معادن (شغل)
- - -
المعادن (شغل ـ)
شغل المعادن هو تشكيل أعمال فنية فريدة بجمالها وأصالتها وطريقة إنجازها، إلى جانب دورها الاستعمالي أحياناً.
لقيت المعدنة الفنية اهتماماً كبيراً منذ الألف الرابعة قبل الميلاد وحققت تواصلاً واضحاً بين الحضارات المختلفة التي استفادت من تجارب بعضها في ابتكار الأشكال، مع الأخذ بالحسبان خصوصية الأسلوب في عملية البناء وطريقة التنفيذ. ولما تملكه الخلائط المعدنية من خصائص مميزة فقد توسعت استخداماتها لتشمل معظم الجوانب الحياتية، ولاسيما بعد قيام الثورة الصناعية وظهور الصناعات الثقيلة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
إن للعناصر التزيينية دوراً رئيساً في شكل التكوين وحضوره، ومن أهم مفرداتها الأشكال الهندسية والإنسانية والحيوانية والنباتية، كما أن لكل فنان أسلوباً خاصاً به يعتمد فيه على ثقافته وإمكاناته الإبداعية وقدرته على التحكم في استخدام المادة الأولية؛ فثمة فنان يصمم وينفذ تكوينات صغيرة وآخر يعتمد منهجية الحجوم الكبيرة، ونحات يثري أعماله بالزخارف والتزيينات وآخر يؤكد دور الكتلة، أو أهمية الخامة في بناء العمل الفني، وهناك من يبرز الجانب الإبداعي متجاوزاً أهمية المادة، مما يؤدي إلى تقسيم واضح للأساليب والأنماط والطرز الفنية. تعد مادة الحديد من أهم المواد، إذ تؤدي دوراً رئيسياً في عملية التشكيل الفني، فمنذ العصور الوسطى ظهرت نزعة واضحة لاعتماد هذه المادة عنصراً مهماً من العناصر المؤلفة للتكوين المعماري، وبدا هذا واضحاً في تطعيم الأبواب والنوافذ الخشبية بالحديد المشكّل يدوياً. لكن الطرق البدائية في الحصول على الحديد جعلته مفقوداً وغالي الثمن. وفي العصور الحديثة وبعد اكتشاف الفحم الحجري في بريطانيا في بداية القرن الثامن عشر تغيرت الصورة وتوسعت ضرورات خامة الحديد في مجال العمارة والنحت والصناعة.
ومن أهم المآثر المعمارية في نهاية القرن التاسع عشر برج إيڤل الذي شُيِّد بمناسبة معرض باريس الدولي عام 1889، وهو نصب تذكاري يرمز إلى انتصار التقانة والنهضة الهندسية، وصار منارة سياحية مهمة في باريس.
تعد المدرسة التكعبيبة من المدارس الحرة التي خرجت عن كثير من قوانين الفنون التشكيلية وفتحت الطريق إلى استخدام كل ما يمكن من التجارب ولاسيما المعادن، قد تجلّى هذا بظهور مجموعة كبيرة من النحاتين المهمين في تاريخ الفن على رأسهم الفنانين الإسبان بابلو بيكاسو Picasso وغارغايو Gargallo وغونزاليس Gonzalez، والأمريكيين كالدر Calder وهنري لورنس H.Laurens اللذين قدما مادة جديدة متمثلة بصفائح الحديد والقضبان والأسلاك وبرزا في طريقة معالجتها وتثبيتها وتأكيد الحركة من خلالها.
تخضع عملية التشكيل بالمعادن لطرائق مختلفة، ويعود ذلك إلى خصوصية المعدن المراد استخدامه في التعبير عن الموضوع، وتتلخص هذه الطرائق بالآتي: الطريقة الأولى تعتمد على صهر الخامة المراد استخدامها عن طريق حرارة كافية وصبها في قوالب خاصة هُيِّئت مسبقاً عن النموذج الوسيط، والطريقة الثانية تعتمد على إحماء الكتلة إلى درجة الاحمرار بالفحم الحجري، حتى يتحول الحديد إلى عجينة سهلة التعامل والتشكيل بمطارق ثقيلة. أما الطريقة الثالثة فتعتمد على تجميع عناصر الموضوع المقطعة والمهيأة مسبقاً وتثبيتها وفق التكوين المتصور بوساطة اللحام باستخدام القوس الكهربائية أو غاز الأستيلين والأكسجين. وهناك طريقة رابعة تعتمد الطرق على سطوح الصفيح المعدني وتشكيلها بارزة أوغائرة بمطارق خاصة وأزاميل. ومن الجدير بالذكر أن بعض النحاتين يستخدمون الطرائق المذكورة كلها في بناء أعمالهم النحتية. أما ما يتعلق بتلوين الأعمال المعدنية لإكساب العمل خاصية إيجابية فيستخدم النحاتون عادة طريقة الأكسدة عن طريق الأحماض مثل حمض كلور الماء وحمض الآزوت اللذين يضفيان طبقة جميلة وثابتة على سطوح النحاس والحديد.
أحمد الأحمد
- - -
المعادن (شغل ـ)
شغل المعادن هو تشكيل أعمال فنية فريدة بجمالها وأصالتها وطريقة إنجازها، إلى جانب دورها الاستعمالي أحياناً.
لقيت المعدنة الفنية اهتماماً كبيراً منذ الألف الرابعة قبل الميلاد وحققت تواصلاً واضحاً بين الحضارات المختلفة التي استفادت من تجارب بعضها في ابتكار الأشكال، مع الأخذ بالحسبان خصوصية الأسلوب في عملية البناء وطريقة التنفيذ. ولما تملكه الخلائط المعدنية من خصائص مميزة فقد توسعت استخداماتها لتشمل معظم الجوانب الحياتية، ولاسيما بعد قيام الثورة الصناعية وظهور الصناعات الثقيلة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
إن للعناصر التزيينية دوراً رئيساً في شكل التكوين وحضوره، ومن أهم مفرداتها الأشكال الهندسية والإنسانية والحيوانية والنباتية، كما أن لكل فنان أسلوباً خاصاً به يعتمد فيه على ثقافته وإمكاناته الإبداعية وقدرته على التحكم في استخدام المادة الأولية؛ فثمة فنان يصمم وينفذ تكوينات صغيرة وآخر يعتمد منهجية الحجوم الكبيرة، ونحات يثري أعماله بالزخارف والتزيينات وآخر يؤكد دور الكتلة، أو أهمية الخامة في بناء العمل الفني، وهناك من يبرز الجانب الإبداعي متجاوزاً أهمية المادة، مما يؤدي إلى تقسيم واضح للأساليب والأنماط والطرز الفنية. تعد مادة الحديد من أهم المواد، إذ تؤدي دوراً رئيسياً في عملية التشكيل الفني، فمنذ العصور الوسطى ظهرت نزعة واضحة لاعتماد هذه المادة عنصراً مهماً من العناصر المؤلفة للتكوين المعماري، وبدا هذا واضحاً في تطعيم الأبواب والنوافذ الخشبية بالحديد المشكّل يدوياً. لكن الطرق البدائية في الحصول على الحديد جعلته مفقوداً وغالي الثمن. وفي العصور الحديثة وبعد اكتشاف الفحم الحجري في بريطانيا في بداية القرن الثامن عشر تغيرت الصورة وتوسعت ضرورات خامة الحديد في مجال العمارة والنحت والصناعة.
ومن أهم المآثر المعمارية في نهاية القرن التاسع عشر برج إيڤل الذي شُيِّد بمناسبة معرض باريس الدولي عام 1889، وهو نصب تذكاري يرمز إلى انتصار التقانة والنهضة الهندسية، وصار منارة سياحية مهمة في باريس.
تعد المدرسة التكعبيبة من المدارس الحرة التي خرجت عن كثير من قوانين الفنون التشكيلية وفتحت الطريق إلى استخدام كل ما يمكن من التجارب ولاسيما المعادن، قد تجلّى هذا بظهور مجموعة كبيرة من النحاتين المهمين في تاريخ الفن على رأسهم الفنانين الإسبان بابلو بيكاسو Picasso وغارغايو Gargallo وغونزاليس Gonzalez، والأمريكيين كالدر Calder وهنري لورنس H.Laurens اللذين قدما مادة جديدة متمثلة بصفائح الحديد والقضبان والأسلاك وبرزا في طريقة معالجتها وتثبيتها وتأكيد الحركة من خلالها.
تخضع عملية التشكيل بالمعادن لطرائق مختلفة، ويعود ذلك إلى خصوصية المعدن المراد استخدامه في التعبير عن الموضوع، وتتلخص هذه الطرائق بالآتي: الطريقة الأولى تعتمد على صهر الخامة المراد استخدامها عن طريق حرارة كافية وصبها في قوالب خاصة هُيِّئت مسبقاً عن النموذج الوسيط، والطريقة الثانية تعتمد على إحماء الكتلة إلى درجة الاحمرار بالفحم الحجري، حتى يتحول الحديد إلى عجينة سهلة التعامل والتشكيل بمطارق ثقيلة. أما الطريقة الثالثة فتعتمد على تجميع عناصر الموضوع المقطعة والمهيأة مسبقاً وتثبيتها وفق التكوين المتصور بوساطة اللحام باستخدام القوس الكهربائية أو غاز الأستيلين والأكسجين. وهناك طريقة رابعة تعتمد الطرق على سطوح الصفيح المعدني وتشكيلها بارزة أوغائرة بمطارق خاصة وأزاميل. ومن الجدير بالذكر أن بعض النحاتين يستخدمون الطرائق المذكورة كلها في بناء أعمالهم النحتية. أما ما يتعلق بتلوين الأعمال المعدنية لإكساب العمل خاصية إيجابية فيستخدم النحاتون عادة طريقة الأكسدة عن طريق الأحماض مثل حمض كلور الماء وحمض الآزوت اللذين يضفيان طبقة جميلة وثابتة على سطوح النحاس والحديد.
أحمد الأحمد