خمرة الحب بين شاعرين وقصيدة (لا تدر لي أيها الساقي) التي غنّتها زهور حسين
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
رداً على قصيدة الشاعر العراقي العلّامة محمد سعيد الحبوبي (طيّب الله ثراه)، تلك القصيدة التي يذكر فيها أجمل وصف (للخمرة)، وهو الذي لم يذقها ولا جالس متعاطيها أبداً رغم رقّة الشعر ومضامينه الرومانسية، فالشاعر محمد سعيد الحبوبي في شعره هنا الذي نستعرضه اليوم في هذه القصيدة فإنه جفا الكأس مكتفياً بـ(خمر الهوى) الذي كفاه وقد ثملَ بهواه وعشقه.
لكنّ شاعراً عراقياً آخر هو عيد الحسين الجبوري الكوفي، يرى أن ذروة المتعة والغرام هو الجمع بين لذة الكأس ووجه المعشوقة إن اجتمعا في مكان واحد لأن أحدهما يكمل الآخر بين رشفة خمر وشهد رضاب، علماً أن كليهما لم يقرب الخمر يوماً، كما هو معروف عنهما.
وإليكم أبيات من قصيدة الشاعر الحبوبي التي غنّتها المطربة العراقية المرحومة زهور حسين وبعدها رد الشاعر الجبوري على القصيدة:
لا تدر لي أيها الساقي رحيقا
أنا من خمر الهوى لن أستفيقا
ورشيق القد قد أرشفني
في مغاني لهوه خمرا وريقا
عذلوا فيك ولو لحت لهم
عدلوا فيك وما ضلوا الطريقا
وعلى الكرخ فسلم إن لي
رشاً في ذلك الحي رشيقا
هاج ماء الحسن في وجنته
فغدا في موجة الخال غريقا
أسروا قلبي وأجروا مدمعي
فأنا أشكو أسيراً وطليقا
هنا انبرى شاعرنا الجبوري متأثراً بأبيات القصيدة التي نظمها الحبوبي فأنشد أبياتاً سماها (سجال في الكأس والعشق) جاء فيها:
بل أدر لي أيها الساقي رحيقاً
أنا للكأس وللعشق رفيقا
من جفى الكأس بأيام الهوى
ولظى الوجد فقد ضلّ الطريقا
بين شهدين وحب هائم
شهدت الثغر وشهدات الرحيقا
نشوة الراح بجلسات الهوى
رشفة الكأس وتقبيل العشيقا
عذلوا فيك مغاني لهوه
ظلموا الحسن وذياك البريقا
إن غشاك الحب في حارته
فأنا في كل دنياي عشيقا
يا نجي الله قد ألهمتني
رقة الشعر جزيلاً وعميقا