خَليلَيَّ مالي قَد بَليتُ وَلا أَرى
لُبَينى عَلى الهِجرانِ إِلّا كَما هِيا
أَلا يا غُرابَ البَينِ مالَكَ كُلَّما
ذَكَرتَ لُبَينى طِرتَ لي عَن شِمالِيا
أَعِندَكَ عُلمُ الغَيبِ أَم لَستَ مُخبِري
عَنِ الحَيِّ إِلّا بِالَّذي قَد بَدا لِيا
فَلا حُمِلَت رِجلاكَ عُشّاً لِبَيضَةٍ
وَلا زالَ عَظمٌ مِن جَناحِكَ واهِيا
أُحِبُّ مِنَ الأسماءِ ما وافَقَ اِسمَها
وَأَشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
وَما ذُكِرَت عِندي لَها مِن سَمِيَةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
جَزِعتُ عَلَيها لَو أَرى لِيَ مَجزَعاً
وَأَفنَيتُ دَمعَ العَينِ لَو كانَ فانِيا
حَياتَكَ لا تُغلَب عَلَيها فَإِنَّهُ
كَفى بِالَّذي تَلقى لِنَفسِكَ ناهِيا
أَشوقاً وَلَمّا تَمضِ لي غَيرُ لَيلَةٍ
رُوَيدَ الهَوى حَتّى يَغُبَّ لَيالِيا
تَمُرُّ اللَيالي وَالشُهورُ وَلا أَرى
وَلَوعي بِها يَزدادُ إِلّا تَمادِيا
فَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
فَما عَن نَوالٍ مِن لُبَينى زِيارَتي
وَلا قِلَّةُ الإِلمامِ أَن كُنتُ قالِياِ
وَلَكِنَّها صَدَّت وَحُمِّلتُ مِن هَواً
لَها ما يَأودُ الشامِخاتِ الرَواسِيا