مسرح منوعات
Music-hall - Musique hall
مسرح المنوعات
«مسرح المنوعات» مصطلح جامع في حقل فنون الترفيه والتسلية التي ظهرت في أوربا منذ القرن الثامن عشر، وفي أمريكا منذ القرن التاسع عشر، واتخذت شكل عروض مسائية؛ تتألف من فقرات فنية متنوعة تضم مشاهد مسرحية فكاهية «كوميدية» وفواصل غنائية موسيقية ومشاهد من الألعاب البهلوانية وألعاب الخفة والسحر؛ وفقرات تتناول بالنقد أحداثاً سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية راهنة. وقد تطورت ظاهرة مسرح المنوعات إلى صناعة تجارية واسعة، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا حتى ظهور السينما الناطقة ثم التلفزيون؛ مما أدى إلى منافسة قوية، كانت نتيجتها تراجع ظاهرة مسرح المنوعات في مسارحها المجهزة بأحدث التقانات حتى توقفها، وانبعاثها الجديد إما في عروض الميوزيكال musicals وإما في إطار البرامج التلفزيونية الخاصة بهذا النوع من الترفيه.
ولما كان «مسرح المنوعات» أحد أشكال تطور المسرح الشعبي popular theatre؛ فيمكن القول إن إحدى بدايات «مسرح المنوعات» قد ظهرت مع «مسرح الـفودفيل» Vaudeville بُعَيد الثورة الفرنسية عندما افتتحت في باريس أولى المسارح الخاصة؛ بغرض الترفيه عن الطبقة البرجوازية الصاعدة؛ عن طريق السخرية من الأرستقراطية ومن بعض أخطاء البرجوازية نفسها. وكانت وسائل الترفيه الفعَّالة الاعتماد على هزلية «كوميديا» الموقف، والالتباس المزدوج، وسوء التفاهم، والحوارات السريعة المتخمة بالإيحاءات القابلة لتأويلات متعددة، مما يولِّد على الخشبة حركة صاخبة ملونةً، تضخّ في الجمهور ضحكاً متوالياً. ومن سمات «الفودفيل» قطع سياق الحدث بأغانٍ فردية أو جماعية وبرقصات مع مرافقة موسيقية، قد يدعى الجمهور أحياناً للمشاركة فيها؛ مما يوحي براهنية العرض، ويحقق حيويته وانتماءه الاجتماعي. وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر غزا «الفودفيل» معظم المسارح الباريسية، وكان أبرز أعلامه يوجين سكريب[ر] الذي طوّره في نصوصه باتجاه الملهاة (الكوميديا) الاجتماعية التي مهدت الطريق لمسرح البولفار[ر] boulevard أواخر القرن.
ونحو مطلع القرن التاسع عشر ظهر في بريطانيا مسرح «قاعة الموسيقى» Music Hall الذي يشبه في بنيته وتوجهه «الفودفيل» الفرنسي ونظيره الألماني والنمساوي والهولندي الرائج. وكانت نشأته عملياً في «غرف الموسيقى» music rooms الملحقة غالباً بنمط الفندق البريطاني الذي يضم أيضاً مطعماً وحانة وإسطبلاً للخيول والعربات. وكان برنامج العرض الطويل نسبياً يتألف من فقرات متنوعة من ألعاب السيرك والخفة والسحر؛ وفقرات موسيقية فكاهية «كوميدية» مع أغانٍ تهريجية طريفة وفقرات إيمائية ورقصات قصيرة، وأضيف إلى البرنامج لاحقاً مشاهد مسرحية وعروض من الأفلام الصامتة. ومع رواج هذه العروض الشعبية المتنوعة تطور عنها عدد من أشكال العروض الفكاهية «الكوميدية» المكلفة والبالغة التخصص على المستوى الفني (موسيقى، غناء، رقص، إيماء، ألعاب خفة)، أضيف إليها المشاهد التهريجية الشهيرة (التضارب بصحون الكاتو مثلاً) slapstick والحوارات الساخرة المفعمة بالإيحاءات السياسية والجنسية. وكان شارلي تشابلن[ر] أحد نجوم عروض «الميوزيك هول» الذين أدركوا منطق التطور، فلحق به باتجاه السينما. أما تقاليد «الميوزيك هول» التي أفَلَت في مسارحها الحميمة فقد استمرت بشكل آخر في العروض الفكاهية «الكوميدية» التلفزيونية Television Comedy Shows.
في تسعينيات القرن التاسع عشر انتشرت في جميع أنحاء منطقة اللغة الألمانية ظاهرة مسرح المنوعات، الذي استخدم التعبير الفرنسي «منوعات» Variété. كان السبب في هذه الفورة هو صدور قانون «حرية المهن» Gewerbefreiheit الذي اكتفى ـ فيما يخص «مؤسسات الترفيه والتسلية» Vergnügungsetablissementsـ بالكفالة المالية فقط، عند منح حق ممارسة المهنة؛ بعد أن كان يطالب سابقاً بكفالة أخلاقية أولاً، ثم بشهادة جودة الاحتراف وسنوات الخبرة، سواء أكان صاحب الطلب ممثلاً أم موسيقياً أم مغنياً أم ساحراً أم لاعب خفة، إلخ…
وفي برلين عام 1865 كان بوسع الجمهور (العائلي غالباً) متابعة عرض «حول العالم في ثمانين يوماً» Reise um die Erde in 80 Tagen عن رواية الفرنسي جول فيرن[ر]، في مسرح فيكتوريا Victoria - Theater الهائل، في خمس عشرة محطة مشهدية. لاقى العرض نجاحاً مذهلاً، وقُدِّم (710) مرات. وبالعنوان نفسه «مسرح المنوعات» أضافت مؤسسات السيرك[ر] إلى برامجها فقرات إيمائية أو مشاهد مسرحية بموضوعات تراثية وطنية أو أسطورية أو عاطفية، مثل الإنكليز والفرنسيين. كما قدموا ألعاب نوافير النيران والمياه المذهلة ذروة للعرض. ومن ناحية أخرى طوّرت مسارح المنوعات فقرات سيركيّة خاصة متميزة في فنيتها وجرأتها، إضافة إلى السحرة وفقرات الغناء والرقص في أزياء مثيرة، وعروض الأفلام الصامتة.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أُطلق على «مسرح المنوعات» مصطلح «عرض المنوعات» variety show الذي شمل مختلف برامج العروض المنوعة في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين. بدأت الظاهرة بعروض زنوج أمريكا الأفارقة تعبيراً عن روحهم وعاداتهم وبيئتهم الخاصة في الولايات الجنوبية، وتطورت إلى أداءِ البيض أدوار الزنوج black faces بأسلوب فني تخللته فقرات «التضارب» slapstick التهريجية جزءاً أساسياً من العرض، وبلغت شكلها الحرفي الجاد في «عروض الـفودفيل» الأمريكي بعد تهذيب مضمونها وتشذيبه عما كان يُقدَّم في صالونات الشراب، لتصير صالحة للعائلة بجميع أفرادها.
نحو نهاية القرن التاسع عشر وبمبادرة عددٍ من المستثمرين في بوسطن ونيويورك على صعيد الفنون تحولت «عروض المنوعات» إلى فرع جديد لصناعة الترفيه والتسلية؛ فقد أسس هؤلاء المستثمرون «منظمة فناني الـفودفيل الوطنية» National Vaudeville Artists التي هيمنت عام 1920 على أربعمئة مسرح في جميع أنحاء الولايات المتحدة. والجديد على الصعيد الصناعي هو أن العروض المكلفة والمتقنة كانت تقدم منذ الصباح حتى الليل من دون توقف بكامل فقرات برامجها في صالات فخمة جداً وحديثة التجهيز بحيث توفر على الدوام الترفيه الراقي وعنصر المفاجأة، فجذبت هذه الصناعة الفنية إليها كبار فناني أمريكا وفنييها في مختلف مجالات الاختصاص على صعيد الاستعراض Spectacle؛ من النجارة والخياطة مروراً بالأزياء والمكياج وصولاً إلى الديكور والإضاءة والموسيقى والإخراج. فتألف هنا الكيان الحرفي الفني الإنتاجي الدعائي الأساسي لظاهرة هوليوود السينمائية لاحقاً.
وثمة نوع من «مسرح المنوعات» أو «عروض المنوعات» في الولايات المتحدة الأمريكية عُرف باسم «الهزلية الماجنة» Burlesque اختص بفقرة للتعري الجريء، تذرَّع للوصول إليها بمقدمات متنوعة من الميثولوجيا الإغريقية إلى مشاهد ميلودرامية وباليه وإيماء وسحر وغيره لتسويغ هدفه وذروة استعراضه. تعود أوائل هذه الاستعراضات إلى 1869 مع عروض زائرة من إنكلترا وفرنسا.
كانت بدايات المسرح العربي في بيروت ودمشق والقاهرة تشابه إلى هذا الحد أو ذاك مبدأ «مسرح المنوعات»، فقد بنى الكتَّاب نصوصهم المترجمة والمقتبسة والمؤلفة بحيث تتضمن إلقاء الشعر والغناء والرقص والفقرات التهريجية كي تلقى تقبلاً لدى جمهور لم يألف فن المسرح، لكنه عرف فنون خيال الظل وفن الحكواتي وفنون الاحتفالات الدنيوية والدينية بمختلف أشكالها؛ فأنتج النقاش[ر] والقباني[ر] وحجازي[ر] وغيرهم. ويمكن القول: إن برنامج «أضواء المدينة» في القاهرة أوائل الستينيات كان نموذجاً قريباً من مسرح المنوعات.
الجدير بالذكر فيما يتعلق بمسرح المنوعات الأوربي والأمريكي هو أن الجمهور كان يجلس إلى طاولات كما في المطاعم، ويتناول الطعام والشراب في أثناء فقرات العرض، وليس في مواجهة المنصة، كما في المسارح التقليدية.
نبيل الحفار
Music-hall - Musique hall
مسرح المنوعات
«مسرح المنوعات» مصطلح جامع في حقل فنون الترفيه والتسلية التي ظهرت في أوربا منذ القرن الثامن عشر، وفي أمريكا منذ القرن التاسع عشر، واتخذت شكل عروض مسائية؛ تتألف من فقرات فنية متنوعة تضم مشاهد مسرحية فكاهية «كوميدية» وفواصل غنائية موسيقية ومشاهد من الألعاب البهلوانية وألعاب الخفة والسحر؛ وفقرات تتناول بالنقد أحداثاً سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية راهنة. وقد تطورت ظاهرة مسرح المنوعات إلى صناعة تجارية واسعة، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا حتى ظهور السينما الناطقة ثم التلفزيون؛ مما أدى إلى منافسة قوية، كانت نتيجتها تراجع ظاهرة مسرح المنوعات في مسارحها المجهزة بأحدث التقانات حتى توقفها، وانبعاثها الجديد إما في عروض الميوزيكال musicals وإما في إطار البرامج التلفزيونية الخاصة بهذا النوع من الترفيه.
ولما كان «مسرح المنوعات» أحد أشكال تطور المسرح الشعبي popular theatre؛ فيمكن القول إن إحدى بدايات «مسرح المنوعات» قد ظهرت مع «مسرح الـفودفيل» Vaudeville بُعَيد الثورة الفرنسية عندما افتتحت في باريس أولى المسارح الخاصة؛ بغرض الترفيه عن الطبقة البرجوازية الصاعدة؛ عن طريق السخرية من الأرستقراطية ومن بعض أخطاء البرجوازية نفسها. وكانت وسائل الترفيه الفعَّالة الاعتماد على هزلية «كوميديا» الموقف، والالتباس المزدوج، وسوء التفاهم، والحوارات السريعة المتخمة بالإيحاءات القابلة لتأويلات متعددة، مما يولِّد على الخشبة حركة صاخبة ملونةً، تضخّ في الجمهور ضحكاً متوالياً. ومن سمات «الفودفيل» قطع سياق الحدث بأغانٍ فردية أو جماعية وبرقصات مع مرافقة موسيقية، قد يدعى الجمهور أحياناً للمشاركة فيها؛ مما يوحي براهنية العرض، ويحقق حيويته وانتماءه الاجتماعي. وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر غزا «الفودفيل» معظم المسارح الباريسية، وكان أبرز أعلامه يوجين سكريب[ر] الذي طوّره في نصوصه باتجاه الملهاة (الكوميديا) الاجتماعية التي مهدت الطريق لمسرح البولفار[ر] boulevard أواخر القرن.
ونحو مطلع القرن التاسع عشر ظهر في بريطانيا مسرح «قاعة الموسيقى» Music Hall الذي يشبه في بنيته وتوجهه «الفودفيل» الفرنسي ونظيره الألماني والنمساوي والهولندي الرائج. وكانت نشأته عملياً في «غرف الموسيقى» music rooms الملحقة غالباً بنمط الفندق البريطاني الذي يضم أيضاً مطعماً وحانة وإسطبلاً للخيول والعربات. وكان برنامج العرض الطويل نسبياً يتألف من فقرات متنوعة من ألعاب السيرك والخفة والسحر؛ وفقرات موسيقية فكاهية «كوميدية» مع أغانٍ تهريجية طريفة وفقرات إيمائية ورقصات قصيرة، وأضيف إلى البرنامج لاحقاً مشاهد مسرحية وعروض من الأفلام الصامتة. ومع رواج هذه العروض الشعبية المتنوعة تطور عنها عدد من أشكال العروض الفكاهية «الكوميدية» المكلفة والبالغة التخصص على المستوى الفني (موسيقى، غناء، رقص، إيماء، ألعاب خفة)، أضيف إليها المشاهد التهريجية الشهيرة (التضارب بصحون الكاتو مثلاً) slapstick والحوارات الساخرة المفعمة بالإيحاءات السياسية والجنسية. وكان شارلي تشابلن[ر] أحد نجوم عروض «الميوزيك هول» الذين أدركوا منطق التطور، فلحق به باتجاه السينما. أما تقاليد «الميوزيك هول» التي أفَلَت في مسارحها الحميمة فقد استمرت بشكل آخر في العروض الفكاهية «الكوميدية» التلفزيونية Television Comedy Shows.
في تسعينيات القرن التاسع عشر انتشرت في جميع أنحاء منطقة اللغة الألمانية ظاهرة مسرح المنوعات، الذي استخدم التعبير الفرنسي «منوعات» Variété. كان السبب في هذه الفورة هو صدور قانون «حرية المهن» Gewerbefreiheit الذي اكتفى ـ فيما يخص «مؤسسات الترفيه والتسلية» Vergnügungsetablissementsـ بالكفالة المالية فقط، عند منح حق ممارسة المهنة؛ بعد أن كان يطالب سابقاً بكفالة أخلاقية أولاً، ثم بشهادة جودة الاحتراف وسنوات الخبرة، سواء أكان صاحب الطلب ممثلاً أم موسيقياً أم مغنياً أم ساحراً أم لاعب خفة، إلخ…
وفي برلين عام 1865 كان بوسع الجمهور (العائلي غالباً) متابعة عرض «حول العالم في ثمانين يوماً» Reise um die Erde in 80 Tagen عن رواية الفرنسي جول فيرن[ر]، في مسرح فيكتوريا Victoria - Theater الهائل، في خمس عشرة محطة مشهدية. لاقى العرض نجاحاً مذهلاً، وقُدِّم (710) مرات. وبالعنوان نفسه «مسرح المنوعات» أضافت مؤسسات السيرك[ر] إلى برامجها فقرات إيمائية أو مشاهد مسرحية بموضوعات تراثية وطنية أو أسطورية أو عاطفية، مثل الإنكليز والفرنسيين. كما قدموا ألعاب نوافير النيران والمياه المذهلة ذروة للعرض. ومن ناحية أخرى طوّرت مسارح المنوعات فقرات سيركيّة خاصة متميزة في فنيتها وجرأتها، إضافة إلى السحرة وفقرات الغناء والرقص في أزياء مثيرة، وعروض الأفلام الصامتة.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أُطلق على «مسرح المنوعات» مصطلح «عرض المنوعات» variety show الذي شمل مختلف برامج العروض المنوعة في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين. بدأت الظاهرة بعروض زنوج أمريكا الأفارقة تعبيراً عن روحهم وعاداتهم وبيئتهم الخاصة في الولايات الجنوبية، وتطورت إلى أداءِ البيض أدوار الزنوج black faces بأسلوب فني تخللته فقرات «التضارب» slapstick التهريجية جزءاً أساسياً من العرض، وبلغت شكلها الحرفي الجاد في «عروض الـفودفيل» الأمريكي بعد تهذيب مضمونها وتشذيبه عما كان يُقدَّم في صالونات الشراب، لتصير صالحة للعائلة بجميع أفرادها.
نحو نهاية القرن التاسع عشر وبمبادرة عددٍ من المستثمرين في بوسطن ونيويورك على صعيد الفنون تحولت «عروض المنوعات» إلى فرع جديد لصناعة الترفيه والتسلية؛ فقد أسس هؤلاء المستثمرون «منظمة فناني الـفودفيل الوطنية» National Vaudeville Artists التي هيمنت عام 1920 على أربعمئة مسرح في جميع أنحاء الولايات المتحدة. والجديد على الصعيد الصناعي هو أن العروض المكلفة والمتقنة كانت تقدم منذ الصباح حتى الليل من دون توقف بكامل فقرات برامجها في صالات فخمة جداً وحديثة التجهيز بحيث توفر على الدوام الترفيه الراقي وعنصر المفاجأة، فجذبت هذه الصناعة الفنية إليها كبار فناني أمريكا وفنييها في مختلف مجالات الاختصاص على صعيد الاستعراض Spectacle؛ من النجارة والخياطة مروراً بالأزياء والمكياج وصولاً إلى الديكور والإضاءة والموسيقى والإخراج. فتألف هنا الكيان الحرفي الفني الإنتاجي الدعائي الأساسي لظاهرة هوليوود السينمائية لاحقاً.
وثمة نوع من «مسرح المنوعات» أو «عروض المنوعات» في الولايات المتحدة الأمريكية عُرف باسم «الهزلية الماجنة» Burlesque اختص بفقرة للتعري الجريء، تذرَّع للوصول إليها بمقدمات متنوعة من الميثولوجيا الإغريقية إلى مشاهد ميلودرامية وباليه وإيماء وسحر وغيره لتسويغ هدفه وذروة استعراضه. تعود أوائل هذه الاستعراضات إلى 1869 مع عروض زائرة من إنكلترا وفرنسا.
كانت بدايات المسرح العربي في بيروت ودمشق والقاهرة تشابه إلى هذا الحد أو ذاك مبدأ «مسرح المنوعات»، فقد بنى الكتَّاب نصوصهم المترجمة والمقتبسة والمؤلفة بحيث تتضمن إلقاء الشعر والغناء والرقص والفقرات التهريجية كي تلقى تقبلاً لدى جمهور لم يألف فن المسرح، لكنه عرف فنون خيال الظل وفن الحكواتي وفنون الاحتفالات الدنيوية والدينية بمختلف أشكالها؛ فأنتج النقاش[ر] والقباني[ر] وحجازي[ر] وغيرهم. ويمكن القول: إن برنامج «أضواء المدينة» في القاهرة أوائل الستينيات كان نموذجاً قريباً من مسرح المنوعات.
الجدير بالذكر فيما يتعلق بمسرح المنوعات الأوربي والأمريكي هو أن الجمهور كان يجلس إلى طاولات كما في المطاعم، ويتناول الطعام والشراب في أثناء فقرات العرض، وليس في مواجهة المنصة، كما في المسارح التقليدية.
نبيل الحفار