم الحصول على نباتات صغيرة في أثناء 4 أسابيع يعاد زراعة أجزائها الخضرية من جديد للحصول على العدد المطلوب من الشتلات.
زراعة الفريز
يزرع الفريز بدءاً من أوائل الربيع حتى نهاية الخريف بعد تعقيم التربة ويتوقف الموعد على ما يأتي:
الهدف التجاري: وذلك للحصول على أكبر كمية من الثمار من دون الاهتمام بالحجم والنوعية وتزرع الشتلات المبردة بوقت مبكر.
كما يختلف موعد الزراعة بحسب الأصناف والشتلات المستخدمة (الجدول-3).
وفي الزراعات الحقلية المكشوفة، أو ضمن أنفاق صغيرة يمكن استخدام نباتات مبردة وتزرع من بداية نيسان حتى آب بحسب المنطقة، ومن شهر أيار حتى منتصف حزيران في المناطق الباردة نسبياً حيث يفضل استخدام نباتات مبردة، أما في المناطق الأكثر دفئاً فتتم الزراعة بدءاً من منتصف شهر حزيران حتى نهاية آب. كما يجب التبكير في الزراعة كلما كان حجم الشتلات أصغر؛ للحصول على نمو أكبر في المجموعة الخضرية مقارنة مع الشتلات الكبيرة الحجم.
وتختلف الكثافة النباتية بحسب طريقة الزراعة ونوعية الثمار المنتجة، وموعد الزراعة ونوعية الشتلات المزروعة وقوة الصنف؛ لذلك يجب إيجاد نوع من التوازن بين هذه العوامل للحصول على مردود مثالي لكن الكثافة بالمتوسط هي بحدود 3-6 شتلات/ م2؛ أي وسطياً نحو5000-7000 شتلة/دونم.
تحرث التربة في الربيع على عمق 30-40سم، ثم تعاد حراثتها في شهري تموز وآب على عمق 25-30سم ثم تنعم وتقام الأثلام بعرض 70-80سم وارتفاع 20-25سم.
ينصح إدخال زراعة الفريز في دورة زراعية طويلة الأمد (سباعية وتساعية) يبقى الفريز فيها مدة 4-5 سنوات على ألا يزرع قبل مضي 4 سنوات، بعد المحاصيل التي تصاب بالذبول والديدان الثعبانية مثل نباتات الفصيلة الباذنجانية.
عمليات الخدمة بعد الزراعة
وتشتمل على:
ـ ترقيع الحفر الغائبة في أثناء 20-25 يوماً من الزراعة.
ـ والعزيق السطحي بعد مرور شهر من الزراعة ثم يكرر كلما لزم الأمر.
ـ الري: يحتاج الفريز إلى كميات كبيرة من المياه، ويفضل أن يكون الري خفيفاً وعلى فترات قريبة.
ـ التقليم وخف الأزهار: وتجري عملية التقليم - في حال عدم استخدام شتلات مبردة - بإزالة جميع البراعم الزهرية التي تتكون بعد الزراعة مباشرة في العروة الصيفية؛ وذلك لتشجيع النمو الخضري وعدم إضعاف الجذور، وإزالة المدادات بمجرد ظهورها حتى لا تضعف نمو النبات.
ـ التسميد: يجب توفير احتياجاته الغذائية مباشرة فور بدء نموه وبكميات كافية، وتختلف الكميات الواجب إضافتها بحسب الصنف ومحتوى التربة من العناصر الغذائية ويوصى بإضافة المعدلات الآتية:
قبل الزراعة: 50 -60 طن/هكتار سماد عضوي متخمر
100كغ وحدة فوسفور (P2O5)/هكتار
100كغ وحدة أزوت (يوريا)/هكتار
200كغ وحدة بوناس (k20)/هكتار
في حال بقاء النبات 2-3 سنوات في التربة بعد الزراعة، تضاف كل عام الكميات الآتية:
ـ 150-200كغ/هكتار نترات الأمونيوم على دفعتين الأولى قبل الإزهار في الربيع والثانية بعد القطاف في شهري تموز وآب.
ـ 350كغ/هكتار سوبر فوسفات و350كغ/هكتار سلفات البوتاسيوم تضاف في الخريف.
تجديد الزراعة: لا ينصح الإبقاء على النباتات المزروعة أكثر من 2-3 سنوات؛ وذلك بسبب ضعف النباتات، وتدني مواصفات الثمار، وانخفاض المردود. تجدد زراعة الفريز باستخدام شتلات مبردة بطريقتين:
ـ في الزراعة من دون تربة: يصل عدد النباتات فيها إلى نحو 16 نبات/م2 أي ما يعادل نحو 16000 نبات/دونم.
ـ في الزراعة العادية أو المحمية المروية في التربة: تكون الكثافة النباتية نحو 3-6 نباتات/م2 أي ما يعادل نحو 6000 نبات/دونم. (الشكلان 5 و6).
النضج والجني والتخزين
يتم جني الفريز على دفعات كل 2-3 أيام وذلك حسب درجة الحرارة وتقطف الثمار مع جزء من العنق بحدود 0.5سم. تستبعد الثمار المشوهة والمصابة، وتدرج بحسب الحجم في أوعية خاصة. وتحدد جودة الثمار بحسب العلاقة حموضة/سكريات بحيث تكون متعادلة تقريباً وذات طعم لذيذ ونكهة محببة.
يجب نقلها مباشرة وسريعاً من الحقل إلى مكان التبريد حيث يمكن حفظها مدة 5-7 أيام في درجة حرارة 0 ± 1 ورطوبة نسبية 90-95%.
أهم الآفات
من الحشرات والأكاروسات: العنكبوت الأحمر والحفارات والديدان القارضة، والذبابة البيضاء ونطاطات الأوراق والتربس ودودة ورق القطن.
من الأمراض الفيروسية: تجعد حواف الأوراق وتبقعها واصفرارها، تقزم النباتات وغيرها، وينتج عن ذلك ضعف نمو النباتات وانخفاض إنتاجها، تنتقل الفيروسات بوساطة العديد من الحشرات وبالنيماتودا. ومن أهمها: فيروس تجعد الأوراق، وفيروس الحافة الصفراء، وفيروس التضاعف وفيروس التفاف الأوراق.
ويهاجم الفريز أنواع عدة من النيماتودا على المجموعتين الخضرية والجذرية، وتظهر الأعراض على شكل تقزم النبات واصفرار الأوراق وصغر الحجم وظهور تقرحات عليهما.
ومن الأمراض الفطرية: الذبول الفيرتسيليومي، وعفن الجذور الأحمر (القلب الأحمر)، وعفن التاج والعفن الرمادي والبياض الدقيقي والذبول الفيوزارمي. ومن أهم الأمراض البكتيرية: تبقع الأوراق الزاوي.
وتجدر الإشارة إلى أن آفاق زراعة الفريز في سورية واسعة جداً؛ لتوافر المناخ المعتدل، والمزارع الجيدة، والترب الخصبة الحقلية والمحمية ومرونة هذا النبات، لذلك يجب دعم هذه الزراعة لتشغل حيزاً مهماً يغني السوق المحلية ويسهم في التصدير، ويجب التركيز على زراعة الفريز على مدار السنة باستخدام الأصناف المناسبة وهي متوافرة اليوم في العالم.
محمود الحموي
Strawberry - Fraise
الفريز
الشكل (1) |
يطلق على هذا النبات اسم الفريز وهي كلمة منقولة عن الاسم الفرنسي Fraise، كما يعرف باسم توت الأرض أو الشليك تحريفاً للاسم التركي «جليك»، وأيضاً باسم الفراولة تحريفاً للاسم اليوناني «فرادو لي». والموطن الأصلي للفريز هو أمريكا الشمالية، ويرجع أصل جميع أصنافه التجارية إلى التهجين بين النوعين الآتيين:
توت الأرض البري Fragaria virginiana الذي وجد في السهول المرتفعة في الشمال الشرقي من القارة الأمريكية، وتوت الأرض الساحلي Fragaria chiloensis الذي وجد على طول شواطئ المحيط الهادئ، وعلى السواحل التشيلية، وفي جزر هاواي ومن هذه المناطق انتشر الفريز إلى بقية بلدان العالم.
الأهمية الاقتصادية والغذائية
يتميز الفريز بقيمتين غذائية وطبية عاليتين وبطعم لذيذ ورائحة زكية وشكل جميل مما يجعله زينة الموائد، وهو محصول اقتصادي مرغوب فيه جداً في مختلف أنحاء العالم.
يصنع من ثماره شرابات منعشة ومربيات لذيذة مختلفة. كما يستفاد من ثماره في علاج حالات تصلب الشرايين والاضطرابات العصبية، وأمراض الكلية والغدد الصفراء، وأمراض الكبد وفقر الدم. ويستعمل مغلي الثمار لخفض الحرارة وطرد الرمال من الكليتين، ومنقوع الأوراق لخفض الضغط ومعالجة الإسهال والروماتيزم، ومن المدادات والسوق تحضر منقوعات مضادة للإسهال، ومدرة للبول، ولمعالجة التهاب الحنجرة؛ وذلك نتيجة احتوائها على مواد هلامية ومواد عفصية وفلافونيدات.
ـ يحتوي كل 100غ من ثمار الفريز الطازجة وسطياً على المكونات الآتية (الجدول-1).
ماء | 88غ | الأملاح المعدنية | Ca | 21ملغ | ريبوفلافين | 0.07ملغ |
كربوهيدرات | 8.4غ | P | 21ملغ | نياسين | 0.6ملغ | |
بروتينات | 0.7غ | Fe | 1مغ | فيتامين C | 59ملغ | |
دهون | 0.5غ | Na | 1ملغ | فيتامين A | 0.08ملغ | |
ألياف | 1.3غ | K | 164ملغ | أحماض عضوية | الساليسيليك | |
رماد | 0.5غ | ثيامين | 0.03ملغ | الستريك | ||
إضافة إلى بعض المواد الملونة (أنتوثيانين وفراغارين): 1.32% وتانينات: 0.15% | ||||||
الجدول (1) التركيب الكيماوي لثمار الفريز |
يتألف الفريز من القسمين الآتيين:
- المجموعة الجذرية: ليفية قوية كثيرة التفرع تنشأ من السويقات القصيرة (الانتفاخات الخرنوبية) التي تتكون قرب سطح التربة، ويحدد عمر النبات بعدد الانتفاخات المتكونة على المجموعة الجذرية (الشكل-2).
المقطع الطولي للنبات |
|
الشكل (2) نبات فريز كامل في عمر 4 سنوات (4 انتفاخات خرنوبية سويقية) |
تتكون الأوراق من ثلاث وريقات أو أكثر حسب الصنف، ذات أعناق قصيرة وشكل بيضوي مستدير، حوافها مسننة، جلدية المظهر، سطحها العلوي أكثر اخضراراً ولمعاناً من سطحها السفلي.
تُحمل الأزهار في نورات عنقودية (الشكل-3) تتكون من سلسلة من التفرعات الثنائية تنتهي كل منها بزهرة. وهي بيضاء اللون، ثنائية الجنس أو أحادية حسب الصنف، تتكون من خمس سبلات كأسية خضراء وتوجد أسفلها خمس وريقات تحت كأسية، ومن خمس بتلات تويجية بيضاوية الشكل بيضاء اللون، ومن الأسدية وهي كثيرة العدد (24-26 سداة) مرتبة في ثلاثة محيطات، ومن تخت الزهرة وهو لحمي سميك عليه عدد كبير من الكرابل وكل كربلة تتكون من مبيض واحد يخرج من طرفه قلم ينتهي بميسم كما توجد غدد رحيقية في قواعد الأسدية.
الشكل (3) نورة الفريز والأوراق |
الفريز من النباتات الخلطية التلقيح الحشري والريحي، ويتوقف حجم الثمار المتكونة على عدد زيارات النحل الملقح.
المتطلبات البيئية
التربة: تحتاج نباتات الفريز إلى تربة جيدة الصرف للماء غنية بالسماد العضوي المتخمر، ذات درجة حموضة pH بحدود 6- 6.5 ولا تزيد على 7.5. لا تنجح زراعته في الترب الطينية الثقيلة الرديئة الصرف أو الرملية الفقيرة أو الكلسية التي تزيد فيها نسبة الكلس الفعّال على 3%.
الحرارة: يتصف نبات الفريـز بقدرته على التأقلم مع شروط حـرارية مختلفة، وتجديـد ذاته باستمرار، ويكـون النمـو الخضري مثالياً في درجـة حرارة 20 - 25 ْم، وينخفض بانخفاضها في درجة الحرارة 10 ْم، أما أفضل درجة حرارة للإزهار فهي بين 15 - 17 ْم.
ويعد المناخ المعتدل والمائل للبرودة مثالياً لإنتاج الفريز، إذ تكون الثمار أكثر حلاوة ونضارة.
الضوء: يتطلب الفريز نهاراً قصيراً أي نحو 9-12 ساعة إضاءة؛ ليتسنى للنبات الإزهار والنمو الجيد للشتلات، أما إذا زادت الإضاءة على 12 ساعة يومياً فإن الشتلات تعطي فروعاً خضرية جديدة ويتوقف إزهار النبات وإنتاج الثمار، ويلائم ذلك تشكل الطرود الزاحفة وسرعة تكوين الأوراق عليها.
الرطوبة: يتطلب الفريز توافر رطوبة جوية وأرضية كافيتين؛ إذ إن للرطوبة الأرضية تأثيراً كبيراً في نمو النبات لطبيعة نمو جذوره السطحية مما يجعله حساساً بنقص الرطوبة الناتج من التأخير في الري، أو من جفاف الجو وارتفاع درجة الحرارة؛ مما ينعكس سلباً على الإزهار والعقد ومن ثم نقص كمية المحصول. كما أن زيادة الرطوبة فوق الحد المناسب تؤدي عموماً إلى اختناق الجذور والإساءة إلى نمو النبات وتطوره.
الأنواع والأصناف
ينتمي الفريز البري والمزروع إلى الجنس Fragaria sp. الذي يشمل أنواعاً كثيرة استخدمت في استنباط وتطوير أصناف الفريز المعروفة تجارياً. ومن أهم أصناف الفريز.
اسم الصنف | المواصفات | صورة توضيحية |
SENGA PRECOSANA سنغابريكوسانا |
صنف ألماني، مبكر، ثماره حمراء متماسكة ومعطرة ملائمة للزراعة في الدفيئات والمكشوفة، يتحمل التخزين | |
GORELLA غوريللا |
صنف هولندي، مبكر جداً، ثماره كبيرة الحجم متماسكة، عصيرية، إنتاجه جيد | |
SENGA GIGANA سيغاجيغانا |
صنف ألماني، مبكر، إنتاجه عالي، ثماره كبيرة الحجم، عصيرية، ملائم للزراعة المكشوفة والتصنيع | |
SENGA SENGANA سنغاسنغانا |
صنف ألماني، إنتاجه عالي، ثماره حمراء غامقة لماعة، متماسكة مقاومة للنقل والتجميد، صالح للزراعة المكشوفة | |
TAGO تاغو |
صنف هولندي، متأخر، إنتاجه جيد، ثماره كبيرة الحجم حمراء لامعة، جيدة التماسك تستهلك طازجة | |
SEQUOIA سيكويا |
صنف أمريكي، مبكر جداً، ثماره كبيرة مخروطية عصيرية، إنتاجه جيد، ملائم لمناطق البحر المتوسط، قوي النمو | |
ALISO أليزو |
صنف أمريكي، ثماره كروية عصيرية مقاومة للنقل، مبكر، إنتاجه عالي، ملائم لمناطق البحر المتوسط |
إكثار الفريز
يكاثر الفريز بالبذور في محطات التربية للحصول على أصناف جديدة وشتول سليمة صحياً وخالية من الإصابات الفطرية. تزرع البذور في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس في مراقد تحوي خلطة ترابية؛ ليتم الإنبات بعد مضي أسبوعين من الزراعة.
تكاثر بالفسائل الأصناف التي لا تعطي المدادات الخضرية بتفصيص نباتات الأمهات في الزراعات القديمة؛ للحصول على شتلات تحوي كل منها ساقاً قصيرة، ومجموعة جذرية جيدة، وبعض البراعم. أما الأصناف القادرة على تكوين طرود زاحفة فتكاثر بها وهي الطريقة الأكثر شيوعاً، إذ تنتخب نباتات أمهات جيدة النمو والإنتاج وتزرع في المشتل في الخريف للحصول على شتلات للزراعة من دون تخزين، أما النباتات التي سوف تخزن فتزرع في الربيع. ويتم قلع النباتات من بداية آب حتى منتصف أيلول/سبتمبر على ألا يقل طول مجموعتها الجذرية عن 15سم (الشكل 4).
الشكل (4) شتول الفريز جاهزة للزرع |
زراعة الفريز
يزرع الفريز بدءاً من أوائل الربيع حتى نهاية الخريف بعد تعقيم التربة ويتوقف الموعد على ما يأتي:
الهدف التجاري: وذلك للحصول على أكبر كمية من الثمار من دون الاهتمام بالحجم والنوعية وتزرع الشتلات المبردة بوقت مبكر.
كما يختلف موعد الزراعة بحسب الأصناف والشتلات المستخدمة (الجدول-3).
نوعية الشتول | موعد الزراعة |
شتول مبردة | 1- أصناف متسلقة: في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) |
2- أصناف ربيعية: في أيار(مايو) وآب (أغسطس) | |
شتول فتية في مرحلة النشاط | من بداية آب حتى بداية أيلول (سبتمبر) |
شتول فتية في مرحلة السكون | من بداية تشرين الأول (أكتوبر) وحتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) |
شتول كبيرة في مرحلة النشاط | 1- أصناف مبكرة: من تشرين الثاني إلى منتصف كانون الأول (ديسمبر) |
2- أصناف متأخرة: في أيار إلى منتصف حزيران (يونيو) | |
الجدول (3) |
وتختلف الكثافة النباتية بحسب طريقة الزراعة ونوعية الثمار المنتجة، وموعد الزراعة ونوعية الشتلات المزروعة وقوة الصنف؛ لذلك يجب إيجاد نوع من التوازن بين هذه العوامل للحصول على مردود مثالي لكن الكثافة بالمتوسط هي بحدود 3-6 شتلات/ م2؛ أي وسطياً نحو5000-7000 شتلة/دونم.
تحرث التربة في الربيع على عمق 30-40سم، ثم تعاد حراثتها في شهري تموز وآب على عمق 25-30سم ثم تنعم وتقام الأثلام بعرض 70-80سم وارتفاع 20-25سم.
ينصح إدخال زراعة الفريز في دورة زراعية طويلة الأمد (سباعية وتساعية) يبقى الفريز فيها مدة 4-5 سنوات على ألا يزرع قبل مضي 4 سنوات، بعد المحاصيل التي تصاب بالذبول والديدان الثعبانية مثل نباتات الفصيلة الباذنجانية.
عمليات الخدمة بعد الزراعة
وتشتمل على:
ـ ترقيع الحفر الغائبة في أثناء 20-25 يوماً من الزراعة.
ـ والعزيق السطحي بعد مرور شهر من الزراعة ثم يكرر كلما لزم الأمر.
ـ الري: يحتاج الفريز إلى كميات كبيرة من المياه، ويفضل أن يكون الري خفيفاً وعلى فترات قريبة.
ـ التقليم وخف الأزهار: وتجري عملية التقليم - في حال عدم استخدام شتلات مبردة - بإزالة جميع البراعم الزهرية التي تتكون بعد الزراعة مباشرة في العروة الصيفية؛ وذلك لتشجيع النمو الخضري وعدم إضعاف الجذور، وإزالة المدادات بمجرد ظهورها حتى لا تضعف نمو النبات.
ـ التسميد: يجب توفير احتياجاته الغذائية مباشرة فور بدء نموه وبكميات كافية، وتختلف الكميات الواجب إضافتها بحسب الصنف ومحتوى التربة من العناصر الغذائية ويوصى بإضافة المعدلات الآتية:
قبل الزراعة: 50 -60 طن/هكتار سماد عضوي متخمر
100كغ وحدة فوسفور (P2O5)/هكتار
100كغ وحدة أزوت (يوريا)/هكتار
200كغ وحدة بوناس (k20)/هكتار
في حال بقاء النبات 2-3 سنوات في التربة بعد الزراعة، تضاف كل عام الكميات الآتية:
ـ 150-200كغ/هكتار نترات الأمونيوم على دفعتين الأولى قبل الإزهار في الربيع والثانية بعد القطاف في شهري تموز وآب.
ـ 350كغ/هكتار سوبر فوسفات و350كغ/هكتار سلفات البوتاسيوم تضاف في الخريف.
تجديد الزراعة: لا ينصح الإبقاء على النباتات المزروعة أكثر من 2-3 سنوات؛ وذلك بسبب ضعف النباتات، وتدني مواصفات الثمار، وانخفاض المردود. تجدد زراعة الفريز باستخدام شتلات مبردة بطريقتين:
ـ في الزراعة من دون تربة: يصل عدد النباتات فيها إلى نحو 16 نبات/م2 أي ما يعادل نحو 16000 نبات/دونم.
ـ في الزراعة العادية أو المحمية المروية في التربة: تكون الكثافة النباتية نحو 3-6 نباتات/م2 أي ما يعادل نحو 6000 نبات/دونم. (الشكلان 5 و6).
الشكل (5) الزراعة المحمية في التربة | الشكل (6) الزراعة العادية المروية |
يتم جني الفريز على دفعات كل 2-3 أيام وذلك حسب درجة الحرارة وتقطف الثمار مع جزء من العنق بحدود 0.5سم. تستبعد الثمار المشوهة والمصابة، وتدرج بحسب الحجم في أوعية خاصة. وتحدد جودة الثمار بحسب العلاقة حموضة/سكريات بحيث تكون متعادلة تقريباً وذات طعم لذيذ ونكهة محببة.
يجب نقلها مباشرة وسريعاً من الحقل إلى مكان التبريد حيث يمكن حفظها مدة 5-7 أيام في درجة حرارة 0 ± 1 ورطوبة نسبية 90-95%.
أهم الآفات
من الحشرات والأكاروسات: العنكبوت الأحمر والحفارات والديدان القارضة، والذبابة البيضاء ونطاطات الأوراق والتربس ودودة ورق القطن.
من الأمراض الفيروسية: تجعد حواف الأوراق وتبقعها واصفرارها، تقزم النباتات وغيرها، وينتج عن ذلك ضعف نمو النباتات وانخفاض إنتاجها، تنتقل الفيروسات بوساطة العديد من الحشرات وبالنيماتودا. ومن أهمها: فيروس تجعد الأوراق، وفيروس الحافة الصفراء، وفيروس التضاعف وفيروس التفاف الأوراق.
ويهاجم الفريز أنواع عدة من النيماتودا على المجموعتين الخضرية والجذرية، وتظهر الأعراض على شكل تقزم النبات واصفرار الأوراق وصغر الحجم وظهور تقرحات عليهما.
ومن الأمراض الفطرية: الذبول الفيرتسيليومي، وعفن الجذور الأحمر (القلب الأحمر)، وعفن التاج والعفن الرمادي والبياض الدقيقي والذبول الفيوزارمي. ومن أهم الأمراض البكتيرية: تبقع الأوراق الزاوي.
وتجدر الإشارة إلى أن آفاق زراعة الفريز في سورية واسعة جداً؛ لتوافر المناخ المعتدل، والمزارع الجيدة، والترب الخصبة الحقلية والمحمية ومرونة هذا النبات، لذلك يجب دعم هذه الزراعة لتشغل حيزاً مهماً يغني السوق المحلية ويسهم في التصدير، ويجب التركيز على زراعة الفريز على مدار السنة باستخدام الأصناف المناسبة وهي متوافرة اليوم في العالم.
محمود الحموي