الأخوان غونكور Les Frères Goncourt كاتبان شقيقان فرنسيان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأخوان غونكور Les Frères Goncourt كاتبان شقيقان فرنسيان

    غونكور (اخوان)

    Goncourt brothers - Frères Goncourt

    غونكور (الأخوان -)
    الأخوان غونكور Les Frères Goncourt كاتبان شقيقان فرنسيان: إدمون Edmond ولد في مدينة نانسي عام 1822 وتوفي في شمبورسي عام 1896، وجول Jules الذي ولد في باريس عام 1830 وتوفي فيها عام 1870. بدأ الأخوان غونكور حياتيهما موظفَي دولة، لكن وفاة أمهما عام 1840 جعلتهما وريثي ثروة عظيمة، وصارا بها من طبقة النبلاء محدثي النعمة، فعاشا مترفين لا يحتاجان إلى العمل، ووقفا حياتيهما على الفن والأدب والموسيقى.
    كان أول عمل مشترك للأخوين غونكور رواية صدرت عام 1851 لم تحظ بأي اهتمام يذكر. ثم تشعبت أعمالهما بين تدبيج المقالات الصحفية لصحيفتي «باريس» Paris و«ليكلير» (البرق) L’Éclair خاصة، وكتابة الدراسات التاريخية. وقد دفعهما إلى هذا النوع من الدراسات شغف معلن لمعرفة كيف كان الناس من العامة ومن أهل البلاط يعيشون في القرن الثامن عشر، الذي لم يترك أهله أي شهادة عنه، فكتبا تباعاً ثلاثة أعمال في هذا الموضوع، هي «تاريخ المجتمع الفرنسي إبان الثورة وحكم المديرين» Histoire de la société française pendant la Révolution et le Directoire عام (1854)، ثم «تاريخ ماري أنطوانيت» L’Histoire de Marie-Antoinette عام (1858)، وأخيراً «المرأة في القرن الثامن عشر» La Femme au XVIIIe siècle عام (1875). كما بدأا في ذاك الوقت باقتناء كل ما يمت إلى فن القرن الثامن عشر بصلة، فجمعا مخزوناً كبيراً استفادا منه في وضع كتابهما الضخم «الفن في القرن الثامن عشر» L’Art au XVIIIe siècle عام (1875). وفي أثناء بحثهما الدؤوب عن الأعمال الفنية أثارت الأعمال القادمة من الشرق الأقصى اهتماميهما فأخذا يقتنيانها مؤسسَين بذلك لظاهرة «الياباناوية» Japonisme لدى هواة اقتناء الأعمال الفنية في فرنسا ثم في أوربا.
    مع بداية الستينات من القرن التاسع عشر، تحوّل الأخوان غونكور من البحث التاريخي إلى كتابة الرواية، وكانت حجتهما في هذا التحول أن «التاريخ رواية وقعت حقاً، أما الرواية فهي تاريخ كان بإمكانه أن يقع». وقد أدى تشاركهما في الكتابة إلى ظهور ستة أعمال روائية حملت عنواناتها أسماء شخصياتها الأساسية، ومنها: «شارل دمايي» Charles Demailly عام (1860) و«مانيت سالومون»Manette Salomon عام (1867) و«مدام جيرڤيزيه» Madame Gervaisais عام (1869). كما كتبا عام 1865 مسرحية يتيمة بعنوان «هنرييت ماريشال» Henriette Maréchal لكنها أخفقت إخفاقاً ذريعاً.
    بعد وفاة الشقيق الأصغر جول عام 1870، امتنع إدمون عن الكتابة طوال سبع سنوات، ليصدر بعد ذلك أربع روايات متتالية، منها «الفتاة إيليزا» La Fille Élisa عـام (1877) و«عزيزتي»Chérie عـام (1884). كما عاد إلى كتابة اليوميات التي كان قد بدأ بتسجيلها مع شقيقه، منذ 1851، ونشرت تباعا بين 1887و1896 بعنوان «الحقيقة اللطيفة» La Vérité agréable، بعد أن حذفت منها مقاطع القذف والوشاية، ولم تنشر بكاملها إلا بعد شيوع حقوقها (خمسون سنة بعد وفاة المؤلف) أي عام 1956 بعنوان «الحقيقة المطلقة» La Vérité absolue. وقد لاقت هذه اليوميات شهرة واسعة، ليس بسبب ما تتضمنه من فضائح فحسب، بل أيضاً لأنها تقدم وثيقة فريدة عن شخصيات المجتمع الثقافي الفرنسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
    اعتمد الأخوان غونكور في كتابتهما الروائية منهج المدرسة الواقعية الفرنسية. لكن على خلاف الروّاد الكبار لهذه المدرسة لم يضعا أسلوباً خاصاً بهما، بل كانا انتقائيين يأخذان من الجميع بحسب ما تحتاجه رواياتهما، فكانا أقرب إلى المذهب الطبيعي Naturalisme. أما عوالمهما الأدبية فكانا يختارانها من مجالات مهنية واجتماعية محددة فتارة تدور الحكاية في مستشفى وتارة في المجالس الأدبية. وقد أظهرا تعلقاً خاصاً بعالم «الطبقات الدنيا» من المجتمع لأنها: «أقرب إلى الطبيعة وإلى الحالة البدائية، ولأن أهلها لا يزالون بسطاء لا يعرفون التعقيد». ولكي يكون بناء عوالمهما قريباً من الواقع قاما بجمع الوثائق الميدانية سواء عن طريق المشاهدة المباشرة أو من الأخبار والأحاديث المنقولة.
    برع الأخوان غونكور برسم الواقع رسماً دقيقاً ومتقناً غير أن أعمالهما افتقرت إلى الحبكة الدرامية المحكمة، مما جعلها تبدو كأنها متتابعات وصفية أو فسيفساء لغوية بشّرت بالمدرسة الانطباعية التي ازدهرت في مجال التصوير لكنها لم تنجح في الأدب الروائي.
    أوصى إدمون غونكور بإنشاء أكاديمية تحمل اسمه واسم أخيه Académie des Goncourt تضم لجنة تقدم جائزة سنوية لرواية مكتوبة بالفرنسية تعبر عن «روح الشباب والموهبة والميول الحديثة في الشكل والمضمون». وفي عام 1974 توسع مجال اهتمام اللجنة فباتت تمنح جائزة للقصة القصيرة وأخرى للحكاية التاريخية وثالثة لكتب السيرة. ومن الروائيين الذيـن حصلوا على الجائزة: مارسـيل بروسـت[ر] Marcel Proust عـام (1919)، وأندريـه مالرو[ر] André Malraux عـام (1933)، ومرغريت دورا[ر] Marguerite Duras عام (1984)، والطاهر بن جلّون (1987) وأمين معلوف (1993).
    حسان عباس
يعمل...
X